بل " فراس به النعماء تستنعم " : في ذكرى وفاته الأولى

يرحم الله الفقيد
ويلهم ذويه الصبر ويحسن عزاءهم
الأمر في الضرب كما تفضل أخي الحبيب د. عمر جلال الدين هزاع.
ويصلح الأمرَ تسكين الروي ( الميم ) في أواخر الأعجاز ( الضروب )

ربُّ ، رحماك قد حـلّ الـذي تبـرمْ
............وارفـقْ فـإنّ الـرّدى مـرٌّ كمـا تعـلـمْ
وارزقْ ذوي حسرةٍ صبرا بـلا عـددٍ
.......فالمـوتُ مستعـظـمٌ لكـنّـك الأعـظـمْ
عمْدانُ دار هوى رمـح بهـا وسـط
........فاختـلّ بنيانهـا ، بــل إنّــه أحـكـمْ

والله يرعاكم.

شكرا لك سيدي خشان ( خلها خشان واحدة و سأحكي لك مرة حكاية حدثت معي عندما يتكرر الاسم لقبا أوكنية ) والشكر موصول للدكتور عمر ..
أما الخبن أو القطع في عروض البسيط التام وضربه فقد راجعت الأمر بعد نشر القصيدة وكلامكما حق لا ريب فيه ولا اختلاف .. وإني موافق تمام على قطع ضروب القصيدة حالا مع الاعتذار منكما ومن الخليل الفراهيدي .
لكن دعني أطرح السؤال ببراءة ، أي دون تبرير للخطإ ولا دفاعا عنه ولا عندا ومكابرة .. إذا كانت الدزائر العروضية للخليل قد وضعت وزن البسيط التام ( مستفعلن فاعلن مستغعلن فاعلن ) أفلا يجوز استخدام الوزن كما جاء في الأصل ... نعم شعراء العرب لم يستخدموه بصورته الأصلية لكن هل هي عادة جرت أم قاعدة ملزمة ؟ أنا طرحت الوزن بهذه الصورة عمدا في أكثر من قصيدة لأرى رأي المتخصصين ...
على كل حال لا أدعي أني أكثر من السلف ذوقا وإحساسا بالوزن والعروض ... ولكن إن هو إلا سؤال أطرحه وأمضي ؟ أما القصيدة فأنا عامل برأي الأستاذ خشان بحول الله
,ألف شكر لكما معا
الدكتور عمر : لظى مؤنث فعلا ( لقد أمضيت زمنا أراها ذكرا بشاربين عريضين والعتب على النظر ) وألف شكر ،، ألم أقل لك إني متعب ؟؟
الدكتور بما أني قد تم تسجيلي عندك متعبا مرهقا مملا ، فعليكم الآن حذف القصيدة الأولى وتعويضها بهذه معدلة حسب الأوامر العلمية التي لا مناص من الإذعان لها ..
لا تخف سأحاول ألاّ أكون متعبا في المرات القادمة
تجد القصيدة معدلة في صفحة خاصة حتى يسهل عليك الأمر

" بل فراس به النعماء تستنعم "

