أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 26

الموضوع: .. قـُلْ أنا أقـول .. ولا تقـل يُـقـال أن ..

  1. #11
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    السلام عليكم
    اخي العزيز ابو بكر استمعت جدا جدا بمقالتك فانا معك اتقاطع تقريبا بمبداي....
    واستمتعت بمداخلات الاخوة الافاضل:
    السمان
    -والحلاوجي
    واختي د.نجلاء
    ولم يعد عندي مااضيف امام ماطرح سوى
    مهما طرحنا سواء علم او عمل او ادب او ثقافه
    هل استطعنا تنقية المفاهيم ..وحمايتها من شوائب كثيرة نراها اليوم بالم؟
    لامجال لطرحها هنا فالامر بات واضحا
    وكذلك
    هل فعلا نملك الجراة في ترجمة مايجب ان نقول وندافع عنه سلوكا وتطبيقا ولو ضعف؟
    ام سننتظر قراءا ويبقى قولا على قول؟
    لنكن اقويا ء كفايه ويكفينا شرف المحاولات
    تحية وتقدير لكم جميعا
    لي عودة
    فرسان الثقافة

  2. #12
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخت الكريمة العزيزة ريمة الخاني ..

    نتشرف كثيراً بانضمانك لنا ..

    تعلمين أن مثل هذه الحوارات الحرة والقاعات الكبيرة للأجتماع .. لم تكن آلياتها اليوم - موجودة بالأمس .
    وما أن أُتيح لنا المجال لإيصال أصواتنا وأفكارنا حتى انتهزنا الفرص وبدأنا في فضح ما نراه سبباً في تخلفنا ، وشرح ما نراه سبيلاً لنهوضنا ..
    ولا شك أن الأمانة الأخلاقية تـُحتم علينا مطابقة العمل للقول .. وهذا ما أقرأه جلياً في مشاركات الزملاء والأساتذة الكرام .
    وما بداية هذا الحوار الثقافي الجاد الصريح العميق دون اتفاق مُسبق .. إلا دليل على صدق النوايا في محاولة للاتفاق على مفاهيم أساسية في حياتنا ..
    مفاهيم .. كان كلٌ منا يعتقد أن رؤيته لها توافق رؤى الجميع .! وإذا بنا نتحاور على ما كنا نعـدها مسلمات ..
    وإني أرى أن البداية من الأساس لتصحيح المفاهيم .. ونشر ما نتفق عليه - في ساحات الفكر العربي .. لهي البداية الصحيحة ..

    فأنا وغيري كثير .. نعتقد جازمين أن الخلل لدينا هو خلل ثقافي وفكري بالأساس ..

    وإني أرى وبكل وضوح أن تعداد العرب الأحياء لا يتعدى ( 3-ملايين) نسمة ؛ وأن المسلمين المؤمنين منهم لا يتعدى تعدادهم المليون الواحد .
    وهذه الملايين الثلاثة مشتتة بين (300-مليون نسمة) وهو العدد الافتراضي للعرب المسلمين .

    ولذلك فإني أرى أن البداية يجب أن تكون بفرز الأحياء عن الأموات ، ثم البدء بإيجاد السبل والآليات لبث الحياة في الأموات الذين يثقلون كاهل الأحياء .

    أختي العزيزة .. الكل ينتقد ويستنهض الأمة وهي كسيحة .. حتى اعتادت على نداءات الاستغاثة ولم تعد تحرك فيها ساكناً .

    أختي العزيزة .. إن الفقير المعدم .. ميّـتٌ . وفاقد الكرامة .. ميت . والجاهل .. ميت . وجُلُّ من لا يقرؤون ولا يكتبون .. موتى .

    وباستنهاضنا لهممهم .. فإننا كمن يطلب من الفقير التصدق على المسكين ؛ ويطلب من الضعيف إغاثة الملهوف ؛ ويطلب من العجزة فك أسر الأسرى والمساجين .

    أختي العزيزة .. ما دمت تؤدين رسالة إنسانية بدافع من ضمير- ولا تنتظرين أجراً من بشر ..
    فاعلمي أنك قد اهتديت السبيل ؛ فلا تستعجلي النتائج -فالأمور بمقادير ؛ ولا تـُملـّكي اليأس شبراً في حياتك .. فهو لا يستحق منك ذلك ..
    ونحن ننتظر منك الدعم ومواصلة المسير والصبر المرير - فالواقع أمـرّ . هكذا كانت بداية من سبقونا إلى المجد - فلا مفـر .

    فقـَدَرُنـَا أن نبدأ نهضتنا من الصفر .. والبشرية تقترب من نهاية الدهـر ..
    فأهلاً بكِ معنا .. وثقي تماماً أنه لدينا ما نقول .. ونعلم أن ما نقوله سيفعل فعله ..

    عندما قرأت مشاركتكِ المؤثرة .. كنت بصدد إعداد رد على مشاركة الأستاذة الدكتورة .. نجلاء .. .. وهو كذلك شبه جاهز - واعتذر منها على التأخير قليلاً ..


