أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: جسد باتساع البياض

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي جسد باتساع البياض

      جسد باتساع البياض
      امتدت يده تتحسس رأسه الذي تقاسمته مساحات من السواد وذؤابات من البياض دون انتظام ، حتى كأنها دروب التغرب تجعله في بلبلة بين الإقدام والتراجع.
      هكذا كانت حاله كلما كان مقبلا على أمر لا يحس براحة تجاهه.لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته يضع راحته القوية فوقها ويمسدها بحركة دائرية .هو يعرف هذا الصوت ويخجل منه ، بل لم يكن يتخيل يوما أن هذا قد يحدث له.
      عزم أمره وضم كفيه أمام شفتيه الجافتين ونفخ فيهما بعض الدفء ، فتسرب البخار من بين أصابعه لينضم إلى البياض المحيط به .أدار رأسه للحظة وتأمل الأفق الممتد بلا حدود ولا تقاطعات سوى خطوط عمودية مظللة منتظمة تمثل قامات الأشجار الصنوبرية المنتصبة عموديا فوق خط الأفق الأبيض ، وقد ارتدت هاماتها أثوابا من الثلج الأبيض حتى كأنها وصيفات لعروس ملكية لا يدري أحد متى تصل حفل عرسها .
      هز رأسه فيما كانت عيناه ترتدان إلى الباب المقابل ، وتتوقفان بتوتر فوق اللافتة التي قرأها كثيرا من قبل إلا أن هذه المرة كان لقراءتها وقع خاص استدر غدد اللعاب فأفرزت في حلقه مرارة اهتز لها جسده.
      دخل بسرعة قبل أن يغيّر رأيه . فتلقفت أذناه الصوت النسائي الذي كان مشغولا بمكالمة هاتفية وصل له منها بضع كلمات عن حاجة المكتب إلى مواد دعائية للتعريف بخدماته التي يوفرها للمهاجرين الجدد !
      ارتعد جسده بفعل الدفء المفاجىء ، في اللحظة التي رفعت فيه المرأة وجهها الذي يحمل بقايا جمال وشحته ثلوج الاغتراب فاكتسب برودة يدركها الشعور قبل العين ، ودون لمس .ألقى التحية ، وسحب لنفسه مقعدا متجاهلا عيني المرأة االمصوبتين نحوه بنظرة ليست أدفأ من وجهها .
      _ أهلا . قالت بابتسامة فشلت في إخفاء ضيقها .لم يكن صعبا على مثله إدراك هذا ، فأجاب بهزة من رأسه فيما قفزت من عينيه العميقتين نظرة ساخرة تحمل الكثير من الأنفة والكبرياء وجّهها إلى عينيها بحدة فسحبت ابتسامتها وأسقطت جفنيها ، وعدلت نبرة صوتها المفرغ من العاطفة .
      _ تفضل . قهوة ساخنة.
      مد يده وتناول الكوب صامتا وشربه في رشفات متلاحقة.
      قبل شهور كانت حاله غير الحال ، كان الوطن دائما هاجسه ، وكان مصدر رعب للمنافقين والمرتزقة والمتاجرين بالوطنية ولصوص مقدرات الناس.
      ها هو النبل للمرة الأولى يهزم أمام الانحطاط .
      ضاقت به الأرض على وسعها ، وشرعت في وجهه النصال ، وأحس بأنه لن يحصل على مترين من تراب الوطن على وسعه، لاحتضان جسده لو حضره الموت ، أو لو فكر هو باستحضاره .فرحل وارتحل وتابع السفر ، حتى ساقته باخرة غاشمة إلى هذه الأصقاع دون هوية . لا يعرفه أحد إلا هذا الوجه البارد والصوت البليد والنظرة المتجمدة أمامه.ها هو عاجز أمامها رغم ما يحاول إظهاره من سطوة تشفعها له معرفتها بمن كان .
      يبدو أنه سيكون الارتحال الأخير ، وأن الثلج سيكون محطته الأخيرة . حدّث نفسه بضيق دونما استسلام .لا أوراق ولا طوابع ولا أختام ترجى الآن . فقط ما يحتاجه الآن هو بضع لقيمات يسكتن هذا الألم الذي يعتصر معدته . هو الألم ، أقنع نفسه ، وليس شيئا آخر ، فلطالما منح غيره ما هو له كي يحقق راحة نفسه التي فقدها الآن .
      نظر في عيني المرأة مباشرة ، ففهمت للمرة الأولى دون تجاهل : آسفة لا يوجد لدينا . ثم وهي تسحب بحركة متسللة طبقا من الشطائر وتخفيه داخل درج مكتبها : المؤونة نفدت .
      كان الصوت البليد في الوجه الذي يحمل بقايا جمال بارد ينطلق من إحدى الشاشات قائلا : افتقدناه في اليوم التالي ، ثم جاء من أخبرنا أنه وجد ممددا في الحديقة الوطنية تحت مقعد الحديقة الطويل .
      أغلقتُ الجهاز وأنا أقبض على دمعة ساخنة : وُجد متيبسا ممددا على الأرض التي لا يبين ترابها ،وقد أبى أن يتوسد المقعد الخشبي ، لعله اعتقد أنه لو نام على الأرض فستمتزج ذراته بترابها المختبىء البكر ، وكأنما قرر أن يهب روحه لشجرة ، من تلك الأشجار الواقفة الصامدة في طرف الكرة البعيد .
      _______________ _____
      حنان الأغا
      21-7-2007
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #2
      عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Dec 2006
      الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
      المشاركات : 1,025
      المواضيع : 36
      الردود : 1025
      المعدل اليومي : 0.16