1 - يا ربُّ ، رحماك قد حلّ الذي تبـــــــــــــــرمْ وارفقْ فإنّ الرّدى مرٌّ كما تعلـــــــــــــــــــــــــمْ 2 - وارزقْ ذوي حسرةٍ صبرا بلا عـــــــــــــــــــددٍ فالموتُ مستعظمٌ لكنّك الأعظـــــــــــــــــــــــمْ 3 - عمْدانُ دار هوى رمح بها وســـــــــــــــــــــط فاختلّ بنيانها ، بل إنّه أحكــــــــــــــــــــــــــــمْ 4 – أبكي " فراساً " بعينٍ دمعها همـــــــــــــــــلٌ أمّا بأخرى فأبكي والدا يُكْلــــــــــــــــــــــــــــمْ 5 – رقّت له صمُّ أحجارٍ ، فَيا وجعــــــــــــــــــــي ! يهمي بدمعٍ غزيرٍ وهو مستسلــــــــــــــــــــــــمْ 6 – قد عظّم اللهَ لكنّ الجوى دنِـــــــــــــــــــــفٌ قد كان بالدّار إنْ يخطو بها تبْســـــــــــــــــــمْ 7 – يا ربُّ، رحماك إذْ لم يبق في أعينهــــــــــــم دمْعٍ فيهراقُ أو قول فيُسْترحــــــــــــــــــــــــــمْ 8 – بالأمس قد كان يمشي ملؤه طـــــــــــــــربٌ واليوم ذكراهُ جرحٌ غائرٌ مؤلـــــــــــــــــــــــــــمْ 9 – قدْ كان يحنو علـــــــــــــــــــى أمٍّ وكــــلّ أخٍ بل قل " فراسٌ " به النعماء تستنعــــــــــــــمْ 10 – قد كان نهرا فيسقي الحبُّ مهجتــــــــــــــه حتّى بكته القرى والطيرُ والأنجـــــــــــــــــــمْ 11 – بل كان بدْرا منيرا بين رفقتـــــــــــــــــــــــه حتّى غشاهُم سحابٌ حالك مظلــــــــــــــــــمْ 12 – وا عجز شعري عن التوشيح في ألـــــــــــق بل كلّ مستعذبات بعدهُ علقـــــــــــــــــــــــمْ 13 – غادرْتَ حضن التي تهوى ابتسامـــــــــــتها تلهو وعزم الصِّبا يشتدُّ بل يعــــــــــــــــــــــــزمْ 14 – قد جئْتَ أصحاب عمْرِ تصطفـــــــــــي دُرَرًا تقتادهمْ حيثُ شطآنٍ بها مُغْـــــــــــــــــــرم ْ 15 – يلهون في رملها لهو الصّبا لَعِبــــــــــــــــــــــــاً لم يدْر ما أخْفت الأقدارُ ،لا يعْلــــــــــــــمْ 16 – يطّارح الشطُّ والموجُ ابتهاجكُــــــــــــــــــــمُ لما تطارحتم اللعْب الذي اعتدتــــــــــــُـمْ 17 – واستطرفتْ روحُ أنسامِ الصَّبا شغبــــــــــــــــا لا طعم صيف ولا أفراح إلاّكُـــــــــــــــــــــــمْ 18 –كم يتعب المرء في إخماد محزنــــــــــــــــه فالنّارُ جيّاشةٌ والحزنُ لا يلْجــــــــــــــــــــــــــمْ 19 – هلْ أنت يادهرُ غدّارٌ بلا شَفَـــــــــــــــــــــــقٍ ؟ أم إنَّه سيفُ أقدارٍ فلا يثلــــــــــــــــــــــــمْ ؟ 20 – تبكي " فراساً " فتاةٌ راعهـــــــــــا حــــــــدثٌ حلْم صريعٌ وصرحٌ شاهقٌ يُحْطَــــــــــــــــــــمْ 21 – وا لوعة " الرّيمِ " لمّا تكتوي حزَنـــــــــــــــــاً فهي التي مثل نورٍ في الدُّجى مُعتــــــــــــمْ 22 – تبكي فيسقي أساها المرُّ أدمعــــــهــــــــــــــا تذوي و تذوي كأنّ الدّمعَ لا تســـــــــــــــأمْ 23 – رحماك ربّ العلا فهي التي بلغــــــــــــــت عشرين حولا ولا تدري الذي يُقْســـــــــــــــمْ 24 – رحماك ، فالقلبُ أدمته الخطوب تُـــــرى هل تنتهي ؟ : ثكلُ بارٍّ بل لظى تُضْــــــــــــرمْ 25 – وا أخْتُ ! مهلا فإنّ الموتَ حقَّ فـــــــــلا تجدي دموعٌ ، ألا ليت البكى يعْصِـــــــــــــــــمْ 26 – وا أمُّ ! صبْرا ، نعمْ فالثّكلُ حَمْلُ أســـــى والثكلُ ظلْمٌ مدى الأزمان لا يرْحـــــــــــــــــــــمْ 27 – لكنّ دنيا بني الدّنيا قد اعتصــــــــــــــرت كلّ الورى ، بل ومن أهوالها خُــــــــــــــــــــــرَّمْ

محمد بن الطيب الحامدي

أخي الحبيب
بارك الله بك وأحسن إليك
وخالص تقديري لسرعة تجاوب ورد أخينا وأستاذنا خشان
فله مني المودة
ـــــــــــ
وعن نفسي ( وهو أمر تابع لي ولا أعلم مدى قبوله في الوسط الأدبي )
لا أجد مانعاً من أن تكون قصيدتك بهذا الشكل
طالما انها على بحر عروضي صحيح
ولكن يبقى تأكيد ذلك
بيد من هم أعلم مني بما كان

ــــــــ

خالص المحبة للجميع

الأخ الشاعر محمد الحامدي
تحية طيبة
تأخرت ، ولكني أخيرا وصلت ، فلك مني التعازي على ما قدر الله وقضى ، ولكم الصبر باب للفرج من كل غائل أيام .
وأما ما قيل عن وزن القصيدة على وزن البسيط ، فقد تساءلت كثيرا عن سر حرمان الشاعر المعاصر من أصل التفعيلة كاملة ، وهل أصبحت الرخصة تسد باب الأصل بقفل الضيق لا التوسع ؟ لست أدري
وهناك كثير من التفعيلات لا يجوز بها الأصل ، وتقدس الرخصة بها ،
وقد قمت بمسح أدبي لمعظم شعر المتنبي الشاعر الفحل فما وجدت له قصيدة على أصل فاعلن ،وكل قصائده المكتوبة على البسيط أخذت برخص التفعيلة لا بأصلها .
لذا التزاما منا بما جاءت به الأوائل ننتظم حبا تحت لواء ترنمهم
شكرا لأستاذي الجليل خشان
شكرا لأخي الحبيب د عمر
وشكرا لك أخي محمد

أخي الكريم محمد الحامدي
شكرا لسعة صدرك وكريم خلقك
يطّارح الشـطُّ والمـوجُ ابتهاجكُـمُ ....لمـا تطارحتـم اللعْـب الـذي اعتـدتُـمْ
واستطرفتْ روحُ أنسامِ الصَّبا شغبـا....لا طعـم صـيـف ولا أفــراح إلاّكُــمْ
كم يتعب المرء فـي إخمـاد محزنـه.....فالنّـارُ جيّـاشـةٌ والـحـزنُ لا يلْـجـمْ
أليس في إلاكم سناد تأسيس؟
-------
أما ما ذهب إليه الخليل من وضع وزن مفترض الأصل للبسيط ( مخبون أو مقطوع ) وجوبا، فهو دلالة على أن الخليل انطلق من مثال نظري فكري ناجم عن نظرة شمولية استقرأها من شعر العرب، واقتضى تطويعها للتباديل والتوافيق هذا الافتراض. ولو أن الخليل قال إن هذا هو البسيط وسكت، لكان الأمر كما تفضلت موضع تساؤل، ولكنه قال إن هذا هو البسيط والواجب في ضربه الخبن أو القطع. وهذا التخريج النظري ثمن بسيط للتوفيق بين النظرية والتطبيق. ولعل أحدا ما يوما ما يعبر عن قوانين الشعر العربي حسب ما استقرأها الخليل بتعديل يجريه على الدوائر ليتلافى ذلك.
ودعوة إلى دوائر البحور :
http://www.geocities.com/khashan_kh/...tulbohoor.html
يرعاك الله.

جزاكم الله خيراً للمتابعة
سلطاننا الحبيب : الحريري
أستاذنا القدير : خشان
ــــــــــــــ
وللحبيب الحامدي خالص التقدير
أن أتاح لنا صفحته لتكون درساً مفيداً في علم العروض
تحيتي

شكرا أحبتي لكم جميعا فردا على عبارتكم التي أنعشت فوؤادي وواست جرحه في فقدان العزيز .. شكرا صدقا لأنتم أولو الكرم والفضل . و أدعو الله أن يحميكم وذويكم من كل مكروه .
أما انتظار الأستاذ خشان لمن يأتي فيدرس الدوائر الخليلية ويعدله فببساطة لا أرى أقدر منك على ذلك .. أنتم لها وهي لكم ... المهم قد فهمت قصدك فيما بين تنظير الخليل والممارسة الواقعية الفعلية عبر التاريخ وقد سبق وأنت قلت لست ممن يناقش عظماء الشعر عبر كامل تاريخنا العربي الحافل في الذائقة والوزن ولكن تراءى وأنا أنظم الأبيات أن البسيط التام بشكله التام دون خبن أو قطع ممكن ولذيذ ومقبول وهو شعر
فعرضت رأيي في أكر من مكان وملتفى والقصد هو الاستفادة وها أنا أستفيد منكم
دمتم للأدب رعاة حماة ودام ألقكم الفكري والأدبي جميعا دون استثناء ..
أما سناد التأسيس فسأعالجه

نص رائع من شاعر مبدع وأخ كريم.

قد استوقفني ما رأيت في الأضاريب في النص الأصلي زلكني رأيت ما اشار إليه الكرام د. عمر والأستاذ خشان وأكبرت جدا النصح اللبيب للأستاذ خشان في تصحيح الأمر بالتسكين. لمحة ذكية فعلا.

نسأل الله لفراس الرحمة والمغفرة ولكم حسن العزاء.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي