أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 59

الموضوع: مقالة : إهداء لأخي خليل حلاوجي ولكل عاقل(دعوة للحوار)

  1. #21
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابيه أمال مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليكم..
    العقل هو الميزان الصحيح الذي نزن به الإنسان الناجح، ولم نر إنسانا ناجحا في هذه الحياة دون أن يكون العقل مسيطرا على تصرفاته فلا يؤدي به إلى الفشل الذريع. ذلك أن العقل ينظر إلى واقع الأمور مجردا من الانفعالات النفسية التي كثيرا ما تؤدي إلى الخطأ، حيث أنه أساس للثبت في الأمور، أي التفكير فيها تفكيرا عميقا قبل الإقدام عليها..
    وبجانب العقل هناك العاطفة التي بقدر ما تشتمل على المزايا الطيبة بقدر ما تخرج عن نطاق العقل وتدفع بصاحبها إلى التصرف والاندفاع بعيدا عن الروية والتفكير اللذان هما نتاج العقل..
    بهذا فالسلوك والعاطفة الصادرين عن إنسان يستعمل عقله وتفكيره في أمور حياته الدنيوية والأخروية بشكل محمود يؤديان إلى نتائج حسنة وطيبة يراها في نفسه أولا وفي علاقاته الإنسانية أو العملية ثانيا.. أما إذا كانا صادرين عن إنسان لا يستعمل عقله وتفكيره في أموره، فإنهما بلا شك يؤديان إلى نتيجة سيئة وغير محمودة لا على نفسه ولا علاقاته بمحيطه أو مجتمعه..
    وعندما نتكلم عن العقل العربي والعاطفة العربية، نشعر بالألم والأسى من جراء ما نسمع وما نرى هنا وهناك حولنا من عواطف منطلقة، ومشاعر مندفعة بدون اتجاه محدد بالعقل والحكمة، عواطف متعاكسة ومشاعر مختلفة كلها تذهب هباء، بل تترك آثارا سيئة على النشء وعلى الجيل الذي يتطلع إلى وضعه المضطرب وسط هذه السهام الطائشة التي تفقده الرؤية الصحيحة أمام ما تدعوه إليه الحياة من معترك يجب أن يدخله موحد الرأي وصافي الذهن، واضح الهدف وعارفا الغاية التي يندفع إليها والنتيجة التي يصل إليه بإذن الله..
    لنخلص من كل هذا إلى أن عالمنا العربي عالم واحد لكن أغلب أفراده البسطاء يعيشون مضطربي الفكر والرأي، مهتزي العاطفة والشعور من كثرة هذا التراشق من حولهم والتشكيك في وحدتهم وتراثهم وحضارتهم وتاريخهم.. والسبب هو اختلال موازين العقل وموازين العاطفة لدى المتحكمين في مقدرات هذا العالم العربي، أوالقابضين على أزمته والمسيطرين على أموره الداخلية والخارجية يساعدونهم الأتباع الذين ينفذون ما يملى عليهم بتفكير وعاطفة لا يصبان إلا في التبعية ويد السوء لأمة طرحت كرامتها أرضا وأهينت بين كل الأمم على يد أفرادهـا.. فلها الله كفيـــلا.
    سيد أحمد الرشيدي وكل الأعضاء المحترمين : شكرا لما قرأته هنا من أفــكار رشيــدة..
    أختي الفاضلة بابيه أمال

    إن ما سطره يراعك من فكر مستنير ، وأسلوب مشرق تعليقا على ما كتبت ليس بمستغرب منك أيتها الأديبة المثقفة ، فقد ألفيت في كتاباتك ما يقر العين ويشنف الأذن ويثلج الصدر ويشحذ الذهن .

    ولك من أخيك الإكبار والتوقير

  2. #22
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    احمد الرشيدي ... أرشدني وإياك رب راض عنا غير غضبان

    إليك ماوعدتك...

    البحث وقد إختصرته لك وستجده كاملا ً في كتابي المزمع طبعه ... ولا أوصيك إلا أن تجتهد في مخالفتي ما استطعت إلى ذلك عقلا ً ... ايها الحبيب النجيب

    سلمك ربي لي عينا ً ثالثة ... وأذنا واعية ... وحرسك وأبقاك

    \


    ألف باء .. العقل المسلم
    لماذا يهتم المواطن العربي بانجازات الممثل البارع عادل إمام أكثر من اهتمامه بفكر كاتب بارع مثل محمد عابد الجابري ؟
    لماذا يستهلك المواطن العربي انجازات التقنية الغربية ولا يريد حتى مجرد التفكير في التقليل من الاستهلاك فضلا ً عن المساهمة في الانجاز ؟
    لماذا يفشل الطالب العربي عندما يضع في أجوبته الإمتحانية رؤيته غير المشفوعة برؤية الآباء والأجداد ؟ بل و ربما طرد من الجامعة جراء فعلته
    لماذا لا يقرأ أطباؤنا آخر منجزات الطب الحديث وتقنيته ؟ لماذا لا يفكر المهندسون العرب برسم أحلام مدننا – على الأقل - على الورق ؟
    لكل ما سبق أقول :
    نحن نعاني من أزمة ثقافية خانقة ، لا نمتلك ثروة فكرية تواكب التغالب الفكري الإنساني ، وثقافتنا التراثية أغلقت أبوابها أمام عقولنا فنسينا أبجديات العقل المسلم المنتج للمتون التجديدية وتشوشت الرؤية لكل ما هو جديد بالمقارنة مع رؤيتنا التي ألفناها ورافقتنا في الروضة والمدرسة والجامعة .
    يقول المفكر (مالك بن نبي ) في لقطة تشخيصية هامة إذ يعتبر الأفكار منها الميت ومنها القاتل. )وكما أن لكل موتى مقابر للجثث فيجب دفن بعض تلك أفكارنا الميتة لئلا تؤذينا بنتنها ).
    ولكن من يتجرأ فيقول إن هذه فكرة ميتة ؟
    ومعلوم في الفلسفة ...أن من عرف هو أين؟ يمكن أن يتوجه إلى أين؟ولكن الواقع يؤكد حاجتنا لفقه جديد في النص وفي الحياة على حد سواء وأيضا ً إعادة تشكيل العقل بالثقافة فأول ما يعالج الداء بحسن التشخيص وأهم ما في التشخيص معرفة السبب وأهم ما في السبب تحديد (وحدته).
    يقول خالص جلبي (إذا كانت الأمراض العضوية تنتقل بوحدات من الفيروسات أو الجراثيم فإن الأمراض الاجتماعية تنتقل بوحدات من الأفكار الموضوعية).
    الحقيقة أني وقفت طويلا ً أمام حكمة الله تعالى في مسألة ختم الرسالات السماوية وتعجبت كيف أن الله تعالى وهو يرسل للناس وقد ازدادت معضلاتهم على رأس كل مئات من السنين رسولا ً يهديهم إلى صراط الفلاح فيضع عنهم الإصر والأغلال فيعيد هذا الرسول إلى الإنسان إنسانيته وينجح في طرد معيقات السمو الإنساني لتبدأ دورة جديدة من النجاح ، ترى بماذا استبدل الله تعالى إرسال رسله للبشر المتعطش للحق والنجاح في الحياة ؟
    هل يعقل أن البشر تخلص من توالي وتراكب المعضلات ؟ أم أن في الأمر سرا ً خفيا ً ؟
    لقد انتبه إلى جواب هذه التساؤلات المفكر الفيلسوف الباكستاني ( محمد إقبال) وذكر: إن البشرية بعد رسالة الحبيب محمد بحاجة إلى عقل جديد لا إلى نبي جديد على حد تعبير الدكتور خالص جلبي .
    لقد ولد ( العقل السنني ) وهو العقل الذي أبطل الاتكاء على الخرافة والخوارقية قال تعالى :
    { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43
    في كتابه (الإنسان ليس وحيدا ً ) يؤكد موريسون من جعل العقل أحد الأدلة أو الأسباب السبعة على وجود الله فقال:
    ( في الإنسان شيء أعظم من غريزة الحيوان وذلك هو وجود العقل وقدراته وإبداعاته وهذا من دلائل وجود الله )

    ومن يرتضي منكم أحبتي القراء مرافقتي لنطوف فوق أرصفة مدننا وهي تحكي لنا قصة التيه ومعها قصة العقول الإسلامية وهي اليوم لا تلاحق آخر إنتاج المخابر العلمية في شأن العلوم والمعرفة

    لقد أجريت اختبارا ً على شكل استفتاء لمئتين من صفوة مثقفي مدينتي ( الموصل ) وكان احد الأسئلة فيه ما هي عجائب الدنيا السبعة فأجمعت الإجابات على أنها .. سور الصين ومنارة الإسكندرية والجنائن المعلقة ... الخ ، عندها أدركت أن الصفوة عندنا لا تزال تعيش الألفية الأولى وقد تعجب الجميع عندما ذكرت لهم أن العجائب لهذا الشهر تحديدا ًهي : شفط الطاقة من القمر محاولة تصنيع دماغ آلي يحوي 100 مليار رقاقة وبناء مجمع سكني بألف طابق وبارتفاع 4000 متر في اليابان نعم 4000 متر وستنزل إلى الأسواق سيارة تعمل بالطاقة الهيدرجينية عام 2008 .
    الحقيقة أن عقلي أنا بن العراق يختلف عن عقل صنوي ممن يقطن في الصومال ونحن الاثنين نختلف عن عقل الإنسان الذي ولد وعاش في كالفورنيا مثلا ً !!!
    فطبيعة الغذاء الفكري لكل منا يختلف عن الآخر ولكن هذه العقول الثلاثة لا تختلف قيد شعرة في قدرتها على الاستجابة والتحليل والإنتاج الفكري بعد ذلك !!! .
    ويذكر (مالك بن نبي) المفكر الجزائري (مرض الطفولة) وكيف أن تربية الطفل تبدأ منذ أيامه الأولى بل وربما في الرحم ، وعندما يصل الطفل إلى المدرسة تكون برمجته الثقافية قد انتهت وأخذ قولبته الفكرية ثم خلص الى أن هناك فرقا ً بين الثقافة والعلم .
    العقل سماه عالم الاجتماع العراقي – العبقري – علي الوردي رحمة الله عليه مهزلة لأنه يشبه ناب الذئب و خرطوم الفيل وترس السلحفاة فهو بالنسبة للإنسان يؤدي وظيفة تشبه هذه الأدوات تساعد الإنسان على وظيفة ( البقاء ) فقط لا غير .
    أما الفيلسوف الفرنسي ( هنري برجسون 1859 – 1941) فله وجهة نظر جديرة بالتوقف عندها والتأمل مليا ً ، يقول وحسب ما ورد في كتاب ( قصة الفلسفة ) لول ديورانت ما نصه : ( العقل ليس هو الأداة الصالحة لإدراك الحياة لأن هذا المطلب فوق مقدوره وأكثر مما يستطيع إذ أن العقل يميل إلى استعمال الوجود لصالحه وهذا يتطلب منه وقف تيار الحياة الذي يدب في الكون وتجزئة الوجود ليتمكن من دراسته جزءا ً جزءا ً ، فالعقل والحواس آلات للتجزئة والغاية منها تيسير الحياة لا تصوير الوجود ، أي إنها تتناول الوجود في ظاهرة ولكنها لا تنفذ إلى باطنه ولما كانت المعرفة الحقيقية هي التي تتمشى مع الوجود في تحوله وتتغلغل في بواطن الأشياء وتحسها إحساسا ً مباشرا ً كما يحس الحمل الوديع وجوب فراره من غائلة الذئاب فالبصيرة وحدها هي الإرادة الصالحة لذلك النوع من المعرفة ) انتهى كلامه.
    وهنا أنبه إلى أن القرآن المجيد لم يمدح العقل ولم يصف المتميزين بالعقلاء لكنه استخدم مصطلح ( الحكمة ) وأولي النهى بل وأمر رسوله الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام أن يستزيد من العلم : {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
    بل أن القرآن قص لنا حكاية مدهشة عن عبد من عباد الله صالحا ً صار معلما ً لنبي من أنبياء الله فأخذ المعلم يفعل سلوكيات غير منطقية لم يستطع معه النبي جراءها صبرا ً فهو قد خرق سفينة لمساكين كانوا يسترزقون بها وقتل غلاما ً هو الولد لأسرة صالحة ثم أقام حائطا ً لبيت رفض أهله أن يضيفوهما ( النبي والرجل الصالح) وهنا شاهد آخر على أن عقل النبي لم يستوعب الحكمة من فعل الرجل الصالح حتى شرحها هو له فاستيقن بعد ذلك وأدرك فضل الحكمة وقصور العقل .