    تحياتي الصادقة .. للأوفياء
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  3. #13
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخت الفاضلة .. الأستاذة الدكتورة \ نجلاء طمان .. تحية صادقة

    أهلاً بعودتك ومرحباً .. وأنتِ في حلٍ من الاعتذار عن التأخير .. وأهلاً بالأخت ريمة الخاني التي انضمّت لحوارنا الحر الجريء .. حيث محاولة الاتفاق على المفاهيم الأساسية للبعد الفكري الفلسفي في الأداء البشري - من أجل فهم ما يدور حول- و داخل - عالمنا العربي الإسلامي - النائم بعضه .. والتائه بعضه الآخر .. والحائر المغلوب على أمره- ما تبقى من إنسانه ..!

    هذه المحاولة التي كان لأستاذنا الدكتور \ محمد حسن السمان ؛ والأستاذ الحبيب \ خليل حلاوجي ؛ والدكتورة الفاضلة \ نجلاء طمان .. كان لهم شرف انطلاقتها ؛ وأتمنى أن يحظى استمرارها باهتمام الجميع .!

    أما التساؤلات فهي كثيرة .. سأختصرها قدر الإمكان ، وسأتناول كل ما تعرضت له الدكتورة في مداخلتها ..

    أولاً الحضارة .. قد أسهبت- الدكتورة نجلاء - في تعريف الحضارة ووصفها ، فكانت كريمة مع القـارئ . وأتفق معها تماماً في أن مثل هذه المفاهيم لها تعريفات متعددة تتسع وتضيق ..

    ولكني أُصـرُّ على أن كل التعريفات يجب أن تتحد في الاتجاه الذي سيذهب له خيال القارئ عند قراءة أيٍ منها . حيث أنها تعريفات متعددة - ولكنها تصف وتـُشير إلى ذات المُعـرّف .

    وأختلف هنا مع ربط الحضارة بالمسميات والتعاليم الدينية .. ولذلك فأنا أختلف مع ما استدلت به ( الدكتورة )- مع التذكير بأنها قالت نكاد نتفق- ولم تقل نتفق بالمطلق- ولكنه استدلال على كل حال ..

    حيث قالت ..( ونكاد نتفق مع المستشرق الإنكليزي (ارنولد توينبي ) الذي يري أن معني الحضارة بمعناها المتخصص يقتصر علي وجهة نظر الإنسان عن الحياة ، وهذا هو الذي ينسجم مع تعريف الحضارة الإسلامية التي يمكن أن تكون مجموعة الأفكار والمفاهيم الإسلامية عن الإنسان والحياة والكون ، وهي بهذا تحدد سلوك الإنسان وطريقته في الحياة ونمط معيشته وتعامله مع الكائنات المحيطة به . ) ..

    أوجه الاختلاف : قد اختلف ابتداءً مع الدكتورة في قراءتها لرؤية المستشرق .. حيث أنه يقول بوضوح أن ( معنى الحضارة هو وجهة نظر الإنسان عن الحياة ) ؛ بينما ترجمتها الدكتورة على أنها تـُعادل من حيث التعريف - المفاهيم الإسلامية التي تـُحـدّد للإنسان سلوكه ونمط معيشته وطريقته في الحياة ( أي التي تـُجبـره على نمط معين من الحياة ) .. فهي إذن في الحالة الإسلامية - إجبارية وإن كانت إيجابية .. وبالتالي فهي لا تعبر عن وجهة نظر الإنسان للحياة ؛ ولم تنشأ بسبب رشاد فكـره ونمط ثقافته وتفاعلاته المجتمعية البشرية .

    وجه الاختلاف الثاني .. هو أني أرى الحضارة شأناً ونجاحاً- فكرياً بشرياً محضاً ، وهي ليست سوى الدرجة المطلوبة لحياة الإنسان الدنيوية- لتكون أشبه بالحياة المنطقية المثالية ( الأخروية عند المؤمنين ).

    أما المعتقد الديني فهو شأن شخصي فردي ينعكس على سلوكيات الإنسان بقدر التزامه الحقيقي به – وليس بقدر التزامه الثقافي به ..

    فأنا أرى أن مبادئ المجتمع وأعرافه التي تفرضها بيئته وإمكاناته- تفرض التزاماً ثقافياً على الإنسان- في شكل سلوكيات مُلْـزمة ضرورية لحياة الجماعة- بحكم العقاب والثواب الفوريين - أكثر بكثير مما يفرضه الالتزام الديني – الشخصي- الفردي .

    لأن الالتزام وعدم الالتزام الثقافي - يكون ظاهراً للعيان ويؤثر على الآخرين ؛ ولا يمكن التظاهر به والعمل بنقيضه - الأمـر الذي يمكن حصوله في حال الالتزام الديني .

    ولذلك فإن الثقافة توجب على الإنسان التفاعل الاجتماعي من خلالها ؛ أو الالتزام الصامت بها ، أو اعتزال المجتمع ، أو التطرف والمواجهة .!

