أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 31

الموضوع: بداية الطريق .. اعادة تشكيل الذهنية

  1. #1
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    بداية الطريق .. اعادة تشكيل الذهنية

    بداية الطريق .. اعادة تشكيل الذهنية
    عبدالصمد زيبار
    إنها النقلة التصورية عند عماد الدين خليل و اعادة بناء تصاميم الذهنية الاسلامية عند عمر عبيد حسنة وهو التأسيس الثقافي عند ابراهيم البليهي و الثورة المعرفية و النهضة الثقافية و البعث المعرفي و غيرها من التسميات لشيء واحد وهو إعادة تشكيل و تصميم و تأسيس الذهنية الثقافية و المعرفية للمسلمين.
    وهو عنصر أساسي في موروثنا الأصيل
    فالقرآن الكريم يؤصل لهذا المفهوم في آيات كثيرة منها :
    قوله تعالى :
    ( أقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق
    ( إنما يخشى الله من عباده العلماء) 35 / فاطر
    ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أتوا العلم درجات) 58 / المجادلة
    (قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) 10 / الزمر
    ( وقل ربي زدني علما) 20/ طه

    ثم إن الصحوة الاسلامية المعاصرة قامت على أساس تجديد الفهم و الفكر و التدين و الثقافة الاسلامية
    لكن رغم كل هذا ما زلنا نعاني من :
    * هزالة الانتاج و التأليف و الابداع الفكري و المعرفي الجيد بعد جيل الرواد المؤسسين و المنظرين
    * تراجع مظاهر التثقيف حتى عند أبناء الصحوة الاسلامية خصوصا عند فئة الشباب الجيل الصاعد و أمل الغد
    * تفشي الثقافة السلبية و الأمية الثقافية مع تضخم للثقافة النمطية و الوثوقية وهي ثقافة الحزب و الجماعة التي ينتمي اليها الفرد مما يسهم في محدودية الرؤية و ضعف البناء
    إذن فأين الخلل؟
    لما أصيب البناء و الناظم الفكري و الثقافي المعرفي الاسلامي بالتشوه و الحياد عن الصواب و المنهج القويم , و عندما فقدت الذهنية الاسلامية و الثقافة الجمعية للمسلمين البوصلة و النهج المبين بدأت النمطية و التقليد و التبعية للآخر من الاجداد و الماضي أو الآخر الغرب صاحب حضارة اليوم تأخذ مكانها في تشكيل المعرفة و الثقافة للمسلمين, تبعا لهذا التراجع الثقافي المعرفي تراجع العطاء الحضاري للأمة و برز الانحطاط الفكري و التخلف الاجتماعي و الانهزام النفسي و التبعية العمياء و لعل درجة الانتاج و الابداع تمثل أحد مقاييس هذا الوضع.
    و المشكل لا يبرز و يعالج بمقال أو بحث و إنما باشاعة نفس ثقافي عام بين النخب ثم العموم,يسري في كيان الأمة و الشعوب ,يأثت مناخا ثقافيا و عالما من الأفكار و المعارف يكون بمثابة محضن للصحوة و الإصلاح و النهضة والتطوير و البناء الحضاري.
    إذن فالعامل الثقافي على درجة عالية من الأهمية في أي مقاربة للانحطاط و النهوض
    يقول عمر عبيد حسنة ( بعض المسلمين اليوم مكوناتهم الثقافية ثمرة للسقوط الحضاري و العجز العقلي) و هذا واقع كثير من المثقفين اليوم.
    إذا ما اتفقنا على اهمية ما ذكر
    تبقى هناك أسئلة تفرض ذاتها :
    ما هي لامح هذه الذهنية؟
    ما السبل لإيجاد و بث هذه النفسية و الذهنية القويمة في الأمة؟
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  2. #2

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 17
    المواضيع : 2
    الردود : 17
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    تحياتي للأخ عبدالصمد على هذا المقال الهام و الخطير
    فهو يلامس مركز المشكلة و أس الموضوع
    أرجو أن يناقش من أفراد الواحة
    تحياتي

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    للتثبيت


    إحتفاء ً بفكر نير وعقل مبدع
    الإنسان : موقف

  5. #5
  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    أعداء الحرية

    مرض الشعوب الإسلامية اليوم هو ( الاختناق ) وأعراضه الكبت والحرمان وفقدان القابلية على الاحتجاج لكل ماهو ضار وشرير ، وإذا كان ( المجنون ) هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تشخيص مرضه كل أحد من الناس حتى أطفالنا فإن مرض الاختناق هو الآخر نساهم جميعنا في تشخيص أعراضه ولكن نختلف في وصف ( فايروس الفكرة ) التي سببت لنا هذا المرض العصي فمن قائل : أن (الحاكم الظالم ) هو المسبب ومن قائل : إنها ( الماسونية والصهيونية) ومن قائل إنهم (شياطين الإنس) من سّراق ومنافقين والله تعالى يساعدنا ويوزع العلى على جميع هؤلاء مجتمعين قال تعالى :

    { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ }النور11

    ولأن الوقاية خير من العلاج فإن معرفة موانع تذوقنا للحرية ومحاولة التغلب عليها هي السبيل الأمثل للوصول إلى هذه الحرية الغالية والتي عمدتها الشعوب بدماء أبنائها .