    والفارق بين العلم والعقل هو كالفارق بين الصوت واللسان – بحسب ما أراه – وما يميز العلم أنه على الدوام يجلب المنافع للإنسان في حين قد يجلب العقل – أحيانا ً – الشرور للإنسان فكثير من الدهاة واللصوص والمجرمين هم من أصحاب العقول الجبارة وحين كتب الجاحظ كتابه ( حيل اللصوص) كان منتبها ً لهذه الجزئية .
    استطيع أن أؤكد الآن أن العقل عقلان :
    1\ عقل يسعى لتحويل الواقع ليطابق الرؤى التي يقترحها و
    2\ عقل يسعى لتحويل الرؤى التي يؤمن بها لتتطابق مع الواقع .
    الأول متحرر من أية قوالب فكرية ويدهش صاحبه بتسارع الانجاز الفكري تبعا ً لتعقيد وتطور معضلات الواقع .
    الثاني مستمسك بما وجد نفسه عليه فهو حريص أشد الحرص على ( الآبائية الفكرية ) بل ويعتبر نفسه جنديا ً من حماة حصونها ، مصدقا ً أن فواجع واقعه هي نتيجة لعدم الاعتصام بقولبته الفكرية التي فطر عليها مذ ولادته .
    لكل من هذين العقلين ... مقدس .. هو المرجع له
    المقدس عند العقل الأول هو : التطورية والنسبية الزمنية والنفعية ، التطورية اقتبسها من شعار (دارون ) البقاء للأقوى ، والنسبية الزمنية اقتبسها من شعار ( تعظيم الكفاءة ) ، والنفعية اقتبسها من شعار ( الاكتفاء الذاتي للعلم) فالعلم عند هذا العقل هو الإله المنقذ النافع فلا يمكن التدخل في معاييره إلا بالسيطرة على قيم العلم ذاته .
    فالعلم لا يسيطر على المجتمع وإدارته فحسب بل يفصل القيم الإنسانية والأخلاقية عن قيمه المادية .
    أما المقدس عند العقل الثاني فهو الإيمان والاعتقاد والتصور والمنهج الذي يرفض النقد وبذلك لا يختلف من يؤمن بإلوهية البقرة في الهند عمن يؤمن بإلوهية الصخرة عند قريش عمن يعبد الحاكم الفرد ( هتلر مثلا ً) فالجميع لا يعترفون بأحقية وإلزام تواصل النقد لما تفرضه عقولهم من رؤى.
    هنا يجب أن نذكر النوع الثالث وهو عقل المسلم المتشرب بمنهج الرسالة المحمدية
    فالمسلم الحق : لا يمتلك أيا ً من هذين العقلين ، المسلم الحق يمتلك العقل الذي يسعى لإصلاح حال الإنسان - في أي زمان ومكان – بالطرق المادية من خلال التصدي والاستعانة لقضية الإيمان بالقبول أو الرفض .
    فالوعي بالأسئلة الخالدة هي من تحصن المسلم من إنزلاقات وتشوشات عقله والمسلم الواعي هو الذي استطاع الإجابة عن تساؤلات هامة ، من هو ؟ وإلى أين يسير ؟ بل وينظر لنفسه ماذا تقدم لغد ٍ ؟
    إن أول سؤال يتبادر إلى ذهننا هو كيف يتم ذلك ؟
    الجواب : إن المسلم يؤمن أن المسلم هو اخو المسلم وأخو الإنسان أيضا ً في نفس الوقت ، كون الله هو رب العالمين لا رب المسلمين فحسب ورسول الرحمة المهداة هو رسول الله إلى الناس جميعاً وأن ليس بأماني المسلم ولا أماني سواه من خلق الله تتحقق هوية وجوده فوق الأرض بل هناك قانون قرآني هام جدا ً تميز بين البشر {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123
    ولكن قد نغفل عن أن من المسلمين من هو من المنافقين أو الكاذبين أو المفترين ... الخ وهو أشد ضررا ً علينا ممن يخالفنا في تصور الإيمان والعقيدة وهنا علينا استخدام الإيمان لحرب من يدعي الإيمان ويضرنا باسمه .
    وهكذا يكون الظالم وعدوانه أشد ضررا ً على المجتمع الإسلامي من الكافر المهادن والمسالم .
    ثم أني عندما أقرأ قول الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170 أتأمل جيدا ً الفريق بين ( ما أنزل الله ) وبين ( ما وجدت آبائي عليه )
    التفريق بينهما يتم من خلال تجاوز الانحياز الذي قد يوقعني به عقلي ، معلوم أن كل إنسان يقع في فخ الانحياز لذاته ولأسرته ولمدينته وبلدته وعقيدته وعشيرته وطائفته وعرقه بل ولمصلحته الشخصية وأقل البشر تأثرا ًبانحيازه هو ذلك الإنسان الذي انتبه لقانون الانحياز هذا .
    وهكذا هو مضمون عملية (التحرر) الفكري والثقافي عن مسلمات نسجتها الأعراف والتقاليد وهذا التحرر هو في ذات الوقت الاستنجاد بالنص المقدس ( القرآن وصحيح السنة) ليتم التفريق به عما نسجه الآباء .
    وموقفي من ( الآباء ) لا يحكمه الهوى أو الإعجاب بل يتحدد بقاعدة قرآنية عظيمة قال تعالى "أن نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سياتهم". فهذا هو الانفكاك السليم من مسلمات زمنية ومكانية تضر بفهمي للنص المقدس ، وأنا عندما أشاهد الخلل في تطبيق قيم المنهج القرآني عند الناس الذين أنا أعيش بينهم فان من واجبي والأمر هذا أن أنبه من أعيش بينهم إلى الكف عن الاستمرار في إنتاج أفكار تروج أو تبرر أو تكرر لأوضاعنا المزرية
    إذن : على المسلم أن يستوعب جيدا ً المضامين العملية للأصل الإسلامي الأمجد وهو التوحيد .
    فالتوحيد يخلق لنا عقلا ً محررا ً من عبادة العباد والانصياع لرؤاهم إلى عبادة رب العباد والانصياع لمراده وحده جل في علاه ، وهذا العقل المحرر أمامه مهام جليلة ليكون متسقا ًمع الهدف الذي خلق من أجله الإنسان إلا وهو تمثل العبودية الحقة لله الحق تبارك وتعالى
    ولا نعني هنا بالعبودية التقزيم الطقوسي كما يظن بعضنا بل العبودية هي الطاقة الكامنة التي تستقر في نبض قلوبنا فتسّير حياتنا بكل تفاصيلها خالصة لله وحده .
    العقل المحرر نراه يدرك كيف يعيش مع الله ولله وبالله .. يغضب لله ، يفرح لله ، يتعلم لله ، يعلم لله ، يزرع لله ، يصنع لله ، ينجب الذرية لله ، يعمر الأرض لله ، يستثمر الكون وسماواته لله ، يحارب الظلم لله ، يثأر لله ، يصحح رؤى الشر وأهله لله ... وهكذا.
    وهذه الطاقة الكامنة قد هدانا الله إلى منجمها الذي لا ينضب عن كثرة الأخذ منه ... انه القرآن .. كلام ربنا المجيد ( المجيد هنا المتجدد مع تسارع الزمن فهو لا يخلق كما ورد في الحديث) .
    أن تمتلك عقلا ً قرآنيا ً فذاك يعني انك أصبحت إنسانا ً أولا ً وانك إنسانا متحررا ً ثانيا.
    والآن : نظرة سريعة على درجات العقلانية في القرآن ...فأقول :
    بعد أن قرأت آلاف الكتب التي خرجت من عقول رجال لازالوا يفكرون بما هو كائن لا بما هو يجب أن يكون خرجت بنتيجة واحدة : إن أمامي كمسلم اليوم مهمة جليلة هي إعادة صياغة هذا العقل الذي يسكن جمجمتي .
    لقد وقفت طويلا ً مع كتاب (نقد العقل المسلم) لعبد الحليم أبو شقة...و(الحديث بين أهل الفقه والسنة) لمحمد الغزالي و (نقد الفكر الديني) لمحمد آركون و (تكوين) أو(بنية) العقل العربي) لمحمد عابد الجابري ...