      افتراضي

      نعم هو جسد باتساع البياض ، وبياض باتسع السماء ، وجذر بعمق الأرض .

      أما التعليق فله حينه .

      الرائعة الأديبة : حنان الآغا

      لوحتك تناهت انسجامًا .

      محبتي

    • #3
      الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
      أديبة وفنانة

      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      الدولة : jordan
      المشاركات : 1,378
      المواضيع : 91
      الردود : 1378
      المعدل اليومي : 0.22
      من مواضيعي

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
        نعم هو جسد باتساع البياض ، وبياض باتسع السماء ، وجذر بعمق الأرض .
        أما التعليق فله حينه .
        الرائعة الأديبة : حنان الآغا
        لوحتك تناهت انسجامًا .
        محبتي
        ___________________

        الأخ الأديب مأمون
        سعيدة هذا الصباح حقا

        من دمشق ومن جوار قاسيون أحييك
        الحمد لله لم تخذلني النت ،
        بل مكنتني من وضع هذه القصة لأحظى بردك الصباحي
        شكرا لك ومرحبا في أي وقت

        مودتي

      • #4
        شاعر
        تاريخ التسجيل : Jul 2007
        العمر : 50
        المشاركات : 1,177
        المواضيع : 55
        الردود : 1177
        المعدل اليومي : 0.19

