أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حياة رغيدة / من الأدب الأرمني المترجم

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : الشآم
    المشاركات : 190
    المواضيع : 24
    الردود : 190
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي حياة رغيدة / من الأدب الأرمني المترجم

    حياة رغيدة
    من الادب الارمني
    افيتيك اساهاكيان
    ترجمة موفق الدليمي
    ثمة ثقليد عريق عندنا في شيراك : كان الرعاة الاكراد يرعون اغنامنا حتى حلول صوم العذراء ، أي حتى اوائل آب.
    في آب كان الرعاة يتقاضون من اصحاب الضآن أجور أتعابهم و يعودون إلى مرابعهم في كهوف يراسخادزور و كوهب و كاراكلا الجبلية ،يسوقون حميرا تنوء بالاحمال
    بعدئذ، يقوم أولاد القرى برعي الضآن حتى اواخر الخريف وحلول بواكير الصقيع.
    وكان من لا يملك اغناما كثيرة من الفلاحين يودعها في قطعان من هم أيسر حالا منهم.
    و قمت انا أيضا برعي الضآن عامين متتاليين بدافع التسلية فحسب. وفي الخريف كنت اودع خرافي الحبيبة مخشوشنا لفحتني الشمس ، و أعود من غير رغبة إلى المدينة ،إلى جدران المدرسة الدافئة حيث تنتظرني كتب مدرسية و معلم صارم.
    أود ان أقص عليكم ليلة من ليالي حياتي الرعوية ، ليلة فريدة مفعمة بالجمال النقي و الافتتان العميق.كنا قرابة عشرين فتى نرعى قطيع ضان كبير .
    وكنت في مشارف الخامسة عشرة من العمر،وكان سمباط الذي نذعن له اذعانا مطلقا اكبرنا سنا ،في الثالثة و العشرين او يكاد.
    كانت ليلة من اواخر ليالي آب ، لم يبزغ القمر بعد، و القطيع أوى للراحة تحت حراسة عدة انفار منا ، و الكلاب تتسكع حوله.
    جلسنا عند النبع المتدفق من سفح مضيق جبلي هين العمق، و الجرار الفخارية باللبن تتبرد في مياه النبع ، أضرمنا موقدا و قذفنا فيه من بعر الضان الجاف ووضعنا فوقه مرجلا لنغلي ماء . و شوينا في رماده شيئا من تقاوي البطاطا.
    كان بعض الاولاد يضطجع على اردية صوفية و مفارش من اللباد ، بينما استلقى الاخرون على الارض مباشرة
    سمباط، زعيمنا، كان يجلس متكئا على حجر كبير يدخن لفافة تيغ من ورق سميك، و سحائب الدخان الكثيف اللاذع تتصاعد نحو السماء. راح سمباط يصدر الاوامر مشيرا باستخفاف الى الجهة التي يريد براس خنجره الكبير المعلق الى جنبه بحزامه
    عند قدميه، استلقى كلبان من كلاب الرعي و راحا يغطان في نوم عميق، واضعين راسيهما على ساقيهما ، والنسيم العليل يحف بدعة فوق الحقول المحصودة ، و زيزان الحصاد تسقسق بانتظام ، و طيور لا مرئية تزقزق في البيادر بحنان ، و النعاج تشخر بلطف بين الفينة و الاخرى ، حمل النسيم من بعيد نباحا متقطعا و صرير عربات و نثار اصوات بشرية مبهمة.
    وكل هذا كان يذوب في هدوء لا متناه . و غمر الضوء الازلي الذي كان لا بداية له و لا نهاية روحي أيضا ، و كانه يفيض في جسدي كله
    كنت مستلقيا على ظهري وقد طويت ذراعي تحتي و رحت احدق في السماء القاتمة العتيقة المخملية التي بدت و كان كل نجوم الكون قد جمعت فيها.كنت اتصفح كتاب مصيري الذهبي الذي تتعاقب صفحاته الواحدة تلو الاخرى امام ناظري المتوقدين . في مخيلتي ارتسم المستقبل كدرب التبانة اللانهائي مليئا بالمفاجآت الساحرة و الامال الوضاءة . و الحياة، الحياة الواقعية،خيلت الي دربا سحريا ينتظرني على كتفه حصان في عدة ذهبية. كان الصراع و العشق و الفتاة الحبيبة و تخطي الحواجز و النجاح بانتظاري على درب الحياة. حليفي النصر على الدوام، وما للموت من منفذ ، لأن الحياة كانت تعني الخلود ، اما الموت ، فما كتب علي كما كان يبدو....
    أصخت السمع للاغنية الصادحة في قلبي ، وراحت الدماء تتدفق بحبور في عروقي ، و غمرت كياني كله سعادة هائلة لا توصف .
    كان قلبي عامرا بحب شامل ، وددت أن احتضن الوجود كله، الناس و البهائم و الصخور و الجبال و النجوم.
    أحسست نفسي جزيئا من الكون يمت بالقربى لكل ما هو حي ، للشجيرات و الصخور، للريح و الماء ، للسحاب و النجوم.
    أعادتني أصوات رفاقي للأرض ، قال أحدهم :
    -على الإنسان إما ان لا يولد بتاتا أو ان يظهر غلى الوجود مقداما ، شأن كوراوغلي ، و يغادره مقداما .آه لو يغدو المرء مثل كورأوغلي ، ينطلق بفتاة قلبه إلى الجبال تاركا لرحمة السيف كل من يعترض سبيله!...
    و اعقب آخر:
    -صحيح.و إذا قيض له أن يولد كلبا ، فليكن قانص ذئاب ككلبنا كالاش
    والتفت رفيقي نحوي مخاطبا:
    -وانت ما رأيك؟
    - انت محق يا سغمون جان ، حبذا لو يأخذ المرء حبيبة قلبه و ينطلق بها إلى الجبال .كان ظمأ الحب و البطولات يقلق أفئدتنا اليافعة . كلنا كان يحلم باختطاف الحبيبات و الهرب الى الجبال ، و بأن يصبح من قطاع الطرق و ينال الشهرة و يرهب العالم

