|
بَنِي أُمِّي , أَنَا المَنْهُوكُ مِنْ وَجْدِ |
لَكُمْ عُتْبَى , فَقَلْبِي تَاهَ في نَجْدِ |
فَخَلُّوا عَنْكُمُ عَذْلِي , فَمَا بِيَدِي |
عَشِقْتُ هُناكَ يُنْبُوعاً مِن الشَّهْدِ |
أَبِيْتُ بِكُمْ , وَ فِكْرِيَ سَاهِمٌ بِهَوى |
حِجازِ الرُّوحِ عَرْفِ العُوْدِ وَ الرّنْدِ |
عَشِقْتُ بِها لَظَى الَأشواقِ صَالِيَتِي |
وَ عِفْتُ هُنا سَلاماً زِيْدَ مِنْ بَرْدِ |
فَلا بِيْ حَسْرَةٌ مِمَّا تَرَكْتُ هُنا |
مِن الَأسْفَارِ تَاريخاً وَ مِنْ مَجْدِي |
وَ لَا مِنْ خَمْرِ عُنقودٍ بِغُوطَتِنا |
وَ لَا مِنْ سِحْرِ أَرْضِ النِّيلِ وَ البُرْدِي |
وَ لَا خَوْفٌ مِن المَوتِ الزُّؤَامِ إِذا |
يُلَوِّحُ أَهلُها بِالَأبيضِ الهِنْدي |
بِها شَهَقَتْ حُرُوفُ فَمي بِقَافِيَةٍ |
وَ سَارَتْ بِيْ فَمِنْ رُشْدٍ إِلى رُشْدِ |
وَ مِنْ تِيْهٍ إِلى تِيْهٍ يُخامِرُني |
خَيالُ التِّيْهِ في فَمِها وَ في النَّهْدِ |
زِنادَ القَدْحِ , زِيدي نَارَ أَوْرِدَتِي |
وَ صُبِّي جَمْرَ خَاصِرَتَيْكِ في زنْدِي |
تَعالي وَ امْتَطِي صَهَواتِ ثَاراتِي |
وَ مَرْبطَ فِكْرَتِي وَ خِطامَها شُدِّي |
شِراعُ النَّوِّ فِي هَوْجَاءِ عَاصِفَتي |
تَمَادَى بَيْنَ جَزْرِ النَّأْيِ وَ المَدِّ |
أُحِبُّ جَمالَ لَيْلَكَةٍ بِثَغْرٍ قَدْ |
تَمَلَّكَنِي , وَ مُذْ أَنْ كُنْتُ فِي المَهْدِ |
فَيَا نَجْدِيَّةَ العَيْنَيْنِ يَا مِفْتَاحَ مَمْلَكَتِي |
وَ يَا خُمْرِيَّةَ الشَّفَتَيْنِ , يَا جُوْرِيَّةَ الوَرْدِ |
وَ يَا صَيْفِيَّةَ الهُدْبَيْنِ يَا أَجْرَاسَ قَافِيَتي |
وَ يَا جَمْرِيَّةَ اليَدَّيْنِ , يَا دُرِّيَّةَ الخَدِّ |
سَبَانِي حُسْنُكِ الفَتَّانُ أَخْيِلَتِي |
وَ صَوْمَعَتِي وَ أَلْوَاحِي , وَ عَنْ عَمْدِ |
وَ قَيَّدَنِي هَوَى رِمْشَيْكِ سَيِّدَتِي |
بِقَيْدِ مَحَبَّةٍ مِنْ جَلْمَدٍ صَلْدِ |
وَ نِيْرُ تَعَلُّقِي بِهُيَامِكِ الَأَشْهَى |
بِأَضْلاعِي كَوَسْمِ النَّارِ فِي العَبْدِ |
فَزيدِيني مِن الِإلحاحِ لَا تَأْسي |
عَلى قَلْبي , وَ لَا تُبْقِي عَلَى زُهْدِي |
فَإِمَّا أَنَّني سُلْطانُ عَرْشِ هَوَا |
كِ , أَوْ لَا إِنْسَ يَسْتَحْيِيْكِ مِنْ بَعْدِي |