    فتأكدت من وجود نوعين من العقلاء
    1\ عقلاء العقل النقلي
    2\ عقلاء العقل النقدي
    يختلف الصنف الأول عن الثاني انه منفصل عن التاريخ..بينما الثاني متصل باللحظة الراهنة يقر بكل فواجعها محاولا ً رسم الخارطة للنجاة معترفا ً بقصور الهمة لدى أبناء الأمة في حركة البعث الإسلامي.
    إن العقل عند طرفي عقلاء الأمة ينمو من خلال آلية النقد الذاتي؛ لأن المراجعة تفرض التصحيح وبمعنى آخر فان الاعتراف هو المفتاح الذي ندخل به إلى مدينة المعرفة ، والمعرفة سادتي تنمو كأي كائن حي فقط في جو الممارسة والتصحيح، فيزداد التراكم المعرفي، لما لانهاية له والقرآن يضرب لنا مثلا ً بكلمة نافعة فيقول عنها إنها ستصبح شجرة نافعة قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24
    والآن ..ما هي خصائص العقل النقلي ؟
    1\ انه يكرر الأفكار التي يرثها عن طريق الأسلاف من بدون مناقشة فنرى بعد مرور زمن على هذه الأفكار تحولها إلى مسلمات وأعراف وتقاليد وليست الخطورة هنا إلا حينما يرفض الإنسان تخليص ما هو مقدس من أفكارنا التراثية ( أعني ما ورد في كلام ربنا جل في علاه وما ورد من كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام ) تخليصها مما هو بشري غير مقدس ككلام الفقهاء والمفسرين والمصلحين .
    2\العقل النقلي ينشر الأفكار والغاية عنده هو توارد هذه الأفكار جيلا ً بعد جيل ولا يهتم البتة بتجديد الوعي عند متلقي تلك الأفكار ...
    المهم عنده هي الأفكار وليست طلب المنفعة من هذه الأفكار ..
    3\ وبحجة أن الأفكار هي جزء من موروثنا يقوم العقل النقلي بتبرير متون تلك الأفكار بل وربما يتولى الدفاع عن تلك المتون بضراوة فيحارب الأفكار الأخرى وهو يظن انه وحده على الهدى وانه ما سواه أيا ً كان على الباطل المبين ومعلوم أن التلاقح الفكري هو السبيل الأجدى للتوصل إلى الأفكار التي نحتاجها في زمن التغالب الفكري الذي نعيشه وقد ضرب لنا الله تعالى مثلا ً في كتابه المجيد عمن يجادل مقتنعا ً بما لديه من أفكار بدون أن يطلع على علم غيره ولا هدى من حوله من الناس ولا أي كتاب منير يصحح له الرؤى الفكرية قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }الحج8.
    أما العقل النقدي فهو يمتاز بثلاث ميزات
    1\ لا يمل من مراقبة الأفكار التي يملكها ويقارنها بالأفكار التي تأتيه طازجة ومتجددة من مختبرات العلوم فيأخذ ما يراه موافقا ً لأصول اعتقاده متماشيا ً مع منهجه في الانجاز المعرفي ثم يترك ما هو غير موافق ، ولقد نبه لذلك المفكر مالك بن نبي – رحمة الله عليه – إلى وجود نوعين من الأفكار
    أ\ الأفكار الحية التي تساعدنا على الاستمرار في حياة مثمرة
    ب \ الأفكار الميتة التي لم يعد لها دور نفعي في حياتنا
    بل يدعونا مالك لدفن الأفكار الميتة وبسرعة حتى نتخلص من نتنها وضررها .
    2\لا يتأخر العقل النقدي من متابعة التصحيح والتنقيح والمراجعة فهو يؤشر الخطأ والباطل ثم يورد ما يراه مناسبا ً ، وبمعنى ثان ٍ فانه يقدم لنا الحلول عند أي معضلة تواجهنا ولا يكتفي بالتشخيص وبلغة القرآن هو أن نأخذ بأحسن ما نستمع إليه من آراء قال تعالى {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }الإسراء53وقال تعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18
    ثم أن القرآن المجيد يشرح لنا موعظة سيدنا موسى عن التوراة قال تعالى{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145
    فالأخذ بأحسن ما في الكتاب المقدس ( التوراة ) يعني أن ندرك الحسن عن الأحسن مطابقة ً مع الواقع.
    3\العقل النقدي يدرك تماما ً الحدود مابين النص السماوي ومابين النص البشري فيتحرر من قيد المعصومية عند من يدعيها ، ومعلوم أن الرسل وحدهم المعصومون فيما بلغونا عن ربهم من حكمة .
    فليس عند العقل النقدي أحدا ً فوق الخطأ أو دون النقد حاشا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، والقرآن حدثنا عن (النفس اللوامة) التي لا تكف عن لوم صاحبها وكأن عملية النقد تستمر مع العقل النقدي إلى ما لانهاية .
    ومن تعود نقد ولوم نفسه نراه قد حصن نفسه من خطر من حوله من أصحاب ( القولبة الفكرية ) الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا وهم على الحقيقة وبوصف القرآن من الأخسرين أعمالاً قال تعالى :قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104}الكهف
    وقول الله تعالى عنهم : {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً }فاطر8
    والآن ...كيف يتسنى لأحدنا صناعة عقله النقدي ؟
    1\لابد أولا ً من معرفة الحدود التي يمكن من خلالها إعمال العقل في النص السماوي المقدس ( الكتاب والسنة )
    2\متى يتسنى للعقل النقدي استهلاك واستخدام (المصطلح الشرعي ) دون الاختلاط في الدلالة أو إبهامها أو تركيبها ؟
    3\لابد من تحديد ( المرجعية ) لهذا العقل النقدي فمسألة المرجعية جوهرية لأنها تشكل على أساسها الخطاب الفكري من حيث جعلنا ( الله ) تعالى مركز ومحور عقلنا النقدي
    والآن..ما هي الأبواب الثلاثة التي ندخل من خلالها إلى مدينة العقل النقدي ؟
    1\الدرهم الحلال :لابد لأي عاقل من الاستقلال المادي وفي قول النبي لنا عبرة... أنه يريد الإصلاح ما استطاع أما التوفيق فهو من الله ولاحظ أن الأنبياء جميعا ً قالوا {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء109{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }ص86
    2\ تجنب الضجيج :عندما أمر الله تعالى نبيه زكريا بالصوم عن الكلام فانه أراده أن يخصص لسانه لله تعالى وهي إشارة خفية إلى تشكل عقلنا النقدي حينما نخصص جوارحنا فنغضب لله ونفرح لله ونتعلم لله ونعلم لله ... وهكذا
    3\عبادة التأمل وتدبر قرآن الله المسطور ( القرآن العظيم ) وقرآن الله المنظور ( كون الله العظيم )
    وعلينا أن نعرف ما هي الكتب التي تحدث يقظة عقلية ؟ فتربط القارئ بالواقع وتربط الاثنين بالقرآن و يمكن تسمية هذه الكتب بحيث تختصر الجهد لمن يريد خوض مغامرة إعادة تشكيل عقله المسلم ويمكن تسمية هذه الكتب على نحو محدد، فهي ستختصر رحلة تكوين العقل من عمر مديد إلى سنوات قليلة عند أي شاب عربي قرر أن يتحرر من قيود ضياع وتشوش عقليته .
    الإنسان : موقف