    يتبع
    المفرد:الكتابة ، المثنى :العشق ، الجمع : الحياة

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : الشآم
    المشاركات : 190
    المواضيع : 24
    الردود : 190
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    عاد هوفاك، أحد رفاقنا، و كان قد ذهب لجلب الخضار من حواكير القرية. ينبغي القول أن السرقات الطفيفة ما كانت في نظرنا من الجرائم بل كانت ضربا من الحيلة والاقتدار.
    كان الاولاد جميعا ،ما خلا سمباط،يذهبون إلى حواكير القرية لسرقة القثاء و الجزر و البطاطا.
    -أهذا أنت؟ لماذا تأخرت؟ - سأله نزاريت بحدة ، ريثما كننا ننتظر متى يفرغ هوفاك أمامنا ما عاد به من غنائم
    -كنت ابحث عن النحلة التي صنعت مادة الشمعة لتوضع عند رأس والدك المرحوم.
    -و هل عثرت عليها؟ ساله أحدهم مازحا.
    -عثرت عليها في خميرة الخبز الذي يعد لمأتم والدتك،اجاب هوفاك برصانة .
    أعجبنا جدا حضور بديهة هوفاك،و طفقنا نصفق له حتى أن بعضا منا راح يهز ساقيه جذلا
    سأل سمباط:
    -و أين سينو؟
    -لقد مرض والده، فبقي في الدار ،أجاب هوفاك ثم أطلق ثبان ردائه ،فانهال على الارض كوم قثاء غض ، سرعان ما داهمته عشرات الاذرع.
    بادره نزاريت بلهجة تنم عن عدم الرضا :
    -لماذا اتيت بهذه الكمية القليلة ؟إنها لا تكفي حتى لو أخذ كل واحد منا واحدة.
    -جرب أن تفعل...ان العم تيبان لا يغض الطرف عن الحاكورة . أنا ما كدت أفلت منها إلا بشق الانفس . لا تزعلوا .اللحم لا ينتزع من فم الذئب ، وإذا كنت أنت شجاعا حقا ،أذهب بنفسك غدا ، و سنرى...
    -كفى ، تعالوا نأكل،فمعكم قد يهلك المرء جوعا ،-بلهجة آمرة قاطعهما سمباط(الذي يهلك جوعا)كل لحظة ، والذي يلتهم الطعام كل مرة حتى التخمة .
    فتحنا حقائبنا على عجل و أفرغنا على أحد الأردية الجبن و البصل و الخبز. و رحنا نتحدث حول السفرة بمرح . لكزني جاري و غمز مشيرا الى سمباط ، الذي لف برغيف كبير بيضة و بصلا و بطاطا وراح يقضمها نافضا راسه بين الفينة و الفينة .
    -يا لها من لفة !..كأنها رقبة صهر سمنته حماته ، همس جاري في اذني فتمالكت نفسي بصعوبة عن الضحك. لمنككن نهزأ من سمباط ،خوفا من غضبه.
    كان لدينا قدحان أو ثلاثة لا غير ، لذا كنا نشرب حسب الدور بتلذذ الشاي المشبع برائحة الدخان . و بعد العشاء اضطجعنا على الارض ورحنا نقص أحداثا مرحة و حكايات وروايات خيالية ، ثم قصة كريم الهارب و كازار الهقشين و اللص ياهيك و مغامراتهم الغرامية
    وكان كلنا يتصور نفسه فارسا عاشقا من قطاع الطرق . و طفق احدنا يغني بكل جوارحه أغنية كوراوغلي.
    -كازارجان،اعزف على الناي ، قال سمباط مترجيا ، اعزف، و لن اضن عليك بحياتي !..
    شرع كازار يعزف على ناي صغير من القصب ، و بينما هو يعزف ، خيل الينا كأن في نايه حفيف الريح و خرير مياه الينابيع ، و كأن من نايه تتدفق أشعة القمر و ينهمر الحزن و الأسى.
    -آه لو كانت معي الآن حبيبتي سوينار ،لما أردت شيئا آخر !هتف سغمون و رمى قبعته عاليا، ثم انكفأ على الأرض و دس وجهه في الرداء .
    قال سمباط:
