أحدث المشاركات
صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 63

الموضوع: ذكريات مبعثرة !!

  1. #21
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي


    مينا الرقيقة الراقية:-

    اشراقة صباحي أخذتني إلى نبض قلبك هنا لأجد عزف على وتر الجمال وذكرياتٌ من حنين وابتساماتٌ دموعٍ ومنى

    سعدت بدفء يشع من حروفك

    محبتي لكِ وبارك الله في عمرك الطيب وجعله عامراً بكل خير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  2. #22
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    يسرى .. بصمتك أعرفها ويسعدني وجودها هنا
    وهذا صباح أخر ندي نلتقي فيه

    وجمعة مباركة

    ميــــــــنا
    أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة

  3. #23
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    واكمل بعض من الذكريات المبعثرة ..

    ورسالتي له : وحدك أنت كائن قابل للتنفس .. ووحدي انا من تجيد هذا الفن

    ميـــــــــنا

  4. #24
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    - 5 –

    [RIGHT]" دانية " هي ابنة خالها ,كانت الشابة التي تملأ البيت حيوية ونشاط وتضفي جو المرح والسعادة ليس لعائلتها الصغيرة بل للعائلة الكبيرة كلها حين تكون هنا في العطلة الصيفية , كانت كل يوم تنادي على البنت لتصعد لها وهي سعيدة بإنها ستقوم بمهمة يشوبها شيء لا تعرف الصغيرة ما هو ؟! لكنه شيء يبدو جميلا ً , لتعطيها كتابا أوراقه سمراء وغلافه ملون وعليه كتابة ورسومات ,هذه قصة !! دانية من قالت لها ذلك حين سألتها وشرحت لها معنى القصة بشكل موجز , وهنا ابتدأت تعرف إن هناك كتب آخرى , غير التي تعرف ,لتأخذ الكتاب إلى الشقة التي في الطابق الاخير لذلك الشاب الذي جاءت عائلته من بيروت نازحة وتعود لها بقصة أخرى , وكان هناك علاقة حب بينهما لكنها نقية وجميلة فهي لم تكتب له رسالة بورقة ولا هو ولكن كان الكتاب مرسالهم والبنت رسولهم , دانية تختار من عبارات الحب الذي في القصة لتضع عليها خطوطا وتعلوها نجمة وعليها حرف " د " وكذلك هو لتكون هذه هي رسائلهم .. وحين قالت دانية لأمها عن طلب ذلك الشاب أن يخطبها من أهلها حين تنهي دراستها في ذلك الصيف الأخير أسكتتها الأم وقالت لها لا تفضحينا فلن يقبل أبوك بذلك ولا تحاولي إقناعه فهذا مستحيل وكم بكت وحاولت ولكنه جدار أصم ذلك الذي يرتطم رأسها به , فالأم لا تقبل أن تقول للأب حتى مجرد القول بحجة إنهم مختلفون في المذاهب وهذا أمر مستحيل أن يقبله ,وكم توسلت البنت أمها حين حاولت أن تضع لها حقائق , أليس عيدنا واحد ؟! , ألسنا نأكل من طبيخهم ونبادلهم الزيارات ؟! أما كنتِ تقولي لأمه حين تشكو لكِ عن غربتها و كلنا لك ِ أخوات ؟! ولكن هيهات أن تسمع الأم شيئا من محاولاتها , فتعاهد الأثنان على الوفاء لبعضهما وأن يبقوا ذكرياتهما سرا ً دفينا ً إلى أن يلتقيا مرة أخرى وعاهدته على أن لا تكون لغيره وهو كذلك وسافر هو الى بلاد أجنبية بعد أشهر من هذا الحدث وبقيت هي إلى هذا اليوم وفية على العهد رغم كثرة عدد من طلبوها للزواج , ولا يعلم إلا الله وفائه .. رغم إن دانية هي الوحيدة التي حُرمت من أن تعيش حلم حياتها فالعديد من الشباب والبنات من عائلتها الكبيرة قد تزوجوا بمن يحبون فيما بعد .. ..[/RIGHT]

