أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: عصارة الرّوح - في قلبي/غيداء الأيوبي

  1. #1
    الصورة الرمزية غيداء الأيوبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : كويتية
    المشاركات : 732
    المواضيع : 88
    الردود : 732
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي عصارة الرّوح - في قلبي/غيداء الأيوبي

    تواريتُ في قلبي فلاقـيتُ أحـبابا
    وعـانقتُ نفسي فالهوى دقّ أبوابا
    كأنـّي بذي المنفى أسيرةُ فـارسٍ
    رمَى سيفَهُ كي يقطفَ الوردَ أرطابا
    فقدْ جلتُ في أرضِ الحياةِ معذّبـًا
    فضاقتْ بيَ الأرضُ اعتكافًا وأسبابا
    وما كانَ سكنايَ الموحـّدُ موطني
    إلى أنْ أتاهُ الحسُّ خفقـًا وإلهابـا
    رمـاني بذاتِ الآهِ حـُرقةَ مسكنٍ
    وياليتَ حـرّ الآهِ تمتدُّ إسهـابـا
    فإني بذي الأشـواقِ أغدو بدولتي
    إذا جاءَ طيفي في ربى القلبِ أو ذابا
    فدعني أمنـّي النـّفسَ رؤيةَ طائـرٍ
    يرفرفُ في وجدي إذا صوتـُهُ غابا
    فما انفكـّتْ الأيـّامُ تبعـدُ بيننا
    ولم تستح الأقـدارُ أنْ توصدَ البابا
    ولكنْ بلقـُيانا سنُـنْعِشُ روضَنا
    إذا ما اشتهينا حجرةَ القلبِ أعنابا
    فبعـضُ التـّنائي في المحبـّةِ بلسمٌ
    إذا حارَ قلبٌ في دجى الليلِ أو هابا
    أمـِلتُ بلـقـْياكَ العـزيزِ بليلتي
    فعانـَقـْتَني كالماءِ طـُهرًا وأطيابا
    وداعَـبْتـَني في بيتِ شعرٍ رنينُـهُ
    تراقصَ في أذني خـريرًا وتسْـكابا
    تقمّصتَ في روحي قرينَ سريـرتي
    فعشنا بذي الأشواقِ تيـْدًا وترحابا
    وطبطبتَ جـفني بالمـودّةِ زرتـَني
    فعشعشتَ في عيني ظلالاً وأهدابـا
    أنا العـاشقُ الملتاعُ أشـهدُ أنـّني
    تراءتْ ليَ الأحلامُ وردًا وأعـشابا
    تناولتُ ترياقـًا بثغـري فخـلتهُ
    كأوراقِ ريحانٍ على غصنـِهِ انسابا
    وسالَ رضابُ الثـّغرِ عطرًا فلفـّنا
    فطرنا سكارى في هوى الشّوقِ أربابا
    أطفلينِ كنـّا في السّماءِ تأرجحـًا
    فطلنا نجومَ الليلِ في الكفِّ ألعـابـا
    رسـمنا على ذاتِ المجـرّةِ لوحـةً
    تناءتْ عن الأرضِ ارتحالاً وأقـطابا
    ومنْ بهجـةِ الأحلامِ في رحـلةِ المنى
    غدا اللـؤلؤُ المنثورُ في الجـوِّ محرابا
    تراءتْ بعـينيـْنا أسـاطيرُ ليلـةٍ
    ونِلـْنا منَ التـّيجانِ درًّا وزرْيـابا
    سكبنا بذيـّاكَ الفضـاءِ رحيقَـنا
    فطالتْ زهورُ الأرضِ غُصنًا وأقصابا
    وحامتْ فراشاتُ الجمالِ بروضـِنا
    فأمستْ سماءٌ تلبسُ الوردَ جـلبابا
    تُدغدغُني منْ لـذّةِ الحـُلمِ نظرةٌ
    كأنـّي بها عانقتُ بالكونِ أنسابا
    فطـوّقتُ ليلي قدْ أداري نواظري
    إذا ما استفاقَ الصّبحُ في العينِ أنيابا
    فزدْني سويعـاتٍ لأنعـشَ رؤيـتي
    وأرجحْ جفوني إنْ غفى النورُ مُرتابا
    فإنـّي سكنتُ اليومَ في حضنِ ليلتي
    وقدْ كانَ سُـكناها بقلبي كمنْ ثابا
    أديجورها إرحلْ مِنَ الـرّوحِ واشفني
    فإني نقشتُ النـّجمَ في القلبِ مِثقابا
    وآليتُ أنْ أضـوي شمـوعَ مسرّتي
    كمنْ لملمَ الأقمارَ حضنـًا وأصحابا
    يسامرُني في رحـلةِ النـّورِ ثاقبٌ
    يلاقي شعاعَ الحبِّ في القلبِ عَرّابا
    سأنجـو وأنواري سواطعُ رؤيـتي
    فإني سكبتُ النورَ في القلبِ سيـّابا
    كـذا لألأ الإحساسُ ذرًّا بحجـرتي
    فضخّتْ شراييني مِنَ الـدّرِ إنجـابا
    سأدعوكَ مُشتاقًا فحلـّقْ برحـلتي
    ففي ليلتي عرسٌ بذِكْراكَ قدْ طـابا
    هنا في سكونِ القلبِ كانتْ حكايتي
    إذا زرْتني طيفـًا بذي القلبِ أثوابا
    فداومْ على سردِ الحـكايا بجنـّتي
    ففيها تـآلفـنا حـريرًا وأتـرابا
    فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي
    وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا

    ************************
    شعر=
    غيداء الأيوبي=
    تحياتي=

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الشاعرة الرائعة : غيداء الأيوبي
    لعلني هنا أول من استمتع بقراءة هذه الخريدة الجميلة الممتعة
    قصيدتك شلال عذب متدفق من شعرٍ.. يسكن الفؤاد بجمال الحرف.
    تقبلي التحية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الفاضلة الشاعرة غيداء الأيوبي

    أطلت الوقوف أمام هذه القصيدة الجميلة , أمعن النظر بهذه الشاعرية العالية , واستخدام البحر الطويل , الذي يستلزم غالبا نفسا شعريا زاخرا , لتقدمين قصيدة متفوقة , من حيث البناء والجزالة والجرس الخاص , لأقول في النهاية وبإعجاب , هذه قصيدة رائعة , وهذه شاعرة متمكنة .
    تقبلي احترامي .