    - لقد جن هذا الرجل تماما !..لتأخذك الشياطين !..هل تريد أن تصبح هالنس موسيس ؟اعلم ، فقد تنتهي نهايته!..
    قصة موسيس هذه حدثت قبل سنين طويلة . فقد احب موسيس فتاة، و لكنه سيق جنديا . و قبل رحيله عن القرية أخذ من حبيبته قسما بالوفاء . و حين عاد بعد سنتين علم انها تزوجت غيره .تناول موسيس محشه فورا و هرع إلى الحقل ، وراح يحصد بضراوة القمح قبل نضوجه. لقد جن . و بقي موسيس معتوها طوال حياته و مات وهو يردد اسم معبودته .
    بزغ القمر، فغمرنا ظل الجبل.
    قال سمباط :
    -كازراجان ، لماذا توقفت ؟ اعزف !
    عاود كازارجان العزف .و أصغينا له جميعا في حبور صامت .وكان كل منا ذهنيا مع معشوقته
    تناهى همس النسيمات الخفيض . و تناهى ثؤاج الخراف حلوا.
    -اعزف يا كازرجان ،فقد يكون، هنا معنا...
    -من هذا ؟ من ؟ تساءلنا و قداستفقنا من تاملاتنا .
    -إنه ذاك المغرم بالغناء .
    - من يكون؟ما اسمه؟- أنا نفسي لا أعرف ما اسمه ، و لكنني سأقص عليكم قصته.
    اختلجت اوصالنا وأرهفنا السمع
    بدأسمباط يروي:
    -في وقت سالف كان هنالك شاب جميل يهوى بلا صواب العزف و غناء العاشقين والموسيقيين و آلات الساذ و التار و المزمار .
    كان ما إن يطرق سمعه ظهور مطرب او عازف جديد في مكان ما ، حتى يستقدمه غير ضان بالنقود، ثم ينسى ما حوله و يغلق عينيه و يصغي لهم ليل نهار ، يصغي و لا يروى له غليل.
    هكذا مرت ثلاث سنوات ، و ربما سبع ، و حين رأى أن ثروته قذ أشرفت على النضوب ، باع بقايا أملاكه ومواشيه و أرضه ، ودعا خيرة العازفين و المطربين ، و ارتقى و ياهم الجبل حيث أقام وليمة
    كولائم الملوك و قال تلذذوا) و انشدوا و اعزفوا! هاكم محفظتي . اعزفوا الأغنيات و أسحر و أبهج الناشيد بحيث تصغي الجبال و الوديان ، الوحوشو الطيور ، الأشجار و الأنهر ، تصغي و تحس بروعة الغاني و الرقص ، وكيف تزين الدنيا !.. ليسمع الناس و يدركوا بهجة الحياة ، كي لا يرحلوا عنالعالم متبلدين تعساء ))!
    ظل المطربون يغنون و يعزفون حتى نفذ الطعام . عندئذ مضى كل منهم في سبيله، بينما اختفى الشاب بلا أثر . يزعمون أنه مازال حيا حتى الآن ، يجوب العالم ، اليوم هنا و غدا هناك . و لكنه ما إن يسمع عزفا او غناءا حتى يكون بين الحاضرين.
    يجلس خلف الباب او يتوارى وراء الجدار و يصغي ، يصغي حتى يتوقف العزف ، يأتي و يذهب دون ان يلحظه أحد . و لذلك أقول : ربما كان الان بيننا ، لعله خلف تلك الصخرة مثلا .
    - وراح سمباط يحدق بانتباه في الصخرة المطله على هاماتنا . التفتنا التفاتة شخص واحد و رحنا نتطلع إلى الصخرة برهبة ، ومخيلتنا تعمل بسرعة.
    - -كازراجان ، اعزف فقط لأجل ذلك الشاب وحده ، لأجله فقط ، ناشد سمباط، ثم دفن رأسه تحت ردائءه و لاذ بالصمت.
    - واصل كازارجان العزف . هزتنا قصة الشاب المولع بالغناء . أما انا فقد شعرت فعلا بوجوده غير المرئي إلى جانبي .و لا أدري لماذا تصورته يافعا جدا ذا وجه شاحب حزين.
    - فرغ كازار من العزف.
    - لففنا انفسنا بالأردية وتوسدنا الصخور ، غفونا في نوم هانىء تحت همس الريح و ثؤاج الخراف اللذيذ
    - تمت-