  3. #23
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    الحبيب الخليل

    الحمد لله الذي يسر لك إنجاز ما وعدت ، وسأحاول أن أذكر لك ما يعن لي من وحي ما كتبت ، ولا حاجة لتقول :

    " ولا أوصيك إلا أن تجتهد في مخالفتي ما استطعت إلى ذلك عقلا ". حسبي أن اقرأ قراءة تليق بي وبك ، ويفعل الله بعدها ما يشاء .

    ودمت بخير من الله

  4. #24
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    مرت هنا فوجدت طرحا مقتضبا لأمر كبير جدا ومهم في حياة الأمة وهو وإن لم يخل من عمق ورؤية إلا أنني أرى أن نجعله موضوع حوار نتناول فيه معنى العقل والفهم ووسائل العقل وأليات الفهم تأثير ذلك على واقع الأمة في مراحلها ثم دور هذا وذاك في سبر أغوار حال الأمة وقصورها وكيفية العودة بها إلى ذاتها.

    إن العقل والإدراك والفهم والفطنة والحكمة والرؤية وغير ذلك مما يجدر بنا أن نتناوله بتفصيل كاف لنخرج منه بآليات وتوصيات نعتمدها منهجا للأمة نرسخه من خلال رابطة الواحة الثقافية.


    أنا هنا لأشكر الطرح ولأتمنى على الأخوة التفاعل في حوار تفصيلي مثمر ، ولأعد بالعودة محاورا بإذن الله تعالى.


    للتثبيت من أجل حوار هادف


    لك التحية والتقدير أخي الفاضل.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #25
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأستاذ الأديب .. أحمد الرشيدي - الأخوة الأفاضل جميعاً .. السلام عليكم

    من أجل حوار هادف


    هكذا تمت إعادة طـرح الموضوع وتثبيته ، بقصد التفاعل في حوار تفصيلي مثمر .. ومعالجة أمور العقل والفهم والحكمة والإدراك والفطنة والرؤية وكل ما في حكمها .. كما جاء في مداخلة وتوصية أخينا وأستاذنا الدكتور العزيز .. سمير العمري ..

    من أجل ذلك يتحتّم علينا التحديد والتجديد وربط الفكر بالواقع والمنطق ، لا مجرد التنقّل بين مرافئ الأدب والفلسفة والشعر والتفكّـر بقصد النقد والتذكّـر ..!

    أولاً .. أجدني أطمع في سعة صدرٍ لدى أخي الكريم .. أحمد الرشيدي .. لأُسجّـل تحفظي وعدم اتفاقي مع الأسطر التالية من مقالته القيّمة .. خاصة وأنها مُـهداة إلى كل عاقل .. ( فهل أنت ممن يكدح عقله في جنح الليل حتى ينبلج له نور الحق أم أنك ممن لا تعمل عقولهم إلا في الاحتيال لمصلحة العيال وتوفير العلف الوفير والخروج على الناس كل يوم ببردعة جديدة ! ) ..

    وأقول .. إني أتفق مع الزملاء في المدح المستحق لبعض ما حوته المقالة من أدب ، ولا أرى بأساً مع ذلك في الاختلاف والتساؤل حول كل ما تحويه من فكـر ..

    ثانياً .. الأخ الرشيدي وكل الزملاء الذين أيدتم فكرة المقالة دون تحفّـظ ..

    هل لي بطرح تساؤلات إنسانية بديهية أجدها هائمةً تائهةً بين الأدبيات الإسلامية والفكـر العربي ..

    هل نخاطب بأدبنا شريحة مُحـدّدة في بيئة ممهـدة لا ينقصها سوى التذكير ..!

    أم ترانا نخاطب أنماطاً متعددة من أقوام مهـددة في لقمة عيشها إلى الحد الذي جعلهم يرون في الفكر والعقل والتفكّـر والأخلاق ضرباً من العبث وإضاعةً الوقت والجهد ..!

    فكأني بالزميل العزيز يُخاطب أمةً من الفلاسفة المفكرين المثقفين الأغنياء الآمرين القادرين المُطاعين المالكين لأمرهم .. بعد أن طاف مُـدنهم وقُـراهم ولم يجد غير الكسل علة فيهم ..!

