مينا ..
تشرع أبواب الذاكرة ، لتخرج ما حفر فيها ..
أتابع بشغف هذه الضكريات التي نقشتها بحروف من نور ..
رائعة كما أنت دائما ..
لن أزيد حتى أستزيد ..
بانتظار ما سيأتي ..
كل الحب مينا ..
تحيتي .
الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» إلى ابنتي» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» نظرات فى بحث النسبية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مضرب الأمثال» بقلم احمد خلف » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بين السطور» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» دعاء ... متجدد» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
مينا ..
تشرع أبواب الذاكرة ، لتخرج ما حفر فيها ..
أتابع بشغف هذه الضكريات التي نقشتها بحروف من نور ..
رائعة كما أنت دائما ..
لن أزيد حتى أستزيد ..
بانتظار ما سيأتي ..
كل الحب مينا ..
تحيتي .
//عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//
الغالية دخون .. دائما احب كلماتك
واعانق حروفك بكل محبة الاخت
احبك جدا .. واحب حضورك
ميــــــنا
أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة
- 10 –
أول يوم مدرسة , كان بلا أمها , فقد كان في ذات السنة التي جاءت بها إلى هنا , جدتها من جدلت لها ضفيرتها وعمتها اشترت لها ملابس المدرسة والحقيبة واستعد الجميع لأول يوم مدرسة في عام جديد بالنسبة لها, أخاها الكبير له مدرسة وأختها الكبيرة كذلك , فقط هي وأختها الوسطى في مدرسة واحدة .. لم تكن تعرف ما هي الهالة التي يتحدث عنها الاخرون عن أول يوم مدرسة فقد كان يوما ً عاديا ً جدا ً .. وصلت سيارة المدرسة وصعدت هي بعد أختها لم تكن تشعر بالخوف ولا الرهبة من أي شيء ربما لان توأم روحها معها جلست في المقعد المجاور من أختها بعد أن اوصتها جدتها بذلك : ضعي اختك بجانب شباك السيارة واجلسي جوارها ولا تهتمي سوى بها وانسي إن لك رفيقات . كل ما تقوله هذه الملكة كان ينفذ بتفاصيله .
بعد دقائق نامت البنت على رجل أختها إلى أن وصلوا ,, النوم عندها ليس له طقوس ومنهج .. هي فقط تنام حين تشعر برغبتها في النوم أو حين ينتقل الخوف لقلبها الصغير في الأماكن الجديدة , وظلت على هذا الحال في كل يوم ذهاب للمدرسة النوم على رجل اختها او التظاهر بالنوم !! في المدرسة استغربت من كثرة عدد المعلمات فذاكرتها تخزن لها صورة روضة الاطفال التي كان عدد معلماته قليل جدا أو حين كانت تذهب في بعض أيام مرضها مع جدتها إلى مدرسة الجدة هناك حين كانت تخشى أن تتركها لانها بالتأكيد ستلعب كثيرا ُ , ولم تكن تعرف إن هذا العدد الهائل ما هو إلا أمهات الطالبات الجدد!! حتى انها كانت تستاء من أصوات من يبكين في الفصل .. وقررت يومها ان تبدأ عامها الجديد في نفس فصل اختها لكثرة ما كانت تبكي زميلتها بجانبها وظلت كذلك إلى أن تعودت تلك على الصمت وعدم البكاء فقررت هي أن تعود الى فصلها ..
الموقرة الأديبة مينا عبدالله
جميل جدا منكِ أيتها الأديبة تقمص شخصية الطفلة الصغيرة المستجدة في المدرسة ، نطقت بما يختلج في صدرها ، وما يعن في ذهنا بأسلوب سلس سهل يناسب الموضوع إذ جاءت الكلمات والصيغ متسقة مع الفكرة والغاية ، وهذا لا يتأتى لك أحد ...
*****
( أخاها )
( كان عدد معلماته قليل )
دمت بخير وسعادة
الاستاذ الفاضل احمد الرشيدي
من القلب لك التحية على جميل كلماتك
شرفتني ببصمتك ..
دمت بخير
احترامي
ميــــــــنا
- 11–
وانتقل الجميع إلى بيتهم الجديد إلا هي .. بقيت بالحاح من جدتها بعد أن صارت مصدر سلوى ومبعث للسعادة في قلب الجدة الحزين الذي فقد رفيق العمر الطويل وإبنها الثاني وهو ذلك العم المتذمر حيث غادرهم وهاجر الى بلاد أجنبية وصارت أخباره تأتيهم على فترات متباعدة ومن الأخبار من تقول إنه تزوج من إمراة غربية وصار له أولاد هناك وإن زوجته واولاده هجروه ايضا ً , طلبت الجدة من ابنها ترك الفتاة الصغيرة معها لكنها ظلت مرتبطة باهلها عن طريق إختها الوسطى التي تشترك معها في نفس باص المدرسة والمدرسة كذلك وصارت تنتظر زيارة أهلها في نهاية الأسبوع لتلهو مع إخوانها وبقيت الفتاة إلى ان بلغت عمر الثانية عشر وهي في كنف تلك الجدة البدوية الرائعة كانت تحاول أن توضح إنها لا ترغب بالعيش هنا معها ولكنها كانت تتحسس ذلك الألم الشفيف الخفي في عيونها وتقرأ معاني كلمات أشعار شعبية وأمثال ترددها بين الحين والحين عندما تكون في حالة حزن وتردد تلك الاشعار بنغمة ولحن يشجي القلب رغم إن بعض الكلمات تكون مجهولة بالنسبة لها ولازال بعض تلك الأشعار مخزون في دفتر الذكريات هذه وكأنها تنعي ولدها الذي أضاع نفسه وأضل الطريق والعتاب مع الزوج الذي تركها وحيدة بعد أن كانا رفيقين وحظ ابنتها العاثر الذي تزوجت من رجل غتي في منتهى الرجولة ومن غير جنسيتهم مقيم في بلادهم لغرض التجارة, ولكنه تركها أرملة ترعى إبنين تؤامين في عمر الثلاث سنوات , والذي أحدهم تزوج أختها الوسطى فيما بعد ,ولكنها كانت تحمد الله كثيرا ً على ما أنعم الله به ولدها الكبير والذي هو والد تلك الفتاة وما آل إليه حاله رغم إنه تزوج بغير رغبة منهم في بادئ الأمر ثم حظت تلك الزوجة الغريبة عنهم بكل شيء بمحبة أهله ورضى والدته التي صارت تمتدحها كثيرا ً حين تأتي على ذكرها بعد أن تعرفت إليها و عرفت إنها سيدة ناحجة وأم حنون ورفيقة عمر صالحة , ومضت الأيام وانتهت مرحلة الدراسة الإبتدائية وصار على الفتاة ان تنتقل إلى بيت أبيها لتعيش هناك في وضعها الطبيعي ...
أسجل مروري ومتابعتي لكلماتك وذكرياتك التي تحوي من عبق الذاكرة بديعه بسير قلمك
تحياتي
واحترامي
اخي الكريم .. محمود عيد الله
كم يشرفني ويسعدني هذا المرور وهذه المتابعة
تحيتي واحترامي
ميــــــــنا
- 12 -
وابتدأت مظاهر الأنوثة تظهر على الفتاة المراهقة بشكل ٍ واضح ,وحين تحركت بوصلة القلب بشكل ٍ عفوي وهي في الثالثة عشر من عمرها , فقد أشارت إلى هناك .. وتذكرت إبن خالها " سامر " ذلك الشاب الجامعي الوسيم الذي كان ينزل السلم كل صباح مبكرا ً ليمارس الرياضة على الساحل ليتوقف عند باب شقة الجدة,
ويسألها : هل تريدني أن اجلب لكِ شيئا ً حبيبتي!! ؟..
فتجيبه بخجل : شوكولا .
وعند عودته كان يأتيها بنوع من الشوكولا الذي معه قطع بلاستيكية تعيد تركيبها لتصبح شيء ما قد يكون سيارة صغيرة أو شكل حيوان أو بيت صغير وكانت تجمعها كلها وحين عادت لبيتهم وهي المرة الأولى التي تعيش في غرفتها الخاصة بمفردها وضعتها جميعها في مكان يؤمن لها رؤيتها في كل وقت لتعيش لحظات سعادة حين تتذكر تفاصيل سفرتها الأخيرة إلى هناك .
وقد استعجلت الشتاء أن ينتهي ليأتي الصيف لتذهب إلى هناك وللمرة الأولى لم يكن شوقها لجدتها وتفاصيل الطفولة هناك بل شيء يجعل قلبها ينبض مسرعا ً وللمرة الأولى أيضا ً كانت تسلم عليه بخجل حتى إنه تنبه لذلك ,
قال لها : يبدو إن صغيرتنا قد كبرت فعلا ً ونحن لا نعلم !!
لم تكلم إبن خالها بعد ذلك وصارت تتجنبه لاضطراب نبض قلبها وتلون وجنتها بحمرة الخجل .
لكنها لاحظت إن هناك شيء ما يحاك وإن والدتها تشترك فيه , إلى أن جاء موعد سفرهم حينها سلم عليهم إبن خالها .
وقال لأمها : عمتي ستحضرين بالتأكيد حفل زفافي فقد كان مجهودكِ كبيرا ً ؟! .
ذهلت الفتاة ووجف قلبها وشعرت إن الدنيا من حولها غريبة ولا تعرفها ولم تستطع التمييز بين الوجوه ولكنها تجلدت لتسلم على الجميع .
وفي الطائرة سألت اختها : هل " سامر" سيتزوج قريبا ً ؟! ومن هي ؟!
اجابتها الاخت : نعم , وإنه سيتزوج من فتاة من البقاع كانت زميلته في الجامعة وهو مرتبط معها بقصة حب من خمس سنوات !! ...
حزنت جدا وشعرت بالإنكسار وقررت أن لا تأتي مرة اخرى إلى هنا !!!
كأني بهذا الشجن المتواتر/ المتوالي المنكسب هنا/ يتضح يوما بعد / وكأن هذا التدفق الشفاف/ يتدلى على عنق ذكريات حفرت في وجدانك نفسها كنقش فرعوني/بابلي قديم/ وكأني بك/ وانت تروينها بهذا التدفق الشعوري الصادق/ تعيشن تلك اللحظات/ ولايمكنك نسيانها لانها اخذت منك الكثر/ وهذا ما يجعلنا امام سؤال / قد يتردد في ذهن المتلقي هنا/ كيف تستمرين وثقل هذه الذكريات لم يزل ينوح في ذاتك/ انت اسيرة لها/ فكيف تدعين التحرر منها ...؟
مينا خان..........
انت تؤرخين نفسك...............؟
محبتي لك
جوتيار