  5. #25
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    - 6 -



    ما أسرع ما أنتهى ذلك الصيف وشرع القادمون في حزم حقائبهم وأغراضها وألعابها , والجدة تنظر إليهم بعيون حائرة , وهي تسرح جديلة البنت الصغيرة لآخر مرة ... ربما !! وهي تذكّرها .. صغيرتي هل تذكرين كيف كنت أروي لكِ كل حكايات أمك وشقاوتها حين كانت بعمرك ِ وقصص عن الجميع ؟!
    وتتسلل الطفلة وسط فوضى الاستعداد للسفر لتهرب إلى سطح الدار لتودع البحر ربما !! أو تتنفس عطر البحر الذي عشقته كيف ما يكون هادئا ً أو هائجا ً حزينا ً أو سعيدا ً .. كانت تهرب إليه حين شقاوتها البريئة وتهرب إليه حين تكون في احتياج لشيء لا تعرفه... لكنها تهرب إليه حين تفتقد شيئا من داخل أحاسيسها فقط !!

    ومن هناك أرسلت له بعيونها تحية وداع طفولية ... ودمعة
    ثم أحست إن هناك من يبحث عنها .. فنزلت مهرولة كما هي تعودت دائما ً .. لترى أن الجميع يودعها وعرفت بمداركها الطفولية أنه وداع أخير .. بل هي متأكدة لأن أهلها أول مرة يأخذونها معهم .. ومن هنا ربما صار عندها حزم الحقائب والاستعداد للسفر شيئا مخيفا أكثر من السفر ذاته وهو ما كانت تحاول ان تنساه حين تفكر بحزم الحقائب للعودة كي لا تفقد متعة السفر ..
    وفي طريقهم الى بيروت حيث المطار .. جلست بقرب أختها الوسطى إذ امتزج لديها شعورا خاصا أن هذه الأخت هي أكثر من يحبها من بين عائلتها الحبيبة أو هي إلاقرب إلى روحها .. وفعلا ً كان إحساسها صادقا ً حقيقيا ً فمنذ هذه اللحظة كانت هذه الأخت هي توأم الروح ..

    وفي المطار حيث لثاني مرة تعرفه هذا الصيف .. ولأول مرة تجرب ركوب الطائرة بمداركها الحقيقية فقبلها كانت من الصغر بحيث لا تفهم شيئا ً , كل ما هو هنا يثير الخوف فيها ومن حيث لا تدري إختارت النوم سبيلا ً للهروب ..

    ومرت الساعات وهي نائمة حيث وصلوا إلى بلادهم .. ليجدوا هناك من ينتظر.... وقال لها أبوها : سلمي على عمك ِ وعمتكِ .... إقتربت منهم بحذر وهم يقبلونها .. لم تحب العم... ولكنها أحست بدفء العمة ..
    وفي البيت الجديد الغريب بالنسبة لها كان هناك عجوزان سلم الجميع عليهما وقبلوا أياديهم إلا هيّ .. فكل شيء فيهم يدعوها للاستغراب , كلامهم وملبسهم وجلوسهم على الأرض لكنهما دعوها إليهما بحنو ورقة جعلتها تعرف بالفطرة أنهما يحبونها وإنها منهما
    وابتدأت مرحلة جديدة ... وحياة مفصلية بالنسبة لها وليس أسلوب عيش روتيني !!
    ولكن ما أسعدها هنا ... هو البحر وقواربه وسفنه ونوارسه
    ولكن عطره ولونه يختلف عما كان هناك .. حتى الشمس فيه تختلف والهواء
    ورغم هذا أحبته بعشقها الطبيعي للبحر والقوارب والسفن والنوارس
    وحده البحر هذا وأختها توأم روحها من خفف عنها رحلة الغربة الجديدة !!