    1929

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : الشآم
    المشاركات : 190
    المواضيع : 24
    الردود : 190
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    دراسة لقصة حياة رغيدة / افيتيك اساهاكيان

    هذه القصة موجودة ضمن مجموعة اسمها حكايات العم اوهان
    و بما أن الادب الارمني غريب عن ثقافتنا العربية بشكل كامل تماما فقد احببت ان اقدمها
    غالبا تفقد الترجمة النص جمال روحه الاصلية لكن ابداع الكاتب الارمني طغا على الترجمة فظهرت الصور واضحة جلية و ابرزت جمال النص و ربما اخذتنا الى ذاك العالم الغريب المسكون بالبدائية و الروعة
    المجتمع الارمني كما هو واضح من خلال القصة مجتمع رعوي زراعي و فقير و هذا واضح من احتفاء القصة بنمط الحياة الرعوية القائمة على البساطة
    ربما يستدعي هذا اناشيد ايسوب او القصائد الرعوية من الثقافة اليوانية
    ايضا يستدعي اسلوب مكسيم جوركي في مولد انسان و في رواية الام فقد رايت ما يماثله من جو الحياة الرعوية عنده حيث قصة قلب دانكو المحترق و الفتيان الساهرين حول النار تروي لهم العجوز حكاية الشرارات
    و في رواية الام مشهد الام نيلوفنا و صوفي في الريف
    في روايةغوركي هناك هدف اساسي للتبشير بالثورة البلشفية بينما هنا في قصة اساهاكيان هناك محاولة للتأريخ لهذا المجتمع الصغير الفقير بطريقة توثيقية اكثر منها تحمل هدفا لذاته
    يرينا النص طريقة عيش هؤلاء البسطاء و الذين يرون اعلى صبواتهم في أن ينعموا بالخروج على المألوف وان يصبحوا قطاع طرق
    و هذا ينبىء عن ان هذا المجتمع يقدس القوة وهذا واضح من امنيتهم أن يصبحوا قطاعا للطرق
    الشخصيات من الفئة العمرية المصنفة كمراهقين و كلهم كما المراهقين يحلمون ان يخطفوا حبيباتهم إلى مكان نائي عن اعين الناس
    أمنيات المراهقين الساذجة المعهودة
    يظهر لنا فقر المجتمع من خلال مائدة الطعام التي وصفت و ندرة اقداح الشاي و تناوبهم على شربها
    مجتمع تحكمه الاسطورة فتراهم يقدسون رموزهم و ابطالهم الاسطوريين
    تماما كما يذكر الاسكتلنديين بيوولف و كما يذكر اليونان اوليس
    منطق الاسطورة يسود
    و من خلال قصة الشاب الذي قدم كل ثروته و حياته فداء للفن و الموسيقا يشي بانه مجتمع لا يقدس المال بقدر ما يقدس الروح
    و الجمال و الفن

    الملاحظ في هذا النص وصف الطبيعة الجميل جدا و جمال الليل و السهر تحت القمر و ثغاء الخراف
    و انا ارى المترجم قد وفق الى حد كبير في نقل جمالية النص و روحه الرومانسية

  4. #4

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. بوح الأديب وليد عارف المترجم
    بواسطة بشرى العلوي الاسماعيلي في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 70
    آخر مشاركة: 01-05-2012, 04:34 PM
  2. صَفَحَات مِن حَيَاة ِشَيْخِ الْمَعَرَّةِ
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-02-2012, 12:50 AM
  3. حياة/لا حياة..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-03-2009, 05:13 PM
  4. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM