أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

الموضوع: إليكِ أكتب

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي إليكِ أكتب

    أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ يا عيدَ الدُنْيا ، أَكْتُبُ إِلَيْكِ حَرْفًا لَيْسَ كَأَيِّ حَرْفٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ قَلْبٍ لَيْسَ كَأَيِّ قَلْبٍ ، وَمِنْ روحٍ لَيْسَتْ كَكُلِّ روحٍ ، هُوَ حَرْفِيَ الَّذي هُوَ أَنا ، أَنْظِمُهُ مَنْظومَةَ اللَّحْنِ الْمَعْزوفِ عَلى أَنْغامِ الْعُيونِ الَّتي تَحْتَفِلُ بِكِ كُلَّما الْتَقَتْكِ وَأَنْتِ لَحْنُ الْوُجودِ الَّذي عَزَفَهُ الْكَوْنُ حينَ اسْتَقْبَلَكِ نورًا ، وَقَدْ كانَ الضِّياءُ مَرْهونًا لِجَبينِكِ ، وكانَ الْهَمْسُ مَرْهونًا لِعِيْنَيْكِ ، وَالسَّحْرُ مَرْصودًا لِصَوْتِكِ الآتي مِنْ أَعْماقِ يَنابيعِ الْغَرامِ . كانَ الْكَوْنُ يَتَرَقَّبُ ، وَكانَ الْقَمَرُ يَتَبَصَّصُ مِنْ بَعيدٍ مُرْسِلاً النُّجَيْماتِ يَتَرَقَّبْنَ اللَّحْظَةَ ، وَقَدْ غارَ عِنْدَما أَعْلَمَتْهُ الشَّمْسُ أَنَّ ضِياءً حَلَّ يُنْبِئ ُبِالَّتي سَتُزَفُّ لِلْكَوْنِ ، هذا الْكَوْنُ الَّذي اشْتاقَها أَزْمِنَةً وَأَزْمِنَةً ، وَقَدْ شاغَلَتْهُ الْحَسانُ ، وَسَعَيْنَ إِلِيْهِ كُلَّ مَسْعًى ، وَبَذَلْنَ لَهُ كُلَّ الْبَذْلِ ، وَالْكَوْنُ لا يَحْلُمُ إِلا بِها ، أَتَعْلَمينَ مُنْذُ مَتى حَلُمَ بِكِ الْكَوْنُ ؟ مُذْ كانَ الضِّياءُ يَتَكَوَّنُ ، وَالنّورُ يَتَهَيَّأُ لِلانْسِيابِ عَبْرَ الْمِساحاتِ الشّاسِعَةِ ، وَالْجَمالُ يَتَشَكَّلُ ، يَرْقُبُكِ الْكَوْنُ مُذْ كانَتْ الْحِكْمَةُ في رَحِمِ التَّكْوينِ ، وَالْيَقينُ يَنْعَجِنُ في مُخَيَّلاتِ الْفَلاسِفَةِ لا يَعْرِفُ بَعْدُ ما هُوَ الْيَقينُ ، لَقَدْ تَمَنّاكِ الْكَوْنُ وَهُوَ يُلَمْلِمُ شَتاتَهُ لِتَكونَ الْمَجَرّاتُ وَتَكونَ الْعَوالِمُ ، وَيَكونَ الْبَقاءُ والْفَناءُ ،
    هَلْ كانَ الْكَوْنُ يَعْلَمُ أَنَّكِ الْمِحْرابُ الَّذي تَرَهَّبَ فيهِ الْجَمالُ يُصَلّي شاكِرًا أَنَّهُ لَكِ مِنَ الْمُريدينَ ، يُحَلِّقُ في مَداراتِكِ وَقَدْ وَدَّعَ كُلَّ الْمَداراتِ وَوَدَّعَ كُلَّ الْمَجَرّاتِ ، وَفَرَّ مِنْ كُلِّ الشُّموسِ مُطَلَّقًا النُّجومَ وَالْكَواكِبَ ؛ لِتَكوني أَنْتِ غايَتَهُ ، وَكُنْتُ سَأَلْتُهُ ذاتَ يَوْمٍ عَنْ حالِهِ في هِواكِ فَابْتَسَمَ ابْتِسامَةَ الْعارِفِ بِحالي حينَ أَسْأَلُهُ ، وَلَكَمْ سَأَلْتُهُ عَنْ أَحْوالِ الْعاشِقينَ وَالْهائِمينَ في الْغرامِ ، وَلَطالَما أَمْضَيْتُ مَعَهُ اللَّيالِيَ نَتَرَقَّبُكِ قَبْلَ أَنْ تَأْتي إِلِيْهِ ، كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّكِ آتِيَةٌ قَبْلَ أَنْ تَكوني أَنْتِ ، لكِنَّني كُنْتُ أَضِنُّ عَلى الْكَوْنِ بِالْبَوْحِ لَهُ بالسِّرِّ الَّذي يَتَمَنّاهُ ، كُنْتُ أَضِنُّ عَلَيْهِ بِتَفْسيرِ حُلْمِهِ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ في حِواراتٍ ؛ كُلٌّ مِنّا يَتَرَفَّعُ عَنِ الإِجابَةِ بابْتِسامَةِ الْعالِمِ بِما يَجولُ في خَلَدِ الآخَرَ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ يا أَميرَتَهُ لا نَهْجَعُ عَنِ التَّرَقُّبِ ، لكِنّي كُنْتُ الأَقْرَبَ إِلى الْمَعْرِفَةِ ، لا لِأَنَّ لَدَيَّ مِنَ الْعِلْمِ ما يَجْعَلُني الْفَيْلَسوفَ أَوْ الْعالِمَ ، أَوْ الرّاجِمَ بِالْغَيْبِ ، وَلكِنْ لِأَنَّني أَعْرِفُكِ مُنْذُ لَحْظَةِ التَّكْوينِ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ قَبْلَ أَنْ نَكونَ ، وَقَبْلَ أَنْ يَكونَ الْكَوْنُ ، لِأَنَّنا في بِدايَةِ الْخَلْقِ كُنّا مَعًا ، كُنّا مَعًا لَحْظَةَ الانْعِجانِ ، حينَ كانَ الْجَمالُ يَتَرَقَّبُ ، وَالسِّحْرُ يَتَرَقَّبُ ، وَالنّورُ يَتَرَقَّبُ ، وَ حينَ كانَتْ البِحارُ تَتَلاطَمُ ، والأَرْضُ خاشِعَةً تَنْتَظِرُ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ وَكُنْتِ تَعْرفينَني ، كُنّا هُناكَ ، يَوْمَ كانَ الْعالَمُ يَتَشَكَّلُ في اللَّوْحَةِ الْأَبَدِيَّةِ الَّتي لَمْ تَتِمْ إِلاّ يَوْمَ احْتَفَلَ بِكِ آتِيَةً مِنْ عَوالِمِ الْوُجودِ إِلى عَالَمِ الْمَوْجودِ ـ ما أَغْرَبَنا مِنْ مَخْلوقاتٍ ، تَنْسى يَوْمَ كانَتْ في الْعالَمِ الرَّحيبِ ، وَتَذْكُرُ لَحْظَةَ دُخولِها للْعالَمِ الضَّيِّقِ ؛ لِتَحْلُمَ مِنْ جَديدٍ بِالرَّحابَةِ ، وِالْعالَمِ الطَلْقِ ، وَالْفَضاءاتِ الْمُتَرامِيَةِ بِلا حُدودٍ ، بِلا مَنْعٍ ، وَبِلا بَحْثٍ عَنِ الْجَمالِ ؛ لِأَنَّ الْجَمالَ هُناكَ مُطْلَقٌ ، وَالنّورَ مُطْلَقٌ في الْمُطْلَقِ ـ وكُنا نُدْرِكُ ما لا نُدرِكُهُ الْيَوْمَ .
    ابْتَسَمَ لِيَ الْكَوْنُ مَرَّةً أُخْرى ، لِأَنَّهُ لا يَبْحَثُ إِلاّ عِنْكِ ، وَيَحْتَفِلُ الْيَوْمَ بِكِ ، أَما أَنا فَباحِثٌ فيكِ ، أَجوبُ عالَمَكِ الَّذي تَحْتَوينَهُ ، وَأَحْلُمُ فيكِ ؛ لأَنَّ كائِناتِكِ مِنْها ما هُوَ مِنْ كائِناتِ الكون ، وَمِنْها أُخَرٌ لا يَعْرِفُها في عالَمِكِ إِلا أَنا ، أَيَّتُها الإِنْسِيَّةُ الْمَسْكونَةُ بِالْجِنِّيِّ ، وَالْجِنَّيَةُ الْمَسْكونَةُ بِالإِنْسِيِّ ، وَالطّينَةُ الْمَلائِكِيَّةُ ، أَيَّتُها الْمُدْرِكَةُ كَيْنونَةَ الْحُبِّ ، هذا الْحُبُّ الَّذي تَبْنينَ مِنْهُ جَنّاتٍ مُدَرَّجَةً تُهْدينَها لِلإنْسانِ ، وَتَنْظِمينَ مِنْهُ تَرْنيمَةَ التَّكْوينِ ، وَتَرْنيمَةَ اللِّقاءِ ، وَتَرْنيمَةَ التَّوْديعِ ، وَتَرْنيمَةَ الذِّكْرى . أَمّا كَوْنُ جَنّاتِكِ مُدَرَّجَةً ، فَلأَنَّكِ تَعْلَمينَ أَنَّ الإِنْسانَ مَطْبوعٌ عَلى النُّكْرانِ وَالنِّسْيانِ ، فَلَيْسَ الْحُبَّ في قُلوبِ الْمُحِبينَ بِواحدٍ ، لِذلِكَ لَمْ تَجْعَلي الْكُلَّ في مَرْتَبَةٍ واحِدَةٍ ، وِإِنَّما تُسْكِنينَ كُلاً في مَرْتَبَتِهِ ، وَأَما تَرانِيمُكِ ، فَلأَنَّكِ اسْتَأْثَرْتِ بِالنَّقاءِ ، هذا النَّقاءُ الَّذي أَتاكِ واهِبًا نَفْسَهُ لَكِ ، وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هذا النَّقاءِ ؟!
    أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا .




    مأمون المغازي
    10 / 7 / 2007
    مصر

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    الفاضل و الكريم الأستاذ/ مأمون المغازي

    " أكتب إليكِ " بطاقة معايدة تحمل " لها " أجمل رسائل الود المعتق و أرق حس مطعم بأعذب أحرف البيان .. هكذا عرفناك ؛ عربياً فصيحاً و بلاغيّاً نعجز عن مجارة فصاحته و بلاغته .. و الآن محباً يسابق غيره إلى واحات الود .. و في هذه سبق .

    لا أخفيك أيها الأستاذ الفاضل أنّا بحاجة إلى مثل نصوصك هذه نبراساً يسير عليه عامة النثريين ، و ما أفقرنا إلى الجديد الذي يترجم فن الكتابة النثرية الأصيلة ؛ فقد وجدت أن عقد الحرص عليها قد انفرط حتى شعرت باليأس .. و بمثل قلمك يحيا في بعض الأمل ، أفلا تجعله يتنفس الحياة أكثر !

    شاكرة لك درساً في البيان و الفصاحة و الود .

    و لك كل التقدير .

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    المغازي..
    احيانا يلزمنا في فهم الاخر الخبرة الانساينة الواعية وترصدها الى ما لانهاية، من اجل خلق رؤية واضحة المعالم عنه وعن كتاباته،وهذا يولد في الفهم قصوراً، وهو قصور النهائي في ان يكون لانهائيا، وقصور اللانهائي في ان يكون نهائيا،وهنا يكمن في القصور الذي اعنيه قصور العلل والمعلولات في ان تقدم تفسيرا نهائيا لحالها، وهذا ما نسميه بقصور الارادة الانسانية في ان تفرض نفسها على قانون وحركة العلل.
    لقد اجدت من خلال رسم هذه اللوحة البلاغية الوجدانية البيانية،معالم القصور الانساني، واجدت في سعيه المستمر لبلوغ الكمال الوجداني، وكنت ترسم في العيد الف عيد اخر من اجل فضح معالم العيد الحقيقي، الذي تمخض عنه الذكريات وربما وجود هذا الكون الشاسع، وحالات السعي والبذب الانساني، وحالات القلب بكل اصنافه، وحالات المد والجزر الوجودي.

    ايها الرائع..
    لقد ابدعت في رسم لوحة كونية انسانية وجدانية فكرية هنا..

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4

  5. #5

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الراقية بكل ما تحمل الكلمة من دلالات ، الأستاذة : حوراء آل بورنو

    إن ما كتبته هنا هو شهادة صلاحية لهذا النص .

    سيدتي ، لقد احتفلت فكتبت هذا النص ، والآن لهذا النص أن يحتفل برأيكِ أيتها النقية .

    يكفيني الصمت أمام أستاذة نتنسم النقاء في محراب أدبها .

    امتناني وآيات الشكر لكِ .

    مأمون

  7. #7

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    أديبنا الفيلسوف : جوتيار تمر

    دائمًا كالسحابة تهطل بما يجعل النصوص تزهر ، ومرورك مرتقب ، أيها الباحث في الأعماق ، المفتق للأزهار تسقينا من رحيقها .

    محبتي أيها الحبيب

    مأمون

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : سوريا ..حمص
    العمر : 51
    المشاركات : 1,617
    المواضيع : 37
    الردود : 1617
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا

    أيها القلم الساكن في القلب



    لا أعرف ماذا أقول


    لا والله

    أقسم أنك ألجمت لساني

  10. #10
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخ الأديب / مأمون المغازي ..

    تألق لفت الأنظار ورسم الدهشة على الوجوه ، مفردات انتقيت لآلئ من بحر اللغة ، بيد غواص ماهر ، يعرف أين يكمن الجمال ، لتكون هدية عيد لمن تستحقها ..

    نص أدبي تألق بلغته ومفرداته ..

    تقبل مروري ..
    تحيتي والود .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إليك أكتب :
    بواسطة اشرف نبوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 28-07-2020, 11:47 PM
  2. لن أكتب إلا لها
    بواسطة محمد حيدر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-01-2007, 06:48 PM
  3. أكتب يا يوسف ..أكتب عن أي شيء !
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-01-2007, 09:22 AM
  4. أجلس كي أكتب
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 26-07-2005, 12:38 AM
  5. إليك .. إليك قدمتُ اعتذاري
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 06-06-2004, 06:53 PM