    وليس ما نراه اليوم من تطرف وعنف- بطابع إسلامي- إلا نتيجة مؤكدة صارخة للانحراف الفكري الناتج عن دمج المعتقد الديني الملزم للأفراد - بالثقافة البشرية التي تقود حركة وعلاقة المجتمعات .

    فالحضارة أياً كان موقعها الجغرافي والتاريخي - فإن الثقافات المتعددة لا تختلف في وصفها ومدحها للحضارة-على أنها هدف قياسي حققه الفكر البشري- ويمكن الاقتداء به أو منافسته ...
    ولا يتحقق هذا الوصف وهذا المدح والإجماع حول الحضارة البشرية ولا تـُحتسب نتائجها نجاحاً لصالح الفكر البشري- في حال أنها نشأت على أساس المعتقد الديني والتعاليم الدينية .. إلا تحت مسميات أخـرى ..
    كأن يُـقال أن الفكر البشري الأرضي في مجتمع ما - نجح في الإجماع والاتفاق على الامتثال لتعاليم السماء .. وهذا من المستحيلات ..
    لأن ذلك يعني وصول الإنسان إلى درجة يشبه عندها الملائكة في التزامها الديني وعلاقتها بالخالق ؛ وإن حدث ذلك فلن يكون لفكـر الإنسان دور ولا فضل فيه .

    وقد يكون في قصة أبينا آدم وأمنا حواء- عليهما السلام .. مع الشجرة .. مثالٌ مُبسّط ٌ ومؤكدٌ ؛ حيث أمرهما المعتقد الديني باجتنابها والاستقرار في الجنة- والتي هي أنسب الأماكن لبناء حضارة تقوم على معتقد ديني .. ؛ بينما قادهما فكرهما البشري إلى محاولة بناء الحضارة التي تناسبهما وتنبع من أفكارهما البشرية .

    كما أن المنطق يقول أن الحضارة لا تزول إلا بخطأ أساسي في بنائها ،أو بزوال أو نضوب مصادرها الفكرية ووصول نظرياتها الثقافية المُـؤسِسَةِ لها إلى طريق مسدود- وفشلها في الحفاظ على استقرار المجتمع ، وفشل ثقافتها في التواصل مع بقية الثقافات ؛ أو أن تلك الحضارة كانت مفروضة ومرفوضة عند الإنسان في مجتمعها ، ولم تصل به إلى المرحلة التي تستحق معها لقب الحضارة الإنسانية- في فكره .. فلم يتذوق المجتمع طعمها ، ولم توفر الحضارة بذلك - لنفسها آليات الاستمرار والاستقرار- وبالتالي تفشل الحضارة في القدرة على البقاء ..

    حيث أن الاستقرار الذي يولـّد تناغماً وتكاملاً بين مكونات المجتمع يُـعـدُّ الأساس الذي تقوم عليه الحضارة .
    والاستقرار بهذا المعنى يُـعـدُّ الثمرة الأساسية للثقافة الرشيدة القويمة لأي مجتمع .

    وبالتالي .. فأنا أنظر إلى مسمى ومفهوم الحضارة البشرية- بمعزل عن المسميات والتعاليم الدينية- كما هو الحال كذلك مع مفاهيم الثقافة والمدنية والعلم – مثلاً .

    فلو جاز لنا أن نقول حضارة إسلامية وثقافة إسلامية .. فمعنى ذلك أن الإسلام هو المصدر الفكري لتلك الثقافة ، وهو عامل الاستقرار الذي أَسَّسَ لقيام تلك الحضارة ..

    ومن هنا تبرز إحدى الإشكاليات الأدبية والفكرية .. فعلمنا وإيماننا بأن الإسلام دين سماوي ، وبأن القرآن هو مصدر تشريعاته وتعاليمه .. وأن هذا القرآن ثابت محفوظ لم يطله تغيير ..

    ذلك يعني أن النتيجة كان يجب أن تكون استمرار تلك الثقافة ومن ثم استقرار المجتمع واستمرار بقاء ونمو تلك الحضارة .

    وعندما نقول أنه يوجد الآن كيان معنوي يُسمى الثقافة الإسلامية ، ونقول مع ذلك بأن حضارة إسلامية قد ظهرت في مرحلة تاريخية ؛ ثم تراجعت ولم تعد موجودة عمليا ..

    فكأنما نقول أن الحضارة لا علاقة لها بالثقافة .. أو نقول قد زالت الحضارة وبقيت الثقافة التي أنتجت تلك الحضارة .