    أخوك
    د. محمد حسن السمان

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 387
    المواضيع : 34
    الردود : 387
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي


    الذي يقول إن الشعر الجميل ذهب مع المتنبي وأبي تمام
    سلموا لي عليه وقولوا له زيد خالد يفلش رأيك بهذه القصيدة
    غيداء
    لك من الشعر نصفه وثلثه
    غيداء
    أنت قدوة لكل امرأة عربية
    غيداء
    لو بقي المتنبي حيا الى يومنا هذا
    وقرأ هذه القصيدة
    لمات هما وحزنا
    سأدخل الى النص وأرجو معذرتكم عن كل تقصير
    فأنا امام شاعرة محنكة
    تواريتُ في قلبي فلاقـيتُ أحـبابا
    وعـانقتُ نفسي فالهوى دقّ أبوابا
    كأنـّي بذي المنفى أسيرةُ فـارسٍ
    رمى سيفَهُ كي يقطفَ الوردَ أرطابا
    فقدْ جلتُ في أرضِ الحياةِ معذّبـًا
    فضاقتْ بيَ الأرضُ اعتكافًا وأسبابا

    البداية الى هنا كانت مخنوقة بعض الشيء
    لأن الشاعرة كانت متفاجأة بقدوم الفارس المنتظر
    وزاد اختناقها في الشطرالذي انطلقت منه الى جو اللقاء
    بقولها: كأني بذي المنفى أسيرة فارسٍ
    واشتدت حرارة الهيام حينما ألقى الفارس سيفه
    وراح يضم الحبيبة
    وبعد ذلك ضاقت بها الأرض أسباباً
    لأنها لم تكد تصدق بأن الذي تريده قد أتى
    أعتقد أنها بداية ممتازة لهكذا لقاء ممتع
    إضافة الى السبك المتين الذي طغى على أبيات القصيدة
    والذي احتوى الصورة بشكل جميل جداً
    وخاصة بقولها كلمة المنفى
    فقد أضافت صورة حزينة وعملاقة لما كانت تعيش به
    الموسيقى الإيقاعية للأبيات هذه كانت متوازنة
    وتنحرف الى الصعود بعض الشيء
    وما كانَ سكنايَ الموحـّدُ موطني
    إلى أنْ أتاهُ الحسُّ خفقـًا وإلهابـا

    هنا انطلقت الى العالم بأروع انتقالة
    وبسرعة الضوء
    بيت صاعق وربي
    ولئن كنت قائله
    أحب إليَّ مما تطلع الشمس عليه
    بيت مهد لنقل تفاصيل اللقاء اللجميل
    رمـاني بذاتِ الآهِ حـُرقةَ مسكنٍ
    وياليتَ حـرّ الآهِ تمتدُّ إسهـابـا
    فإني بذي الأشـواقِ أغدو بدولتي
    إذا جاءَ طيفي في ربى القلبِ أو ذابا
    فدعني أمنـّي النـّفسَ رؤيةَ طائـرٍ
    يرفرفُ في وجدي إذا صوتـُهُ غابا

    بدأ اللقاء بالآه الكامنه في مسكن الحب الجميل
    ومن ثم قالت بأنها في حالة الأشواق هذه
    تحس أنها على الأرض
    ومن ثم أرادت أن يخيم الصمت على المكان
    لكي يبقى النظر إليه سيد الموقف
    فهي تقول أنه يرفرف في وجدها إذا غاب صوتها عنه
    قمة التصوير الجميل للقاء جميل بين حبيبين بعد فراق طويل
    وذوبان الطيف وغياب الصوت من أروع الإستعارات في هذا النص
    الإنفعال هنا تفاقم وازداد ومن ثم أصبحت صخابة الموسيقى واضحة تماماً بسب شدة الإنفعال الغرامي بينهما
    والأبيات التي تلي ستوضح تبرير الشاعرة طلب الصمت من الحبيب
    فما انفكـّتْ الأيـّامُ تبعـدُ بيننا
    ولم تستح الأقـدارُ أنْ توصدَ البابا
    ولكنْ بلقـُيانا سنُـنْعِشُ روضَنا
    إذا ما اشتهينا حجرةَ القلبِ أعنابا
    فبعـضُ التـّنائي في المحبـّةِ بلسمٌ
    إذا حارَ قلبٌ في دجى الليلِ أو هابا

    بدأتها بشكوى من الأيام التي باعدت بينهما
    ثم أردفتها باستعارة ولا أروع بقولها: لم تستح الأقدار
    والصمت سيكون سيد الموقف حيث سينتعش روض الحبيبين ويصير ليلهما جميل كطعم العنب
    ثم عادت للتنائي من جديد
    لأنه خلف في صدرها جرحاً شديد الوقع
    لم تستطع نسيانه بهذه السهولة
    وكلمة بلسم نقلت الرقة بأروع تصوير فني
    أمـِلتُ بلـقـْياكَ العـزيزِ بليلتي
    فعانـَقـْتَني كالماءِ طـُهرًا وأطيابا