    وكأني بكم ترون المواطنين العرب بخلاء بفقرهم ، جُهلاء بمحض إرادتهم المسلوبة ، أغبياء برغبتهم المفقودة ، حكماء يدّخرون حكمتهم في أوج محنتهم ، عُـقلاء يعبثون بعقولهم ، أو أنكم ترونهم أحياءاً يـدّعون الموت .. إنهم أمواتٌ يريدون الحياة ..!

    كأني بالإخوة يطلبون من الضعيف إغاثة الملهوف ، ويلومون الفقير لعدم تصدقه على المسكين ، وينتظرون من العبيد تخليص المساجين ، ويرجون القراءة والكتابة من الأميين ..!

    إننا أيها السادة إنما نخاطب جمعاً - مُفـرده هو ذاك المواطن العربي المسلم الذي لا يزال يُعوّل على قبيلة أو عشيرة تحمي وجوده في حده الأدنى- مقابل تعطيل عقله وتهميش دوره والتنازل عن كيانه إلى حدها الأقصى .. بسبب غياب البديل .. وهو دولة القانون ..!

    أردت التذكير فقط بأن جُلّ من نخاطبهم هم أولئك الأفراد الذين تتملكهم الرهبة من قادم الساعات لا الأيام ، ويعبث بكرامتهم العَـوَز في حاضر السنين ، وتقودهم قناعات استقوها من واقع وجدوه قـدراً محتوماً أمامهم ، مُسلّطـاً على أعناقهم ، مُمسكاً بأقواتهم .!

    إنه واقعنا الأليم المسيطر ذو السطوة الرهيبة - الذي ما اصطدمت به رؤية أو فطنة أو إدراك أو فهم أو حكمة – إلا وأفرغها من هِمّـتها وملأها بيأسه .!

    إن العبد الذي يُفرض عليه النفاق لا يمكن أن يعيش إلا منافقاً .!

    فعندما يجلده سيده الدنيوي (النظام القائم) على جنبه المادي ، ويُحرّم عليه سيده الديني الاتقاء بجنبه الفكري- فلن يكون أمامه سوى فلسفة الثعالب .!

    أيها الزملاء الأعزاء .. إني أرى أن سلاح النقد وفضح التجاوزات وجلد الذات .. هو سلاح فاشل في عالمنا الثالث .. فهو سلاح فاعل- فقط- في عالمٍ تجاوزَ الأساسيات الإنسانية ، وقطع أشواطاً كبيرةً باتجاه الكمال وفق المعايير والقدرات البشرية ..!

    فهل خطابنا موجه إلى شريحة بذاتها كالمثقفين أو الكتّاب أو الأدباء .. مثلاً ..! فإذا كان الأمر كذلك .. فتلك طامة كبرى - إذا كانت مثل هذه الشرائح لا تزال تنتظر منا تلك النصائح ..!

    أما إذا كان الخطاب موجه إلى عموم الأمة .. فإني أرى أن الأمر يحتاج إلى ورش عمل مستمر لوضع آليات للنهوض بها .. فليس النقد والنصح هما علاجها ..!

    علينا ألا ننسى أن الأمة لا تنتظر من مثقفيها سبّـاً .. إنما تعقد عليهم الآمال وتنتظر منهم فك الأغلال ..!

    وأرجو ألا يغيب عن أذهاننا أن الواقع العلمي المستقر المزدهر - الغربي الأممي الذي نراه اليوم - هو نتيجة لثورة قادها أفراد مفكرون بالأمس ..!

    أيها الأحباب .. إننا نجانب الصواب قليلاً ونظلم العقل العربي كثيراً عندما نعيّره ونقيسه بالعقل الغربي أو الياباني الحـر الطليق في دنياه .. بينما نطلب من العقل العربي تدبّـر القرآن وإتقان العبادات والتفكّـر في الحساب وانتظار الفتاوى وطاعة ولي الأمر وصلة الأرحام والصبر على البلاء والاعتماد على الدعاء واستحضار الجهاد وضرورة الزواج والإنجاب .. الخ .. ونتوعده ببئس المصير إذا بدا منه أدنى تقصير ..!

    في الوقت الذي لا يحق له أن يسأل عن أمر ديني لم يستوعبه عقله .. وإذا سأل فإنه في أحسن الأحوال لا يحصل على جواب .. وغالباً ما يُرمى بالكفر والزندقة والعمالة والنفاق ..!



    للحديث بقية .. طابت أوقاتكم ..
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  6. #26
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر سليمان الزوي مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الأديب .. أحمد الرشيدي - الأخوة الأفاضل جميعاً .. السلام عليكم

    الأخ المفكر أبو بكر سليمان الزوي حفظه الله

    وعليك والسلام ورحمة الله وبركاته

    من أجل حوار هادف


    هكذا تمت إعادة طـرح الموضوع وتثبيته ، بقصد التفاعل في حوار تفصيلي مثمر .. ومعالجة أمور العقل والفهم والحكمة والإدراك والفطنة والرؤية وكل ما في حكمها .. كما جاء في مداخلة وتوصية أخينا وأستاذنا الدكتور العزيز .. سمير العمري ..

    يا أخي الكريم أنا على سفر ، وقد قدر الله أن أطل على الواحة ، فكان ما جاد به فكركم وأدبكم هو أول ما وقعت عليه عيناي ، ثم إن والدتي - يا أخي الكريم في حالة صحية سيئة ، وأنا في حالة نفسية سيئة ، كما أني لم أكتب هذه المقالة لأقيم حوارا ، وإنما هي محاولة فكرية أولى نشرتها في جريدة الوطن الكويتية يقرأها المثقف والطبيب والمهندس والمعلم والطالب ، والمنافق والمؤمن ، والعالم ، والجاهل ، والأديب والمفكر ، والموسيقي ... أنا لم أقم حوارا ، وإنما حاولت أن أجتهد ، وأسأل الله ألا يحرمني الأجر ، وأود أن أنوه بأن الأستاذ العزيز خليل حلاوجي هو الذي أقام حوارا ، ولست أنا . وتوصية أخي الكريم أستاذك الدكتور سمير العمري موجهة للمفكرين أمثالك ، وأما أنا ، فكما ذكرتَ أنتَ فيما يلي :

    من أجل ذلك يتحتّم علينا التحديد والتجديد وربط الفكر بالواقع والمنطق ، لا مجرد التنقّل بين مرافئ الأدب والفلسفة والشعر والتفكّـر بقصد النقد والتذكّـر ..!

