|
– يا بحرُ هل أنتَ حقًّا مثلنا تعــــــــــــــبُ ؟ |
أمْ إنَّ أمواجك الأفراحُ و اللعـــبُ ؟ |
2 – تشقى بك الرّيحُ إذْ تلهو بها لججٌ |
لكنَّ أقْدارنا تلهو ولا عَتـــــــــــــــــــــــبُ ! |
3 – والخيرُ في الملحِ مكنونٌ كما دُرَرٍ |
أماّ بدنيا الورى فالحقُّ مُغْتربُ |
4 – تعْطي فيا خيرَ ما تعطي بلامننٍ |
والناس تحصي عناءات وتحتَســــــــــــبُ |
5 – يمضي بك الدّهْرُ لا تمسي سوى أَلَقٍ |
والنّاس زيفٌ على التلوين قد دأبوا |
6 – والموج يهمي بغيثٍ جودهُ زبدٌ |
والمرءُ إنْ ضمَّ فِلْسا صاح " وا تعــــــبُ ! " |
7 – كمْ أشرقَتْ في مجاليك التي خفقت |
شمسٌ فتخْفي سناها تلكمُ الحجبُ |
8 – أطعمتَ من كان غُفْلا معْسرا عَدَمًا |
والخلْقُ فيهم صريحُ الحقِّ يُسْتلبُ |
9 – تُنْسى لمرآكَ أحْزانٌ و إنْ كثرتْ |
لكنَّ مرأى بني الإنسان مكتئبُ |
10 – إنْ أنْت ملحٌ أجاجٌ علْقمٌ سمجٌ |
فالقوم لا شيْء فيهمْ قطُّ ينْتخبُ |
11 – بلْ أنْت للقلب والأرواح بلسمها |
تُنسي صريع الهوى هجرا فلا كــربُ |
12 – إن أنت غضبانُ ، نارُ الموج موقدةٌ |
أمّا إذا كنْتَ في صفوٍ فيا طـــــــربُ |
13 – سبْحان من حبا بالمدّ لجّته |
يحدو بها الجزر تنأى ثم تقتربُ |
14 – يا بحْرُ خذْني إلى الأعماقِ ، قد طفقت |
روحي لأحضانك الزرقاء تنجذبُ |
15 – قد حرّق الجبنُ والخذلانُ مهجتنا |
فالروحُ جدباءُ حتى هدّها السّغبُ |
16 – خذْني فإنّي أرى الإنسان ذا عوجٍ |
والدّهْرُ ما فيهِ إلاّ أعْرجٌ حـَــــــــــدَبُ |
17 – خذني فإني بأرضٍ رأْسُ سادتها |
خوّان عهدٍ نوايا صدقِهِ الكــــــــــــــذبُ |
18 – أو من تنادوا بعشْق المال يلهبهمْ |
والمالُ أضغاث حلْمٍ ظلُّهُ اللَّهَبُ |
19 – يا بحرُ خذني فما أعيى الفؤاد سوى |
قومٍ قضى اللهُ أنّي فيهمُ نَســـــــــــبُ |
20 – لا قوت يومٍ ولا علم فيشغلهم |
إلاّ الذي من وراء البحر قد جلبوا |
21 – طوبى لهم ، نوم أهل الكهف بل عمَهٌ |
ما رفّ رمشٌ لهم بل ما اهترت جُنُبُ |
22 – يذكي بنو الحقد إعصاراً بدارهمُ |
والقوم للطحن والإذلال قد طربوا |
23 – يا بحرُ إني عن الأدران مرتحلٌ |
قد ملّت النفس دارا حالها عجبُ |
24 – والنفس للحلم بالأمجاد عاشقة |
قد مجّت اليومَ جلدا حكّها الجربُ |
25 – بل عافت العيش عيشا ملؤه ظُلمٌ |
يتمٌ و و ثكلٌ وخذلانٌ ولا سببُ |
26– إني أرى آل صهوينٍ قد انتصبوا |
في القلب لا في الأرض قد ضربوا |
27 - فارتاع منهم بنو الأعراب وانسحبوا |
من ظلهم سادهم خوف بل ارتعبوا |
28 - يا بحرُ أشكوك خذلانا يسهّدني |
أوهامُ قلبٍ رأى الأبكارَ تُغْتَصبُ |
29 - يندى جبيني لمرأى طفلة فتحت |
نيران دمعاتها كالجمر تلتهب |
30 – والطفل يرمي بدمع جيش هجمتهم |
والكهل يسعى إلى الأعداء يحتطب |
31 – يضّاحك الحمقُ من قوّاد أمتنا |
قلنا هو الثور ، قالوا سوف نحتلبُ |
32 – يا بحرُ إني أرى في الأفق مهلكة |
دعني فأبكي تراخينا وأنتحبُ |
33 – هل يا تُرى الشعر يصغي لي ويعذرني |
إنّا غضوبان والأمواجُ تضطربُ |