  6. #26
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    - 7 –

    وتغادر الأم بعد أيام , حيث تترك صغيرتها لتسافر من جديد إلى هناك حيث تحلم بأن تحقق طموحها بأن تكون طبيبة في أحد التخصصات النادرة في حينها , تودعها الطفلة بأسى متكرر إذ أنها تعودت منها تلك المغادرة , وبرغم الخوف الذي بداخلها وبرغم شعورها بغربة مبطنة إلا أنه فوق ذلك بدا في الأفق أن ما هنا يختلف عما هناك .. ...
    كل يوم في الصباح تفتقد جدتها والشرفة المليئة بالياسمين الشامي التي كانت تتمتع برش الماء عليه وقطف الزهور مع الجدة , وحين تعبث به تقول لها الجدة : : يا صغيرتي هذه مثلك صغيرة وتحب من يحبها , أحبيها وستعطيك أجمل الزهور ... ومن شدة شوقها لحضن جدتها صارت ترفض الفطور اليومي وتبقى جالسة في فراشها إلى أن يحين موعد الغذاء , وعندما يحين لا تأكل شيئا ً !! فطعم الاكل ورائحته تختلف كثيرا ً عما تعودت عليه كما وأنها لا تجد هنا العديد من الصغار كما هناك... لتلعب معهم... وليس هناك من سلالم تتسابق عليها... وليس هناك من يأتي عند الظهيرة لتسعد بعودته, ومرت الأيام وهي على هذا الحال .. وحدها العمة من تنبه لهزال الطفلة ربما بغريزة الأمومة الكامنة فيها أو ربما لأنها أحست أن الطفلة أحبتها , فصارت تحاول أن تعيد توازن تلك الطفلة الغريبة عن جو أهلها فتنادي عليها حين تعد الطعام وتسألها : حبوبتي !! كيف كنتم تعدون هذا ؟...
    هل تأكلين هذا ؟...
    ربما هذا يعجبكِ فتذوقيه ؟ ....
    خذي هذه الحلوى واجلسي عند تلك الشجرة.. الشجرة التي يلعب حولها الأطفال والعبي معهم .. وهكذا إلى أن تمكنت تلك المرأة الرائعة بحق من جذب الطفلة إلى عالمهم وأسلوب معيشتهم... ليس بشكل تام ... ولكن !!!!!
    إنكمشت الطفلة على حالها وصارت تخاف من الغرباء وتقوقعت مع ذكرياتها وعطر أيامها السابقة وصار عالمها الجديد هو الجد والجدّة وأباً حنوناً حائراً... ما الذي يجب أن يفعله لها كي تتعودهم , وعمة وولديها , وأخا وأختين , وعماً متمرداً رافضاً غريب الأطوار لم تفهمه ولم تكن تود أن تراه لفظاظة طبعه أو لخشيتها من غضبه غير المبرر !! عائلة تعد على أصابع اليد في حين أنه هناك عبر الأفق كان في كل بيت أكثر من هؤلاء أحيانا ..
    وبين هنا وهناك عاشت في صراع مرير .. كل ما تراه يضعه عقلها اللاواعي بمقارنة بين هنا وهناك !!
    شيئاً وحيداً وجدته مشتركاً ..هو صوت قراءة القرآن الذي يرتله جدها عند الظهيرة .. ذلك الصوت الذي جذبها واستولى على فؤادها فصارت تلعب قرب داره وتثير الضجة البسيطة وتحاول أن تعبث في قفل الباب كي تثير إنتباهه , ونجحت , فصار كل يوم بعد شوط عبثها هذا , يناديها لتجلس قربه ثم تغفو على قدميه الذي يمدها لكبر سنه وهو جالس على الأرض .