    ثم إني لم أقرأ في شروط الانتساب للواحة أنه يتحتم على من كتب مقالة فكرية - أقولها تسامحا - ألا يكتب في موضوع آخر ، ، ومعلوم أن الأدب يروح عن النفس بينما الفكر يجهد الذهن ، ومن الصعوبة بمكان إعمال الفكر والنفس في وادٍ آخر .


    أولاً .. أجدني أطمع في سعة صدرٍ لدى أخي الكريم .. أحمد الرشيدي .. لأُسجّـل تحفظي وعدم اتفاقي مع الأسطر التالية من مقالته القيّمة .. خاصة وأنها مُـهداة إلى كل عاقل .. ( فهل أنت ممن يكدح عقله في جنح الليل حتى ينبلج له نور الحق أم أنك ممن لا تعمل عقولهم إلا في الاحتيال لمصلحة العيال وتوفير العلف الوفير والخروج على الناس كل يوم ببردعة جديدة ! ) ..

    يا أخي الكريم هذا أسلوب إنشائي شائع ليس الغرض منه مجابهة المخاطب ، إلا إن كان المخاطب كما يقول الأخوة المصريون : ( اللي على راسه بطحه ) فماذا بوسعي أن أفعل له ، ثم إنها ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين ، أليس إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح النفس ومكاشفتها ؟

    وأقول .. إني أتفق مع الزملاء في المدح المستحق لبعض ما حوته المقالة من أدب ، ولا أرى بأساً مع ذلك في الاختلاف والتساؤل حول كل ما تحويه من فكـر ..

    ثانياً .. الأخ الرشيدي وكل الزملاء الذين أيدتم فكرة المقالة دون تحفّـظ ..

    هل لي بطرح تساؤلات إنسانية بديهية أجدها هائمةً تائهةً بين الأدبيات الإسلامية والفكـر العربي ..

    لقد ذكرتُ لكَ - أخي الفاضل - ما كان من أمري في هذه المقالة ، وأما الزملاء ، فلا أعلم لِمَ لم يتحفظوا .
    هل نخاطب بأدبنا شريحة مُحـدّدة في بيئة ممهـدة لا ينقصها سوى التذكير ..!

    أم ترانا نخاطب أنماطاً متعددة من أقوام مهـددة في لقمة عيشها إلى الحد الذي جعلهم يرون في الفكر والعقل والتفكّـر والأخلاق ضرباً من العبث وإضاعةً الوقت والجهد ..!

    فكأني بالزميل العزيز يُخاطب أمةً من الفلاسفة المفكرين المثقفين الأغنياء الآمرين القادرين المُطاعين المالكين لأمرهم .. بعد أن طاف مُـدنهم وقُـراهم ولم يجد غير الكسل علة فيهم ..!

    أجبتك - أخي الفاضل - فيما ذكرتُه في صدر كلامي ، لقد نشرت هذه المقالة في جريدة يومية ، ثم أشار عليَّ أخي الدكتور حسان الشناوي بنشرها هنا ، ففعلتُ ، وكنتُ حديث عهد بالواحة ، فوجدت أن أخي الفاضل خليل حلاوجي يُعنى بمسائل الفكر ، فأهديتُه إياه .
    وكأني بكم ترون المواطنين العرب بخلاء بفقرهم ، جُهلاء بمحض إرادتهم المسلوبة ، أغبياء برغبتهم المفقودة ، حكماء يدّخرون حكمتهم في أوج محنتهم ، عُـقلاء يعبثون بعقولهم ، أو أنكم ترونهم أحياءاً يـدّعون الموت .. إنهم أمواتٌ يريدون الحياة ..!

    كأني بالإخوة يطلبون من الضعيف إغاثة الملهوف ، ويلومون الفقير لعدم تصدقه على المسكين ، وينتظرون من العبيد تخليص المساجين ، ويرجون القراءة والكتابة من الأميين ..!

    إننا أيها السادة إنما نخاطب جمعاً - مُفـرده هو ذاك المواطن العربي المسلم الذي لا يزال يُعوّل على قبيلة أو عشيرة تحمي وجوده في حده الأدنى- مقابل تعطيل عقله وتهميش دوره والتنازل عن كيانه إلى حدها الأقصى .. بسبب غياب البديل .. وهو دولة القانون ..!

    أردت التذكير فقط بأن جُلّ من نخاطبهم هم أولئك الأفراد الذين تتملكهم الرهبة من قادم الساعات لا الأيام ، ويعبث بكرامتهم العَـوَز في حاضر السنين ، وتقودهم قناعات استقوها من واقع وجدوه قـدراً محتوماً أمامهم ، مُسلّطـاً على أعناقهم ، مُمسكاً بأقواتهم .!

    إنه واقعنا الأليم المسيطر ذو السطوة الرهيبة - الذي ما اصطدمت به رؤية أو فطنة أو إدراك أو فهم أو حكمة – إلا وأفرغها من هِمّـتها وملأها بيأسه .!

    إن العبد الذي يُفرض عليه النفاق لا يمكن أن يعيش إلا منافقاً .!

    فعندما يجلده سيده الدنيوي (النظام القائم) على جنبه المادي ، ويُحرّم عليه سيده الديني الاتقاء بجنبه الفكري- فلن يكون أمامه سوى فلسفة الثعالب .!

    أيها الزملاء الأعزاء .. إني أرى أن سلاح النقد وفضح التجاوزات وجلد الذات .. هو سلاح فاشل في عالمنا الثالث .. فهو سلاح فاعل- فقط- في عالمٍ تجاوزَ الأساسيات الإنسانية ، وقطع أشواطاً كبيرةً باتجاه الكمال وفق المعايير والقدرات البشرية ..!

    فهل خطابنا موجه إلى شريحة بذاتها كالمثقفين أو الكتّاب أو الأدباء .. مثلاً ..! فإذا كان الأمر كذلك .. فتلك طامة كبرى - إذا كانت مثل هذه الشرائح لا تزال تنتظر منا تلك النصائح ..!

    أما إذا كان الخطاب موجه إلى عموم الأمة .. فإني أرى أن الأمر يحتاج إلى ورش عمل مستمر لوضع آليات للنهوض بها .. فليس النقد والنصح هما علاجها ..!

    أيها الأخ الكريم إذا أقمتَ ورش عمل ، فسأكون أول من يعمل معك .

    علينا ألا ننسى أن الأمة لا تنتظر من مثقفيها سبّـاً .. إنما تعقد عليهم الآمال وتنتظر منهم فك الأغلال ..!