    هنا رأيت الأخلاق العربية الأصيلة واضحة في طهارة العناق
    ورأيت الأمل واضحاً بأنها ستجد من تريد أخيراً
    بيت نووي ومخصب بطريقة عجيبة
    وممهد لأبيات أخرى تتكلم عنها فقط
    وما تحمله في قلبها له
    وكانت التفاتة غير متوقعة
    لعبتها بذكاء منقطع النظير
    وداعَـبْتـَني في بيتِ شعرٍ رنينُـهُ
    تراقصَ في أذني خـريرًا وتسْـكابا
    تقمّصتَ في روحي قرينَ سريـرتي
    فعشنا بذي الأشواقِ تيـْدًا وترحابا
    وطبطبتَ جـفني بالمـودّةِ زرتـَني
    فعشعشتَ في عيني ظلالاً وأهدابـا

    هنا أراها تتكلم عن تفاعل الفارس معها
    حيث بدأ يقرأ لها الشعر ويطبطب جفنها ويعشعش في عينها
    بعدما تقمص روحها الملهوفة للقاءه
    هنا أراها قد أفلحت باستدراك المعاني التي عبرت عن اللقاء الجميل بكلمات رائعة وممتعة
    وصل إمتاعها الى أن يبقى الفارس صامتاً ولم يقو على الكلام
    هنا الثراء كان واضحاً
    وانفتحت القصيدة الى العالم بأروع صورة
    ونراها تنتقل من غابة إلى أخرى كما تشتهي
    لنعد الى النص ثانية
    أنا العـاشقُ الملتاعُ أشـهدُ أنـّني
    تراءتْ ليَ الأحلامُ وردًا وأعـشابا

    هذا البيت شطرني الى نصفين وجمعني من جديد
    هذا البيت يروي لنا لوعة العاشق الذي كان غارقا في حلم عابر
    وما برح هذا الحلم أن تحقق
    تناولتُ ترياقـًا بثغـري فخـلتهُ
    كأوراقِ ريحانٍ على غصنـِهِ انسابا
    وسالَ رضابُ الثـّغرِ عطرًا فلفـّنا
    فطرنا سكارى في هوى الشّوقِ أربابا
    أطفلينِ كنـّا في السّماءِ تأرجحـًا
    فطلنا نجومَ الليلِ في الكفِّ ألعـابـا

    العفة... العفة ... العفة.. واضحة هنا وضوح الشمس
    ويالها من جميلة هنا ببراءة الطفلين هناك
    هنا استراحت الشاعرة من التنهدات
    واستقر تأرحج القصيدة من الإنتقال
    حيث شرحت لنا ما تكشفت عنه نتيجة اللقاء بينهما
    وكيف سال رضاب الثغر وسكرت مع الحبيب بعد طيرانهما وتحليقهما عاليا
    وكيف لعبا بالنجوم المتلألأة في ليل الحب
    يا له من نص جبارة
    لنعد مرة أخرى
    رسـمنا على ذاتِ المجـرّةِ لوحـةً
    تناءتْ عن الأرضِ ارتحالاً وأقـطابا
    ومنْ بهجـةِ الأحلامِ في رحـلةِ المنى
    غدا اللـؤلؤُ المنثورُ في الجـوِّ محرابا
    تراءتْ بعـينيـْنا أسـاطيرُ ليلـةٍ
    ونِلـْنا منَ التـّيجانِ درًّا وزرْيـابا

    واستمرت تشرح وتفضي ما بصدرها لنا
    من حرارة اللقاء بإيقاع هادىء وعذب
    وتعبيرها الرائع كان أروع عندي بقولها:رسمنا على ذات المجرة....
    حيث كان شطر رائع جداً
    ومن ثم لثمنا بهجة الأحلام في رحلة المنى الغابرة
    التي حصلت أخيراً وتحققت
    وكيف انثر الؤلؤ في محراب الحب
    وكنت غارقاً معها في نشوة تلك الأحاسيس الى أن توقت عند كلمة زريابا
    هذه الكلمة أنكرها عليك يا غيداء
    هي لم تخل المعنى ولا الوزن
    ولكنها أخلت إيقاع الأبيات الجميل الذي امتد بروعته على طول تلك القصيدة
    هذه الكلمة لم تكوني موفقة بها هنا
    سكبنا بذيـّاكَ الفضـاء رحيقَـنا
    فطالتْ زهورُ الأرضِ غُصنًا وأقصابا

    الفضاء والرحيق والزهور والغصن لا تنسجم مع القصب
    لأن القصب لا يعبر عن رقة الحب
    انتبهي لهذا الشيء يا عزيزي
    واستمري بتجانس القصيدة الرائع
    ولا تجعلي هكذا روعة قرأتها تفلت منك في آخر المطاف
    وهي مجرد وجهة نظر
    لاتؤاخذيني عليها
    ولك القناعة الأولى والأخيرة
    وحامتْ فراشاتُ الجمالِ بروضـِنا
    فأمستْ سماءٌ تلبسُ الوردَ جـلبابا

    هنا يا غيداء
    هنا يكمن الخطر
    وهذا البيت يؤكد وجهة نظري السابقة
    الفراشات والجمال والروض
    والسماء والورد والجلباب
    كلها تدل على الرقة والحنان
    لا حظي معي كيف عادتى الروعة من جديد
    وكيبف أحيى هذا البيت القصيدة وأشعلها
    وملء القصيدة برحيق الحب الطاهر
    تُدغدغُني منْ لـذّةِ الحـُلمِ نظرةٌ
    كأنـّي بها عانقتُ بالكونِ أنسابا
    فطـوّقتُ ليلي قدْ أداري نواظري
    إذا ما استفاقَ الصّبحُ في العينِ أنيابا

    هنا الدغدغة... هنا لذة الحلم..
    هنا استفاقة الصبح
    هنا وفاء الحبيبة وتقديسها للمحبوب
    حيث تظن أنها وجدت نسبها أخيرا في هذا الحبيب
    أيما انسلاخ جميل في هذا المعنى
    وأيما روح اتحادية رائعة مع هذا الحبيب
    فهي تقول أن الحبيب هو أصلي
    وأنا أشك أنها تقصد هو نسبها الروحي
    رائع وربي هذا التعبير المدمر
    فزدْني سويعـاتٍ لأنعـشَ رؤيـتي
    وأرجحْ جفوني إنْ غفى النورُ مُرتابا

    فإنـّي سكنتُ اليومَ في حضنِ ليلتي
    وقدْ كانَ سُـكناها بقلبي كمنْ ثابا

    يا الله .. انظروا كيف عادت حرارة الإنفعال والعثيان هنا
    الرجاء بأن يزيدها سويعات.. سويعات يا غيداء..؟؟؟
    فهي تقول أنها قد سكنت أخيراً عند هذا الجيء المفاجىء لها وأردت بأن يطول جماله ويمتد الى أعماق روحها المتعبة
    أديجورها إرحلْ مِنَ الـرّوحِ واشفني
    فإني نقشتُ النـّجمَ في القلبِ مِثقابا

    هنا طلبت من الديجور الرحيل
    لأنها استعارت من الليل الكلي الليلَ الجزئي والذي يتكون من نجوم فقط
    هل تعرفون لماذا لم تذكر القمر..؟؟
    لأنها ذكية جداً
    وتهتز على حبال الذكاء
    لم تذكر القمر
    لأن قمرها كان بين أحضانها وهو ذلك الفارس
    فما الذي تفعل بقمر السماء..؟؟؟
    هنا علقوا أنتم على هذا البيت لأنه أبكمني
    وآليتُ أنْ أضـوي شمـوعَ مسرّتي
    كمنْ لملمَ الأقمارَ حضنـًا وأصحابا
    يسامرُني في رحـلةِ النـّورِ ثاقبٌ
    يلاقي شعاعَ الحبِّ في القلبِ عَرّابا
    سأنجـو وأنواري سواطعُ رؤيـتي
    فإني سكبتُ النورَ في القلبِ سيـّابا

    هنا أرى أبيات ممهدة لنهاية ذلك اللقاء
    لكي يكون الصمت سيداً عليهما وليس عليها فقط
    لكي يبقى معهما المنفى فقط ليشهد ما تبقى لهما فيه
    ويسدل شمسَ الآه على أفق الحب الأبدي
    كـذا لألأ الإحساسُ ذرًّا بحجـرتي
    فضخّتْ شراييني مِنَ الـدّرِ إنجـابا
    سأدعوكَ مُشتاقًا فحلـّقْ برحـلتي
    ففي ليلتي عرسٌ بذِكْراكَ قدْ طـابا
    هنا في سكونِ القلبِ كانتْ حكايتي
    إذا زرْتني طيفـًا بذي القلبِ أثوابا

    فداومْ على سردِ الحـكايا
    وكيف لا ينتهي اللقاء
    وقد لألأ الإحساس وضخت الشرايين الدر
    ومن ثم قالت له سأدعوك مشتاقاً....
    ولاحظوا قمة التعبير ومنتهى الروع حينما يتحول اللقاء الى عرس روحي جميل وشيق
    أقيم في سكون الليل ويأحضان العفة
    لتنتهي الى الطلب في البيتين الباقيين
    فداوم علىسرد الحكايا بجنـّتي
    ففيها تـآلفـنا حـريرًا وأتـرابا

    هنا بعدما قالت له ما تريد
    طلبت منه أن يدوام على سرد الحكايا
    فما أجمل الحبيبين عندما يتكلمان مع بعض دون مراقبة
    يروي لها الحكايات لأنها تظن أنها ألفة روحهما الطاهرتين
    ليمتد الوفاء الى أروع صورة
    ويحلق في سماء الحنين كما في البيت الأخير
    فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي
    وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا

    هذا البيت شطرني الى نصفين
    ومزقني إرباً إرباً
    لأنكم لا تعرفون معنى إغماض القصة مثلما أعرفه
    فأنا أغمضت أكثر من قصة سابقاً
    يا لها من استعارة جبارة ( إغماض القصة )
    وأكدت الوفاء مجددا في الشطر الثاني بقولها أنها ستطوي منية النبض بعده وتتوب عن كل حب
    وحبه الوحيد هو الخالد بقلبها
    ******************** ********
    في النهاية
    أعذروني مرة أخرى على التقصير
    فأنا كنت أمام شاعرة
    لو ادركت المتنبي لقارعته على نبوة الشعر
    عزيزتي الفاضلة
    غيداء الأيوبي
    شاعرة الحب والحياة
    لقد تقدمت على الشعر نفسه نصف قرن
    أنا لا أسالك الرحمة هنا
    بل أسألك المزيد من هذا السبك المحكم
    وربي كنت في قصيدة عظيمة
    ومن أجمل عشرين قصيدة قرأتها في حياتي
    لا تهدأي يا غيداء
    أمطرينا من هذا الغيث الجميل والمدمر
    غيداء
    استمري واقتلي جميع الشعراء وأولهم انا
    كل الشعراء نجوم في سماء الشعر
    وأنت قمر تلك السماء
    تحياتي

    سراب الوصول: زيد خالد علي

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأديبة الشاعرة غيداء
    تحية طيبة
    بداية تحملنا القصيدة من الظهور إلى الموارة ، ولكن الفعل يعكس حالة وجدانية صادرة عن مركز الصدق ، فالموارة للقلب ليجد الأحباب به ، وما أصدقها من صورة تتكون من نقطة دهشة ، ثم تترنح المشاعر على نبض الموئل المعبأ بالأحبة ، ثم يلوه الفعل تواريت معانقة ولكن للنفس لتفتح أبواب القلب على مصراعي طهر .وتمضي بالنص من مرحلة وتطورها لأخرى حتى تبلغ قمة الهرم من الدهشة والتفاعل وصولا إلى
    فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي=وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا
    لله ما أعذبها من قفلة يعجر الخيال عن رسمه
    ساغمض قصتي ، تجسيد لحالة وجدانية تستعير لها القصة .
    شكرا لك من القلم والبيان
    أختا شاعرة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية غيداء الأيوبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : كويتية
    المشاركات : 732
    المواضيع : 88
    الردود : 732
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك الخديدي مشاهدة المشاركة
    الشاعرة الرائعة : غيداء الأيوبي
    لعلني هنا أول من استمتع بقراءة هذه الخريدة الجميلة الممتعة
    قصيدتك شلال عذب متدفق من شعرٍ.. يسكن الفؤاد بجمال الحرف.
    تقبلي التحية
    عزيزي الفاضل الشاعر اجميل
    عبدالملك الخديدي
    سلام الله عليك أيها الكريم
    كما السلسبيل انسكبت كلماتك
    رقيقة وعذبة
    مرورك هنا كلجين القمر على بحر الدجى
    أشكرك من القلب لهذا النور
    مودتي وأزهاري
    تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية غيداء الأيوبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : كويتية
    المشاركات : 732
    المواضيع : 88
    الردود : 732
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الفاضلة الشاعرة غيداء الأيوبي
    أطلت الوقوف أمام هذه القصيدة الجميلة , أمعن النظر بهذه الشاعرية العالية , واستخدام البحر الطويل , الذي يستلزم غالبا نفسا شعريا زاخرا , لتقدمين قصيدة متفوقة , من حيث البناء والجزالة والجرس الخاص , لأقول في النهاية وبإعجاب , هذه قصيدة رائعة , وهذه شاعرة متمكنة .
    تقبلي احترامي .
    أخوك
    د. محمد حسن السمان
    عزيزي الفاضل الرائع
    د. محمد حسن السمان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سلام الله عليك
    أتدري أيها الكريم
    أشعر أن حروفك على متصفحي كبيرة
    وفي كل مرة تترك لك من رياحين الكلمات أجملها
    ومن بساتين الأزهار أينعها
    لا أعرف حققة كيف أشكرك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لكلماتك أيها الكريم أثر كبير على قلبي
    وكم يزيدني شرفا ورفعة تواجدك بالقرب
    ومداخلاتك الراقية
    أكرر شكري
    ولك مودتي وأزهاري
    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية غيداء الأيوبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : كويتية
    المشاركات : 732
    المواضيع : 88
    الردود : 732
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيد خالد علي مشاهدة المشاركة

    الذي يقول إن الشعر الجميل ذهب مع المتنبي وأبي تمام
    سلموا لي عليه وقولوا له زيد خالد يفلش رأيك بهذه القصيدة
    غيداء
    لك من الشعر نصفه وثلثه
    غيداء
    أنت قدوة لكل امرأة عربية
    غيداء
    لو بقي المتنبي حيا الى يومنا هذا
    وقرأ هذه القصيدة
    لمات هما وحزنا
    سأدخل الى النص وأرجو معذرتكم عن كل تقصير
    فأنا امام شاعرة محنكة
    تواريتُ في قلبي فلاقـيتُ أحـبابا
    وعـانقتُ نفسي فالهوى دقّ أبوابا
    كأنـّي بذي المنفى أسيرةُ فـارسٍ
    رمى سيفَهُ كي يقطفَ الوردَ أرطابا
    فقدْ جلتُ في أرضِ الحياةِ معذّبـًا
    فضاقتْ بيَ الأرضُ اعتكافًا وأسبابا

    البداية الى هنا كانت مخنوقة بعض الشيء
    لأن الشاعرة كانت متفاجأة بقدوم الفارس المنتظر
    وزاد اختناقها في الشطرالذي انطلقت منه الى جو اللقاء
    بقولها: كأني بذي المنفى أسيرة فارسٍ
    واشتدت حرارة الهيام حينما ألقى الفارس سيفه
    وراح يضم الحبيبة
    وبعد ذلك ضاقت بها الأرض أسباباً
    لأنها لم تكد تصدق بأن الذي تريده قد أتى
    أعتقد أنها بداية ممتازة لهكذا لقاء ممتع
    إضافة الى السبك المتين الذي طغى على أبيات القصيدة
    والذي احتوى الصورة بشكل جميل جداً
    وخاصة بقولها كلمة المنفى
    فقد أضافت صورة حزينة وعملاقة لما كانت تعيش به
    الموسيقى الإيقاعية للأبيات هذه كانت متوازنة
    وتنحرف الى الصعود بعض الشيء
    وما كانَ سكنايَ الموحـّدُ موطني
    إلى أنْ أتاهُ الحسُّ خفقـًا وإلهابـا

