حارة البلوط
جَـدَلٌ في حارةِ البلّوطِ دارْ
كانت الدنيا على سفحِ جليدٍ ساخنٍ
والثلجُ حارْ
والشموعُ .. اضطربت فوق النـُّطوعْ
والدموعُ .. انهملت حمراءَ من وَدَجِ الحُـسَـيـْـ
ـــنِ ، إلى أن نَـزَفَتْ وجــهَ يَـســوعْ
والهـواءْ
غـَـيَّــضَــتـهُ شــهَقاتُ الإحتضار
.. أكل الناسُ الهواءْ
ووجوهٌ ليس فيها أيُّ ماءْ
حَـلَّـقـت في صحنِ ( بارْ )
حول أنـخــابٍ تُــدارْ
وعـلى دســتِ قِـمــارْ
وعـلى اسمِ الوطنِ المغتالِ والأرضِ الرمـادْ
وحياةِ الموتِ في الشعبِ المُبــادْ
افـتــتـحــوا هـذا المــَـــزادْ:
قال قطميرٌ :
لقد تَـمَّ (لمن جئنا بهم) تـدمـيرُ بُنـيَـتِـنـا
بعــزمٍ واقـتــدارْ
لم يعد يعتب - إطلاقاً - علينا أيُّ مَـرْفـا
أو طريقٍ أو مطـارْ
ربما فكــَّـر طــيرٌ بالفِــرارْ
نحن من واجبنا تيسيرُ أسباب الصمودْ
للأشـــقـاء اليهـودْ
وأنا حامي الذمــارْ
وشَــميمي نـافـذ ٌ .. ونُبـاحي جَهْوَرِيٌّ ..
وعيـوني ثـاقِـباتٌ ..
وأظافـيري وأنـيـابي حــدادْ
فارقدوا
ولْـيَهْنِكُمْ في ذمـتي حُسْـنُ الجــوارْ
(وكما تدرون فالكلبُ وَفِـيٌّ
وهو مشهودٌ له - لا شك - في حفظ الودادْ)
من هـنـا أهــدي التحــايــا
للضحايا ..
وتـهـانـيـنـا بـهـذا الإنـتـصــارْ .
وعَـلا من جانبِ النـادي خُـوارْ
قال: ما تخجلُ يابنَ الكلبِ
أن تـنـطـِقَ في حضـرةِ حَضْـراتِ الكِبـارْ ؟
أنت مـغــرورٌ
ترى نفسكَ في هـيـئـةِ سَــبْعٍ
بـيـنـمـا أنت (ابنُ سَــبْعٍ)
اضرِبــوا عن كِـذبــهِ صَــفْحــاً
أنــا صاحبـُكمْ
أَنـعَـمَ (المولى) عليكمْ بــي
لأُلـغـي عنـكـمُ فـرضَ الجهــادْ
فاشــكُروا رَبَّ العـبــادْ
وقِـفــوا خـَلـفـي على خـط الحِــيــادْ
وأنـا لـســتُ جـبــانــاً
يـعـلمُ الأقــربُ والأبـعــدُ
ماذا يفعـلُ الـثَّــوْرُ إذا ما الـثـَّـوْرُ ثــارْ
وأنا لـســتُ غـبـيــّاً
كلُّ ما في الغــابِ يـدري
أنـنـي أنـظـفُ من كلبٍ
وأذكـى من حِمــارْ .
صَـدَمَ الآذانَ صوتٌ مـنـكَــرٌ
يـتـشـظّـى من نـواحـيــهِ الشَّــرارْ:
أنت أذكى أيها الأفطَـسُ ممن ؟
أتـَــرى أنـّي بـلــيـدٌ
وأنـا إن ينخَـسِ الراكبُ ظَـهـري
أَرفُـسُ الرَّفْـسَــةَ أَرمـيـهِ إلى بئـسَ القَــرارْ
وأنـا إن يتـواجَـدْ معـتـدٍ في مَرْبَطي
تـشـتـعـِلْ في ذَنـَبـي جـذوةُ نــارْ
وأنـا إن تُـنْـتَـهَكْ أُنـثــايَ أَنـْهـَـقْ
أي أَغــــارْ
هـاتِ مـثــلي واحــداً
من ثــُـلَّـةِ الحُـكـّامِ في دُوَلِ الجـِــوارْ
طِـيلَتِ الأعراضُ في طولِ وفي عرضِ البـِلادْ
وجَــنى الجــانـي جَـنـا الجـَـنـَّـةِ
والمــوســـادُ ســـادْ
وهمُ قد نـفـَضـوا أثـوابَهم من تـهـمـةِ الإرهابِ
حتى .. ما عليهم من غـبــارْ
وأنـا لا شيءَ عنـدي يـردَعُ العـنـفَ
ســوى العـنـفِ المضــادْ
و لهم صـمتٌ كـصَـمــتـي
هم يـغــوصـون بـهِ إلى أوطَــأِ عــارْ
ولهم صَـوتٌ كصَــوتي
هـم يـصـوغـون بـهِ ألفَ شــعـارٍ وشــعـارْ .
ومـشـى الأمـرُ على هـذا الغـِـرارْ
... ...
وقـَـضى اللـيــلُ
عـلـى حين انـقـضـى مـا فـي الجـِـرارْ
وتـلا الـوالـي تـفـاصـيـلَ الـقـَـرارْ
كـان شــجـبـاً للـفَـســادْ
وتـبـاشــيـر بـأيــامِ الحـصــادْ
وتـعــاويـذ لكـي لا يـتــدنـّى الاقـتـصــادْ
وأخــيراً .. بـاخـتـصــارْ:
وَعَــدوا أن يـعـمــلـوا لـيـلَ نـهــارْ
كـي يـنـال الـشــعـبُ حُـرِّيـَّـتـَـهُ في الاخـتـيــارْ
بـين حَـقِّ المـوتِ جــوعــانــاً
وَحَــقِّ الانـتــحــارْ .