  7. #27
    الصورة الرمزية هدى توفيق أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : على ضفاف عينيك
    المشاركات : 219
    المواضيع : 17
    الردود : 219
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    عزيزتى "مينا"
    ذكرياتنا ما هى الا لقطات سريعة تعبر مخيلتنا فى ثوان
    بينما هى تمثل عمرا بأكمله
    كم كنتِ ساحرة ،،
    فى البداية .. شد انتباهى العنوان ..
    وماهى الا كلمه ، ثم عبارة ، ثم سطر .. ووجدتنى اجلس وكأن على رأسى الطير
    اغوص وابحر بين سطورك و صورك ،، حتى تخيلتنى اعيشها كفرد من افرادها ..
    وجدتنى هناك على شاطىء البحر ارقب الصغيرة تلهو وتلعب ،،
    وجدتنى اسقى شجرة الياسمين الذى اعشقه ،، واجمع ازهارها واشم عطرها ,,
    وجدتنى ارقب السفن واسمع صفيرها من فوق سطح المنزل
    وجدتنى امزج ذكرياتى بذكريات تلك الطفلة الجميلة واسترجع طفولتى فى طفولتها
    ماقرأ ت هنا يا عزيزتى هو ابهار بمعنى الكلمة..
    اسلوب مميز ، بسيط ، سهل ، سلس، لكنه رغم البساطه لا يخلو من الجمال
    لقلمك عطر مميز اظن انى سأدمنه ..
    فى انتظار البقية بكل الشوق..
    تقبلى مودتى .. ولك كل الحب والتقدير ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    .
    .
    "همس"

  8. #28
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    همس .. عزيزتي

    أظننا نعزف احن واحد .. أو نهمس بنفس الكلمات

    ابقي معي .. تسعدني رفقتك

    وطاقة ورد الياسمين مع الصباح هدية ...

    مودتي

    ميـــــــــنا

  9. #29
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    - 8 -



    صار موعدها مع جدها هو أحد طقوسها الذي تنتظره كل يوم .. أثر فيها وجذب روحها فصارت مشدوهة له لذلك عندما طواه الموت بعد أكثر من سنة بقليل ,بكته بحرقة شديدة لوحدها, وصارت تجد بعد ذلك بين ثنايا روحها حنينا له ولصوته الشجي , وكانت تلوذ بنفسها في الليل حيث كانت تبتهل لله ببعض ابتهالات طفولية فترجو الله أن يعيده لهم .. أما عن منظر موته وصورته وهو ممد على سريره فقد انطبعت في ذاكرتها وصارت تسكنها لوقت لا تعرفه أما الناس التي كانت تأتي إليهم بعد ذلك بشكل روتيني لأيام من موت جدها وملامحهم فقد صارت جزءً من ذاكرتهابل وأصبحوا ضيوفا على أحلامها الليلية !! وكان من الطبيعي أن تشعر بها جدتها لأنها صارت تختبئ خلفها من الخوف من هؤلاء الغرباء الذي يلفهم المكان , وعقلها اللاواعي يعيد لها صورة المطار .. بعضهم يأتي وبعضهم يرحل وبعضهم ينتشر هنا وهناك , وأشياء أخرى لا تفهمها , فحرصت جدتها على احتضانها لمدة أطول وقربتها إليها بعد ذلك حتى صارت لها أما ً جديدة .... لجدتها صورة رائعة فقد كانت ملكة بكل ما في هذه الكلمة من معنى , إمرأة يغلب عليها الطبع البدويّ لم تنل حظا من التعليم ــ وكذلك جدها ــ سوى ما تعلموه على أيدي شيوخ تحفيظ القرآن , رغم هذا كان جدها كثير القراءة يجلس في داره التي هي جدران ثلاثة تغطيها رفوف للكتب وجدار أصم عليه لوحة كبيرة لآية الكرسي وشباك وبساط شعبي محلي الصنع مما صار فيما بعد يعد من التراث لكنها كانت أجمل الغرف عندها حتى صارت بعد موته تنظر من الشباك عند موعده القديم لربما كان قد عاد ؟!
    والجدة / الملكة هذه كانت حكاياتها حكم... وأقوالها مأثورة فكم تعلموا منها حين كانت تجلسهم في الليل, كم حرصت على تعليمهم الموروث من عاداتهم : لا تلعب مع أخواتك يا محمد هذا لا يليق بالرجال !! .. وانتِ يا بنيتي لا يصح ان تمشي كاشفة الرأس حتى وإن كان هذا أمام عمكِ !! .. يا صغيرتي نامي مع العصافير !! ومازال قولها الذي تردده عليهم كل يوم يتردد في ذهنها حين تسهر حتى الصباح لتنام عند شروق الشمس : عليكم ان تناموا مع الدجاج وتصحوا مع الديكة !! هذا يجعل اجسامكم وعقولكم صحيحة !!
    عاشت الجدة طوبلا بعد وفاة الجد واصيبت بالخرف بعدها وهي لم تغادر بيتها الا لتذهب إلى حيث الموت يسكن , وتسكن الارواح معه .

  10. #30
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    - 9 -



    بيتهم الذي عاشوا فيه مع جدتهم كان من طراز البيوت الشرقية القديمة , باحة وسطية تفتح عليها كل أبواب وشبابيك الغرف إلا غرفة الضيوف أو ما تسمى عندهم " ديوانية الرجال " التي كانت شبابيكها وبابها تطل على الشارع مباشرة وهذا ينطبق على كل بيوت الزقاق والحي القديم و تتوسط الباحة شجرة نخيل عامرة تؤتي ثمارها كل عام .. كانوا وهم في عمر الزهور ينتظرون سقوط بعض حبات التمر ليتسابقوا إلى نيلها , وغالبا ً ما كانت تتنازل البنت الصغيرة لأخيها الكبير في التقاط تلك الحبة حين يكون معهم في اللعب خلسة عن جدته , أضيفت إلى هذه الشجرة نافورة ماء صغيرة وبعض أصص الزهر الذي أتت بها أمها من موطنها هناك , حين عادت لتعيش معهم لعام آخر في هذا البيت العتيق الذي يعبق بعطر ذكريات مبعثرة أخرى تكاد تشمها حين تأتي إليه بين الحين والحين .. وفي كل مرة عند الصيف حين تجلس بجوار جدتها في باحة الدار تفكر أن تركض لتلتقط حبة تمر تسقط ولكن لخشيتها من انتقادات جدتها اللاذعة هي من تعيقها في ممارسة ذكريات الطفولة .. فتكتفي بتأمل أولاد العائلة الصغار الجدد وهم يمارسون ذات الالعاب وكأنها جينات وراثية .
    في هذا البيت عاشوا جميعا لسنة إضافية لحين انتهاء والدها من بناء بيت جديد لهم .. كانت البنت الصغيرة تتوسل أباها في كل مرة : قرب البحر ..قرب البحر يا أبي !! أريد أن ألعب بالرمل وأصنع قلعة وأبني بيوتا ً , وأريد البيت عاليا ً لأراقب السفن .. و .. و .. ويبتسم لها الأب صاحب القلب الحنون والنظرة الدافئة والصوت الهادئ : إطمئني سيكون لك حتى لو جلبت البحر كله بين يديكِ حبيبتي !! وتفرح هي ويضحك الأب لفرحها .

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أوراق مبعثرة.....
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 18-05-2015, 08:22 PM
  2. غيوم رمادية مبعثرة
    بواسطة جمال سعد محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-05-2006, 03:54 PM
  3. لحظة مبعثرة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-07-2003, 03:29 PM
  4. اضاءات مبعثرة.
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2003, 01:18 AM
  5. اضاءات مبعثرة.
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى مهْرَجَانُ الوَاحَةِ السَّنَوِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2003, 01:18 AM