    هنا انطلقت الى العالم بأروع انتقالة
    وبسرعة الضوء
    بيت صاعق وربي
    ولئن كنت قائله
    أحب إليَّ مما تطلع الشمس عليه
    بيت مهد لنقل تفاصيل اللقاء اللجميل
    رمـاني بذاتِ الآهِ حـُرقةَ مسكنٍ
    وياليتَ حـرّ الآهِ تمتدُّ إسهـابـا
    فإني بذي الأشـواقِ أغدو بدولتي
    إذا جاءَ طيفي في ربى القلبِ أو ذابا
    فدعني أمنـّي النـّفسَ رؤيةَ طائـرٍ
    يرفرفُ في وجدي إذا صوتـُهُ غابا

    بدأ اللقاء بالآه الكامنه في مسكن الحب الجميل
    ومن ثم قالت بأنها في حالة الأشواق هذه
    تحس أنها على الأرض
    ومن ثم أرادت أن يخيم الصمت على المكان
    لكي يبقى النظر إليه سيد الموقف
    فهي تقول أنه يرفرف في وجدها إذا غاب صوتها عنه
    قمة التصوير الجميل للقاء جميل بين حبيبين بعد فراق طويل
    وذوبان الطيف وغياب الصوت من أروع الإستعارات في هذا النص
    الإنفعال هنا تفاقم وازداد ومن ثم أصبحت صخابة الموسيقى واضحة تماماً بسب شدة الإنفعال الغرامي بينهما
    والأبيات التي تلي ستوضح تبرير الشاعرة طلب الصمت من الحبيب
    فما انفكـّتْ الأيـّامُ تبعـدُ بيننا
    ولم تستح الأقـدارُ أنْ توصدَ البابا
    ولكنْ بلقـُيانا سنُـنْعِشُ روضَنا
    إذا ما اشتهينا حجرةَ القلبِ أعنابا
    فبعـضُ التـّنائي في المحبـّةِ بلسمٌ
    إذا حارَ قلبٌ في دجى الليلِ أو هابا

    بدأتها بشكوى من الأيام التي باعدت بينهما
    ثم أردفتها باستعارة ولا أروع بقولها: لم تستح الأقدار
    والصمت سيكون سيد الموقف حيث سينتعش روض الحبيبين ويصير ليلهما جميل كطعم العنب
    ثم عادت للتنائي من جديد
    لأنه خلف في صدرها جرحاً شديد الوقع
    لم تستطع نسيانه بهذه السهولة
    وكلمة بلسم نقلت الرقة بأروع تصوير فني
    أمـِلتُ بلـقـْياكَ العـزيزِ بليلتي
    فعانـَقـْتَني كالماءِ طـُهرًا وأطيابا

    هنا رأيت الأخلاق العربية الأصيلة واضحة في طهارة العناق
    ورأيت الأمل واضحاً بأنها ستجد من تريد أخيراً
    بيت نووي ومخصب بطريقة عجيبة
    وممهد لأبيات أخرى تتكلم عنها فقط
    وما تحمله في قلبها له
    وكانت التفاتة غير متوقعة
    لعبتها بذكاء منقطع النظير
    وداعَـبْتـَني في بيتِ شعرٍ رنينُـهُ
    تراقصَ في أذني خـريرًا وتسْـكابا
    تقمّصتَ في روحي قرينَ سريـرتي
    فعشنا بذي الأشواقِ تيـْدًا وترحابا
    وطبطبتَ جـفني بالمـودّةِ زرتـَني
    فعشعشتَ في عيني ظلالاً وأهدابـا

    هنا أراها تتكلم عن تفاعل الفارس معها
    حيث بدأ يقرأ لها الشعر ويطبطب جفنها ويعشعش في عينها
    بعدما تقمص روحها الملهوفة للقاءه
    هنا أراها قد أفلحت باستدراك المعاني التي عبرت عن اللقاء الجميل بكلمات رائعة وممتعة
    وصل إمتاعها الى أن يبقى الفارس صامتاً ولم يقو على الكلام
    هنا الثراء كان واضحاً
    وانفتحت القصيدة الى العالم بأروع صورة
    ونراها تنتقل من غابة إلى أخرى كما تشتهي
    لنعد الى النص ثانية
    أنا العـاشقُ الملتاعُ أشـهدُ أنـّني
    تراءتْ ليَ الأحلامُ وردًا وأعـشابا

    هذا البيت شطرني الى نصفين وجمعني من جديد
    هذا البيت يروي لنا لوعة العاشق الذي كان غارقا في حلم عابر
    وما برح هذا الحلم أن تحقق
    تناولتُ ترياقـًا بثغـري فخـلتهُ
    كأوراقِ ريحانٍ على غصنـِهِ انسابا
    وسالَ رضابُ الثـّغرِ عطرًا فلفـّنا
    فطرنا سكارى في هوى الشّوقِ أربابا
    أطفلينِ كنـّا في السّماءِ تأرجحـًا
    فطلنا نجومَ الليلِ في الكفِّ ألعـابـا

    العفة... العفة ... العفة.. واضحة هنا وضوح الشمس
    ويالها من جميلة هنا ببراءة الطفلين هناك
    هنا استراحت الشاعرة من التنهدات
    واستقر تأرحج القصيدة من الإنتقال
    حيث شرحت لنا ما تكشفت عنه نتيجة اللقاء بينهما
    وكيف سال رضاب الثغر وسكرت مع الحبيب بعد طيرانهما وتحليقهما عاليا
    وكيف لعبا بالنجوم المتلألأة في ليل الحب
    يا له من نص جبارة
    لنعد مرة أخرى
    رسـمنا على ذاتِ المجـرّةِ لوحـةً
    تناءتْ عن الأرضِ ارتحالاً وأقـطابا
    ومنْ بهجـةِ الأحلامِ في رحـلةِ المنى
    غدا اللـؤلؤُ المنثورُ في الجـوِّ محرابا
    تراءتْ بعـينيـْنا أسـاطيرُ ليلـةٍ
    ونِلـْنا منَ التـّيجانِ درًّا وزرْيـابا

    واستمرت تشرح وتفضي ما بصدرها لنا
    من حرارة اللقاء بإيقاع هادىء وعذب
    وتعبيرها الرائع كان أروع عندي بقولها:رسمنا على ذات المجرة....
    حيث كان شطر رائع جداً
    ومن ثم لثمنا بهجة الأحلام في رحلة المنى الغابرة
    التي حصلت أخيراً وتحققت
    وكيف انثر الؤلؤ في محراب الحب
    وكنت غارقاً معها في نشوة تلك الأحاسيس الى أن توقت عند كلمة زريابا
    هذه الكلمة أنكرها عليك يا غيداء
    هي لم تخل المعنى ولا الوزن
    ولكنها أخلت إيقاع الأبيات الجميل الذي امتد بروعته على طول تلك القصيدة
    هذه الكلمة لم تكوني موفقة بها هنا
    سكبنا بذيـّاكَ الفضـاء رحيقَـنا
    فطالتْ زهورُ الأرضِ غُصنًا وأقصابا

    الفضاء والرحيق والزهور والغصن لا تنسجم مع القصب
    لأن القصب لا يعبر عن رقة الحب
    انتبهي لهذا الشيء يا عزيزي
    واستمري بتجانس القصيدة الرائع
    ولا تجعلي هكذا روعة قرأتها تفلت منك في آخر المطاف
    وهي مجرد وجهة نظر
    لاتؤاخذيني عليها
    ولك القناعة الأولى والأخيرة
    وحامتْ فراشاتُ الجمالِ بروضـِنا
    فأمستْ سماءٌ تلبسُ الوردَ جـلبابا

    هنا يا غيداء
    هنا يكمن الخطر
    وهذا البيت يؤكد وجهة نظري السابقة
    الفراشات والجمال والروض
    والسماء والورد والجلباب
    كلها تدل على الرقة والحنان
    لا حظي معي كيف عادتى الروعة من جديد
    وكيبف أحيى هذا البيت القصيدة وأشعلها
    وملء القصيدة برحيق الحب الطاهر
    تُدغدغُني منْ لـذّةِ الحـُلمِ نظرةٌ
    كأنـّي بها عانقتُ بالكونِ أنسابا
    فطـوّقتُ ليلي قدْ أداري نواظري
    إذا ما استفاقَ الصّبحُ في العينِ أنيابا

    هنا الدغدغة... هنا لذة الحلم..
    هنا استفاقة الصبح
    هنا وفاء الحبيبة وتقديسها للمحبوب
    حيث تظن أنها وجدت نسبها أخيرا في هذا الحبيب
    أيما انسلاخ جميل في هذا المعنى
    وأيما روح اتحادية رائعة مع هذا الحبيب
    فهي تقول أن الحبيب هو أصلي
    وأنا أشك أنها تقصد هو نسبها الروحي
    رائع وربي هذا التعبير المدمر
    فزدْني سويعـاتٍ لأنعـشَ رؤيـتي
    وأرجحْ جفوني إنْ غفى النورُ مُرتابا

    فإنـّي سكنتُ اليومَ في حضنِ ليلتي
    وقدْ كانَ سُـكناها بقلبي كمنْ ثابا

    يا الله .. انظروا كيف عادت حرارة الإنفعال والعثيان هنا
    الرجاء بأن يزيدها سويعات.. سويعات يا غيداء..؟؟؟
    فهي تقول أنها قد سكنت أخيراً عند هذا الجيء المفاجىء لها وأردت بأن يطول جماله ويمتد الى أعماق روحها المتعبة
    أديجورها إرحلْ مِنَ الـرّوحِ واشفني
    فإني نقشتُ النـّجمَ في القلبِ مِثقابا

    هنا طلبت من الديجور الرحيل
    لأنها استعارت من الليل الكلي الليلَ الجزئي والذي يتكون من نجوم فقط
    هل تعرفون لماذا لم تذكر القمر..؟؟
    لأنها ذكية جداً
    وتهتز على حبال الذكاء
    لم تذكر القمر
    لأن قمرها كان بين أحضانها وهو ذلك الفارس
    فما الذي تفعل بقمر السماء..؟؟؟
    هنا علقوا أنتم على هذا البيت لأنه أبكمني
    وآليتُ أنْ أضـوي شمـوعَ مسرّتي
    كمنْ لملمَ الأقمارَ حضنـًا وأصحابا
    يسامرُني في رحـلةِ النـّورِ ثاقبٌ
    يلاقي شعاعَ الحبِّ في القلبِ عَرّابا
    سأنجـو وأنواري سواطعُ رؤيـتي
    فإني سكبتُ النورَ في القلبِ سيـّابا

    هنا أرى أبيات ممهدة لنهاية ذلك اللقاء
    لكي يكون الصمت سيداً عليهما وليس عليها فقط
    لكي يبقى معهما المنفى فقط ليشهد ما تبقى لهما فيه
    ويسدل شمسَ الآه على أفق الحب الأبدي
    كـذا لألأ الإحساسُ ذرًّا بحجـرتي
    فضخّتْ شراييني مِنَ الـدّرِ إنجـابا
    سأدعوكَ مُشتاقًا فحلـّقْ برحـلتي
    ففي ليلتي عرسٌ بذِكْراكَ قدْ طـابا
    هنا في سكونِ القلبِ كانتْ حكايتي
    إذا زرْتني طيفـًا بذي القلبِ أثوابا

    فداومْ على سردِ الحـكايا
    وكيف لا ينتهي اللقاء
    وقد لألأ الإحساس وضخت الشرايين الدر
    ومن ثم قالت له سأدعوك مشتاقاً....
    ولاحظوا قمة التعبير ومنتهى الروع حينما يتحول اللقاء الى عرس روحي جميل وشيق
    أقيم في سكون الليل ويأحضان العفة
    لتنتهي الى الطلب في البيتين الباقيين
    فداوم علىسرد الحكايا بجنـّتي
    ففيها تـآلفـنا حـريرًا وأتـرابا

    هنا بعدما قالت له ما تريد
    طلبت منه أن يدوام على سرد الحكايا
    فما أجمل الحبيبين عندما يتكلمان مع بعض دون مراقبة
    يروي لها الحكايات لأنها تظن أنها ألفة روحهما الطاهرتين
    ليمتد الوفاء الى أروع صورة
    ويحلق في سماء الحنين كما في البيت الأخير
    فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي
    وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا

    هذا البيت شطرني الى نصفين
    ومزقني إرباً إرباً
    لأنكم لا تعرفون معنى إغماض القصة مثلما أعرفه
    فأنا أغمضت أكثر من قصة سابقاً
    يا لها من استعارة جبارة ( إغماض القصة )
    وأكدت الوفاء مجددا في الشطر الثاني بقولها أنها ستطوي منية النبض بعده وتتوب عن كل حب
    وحبه الوحيد هو الخالد بقلبها
    ******************** ********
    في النهاية
    أعذروني مرة أخرى على التقصير
    فأنا كنت أمام شاعرة
    لو ادركت المتنبي لقارعته على نبوة الشعر
    عزيزتي الفاضلة
    غيداء الأيوبي
    شاعرة الحب والحياة
    لقد تقدمت على الشعر نفسه نصف قرن
    أنا لا أسالك الرحمة هنا
    بل أسألك المزيد من هذا السبك المحكم
    وربي كنت في قصيدة عظيمة
    ومن أجمل عشرين قصيدة قرأتها في حياتي
    لا تهدأي يا غيداء
    أمطرينا من هذا الغيث الجميل والمدمر
    غيداء
    استمري واقتلي جميع الشعراء وأولهم انا
    كل الشعراء نجوم في سماء الشعر
    وأنت قمر تلك السماء
    تحياتي

    سراب الوصول: زيد خالد علي
    عزيزي الفاضل شاعر القلوب والأفئدة
    زيد خالد علي
    سراب الوصول
    أسعد الله أيامك أيها الشاعر الكبير
    لا يسعني بعد قولك إلا أن أركن أزهاري
    بين أناملك وأقول لك شكرا يا زيد العراق

    أما قدْ جـئتَ مُشتاقـا
    كطـيرٍ رفَّ سبــّاقـا
    غـزلتَ النـّورَ في عيني
    بريقـًا شـعَّ إشـراقـا
    فماستْ بالهـوا وهجـًا
    كمنْ قدْ مـدَّ أحـداقـا
    فشمسُ الصُّبحِ قدْ هلّتْ
    إذا ألفـَيـْتَ بـرّاقـا
    وآنسـْتَ الهوا عِـطرًا
    رفـيفـًا رقَّ إغـداقـا
    لذيذُ الحـرفِ يا زيـدو
    كما الرّمـان إفـلاقـا
    فمسـرورٌ بـهِ قلـبي
    إذا ما السـّكرُ انراقـا
    وأعـنابٌ على ثغـري
    كأنـّي ذقـْتُ ترياقـا
    فبوْحُ الخـيرِ عـُرجونٌ
    وشـُمروخٌ إذا تـاقـا
    وتـفـّاحٌ وريـْحـانٌ
    وطعـمٌ غـضَّ دُرّاقـا
    أيـا غصنـًا تلاقـيني
    بذي الأشـْعارِ أعناقـا
    فتكسوني تـُغـطـيّني
    مِـنَ الأزهـارِ أوراقـا
    أيا طيفـًا إذا استوحى
    غدا الإحساسُ رقراقـا
    أمِنتُ الشـّعرَ منْ قولٍ
    وحـرفٍ ساحَ ذوّاقـا
    فخـذْ منـّي فتـافيتي
    زغاريـدًا وأشـْداقـا
    أنا غنـّيتُ في شِعـري
    لِزيْدوني الرّوى انساقـا
    فشكرًا منْ دمي فاضتْ
    إلى النـّهريْنِ إشـْهاقـا
    وشـكرًا تـزدهي وردًا
    إلى كفــّيكَ عبـّاقـا

    غيداء الأيوبي
    تحياتي

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : سوريا ..حمص
    العمر : 51
    المشاركات : 1,617
    المواضيع : 37
    الردود : 1617
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    غيداء الأيوبي


    لشعرك الجميل

    للغتك العربية (( العربية ))


    جل احترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أهداب الليالي شكراً

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أُنْثَى فِي مِحْبَرَة / غيداء الأيوبي
    بواسطة غيداء الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03-08-2023, 07:24 PM
  2. الليــّـلُ والكلمات..غيداء الأيوبي
    بواسطة غيداء الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28-10-2022, 01:45 PM
  3. حَدِيِثُ الرُّوحِ / غيداء الأيوبي
    بواسطة غيداء الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-12-2016, 10:34 PM
  4. غيداء / غيداء الأيوبي
    بواسطة غيداء الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 02-04-2016, 01:18 AM
  5. عُصارةُ أفكارٍ وخواطر ( ربيعية )
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 524
    آخر مشاركة: 27-12-2012, 09:47 AM