(1)
مُغَامِرَاً أَبْحَرْتُ في عَيْنَيْكِ بِلا شِرَاعْ.
فَما عُدْتُ ...
ومَا حَصَلَ الوَدَاعْ .
تُرَانِي أنَا مَجْنُونٌ ..
أمْ عَصَرْتِ من شَفَتَيْكِ الخِداعْ ؟
سَافَرْتُ مِنْ حُزْنِ الجَلِيْدِ
في شَفَتَيَّ
وفي مُقْلَتَيَّ
وفي رِئَتَيَّ
فَمََا أَبْصَرْتُ لا دَرْبَاًً ولا شُعَاعْ .
لَكِنْنِي أَبْصَرْتُ
في عَيْنَيْكِ تَارِيْخَ الضَّيَاعْ .
وَعُوَاءَ ذِئَابٍ وأَطْفَالاً جِيَاعْ .
لا تَكْذِبي
فَقَدْ سَقَطَ القِناع .
مَا عادَ بِوْسِعِكِ أَنْ تَلُّمِي ضَفائِرَكِ
مِنْ كَفَِ الصُّدَاعْ .
(2)
إِنْ كُنْتِ عَاشِقَتِي
فاحْرِثِيْ شَفَتَيْكِ مِنْ جَدِيدْ .
وارْمِيْ الُبذُوْرَ
على الجُذُورِ
لِتُنْبِتَ قَمْحَ الصُّمُودِ العَنِيدْ .
لِكُلِّ مُهاجِرٍ جاءَ مِنْ بَعِيدْ .
لا وقْتَ لِلتَّفْكِيرِ
هاهُمْ عائِدُونَ بِالثَّوْبِ المُسْتَعارِ
وبالسَّيْفِ العَتيدْ
ويَعْبُرُوْنَ مِن الوَرِيدِ إلى الوَرِيدْ .
وكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدْ .
لئَلا يمُرَّ
طِفْلٌ في يَدَيْهِ عَناقِيْدُ الغَضَبْ .
أَوْ تُعِيْدَ قافِلَةُ السَّنابِلِ مَجْدَ العَرَبْ .
(3)
قُولي لهُم باقُوْنَ .
كَجُرْحِنا المَفْتُوحِ مُنْذُ سِنِينْ .
باقُوْنَ مَا بَقِيَ الأَنِينُ
مُشَرَّدَاً فوقَ أَرْصِفَةِ الحَنِينْ.
باقُوْنَ مَا بَقِيَ الغِيابُ
نَصْلاً
في ذاكرةِ زَيتُونٍ وَتِينْ .
باقُوْنَ مَا بَقِيَ السَّجِينُ
في صُلْبِ السَّجِينْ .
باقُوْنَ مَا بَقِيَ في رَحِمِيْ جنين ْ .
يَحْمِلُ
اِسْمَ فِلِسطِينْ .
أبو تمام 16/7/1428هـ