    تقول الدكتورة .. نجلاء .. ( وقد راعي المسلمون في حضارتهم الإسلامية أن توجه البيوت نحو الكعبة التي هي قبلة المسلمين ) ... ؛ وتقول ( وليس لقوة مهما بلغت أن تهزم أو تهدم حضارة قائمة على ثقافة صحيحة سليمة جامعة. ) ..
    والسؤال .. لماذا هُـزمت وهُـدمت الحضارة الإسلامية ، القائمة على الثقافة الإسلامية .. إذن ..؟ .. هل كانت الثقافة إسلامية - ولكن ليست صحيحة .. وهل يجوز القول بهذا ..!
    الجواب من وجهة نظري لن يكون سوى أحد ثلاثة احتمالات .. إما أنه لم تقم حضارة إسلامية – أصلاً . أو أنها لم تقم على ثقافة إسلامية .
    أو أنه لا يوجد شيء اسمه حضارة إسلامية أو ثقافة إسلامية .. وهذا ما أراه وأقول به .

    أتفق تماماً مع الدكتورة .. نجلاء .. حين تقول ( الحضارة خاصة والعلم عام ) .. إلا أني أرى أن الدين عام أيضاً شأنه شأن العلم . لا سيما ديننا الإسلامي- حيث أنه خاتم الأديان ، ونبيه مبعوث للناس كافة .
    ومن هنا فإنه إذا حق لنا أن نقول – حضارة إسلامية – فإنه يمكننا كذلك أن نقول حضارة علمية .

    وأنا أقول .. أن ثقافة عربية عامة - ضعيفة المادة الفكرية - لا تصلح لقيام حضارة- كانت قد قامت في مرحلة تاريخية سابقة .. على أنقاض الجاهلية العربية -القبلية - التي هدمها الإسلام .
    ثم قامت على حسابها (على أنقاضها)- ثقافات عروبية مناطقية محلية لم تفلح حتى في إقامة دولة- ناهيك عن بناء حضارة .


    القادم .. تكملة المشاركة : الحضارة والمسلمون والإسلام .. ومعادلة الحضارة والثقافة والمدنية ..


    التكملة ستأتي حـالاً .. أشكركم ..

  4. #14
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    استاذي اتمنى لهذه النخبه ان تتحدى الصعاب وتبقى تجاهر بصوتها الجريح وهذا مااحالو فعله مع كل مخلص
    نامل عون الله
    وتحية من القلب

  5. #15
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    تكملة المشاركة السابقة : الحضارة والمسلمون والعرب والإسلام .. ومعادلة الحضارة والثقافة والمدنية ..


    العلاقة بين الحضارة والثقافة .. تقول الدكتورة .. نجلاء .. (من المهم أن نشير هنا إلى أن هنالك من يسوي بين الثقافة والحضارة ويجعلهما مفهوماً واحداً، ومن اشهر هؤلاء تايلور في القرن الماضي. ) ..
    وهنا أستطيع أن أرى الفرق واضح .. بين الحضارة والثقافة – وأظن الدكتورة – توافقني الرأي بغض النظر عما قيل في القرن الماضي ..
    حيث أن مصطلح الثقافة .. مستنبطٌ من الفعل – ثـَقـُفَ و ثـَقِـفَ و ثـَقـّفَ و ثـَقـَفَ .. وهي على التوالي .. صار حاذقاً ، و أدرك ، و علـّم وهذّب وقوّم ، و فاز في الحذق والمهارة .
    ومن هنا ، ومن خلال ما يستحضره خيال الإنسان والاتجاه الذي يذهب له الفكر عند سماع أو عند استعمال مصطلح الثقافة .. فإنها في أبسط معانيها تـُشير إلى ما يقوله الإنسان عن نفسه ، وما يعلمه عن غيره ، وما يود أن يقوله وأن يعلمه عنه غيره ، وما يود فعله ، وما يدعيه ، وما يسعى إليه .
    أي أن الثقافة .. هي التخطيط لمتطلبات الحياة ومحاولة التنفيذ بغض النظر عن طبيعة الهدف ، سلباً وإيجاباً ، وبغض النظر عن الفلاح أو الفشل .

    في حين أن مصطلح الحضارة .. مشتق من الحَضَر وهم أهل المدن - نقيض البدو ، أو التحضّر نقيض البداوة ، والتحضّر بمعنى التجهّـز ، والتحضّر بمعنى الرفعة في الذوق والتفكير والتصرّف . والحضور بمعنى التواجد ، والحاضر بمعنى الشاهد .
    ولذلك فإن مدلول الحضارة الذي يذهب له خيال الإنسان عند استعمال أو سماع مصطلح الحضارة .. نجده يُشير إلى الرقي والعلو والشموخ الفكري وبلوغ الأهداف الإنسانية بالطرق والوسائل العلمية والأخلاقية .
    ومن هنا فإن الحضارة .. تعني ما يُحققه المجتمع لأفراده بواسطة حسن تفكيرهم- من سعادة واستقرار- بحيث يراه الآخرون ويشهدوا به .

    أي أن الثقافة هي ما يقوله الإنسان عن نفسه وما يفعله ؛ والحضارة هي ما يراه عليه الآخرون ويشهدوا له بالتفوق الإيجابي الذي تقبله الفطرة السليمة ويتمناه ويسعى له الجميع .