    أما قولك ( سبا ) فلستُ بمعلق عليها ، وليغفر الله لك .

    وأرجو ألا يغيب عن أذهاننا أن الواقع العلمي المستقر المزدهر - الغربي الأممي الذي نراه اليوم - هو نتيجة لثورة قادها أفراد مفكرون بالأمس ..!

    أيها الأحباب .. إننا نجانب الصواب قليلاً ونظلم العقل العربي كثيراً عندما نعيّره ونقيسه بالعقل الغربي أو الياباني الحـر الطليق في دنياه .. بينما نطلب من العقل العربي تدبّـر القرآن وإتقان العبادات والتفكّـر في الحساب وانتظار الفتاوى وطاعة ولي الأمر وصلة الأرحام والصبر على البلاء والاعتماد على الدعاء واستحضار الجهاد وضرورة الزواج والإنجاب .. الخ .. ونتوعده ببئس المصير إذا بدا منه أدنى تقصير ..!

    في الوقت الذي لا يحق له أن يسأل عن أمر ديني لم يستوعبه عقله .. وإذا سأل فإنه في أحسن الأحوال لا يحصل على جواب .. وغالباً ما يُرمى بالكفر والزندقة والعمالة والنفاق ..!



    للحديث بقية .. طابت أوقاتكم ..
    أخي الفاضل لم أكتب حرفا لأناقش ، فأنا عن هذا في شغل ، وإنما لأقول لك :

    أخي الكريم لقد قرأت ثمَّ ما يجعلني لا أعود هنا إلا قارئا مستفيدا ، فبارك الله لكم في علمكم وفكركم وأدبكم ، والسلام .

  7. #27
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخ الكريم والأديب الرقيق والزميل العزيز .. أحمد الرشيدي ..

    من القلب .. أدعو الله لك الفَرَجَ والاستقرار وللوالدة الكريمة الشفاء العاجل ..

    أخي .. أود القول بأنك لست أول من ينتقدني أدبياً بينما أتناول شأناً فكرياً .. وربما يرجع ذلك إلى الأسلوب الذي هو جزء مني والذي قد يشوبه شيء من القسوة ونبرة الهجوم والتحدي .. رغم أني لا أجد نفسي تحدثني أو تدفعني لذلك ، ولا أفخر ولا أسعى ولا أطمح أن أكون كذلك ..! بل إني أستحي وأخجل وأخشى أن أوصف بذلك .. ولكن يبدو أن في الواقع شيء من ذلك ، وربما لم أفلح في إخفائه عن الآخرين لأني أنا نفسي لا أراه ولا أعلم بوجوده ..!

    وكل ما أستطيع أن أجزم به صادقاً – وأُشهِـدُ الله تعالى عليه – هو أني عندما أُناقش وأحاور وأنتقد فإنني أوجه خطابي للأفكار لا للأشخاص ..!

    على كل حال .. فقد تم طرح الموضوع للحوار ، ودُعينا للمشاركة والتفاعل ولذلك قلت وجهة نظري ..

    ومن خلال قراءتي لتفاعل الأخوة الذين سبقوني بالردود فقد وجدت أن جُلّهم يفوقونك قناعة بصواب فكرتك وسلامة رؤيتك ولذلك فقد كانت تساؤلاتي موجهة للجميع ..!

    أرجو أخي العزيز أن تكون بخير وأرجو أن لا تجد في نفسك شيئاً تجاهي .. فأنا أخوك وعضدك وإن اختلفت الرؤى أو أُسيء فهم القصد عن غير قصد ..

    تحياتي ..

  8. #28
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ
    كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟

    كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباً
    ويعاني في شـرقنا الفضلاءُ
    كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ
    ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ

    إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي
    فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ

    أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً
    فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ

    إنني رافضٌ زماني وعصـري
    ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ


    \

    قد تختصر هذه القصيدة للمرحوم نزار قباني ... الكثير مما أردت أن ندركه هنا ونحن نحلل أخطر موضوع يمس الأسس التي تقوم عليها ثقافتنا ...

    وددت لو أن الأحبة ناقشوا مثلث ( الإعتقاد \ العقل \ العلم ) وأنا قد فصلت فيه في ردي ...

    أخوتي الكرام : لا بد من مصارحة أنفسنا بحقيقة عللنا ... لا بد

    \

    بالغ تقديري
    وأنتظركم ... جميعا ً ... لنخرج بنتيجة مثمرة وفعل مجدي

  9. #29
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الواحة تـُكـرّم أدباءها وكُتـّابها ومُفكريها ..



    دعوة الأخوة في إدارة الواحة لنا .. إلى حوار حول مفاهيم بحجم الحكمة والرؤية والفطنة والإدراك والفهم والعقل والعلم والاعتقاد .. هـو شرفٌ عظيم وحلمٌ قد تحقق ..

    ولا شك أن المغزى من هذه الدعوة للحوار حول هذه الموجودات المعنوية والمفاهيم الإنسانية – الأزلية أزل الإنسان .. هو سبر لأغوارنا نحن – الفكرية، وهو استشراف لمدى إحاطتنا بها واستيعابنا ورؤيتنا لها ، ومدى اتفاقنا حول مدلولاتها الوجدانية البنائية العميقة ...

    أعِـدُ بعودة قريبة للحوار على ضوء ما تفضل به الأستاذ الفاضل والمحرك الفاعل .. أخي الأستاذ خليل حلاوجي في مشاركته المُفصّلة ... حال سماح الظروف ( عامل الوقت ) بذلك ..

  10. #30
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    أشكر مرورك أخي ابو بكر ... وأنتظر من جميع جهابذة الواحة ... رأيهم


    فهنا

    سنؤسس لعقلانية إسلامية تواكب الألفية الثالثة ... بكم ومعكم أحبتي

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تشرنقٌ ـ ولحظة مخاض برسم القدر ! ( لعودتك خليل حلاوجي )
    بواسطة شموخ الحرف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 21-05-2015, 10:31 AM
  2. ( أصدقاء خليل حلاوجي )
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 30-09-2012, 09:29 PM
  3. موت ... اهداء الى الاستاذ : خليل حلاوجي
    بواسطة عمر العزاوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-07-2009, 07:34 PM
  4. إلى العزيز خليل حلاوجي(فوائد الصيام)
    بواسطة أبو خولة هبة الله في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-08-2008, 11:36 AM
  5. وحدة المسلمين السياسية(اهداء للاخ خليل حلاوجي)
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-07-2008, 09:38 AM