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة
        جسد باتساع البياض
        امتدت يده تتحسس رأسه الذي تقاسمته مساحات من السواد وذؤابات من البياض دون انتظام ، حتى كأنها دروب التغرب تجعله في بلبلة بين الإقدام والتراجع.
        هكذا كانت حاله كلما كان مقبلا على أمر لا يحس براحة تجاهه.لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته يضع راحته القوية فوقها ويمسدها بحركة دائرية .هو يعرف هذا الصوت ويخجل منه ، بل لم يكن يتخيل يوما أن هذا قد يحدث له.
        عزم أمره وضم كفيه أمام شفتيه الجافتين ونفخ فيهما بعض الدفء ، فتسرب البخار من بين أصابعه لينضم إلى البياض المحيط به .أدار رأسه للحظة وتأمل الأفق الممتد بلا حدود ولا تقاطعات سوى خطوط عمودية مظللة منتظمة تمثل قامات الأشجار الصنوبرية المنتصبة عموديا فوق خط الأفق الأبيض ، وقد ارتدت هاماتها أثوابا من الثلج الأبيض حتى كأنها وصيفات لعروس ملكية لا يدري أحد متى تصل حفل عرسها .
        هز رأسه فيما كانت عيناه ترتدان إلى الباب المقابل ، وتتوقفان بتوتر فوق اللافتة التي قرأها كثيرا من قبل إلا أن هذه المرة كان لقراءتها وقع خاص استدر غدد اللعاب فأفرزت في حلقه مرارة اهتز لها جسده.
        دخل بسرعة قبل أن يغيّر رأيه . فتلقفت أذناه الصوت النسائي الذي كان مشغولا بمكالمة هاتفية وصل له منها بضع كلمات عن حاجة المكتب إلى مواد دعائية للتعريف بخدماته التي يوفرها للمهاجرين الجدد !
        ارتعد جسده بفعل الدفء المفاجىء ، في اللحظة التي رفعت فيه المرأة وجهها الذي يحمل بقايا جمال وشحته ثلوج الاغتراب فاكتسب برودة يدركها الشعور قبل العين ، ودون لمس .ألقى التحية ، وسحب لنفسه مقعدا متجاهلا عيني المرأة االمصوبتين نحوه بنظرة ليست أدفأ من وجهها .
        _ أهلا . قالت بابتسامة فشلت في إخفاء ضيقها .لم يكن صعبا على مثله إدراك هذا ، فأجاب بهزة من رأسه فيما قفزت من عينيه العميقتين نظرة ساخرة تحمل الكثير من الأنفة والكبرياء وجّهها إلى عينيها بحدة فسحبت ابتسامتها وأسقطت جفنيها ، وعدلت نبرة صوتها المفرغ من العاطفة .
        _ تفضل . قهوة ساخنة.
        مد يده وتناول الكوب صامتا وشربه في رشفات متلاحقة.
        قبل شهور كانت حاله غير الحال ، كان الوطن دائما هاجسه ، وكان مصدر رعب للمنافقين والمرتزقة والمتاجرين بالوطنية ولصوص مقدرات الناس.
        ها هو النبل للمرة الأولى يهزم أمام الانحطاط .
        ضاقت به الأرض على وسعها ، وشرعت في وجهه النصال ، وأحس بأنه لن يحصل على مترين من تراب الوطن على وسعه، لاحتضان جسده لو حضره الموت ، أو لو فكر هو باستحضاره .فرحل وارتحل وتابع السفر ، حتى ساقته باخرة غاشمة إلى هذه الأصقاع دون هوية . لا يعرفه أحد إلا هذا الوجه البارد والصوت البليد والنظرة المتجمدة أمامه.ها هو عاجز أمامها رغم ما يحاول إظهاره من سطوة تشفعها له معرفتها بمن كان .
        يبدو أنه سيكون الارتحال الأخير ، وأن الثلج سيكون محطته الأخيرة . حدّث نفسه بضيق دونما استسلام .لا أوراق ولا طوابع ولا أختام ترجى الآن . فقط ما يحتاجه الآن هو بضع لقيمات يسكتن هذا الألم الذي يعتصر معدته . هو الألم ، أقنع نفسه ، وليس شيئا آخر ، فلطالما منح غيره ما هو له كي يحقق راحة نفسه التي فقدها الآن .
        نظر في عيني المرأة مباشرة ، ففهمت للمرة الأولى دون تجاهل : آسفة لا يوجد لدينا . ثم وهي تسحب بحركة متسللة طبقا من الشطائر وتخفيه داخل درج مكتبها : المؤونة نفدت .
        كان الصوت البليد في الوجه الذي يحمل بقايا جمال بارد ينطلق من إحدى الشاشات قائلا : افتقدناه في اليوم التالي ، ثم جاء من أخبرنا أنه وجد ممددا في الحديقة الوطنية تحت مقعد الحديقة الطويل .
        أغلقتُ الجهاز وأنا أقبض على دمعة ساخنة : وُجد متيبسا ممددا على الأرض التي لا يبين ترابها ،وقد أبى أن يتوسد المقعد الخشبي ، لعله اعتقد أنه لو نام على الأرض فستمتزج ذراته بترابها المختبىء البكر ، وكأنما قرر أن يهب روحه لشجرة ، من تلك الأشجار الواقفة الصامدة في طرف الكرة البعيد .
        _______________ _____
        حنان الأغا
        21-7-2007
        الأساتذة الأديبة حنان