    وما من شك في أن الثقافة هي وصف للمجتمعات- موجود في كل الأزمان . وأن الحضارة هي هدف عظيم نبيل تحققه بعض المجتمعات في بعض الأزمنة .

    وقبل الخوض في مفهوم الغزو الثقافي وتفاعل الثقافات .. أحب أن أذكر الآتي عن صناعة الثقافة وتطورها ..
    فأقول أن حُـذاق ورموز المجتمع والمتمردين على بعض أعرافه وواقعهم - هم الذين ينسفون قواعد ثقافته أو يُثـبّـتوها بالشكل واللون الذي يريدون ، وهم أنفسهم الذين يضعون أحجار الزوايا للمعالم الجديدة التي تضاف للثقافة .. ويقودون بها المجتمع وفق رؤاهم .. مستعملين أدوات البيئة ولغتها .

    و أن دهماء المجتمع ورعاعه هـم الذين تـُغريهم أو تـُقنعهم أو تخدعهم وأحياناً تـُجبرهم تلك المعالم الثقافية-على رفع الأيادي تأييداً لها- بسبب سطحية فهمهم لرسالتهم ومكانتهم في الحياة ؛ فيُعطون المستجدات أو التغيرات الثقافية- سواء أكانت إضافة أو حذفاً- سلبية أو إيجابية – يعطوها شرعية الحياة والبقاء بأصواتهم العددية لا الفكرية - حسب توافقها مع قدراتهم ومتطلباتهم المادية والمعنوية بما يتماشى مع بيئتهم . وتـُحسب النتيجة على المجتمع كله .

    وأن المثقفين هم أولئك الموهوبون الحائزون على كمٍ هائل من المعرفة والدراية بثقافات متعددة ، والقادرون على استحضارها بدقة وبأدلة وفهم - متى دعت الحاجة للاستدلال بها ؛ والمهيئون لبلوغ آفاق معرفية رحبة داخل بيئتهم وخارجها من تجارب ونظريات الآخرين .. مما أوجد لديهم خبرات متنوعة وتجارب عملية وبدائل معرفية في قوالب فكرية جاهزة يقيسون عليها ويحكمون بنتائج المقارنات على صلاح الأمور والآراء والنظريات - من فسادها ..

    أما المفكرون فهم أشخاص- أفراد- وجدوا أنفسهم مفكرين ، وهم قلة عادة ؛ وهم لا يبذلون جهداً كبيراً في بلـوَرَة أفكارهم التي تخاطب عقل وضمير الإنسان بغض النظر عن بيئته وثقافته .
    والمفكرون تكفيهم قراءة العناوين ورؤوس الأقلام لمن - ولما - حولهم ، وكأن أصول الأمور ونظرياتها موجودة أصلاً في ذاكراتهم وبالصورة الصحيحة ، ولا يؤخر ظهورها سوى أوان الحاجة لها ؛ أو توافر البيئة المناسبة لظهورها - مكاناً وزماناً وسُـبُلاً .
    ويمتلك المفكرون آليات ومضادات فكرية طبيعية ومُـرشـّحات منطقية فطرية - تحـول دون ولوج سلبيات ومفاسد الثقافات إلى مراكز الصناعة الفكرية لديهم .
    فترى ثقافة المجتمع المغلوطة الملوثة الموجهة عمداً باتجاهات خاطئة لخدمة مصالح ورؤى البعض - تراها تحيط بهم ، وتجدهم يُبصرون من خلالها ، فلا تشير رؤاهم غالباً إلا لما يجب أن يكون .

    والآن يمكنني أن أقول ..
    - أن ما ينقصنا هو الإنسان المفتخر بثقافته لأنها سليمة – وليس لأنها ثقافته – فحسب .
    - وما نحتاجه هي الثقافة التي نستطيع الاجتماع حولها والإجماع على صوابها – لنستطيع الدفاع عنها .
    - ما نفتقده هي الثقافة التي تسمح لنا بقبول الآخر ؛ ولا تـُهمّـش أفكارنا ؛ ولا تفرض علينا مواقف مسبقة من الآخرين .
    - ما يعوزنا هي الثقة في النفس وفهم الذات - حتى نتمكن من انتقاد عيوب ثقافتنا من أجل إصلاحها ؛ والاعتراف للآخرين بصواب ثقافتهم عندما يُثبتها لنا الواقع .
    وحقيقة أنا لا أفهم .. معنى أن للمسلم ثقافته الإسلامية ، وللأمريكي ثقافته الأمريكية .. الخ
    فماذا عن الأمريكي المسلم ، وماذا عن المسلم الإيراني الشيعي ، وماذا عن الباكستاني .. الخ
    فعندما نجد المسلم الأمريكي الذي لا يكذب ولا يسرق ولا يزني .. فهل ذلك لأن ثقافته إسلامية أم لأنها أمريكية ..!
    وعندما نجد المسلم العربي الكاذب السارق الزاني .. هل ذلك بسبب ثقافته الإسلامية أم العربية ..!
    وعندما نجد المسلمين - السني والشيعي – يُكفـّران بعضهما ، ويستحلان دماءهما .. فهل ذلك مرده للثقافة الإسلامية ، أم للثقافة العربية أم للثقافة الفارسية ..!
    وعندما نرى المواطن التركي المسلم .. يتظاهر من أجل الإبقاء على النظام العلماني ، ويسعى من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوربي المسيحي .. فهل ذلك بسبب ثقافته التركية العلمانية التي لم تبلغ قرناً من الزمان – أم بسبب ثقافته الإسلامية التي كان بفضلها خليفة لكل المسلمين لأكثر من أربعة قرون ..!

