مينا الغالية...
أتسلق مرهقا ذاكرتي المتعبة، المثخنة بالجراح، ذاكرة الوجع المزمن، اراني في الزمن الاول، الى جوار العجوز التي كانت تبوح لي باسرار الخليقة بفكرها البسيط، وكانت تضم رأسي لحضنها وهي تقول لي سيأتي يوما ويجيئ ابواكِ يعتمرون هذا الشعر، ولا زاد لهم غير براءتك الدائمة وطهارتك الابدية، وانت ِ ايتها النقية ابقي ها هنا ادعي معي دعاءً حميماً، حيث لم يعد لي معك سواه في هذا الزمن الزنيم الأثيم.
مينا اسمع الانين يتكسر صداه عند الشاطئ البعيد، اقصد شاطئ الذاكرة، يجيئ كأنه التحنان المندى، اتطهر من موبقات هذا الزمن العربيد بماء عينين تمنيت لو انها كانت منذ البدء ما تطهرني، ادخل طقس عشقي الاول، اراني عند مدخل الحرمان، كهفي الحميم، وقد آويت اليه فرارا من البعد والرحيل الحتمي.
مينا نصوصك اذهلتني حد اني قرأت ونسخت فعدت وقرأت لاني وجدتها تحكي لي عن سيرة انسانة اعرفها، نعم اعرفها، اعرف نقاءها، اعرف صفاء روحها، اعرف عمق وجعها الانساني، اعرف مدى ما غرس الحرمان في قلبها من وجع والم،
لذا اردت ان اعيد واعيد قرأته.
النص جاء مكثفا وفيه لغة جميلة سلسلة بسيطة سلهة الفهم والادراك، ومع اللغة وجدت النص اشبه بالمذكرات الشخصية التي تحكي عن يوميات المرء، او ما نسميه بالسير الذاتية، حيث استطعتِ بحرفية ان تعمقي الحدث وتنثريه هنا لوحات جميلة تعالت فيها المشاعر الانسانية الراقية.
مينا...
ابقى انتظر البقية...
محبتي لك
جوتيار