        نص كتب بحرفنة ، وكأنه لوحة كتبها أديب قصة ، أو قصة رسمها فنان ، من أمتع ما قرأت فيها ذلك التحليل الرائع لحركات الوجه وإيماءاته ، وجدت فيه سبرا لأغوار النفس ، ووعيا ذكيا لواقعنا الذي نعيشه ، أما لغتك فتتباها بها بنت عدنان .

        ******

        " لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته " هل الضمير في ( جعلته ) يعود على الصوت .

        دمت بخير من الله

      • #5
        أديب
        تاريخ التسجيل : Apr 2006
        المشاركات : 9,079
        المواضيع : 101
        الردود : 9079
        المعدل اليومي : 1.38

        افتراضي

        حنان...
        البياض هنا جاء معبرا..ومغرقا في الوقت ذاته الفكر في متاهات التفكير..والاحتمالية..كنت اقرأ لك هذا النص واردد في نفسي ترنيمة تعودت ان ارددها هل تسمعينها معي:افتش عن نبضي داخل نفسي،ابحث عن يدي،لايد لي،فراغ شاهق يتعالى،يحتل المكان،يأخذ عدته وعتاده،هذه سورته تزداد،كأنما هو غاضب،بله هو حاد،اتلوى ذات اليمين وذات الشمال،يجري القلب مذبوحا،يزاور داخل الاضلاع،يوداد وجيبه شراية،كانما الان اصاعد هذه السماوات العلا ليس لها نهاية..اني في البياض..ياذا البياض الذي ليس له شبيه..لست وحدي هولاء الاحبة.
        نحن اذا اخذنا النصث وتكلمنا عنه نجد انفسنا هنا مضطريت لان نتكلم ياضا عن ا القاصة .. لاننا ونحن نتكلم عن الكلمة نريد ان نتفق على زمنين منهما تنبثق هذه الكلمة لذا علينا هنا ادراك الزمنين سواء أكان الزمن الصوري او الزمن الاخر، وفي الاول هو الزمن الذي تنبثق فيه الكلمة ويكون مملوءاً باعتمالات معينة او بافعال ترسم انعكاساتها على الكاتبة، وهذا الزمن بالضبط هو زمن ميلاد الكلمة، والصورية فيها لكونها جزءا من الزمن العام، والزمن الاخر هو ايضا لايقل اهمية عن الاول، لانه زمن الكلمة الانطولوجي والذي يستم رمع الكلمة عبر اجوائها وحركتها وهو عموما يرافقها في الكينونة والتصير والانقطاع.
        نصك جاء محملا بهذه المعية الزمنية، وبلغة ذات نسيج محبك، فتناغمت الاحرف وتناسقت، لتشكل لنا لوحة وجدانية عميقة، مكثفة.

        دمت بألق
        محبتي لك
        جوتيار

      • #6
        الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
        أديبة وفنانة

        تاريخ التسجيل : Nov 2006
        الدولة : jordan
        المشاركات : 1,378
        المواضيع : 91
        الردود : 1378
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي مشاهدة المشاركة
          الأساتذة الأديبة حنان
          نص كتب بحرفنة ، وكأنه لوحة كتبها أديب قصة ، أو قصة رسمها فنان ، من أمتع ما قرأت فيها ذلك التحليل الرائع لحركات الوجه وإيماءاته ، وجدت فيه سبرا لأغوار النفس ، ووعيا ذكيا لواقعنا الذي نعيشه ، أما لغتك فتتباها بها بنت عدنان .
          ******
          " لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته " هل الضمير في ( جعلته ) يعود على الصوت .
          دمت بخير من الله
          -________________________

          الأديب أحمد الرشيدي

          سعيدة بقراءتك أيها الأخ الفاضل ، ولست أدري هل كوني تشكيلية أصبح عبئا على نصي أم لا. حتى اللحظة أنا لا أعرف ، وكل ما أعرفه أن اللغة واحدة ، تشكيليا وأدبيا لذا تختلط الأمور تلقائيا ، وقد يكون هذا من حسن حظي !

          أشكرك من قلبي أخي أحمد للفتتك
          والفعل جعلته أصيب بخطأ طباعي والأصل جعله وهو عائد للصوت .
          تحياتي لك

        • #7
          الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
          تاريخ التسجيل : May 2006
          الدولة : موطن الحزن والفقد
          المشاركات : 9,734
          المواضيع : 296
          الردود : 9734
          المعدل اليومي : 1.48

          افتراضي

          الأديبة الفنانة ، حنان الأغا ..

          من ضاق عليه وطنه ، لن يتسع له الكون بأكمله ..
          من عاش الغربة ، لو أكل الشهد لكان مرا ..
          والغربة هي أكثر من الثلج برودة وصقيعا ، وعواصفها أكثر تدميرا .

          لا أدري ما أقول في نص أبدعت في تصوير أبعاد فكرته بشكل عميق وجميل .
          مثلك يخلجل القلم أن يقول رأيا في نصها الأدبي ..

          لك التقدير والحب والود ..
          كوني دائما بخير أيتها المتألقة .
          //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

        • #8
          الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
          تاريخ التسجيل : Mar 2006
          الدولة : مصر+ الكويت
          العمر : 46
          المشاركات : 1,087
          المواضيع : 110
          الردود : 1087
          المعدل اليومي : 0.16

          افتراضي

          يمثل النص بعداً منشورياً ، لنظرة أبعد لمفهوم الجوع ، جاء النص ذاتياً نفسياً ، يتعامل مع المشكلة من أبعادها النفسية والفسيولوجية ، وكأن الكاتبة تفكك لنا هرم الحاجات عن (ماسلو ) ، فكرة الجوع في حد ذاتها ليست فكرة جديدة ، ولكن طريقة التناول هنا أشهد أنها مختلفة ، فقد تناولتها الكاتبة من زاوية دقيقة ، تكاد لا ترى ، ولا ينفذ إليها الضوء عادة ، لأنها منطقة ضيقة جداً حد سنم الخياط ، صار النص بمحاورة ذاتية ، تعبر عن الكثيرين ، وعن قاعدة عامة تعاني من نفس الكأس المتجرع ، الذي يقبض عليه الساعون خلف سلال الرزق الخاوية ، فيأتون خماصاً كما يروحون، ، ويبقى الحظ الأوفر للسادة ، والمتجبرين ، التي أصبحت بطونهم كالجبال..
          الأستاذة حنان الأغا
          كلما قرأت لك ، وددت أن أكتب
          احترامي

        • #9
          الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
          تاريخ التسجيل : Mar 2007
          الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
          المشاركات : 4,224
          المواضيع : 71
          الردود : 4224
          المعدل اليومي : 0.68

          افتراضي

          الرائعة الحبيبة

          كلما دخلت نصا لك, أصابنى الذهول. فأنت تتقنين حقا فن اللعب على أوتار الذات الداخلية وخاصة المعذبة. جسد باتساع البياض, أم هو جسد باتساع الفراغ, أم تراه بياض باتساع الجسد. الغربة والاغتراب داخل الوطن, والموت بعزة وكرامة داخل الأرض التى هى الرحم والجذر الأصلى لفروعنا المشتتة فى بقاع الأرض. قذفته سفينة الضياع الى بقعة التشرد فى الزمان والمكان , الى مكان وزمان كل الألوان فيه هى اللون الأبيض, أم هى روحه ضاعت داخل وطنه , فأصبحت كل الألوان هى اللا لون. أما عن الحبك فقد كان مناسبا للحالة الشعورية بدءً من عنوان رائع, مدخل تمهيدى طال قليلا نتيجة لحالة القاص الشعورية, تدرجا هادئا فى الحبك ثم قفلة رائعة جاءت مؤكدة لفكرة القاصة فى البحث عن الهوية المفقودة.

          شذى الوردة لرائعتك.

          د. نجلاء طمان
          الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

        • #10
          الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
          أديبة وفنانة

          تاريخ التسجيل : Nov 2006
          الدولة : jordan
          المشاركات : 1,378
          المواضيع : 91
          الردود : 1378
          المعدل اليومي : 0.22
          من مواضيعي

            افتراضي

            اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
            حنان...
            البياض هنا جاء معبرا..ومغرقا في الوقت ذاته الفكر في متاهات التفكير..والاحتمالية..كنت اقرأ لك هذا النص واردد في نفسي ترنيمة تعودت ان ارددها هل تسمعينها معي:افتش عن نبضي داخل نفسي،ابحث عن يدي،لايد لي،فراغ شاهق يتعالى،يحتل المكان،يأخذ عدته وعتاده،هذه سورته تزداد،كأنما هو غاضب،بله هو حاد،اتلوى ذات اليمين وذات الشمال،يجري القلب مذبوحا،يزاور داخل الاضلاع،يوداد وجيبه شراية،كانما الان اصاعد هذه السماوات العلا ليس لها نهاية..اني في البياض..ياذا البياض الذي ليس له شبيه..لست وحدي هولاء الاحبة.
            نحن اذا اخذنا النصث وتكلمنا عنه نجد انفسنا هنا مضطريت لان نتكلم ياضا عن ا القاصة .. لاننا ونحن نتكلم عن الكلمة نريد ان نتفق على زمنين منهما تنبثق هذه الكلمة لذا علينا هنا ادراك الزمنين سواء أكان الزمن الصوري او الزمن الاخر، وفي الاول هو الزمن الذي تنبثق فيه الكلمة ويكون مملوءاً باعتمالات معينة او بافعال ترسم انعكاساتها على الكاتبة، وهذا الزمن بالضبط هو زمن ميلاد الكلمة، والصورية فيها لكونها جزءا من الزمن العام، والزمن الاخر هو ايضا لايقل اهمية عن الاول، لانه زمن الكلمة الانطولوجي والذي يستم رمع الكلمة عبر اجوائها وحركتها وهو عموما يرافقها في الكينونة والتصير والانقطاع.
            نصك جاء محملا بهذه المعية الزمنية، وبلغة ذات نسيج محبك، فتناغمت الاحرف وتناسقت، لتشكل لنا لوحة وجدانية عميقة، مكثفة.
            دمت بألق
            محبتي لك
            جوتيار
            ____________________________

            الأخ جوتيار

            تدري؟
            أستمتع بقراءة ردك دائما بغض النظر عن كونه ردا على نص لي
            فأنت بارع في الغوص وراء الفكرة واللفظ والمعنى
            وماهر في اقتناص مفردة الزمن غير المحسوسة
            جميلة هي قراءة البياض أعلاه
            وكأن الأبيض له قدرة مميزة على حمل الأشياء ونقائضها
            فقد يكون الموت وقد يكون الحياة
            والبرودة الكئيبة والبرودة المنعشة
            النقاء والرياء
            الامتلاء والفراغ
            وهكذا
            ها قد أوقعت بي في فخ ردودك المتفردة
            مودتي

          صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

          المواضيع المتشابهه

          1. حرف شديد البياض على اهتزازات ظلٍّ مائلٍ
            بواسطة عبد القادر رابحي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
            مشاركات: 11
            آخر مشاركة: 11-06-2009, 11:44 AM
          2. مداد البياض !
            بواسطة سعيدي الحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
            مشاركات: 7
            آخر مشاركة: 02-10-2008, 08:28 PM
          3. لعلّي أروّض هذا البياض الذي لم يخنّي....
            بواسطة ليلى الزنايدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
            مشاركات: 28
            آخر مشاركة: 09-02-2007, 02:00 PM
          4. ملك البياض و الإبداع ...
            بواسطة سمر سليم الزريعي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
            مشاركات: 0
            آخر مشاركة: 05-11-2005, 04:05 PM