    أم أن الدين الإسلامي لكافة الناس وليس حكراً على أمة دون غيرها – وتأخذه الشعوب كما الأفراد حسب قناعاتهم وحسب بيئاتهم وحسب هداية الخالق لهم ..!
    وأن وجود الملايين من المسلمين في بلاد غير مسلمة – واختلاف ثقافاتهم وقناعاتهم ومبادئهم ونمط حياتهم – عن أبناء جلدتهم في ديارهم الأصلية – هو دليل على أن الثقافة هي صفات وقناعات بشرية ينبغي عدم نسبتها إلى الدين ..!
    وأن دور الدين يتجلى في تهذيب سلوك الإنسان وأخلاقه بقدر التزامه الحقيقي به ..!
    وأن المسلم العاصي والمنحرف والإرهابي – وهم كثير - يجب ألا يُحسب على الإسلام ثقافياً ، وإنما يُحسب على ثقافة بيئته ومجتمعه – عربياً كان أو فارسياً ، أو .. !
    وأن الدين شأنه شأن العلم .. هو هبة من الخالق لمن ثقفه وأدرك بعده الإيماني وأسراره الفكرية ، وفرض عين على من استلم كتابه بلغته – بغض النظر عن الثقافة والجغرافيا ..!
    وأن دور العرب يتمثل في إيصال رسالة الإسلام ، وضرب المثل الأعلى في الالتزام بتعاليمه – ليقتدي بهم الآخرون ..
    على أن لا ننسى أن العرب يبقون بشر .. ويظل الإسلام ديناً مقدساً .. لا يتحمل وزر إخفاقات ثقافة وفكر العرب .

    أما المغالطة الكبرى التي يقع فيها الكثيرون .. فهي ظلمهم للمواطن العربي المسلم واتهامهم له بالتبعية الثقافية والفكرية – وذلك عندما يُبدي إعجابه بالحضارة الغربية وإنجازاتها العلمية العظيمة والعدل والاستقرار والأمن والأمان التي وفرتها تلك الحضارة للمواطن الغربي . والتي لا تحتمل التشكيك – إلا مكابرةً . والتي لا علاقة للحديث عنها بالثقافة .. إلا إذا كانت ثقافة المواطن العربي المسلم يجب أن تمنعه من التعبير عما يراه أمامه .. من أجل المحافظة عليها ..!
    وفي هذه الحال .. فربما ننتظر من العرب المسلمين منع الحديث عن الحضارة الفرعونية والبابلية والآشورية والصينية واليابانية – لأنها ليست إسلامية ... وذلك حفاظاً على الفكر العربي من التبعية ..؟؟؟؟؟؟؟
    فالمواطن العربي المسلم .. يُـراد منه النهوض ، وفي ذات الوقت يُـراد له أن يعيش داخل وطنه وفق رؤى القادة السياسيين ؛ ويراد له أن يتفاعل مع ثقافات الآخرين وفق رؤى القادة الدينيين .
    ولست أدري كم تبقى من وزن بشري ومن كيان إنساني ومن مجال فكري لهذا المواطن العربي الذي أوشك أن يُصبح افتراضي ..!
    بقي أن أقول .. أن الثقافة التي تتناغم مع الفطرة الإنسانية السوية .. هي أداة وسبيل الحضارة . وأن المدنية هي ذروة الحضارة ومؤشر رسوخها ونموها الطبيعي .

    وأرى أن المدنية بالنسبة للحضارة .. هي كما العجلة بالنسبة للسرعة – بمفهوم رياضي . حيث أن السرعة الثابتة – عجلتها تساوي صفر ؛ والسرعة التزايدية – عجلتها موجبة ؛ والسرعة التناقصية- عجلتها سالبة .. وكذلك المدنية والحضارة .


    طابت أوقاتكم .. ولنا لقاء ..

  6. #16
  7. #17
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل: أبو بكر

    عندما دخلت هنا سيدى , أذكر جيدا أننى بدأت كلامى بأننى أوضح شرح لثلاث مسميات أوردتموها فى مقالتكم الأساسية, وذلك انطلاقا من إسم مقالتكم الكريمة التى هى دعوة لأن يقول كل منا ما يريد قوله لأنه يقتنع به وليس لأن غيره يقوله. من هنا بدأت مداخلتى أيضا بفتح طريق للحوار ووضع بعض المعاريف الأساسية للمصطلحات الأخيرة المذكورة. فى مشاركاتى وضعت تسلسل لما قيل وما يقال عنهم فى الماضى والحاضر وتداخلت برأيي قليلا وليس كثيرا حتى أتيح للقارىء بالأخذ بما يقتنع به, فلا نجُب بذلك عنوان مقالتكم . فالحوار سيدى الفاضل يختلف عن الفكر الخاص والتفكر, فإذن عندما تقول أختلف مع الدكتورة نجلاء وأتفق, فأعتقد سيدى أن الدكتورة نجلاء لم تنزل مشاركة بأرائها وتفكراتها هى الشخصية - وإن كنت ذكرت بعض جوانب منها- وإنما فتحت باب حوار للقارىء منعا للبس والالتباس. أرجو أن أكون أوضحت نقطة هامة هنا خاصة بما نشرته أنا.

    شذى الوردة فقط لحرصك الأدبى

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  8. #18
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    خاص بتساؤلات الأخت .. ريمة الخاني

    أختي الفاضلة .. قرأت في ردودك الثلاثة .. ألماً وحيرةً وتساؤلاتٍ -هي أقرب ما تكون إلى اليأس من تحقيق أي نتيجة من وراء هذه الكتابات ..!
    وكأني بكِ تودين القول بأن الطريق مسدود ، أو أن النتائج محسوبة ، أو أن الطريق خطأ ، أو أن الآليات أو الأسلحة التي نستعملها فاشلة ، أو أننا نكتب فقط لنستمتع بعدد القـُرّاء ، أو أننا نضيّع وقت الفراغ لدينا ..!
    فاعلمي أختي العزيزة .. أن تساؤلاتكِ مشروعة ومُبـرّرة ، ولا ينزعج منها إلا من تنطبق عليه توقعاتكِ .
    واعلمي أنه من حقكِ - بل من واجبكِ - أن تسألي .. وماذا بعد ؟ واعلمي أنه من حقكِ أن تحصلي على إجابة فورية ومقنعة .!
    واعلمي أختي الكريمة .. أنني بدأت مشواري في الكتابة بعد أن مللت الأسئلة - ولم أحصل على إجابة ..!
    واعلمي أنني أتبنى وأتحمل عبء الإجابة عن مثل هذه الأسئلة - إلى جانب بعض الزملاء .. بإذن الله وتوفيقه ..

    أختي الكريمة .. أولاً أتمنى عليك متابعة الحوار كي تطلعي على التفاصيل ، وحتى تعفيني من التكرار ..

    أما سؤالك إلى أين ..!

    فإن الإجابة الأولية عنه هي كالآتي :

    أنا أكتب في أكثر من منتدى ، وأتحاور مع الكثيرين .. وأسعى لإيجاد فكر عربي واقعي ينتبه إلى المأساة المتمثلة في الخلل الثقافي الكبير الذي يقودنا - ويقترب بنا من الهاوية ..
    وأبحث من أجل ذلك عن نخبة من الكتـّاب المهرة ، والمفكرين ذوي الحجة الدامغة ، والمثقفين المتحررين من التعصب - لغير الحق والمنطق .!
    وقد بدأت الفكرة تتشكل في خيال البعض ، وقد توصلت إلى توافق فكري شبه تام مع بعض الزملاء والأصدقاء ..
    وهدفنا إن شاء الله - هو تكوين شريحة أو طبقة من المثقفين والمفكرين التي ستأخذ على عاتقها - كلٌ في موقعه - نشر الأفكار التي نتفق على أنها ستنهض بعقل وفكر المواطن العربي المسلم ، وتـُشعره برسالته ومسئوليته الإنسانية ، حتى يلعب دوره المنوط به ، ولا يكون لقمة سائغة وأداة طيعة في أيدي الساسة ورجال الدين .
    ونحن نعلم أن الفقر والجهل والخوف - هي الأمراض والعوائق الرئيسية أمام نهوض المواطن .
    ونأخذ على عاتقنا محاربة وفضح الأفكار السطحية التي تؤدي إلى تـهميش الإنسان العربي ..
    أعلم أن الرسالة كبيرة .. ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة -كما يقولون . ولا بد من البدء . وليكن دورنا هو البدء .. وليكمل غيرنا المشوار إذا لم نكمله نحن .
    صحيح أن الظروف ليست مواتية كما ينبغي ، ولكن البحث عن أسباب الفشل والكسل والتحجج بضعف الإمكانات - هي رسالة غيرنا ولها أبطالها - وليست رسالتنا نحن ..!

    ومن يطرح أسئلة صريحة مثلك .. هو من دعاة النهوض ومن حاملي رسالة الفكر ..!

    أخيراً .. اقول وبألم كبير .. أنه لدينا أزمة مفكرين ، ولدينا فيض في أشباه المثقفين .. ولكننا نتوكل على الله وبه نستعين ..

    تحياتي .. وللحديث بقية ..

  9. #19
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخت العزيزة الدكتورة .. نجلاء طمان
    تحية الإعجاب والاستغراب

    آلمتني كثيراً نبرة الغضب والانزعاج في ردك الأخير .. التي لم أجد لها سبباً ..!
    وآلمني كثيراً التحول المفاجئ - لشذى الوردة - من الترحيب بالحوار ؛ إلى انتظار أي سؤال ؛ وأخيراً .. فقط لحرصى الأدبي ..
    وكأني قد تجاوزت المعايير الأدبية في الحوار مع أخت أحترمتها ، وسأظل أحترمها وأُقـدّرها.. مهما تكن وجهة نظرها بالحوار ..
    وأجدها أهلاً للتقدير والأحترام .. وأنا على يقين أنها لا تنتظر مني شهادة بذلك .. وهي ليست بحاجة لشاهدتي .. فالكل يشهد لها ..

    ولكني أنا الآخـر لي أحاسيسي ومشاعري .. وأدرك تماماً أصول الأدب والفكـر - ومعايير الحوار والكتابة والردود ..
    وقد كان عنوان المقالة واضحاً ( قل أنا أقول .. ولا تقل يُقال أنّ ) .. ولذلك فقد كنت حريصاً في ردودي .. حيث أني لم أتساءل حول نظريات الآخرين التي استدللت بها ، واقتصرت تساؤلاتي حول ما طرحته وما تبنته الدكتورة من أفكار ونظريات .
    وكذلك لم تكن ردودي وتساؤلاتي موجهة للدكتورة نجلاء بشكل شخصي .. وإنما كانت موجهة للمحاورين الآخرين - لأستطلع آراءهم ..

    أما أن يكون سبب الانزعاج هو قولي .. أتفق مع الدكتورة نجلاء في كذا ، ولا أتفق معها في كذا .. فهذا أمرٌ لم أفهمه ..!
    لسبب بسيط وهو أن : أسلوب أتفق أو لا أتفق - مع أفكار ووجهة نظر المحاور .. هي أساس أي حوار أدبي - فكري - ثقافي .

    إلا أن يكون السبب هو أن المهندس ليس له أن يُحاور الدكتور .. حتى وإن كان هذا المهندس - مسلماً مؤمناً وكاتباً ومفكراً .. وهذا ما لا أتوقعه من الدكتورة الفاضلة ( نجلاء طمان ) ..

    واعلمي أختي الكريمة .. أنني متحررٌ وأقبل النقد وأحترم جداً وجهات نظر الآخرين وأقـدّر مكانتهم وما يحملون من علم وأفكار ورؤى ..

    وصدقيني أختي العزيزة .. أن إحدى أخطر ما تعانيه ثقافتنا ، ويقاسيه فكرنا .. هو عدم قبول الرأي الآخر .. إلا إذا كان موافقاً لرؤانا ، أو أن يكون غيرنا قد أبدى فيه رأياً قبلنا .
    وكأنه ليس لنا أن نتحاور ونتبادل الآراء والأفكار وأن يؤازر بعضنا بعضاً بالمنطق والحق - إلا إذا كنا نعرف بعضنا مسبقاً .

    على كل حال .. ما تفضلتِ به من مشاركات دسمة مليئة بالأفكار والرؤى .. سيُـبقِـي مكانتك الرفيعة - مرموقة في نظري دون أدنى تغيير ..
    وسيبقى انزعاجك مصدر قلق لي -حتى يزول ، أو أعرف سببه - فلا أكـرّره مع سواك ..
    فأنا هنا للحوار وتبادل الأفكار مع من شاء من الزملاء الأعزاء - ولست هنا لإزعاج الكتـّاب والقـُرّاء .

    أشكرك كثيراً - على كل حال .. وأحترم وجهة نظرك .. تقبلي تحياتي

  10. #20
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    لم أغضب أيها العزيز

    فقط انزعجت عندما أحسست أن الحوار نسب بالكامل لى

    وأنا اخى العزيز أتقبل النقد عن سعة صدر

    فأنا ناقدة أخى , إذن كيف أنقد أعمال غيرى ولا أتحمل نقد لنفسى.

    سامحنا الله جميعا

    شذى أختك الوردة هنا ينشر التسامح

    د. نجلاء طمان

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مـاذا أقـولُ يا حبُّ
    بواسطة عادل العاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 08-09-2016, 08:58 PM
  2. قـُلْ
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09-10-2013, 01:08 PM
  3. قُـلْ كَـلامـاً يَـشْفيـني .. !!
    بواسطة ابتسام محمد الحسن في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-05-2012, 03:36 PM
  4. الإباحية على شبكة النت : حقائق وأرقام , ولا حول ولا قوة إلا بالله
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-03-2009, 12:51 PM
  5. إلى أنْ يحضر المحرم
    بواسطة أبورنام في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-04-2003, 09:29 AM