    ولأن العدل هو إقامة شرع الله بحسب عبارة بن الجوزي

    ولا عدل بدون هبة منحة الحرية هكذا كتب الله حجته البالغة لعبيده فإن جرثومة الاضطهاد هي علة حرماننا من الحرية وخصوصا ً إذا شارك فيها المحكوم ب ( الانصياع ) لمراد الحاكم فأقرأ على العدل السلام .

    والمصيبة الكبرى أن تكون الدولة التي تعلن الحرية كمبدأ لمؤوسساتها هي التي تحرم الدول الأخرى من التحرر

    وكما يقول (نعوم تشومسكي) في كتابه (ردع الديمقراطية) عالم الألسنيات والسياسي الأمريكي: أن الجهد ينصب على إرهاب الأفراد، وأما الحديث عن إرهاب الدول فلا يتجرأ على ذكره أحد وعندك خبر المارينز وهم يدخلون العراق من دون شرعية دولية تجيز لهم ذلك حين ضربوا عرض الحائط مقررات مجلس الأمن .

    لقد شرح القرآن لنا هذه الإشكالية في الآية العمدة من سورة النساء قال تعالى :

    {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58 وأن نؤدي الأمانة هنا يعني أن نعطي الفرصة لكل من حولنا في المطالبة بحقوقه خصوصا ً بعد أن يقدم لنا واجباته المفروضة عليه .

    إن عماد الحكم في الإسلام وقوام السياسة الشرعية، تقوم على (العدل) في الحكم، وعلى وجود ولاة الأمر وعلى طاعتهم ولأن الإنسان يولد حراً فيجعله المجتمع ليس مستعبد لشرائط ذلك المجتمع فنراه يحمل نصف حرية أو ربع حرية بعد أن أدمن الانصياع القسري لرجال السياسة أو الاقتصاد أو حتى رجال الدين .

    لقد فطنت إلى ذلك سيدتنا أم مريم عليها السلام فقالت لربها أنها ستحرر مريم من هذا القيد :

    {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35

    إن الغاية من وجود الإنسان فوق الأرض هو إعمارها واستثمارها وفق منهج منضبط ( افعل \ لا تفعل ) وهذا المنهج هو جنة الله فوق أرضه وأعني بها قرآننا المجيد .

    الوسيلة إلى هذه الغاية هي حصريا ً تكمن في الحرية وهنا أنبه إلى جدلية متعاكسة فحين تشاهد المجتمع وقد ساد العدل بين أفراده فاعلم أن هذا المجتمع متمتع كامل الاستمتاع بحريته المنضبطة ، ولو شاهدت تشوهات لقيم العدل فاعلم أن هؤلاء الناس حرموا من حريتهم .

    وبالمقابل لو شاهدت مجتمعا ُ يتلمس سبيل النهوض دونما تحقق من إشاعة الحرية المنضبطة قرآنيا ً بين أفراده فلا تصدق وصوله لغاية الاستنهاض هذه .

    والآن : من هو الذي يعيق المجتمع من التوصل إلى استنشاق نسائم الحرية المنضبطة قرآنيا ً ؟

    أقول :

    هم ثلاث أصناف مجتمعية

    1\ الحاكم الطاغوت

    2\ الجاهل الكسول

    3\ المرجفون والمبطلون

    وجمعهما الله تعالى في آية واحدة فقال جل في علاه :ِ إنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ }القصص8

    أولاً :

    الحاكم الطاغوت

    إن مهمة الأنبياء هي تحرير الشعوب من طغاتها وهكذا أمرنا الله تعالى للسير في الأرض لنشاهد تفاصيل هذه المهمة الجليلة قال تعالى :

    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36

    والطاغية قد يتزيا بعدة مظاهر فقد يكون رب للأسرة وقد يكون معلما ً في مدرسة وقد يكون إقطاعيا ً في مزارعه

    وقد يكون كل هؤلاء في شخص زعيم الدولة .

    ومعنى الحرية لا ينسجم مع خضوعنا لبشر يحرفون مراد الله وهو يأمرنا طاعته وكما قال المسيح عليه السلام :

    إنك لا تستطيع أن تخدم معبودين تخدم الله وتخدم المال

    والآية أبلغ في منطوقها حين يقول الله تعالى :

    {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ }البقرة257

    العقلية الغربية وهي تقر بأحادية النظرة المادية كون المسيحية الغربية لا تقر أنها حركة اجتماعية وسياسية كما هو الإسلام ( فلا رهبانية ولا كهنوتية في الإسلام ) ولذلك أقصت العلمانية الكنيسة عن الدولة .

    وبالمقابل فإن الرؤية القرآنية للتحرر من طغيان الحاكم لم تطبق بصورتها الواقعية والعملية إلا في فترات مضيئة من تاريخنا الإسلامي فعمد الكثير الطواغيت البشرية إلى حرمان الإنسان من حريته فخدعوه بأن شرعة السلطان هي شرعة القرآن .

    وهكذا فإن الطاغوت يحرمنا من الاستمتاع بحريتنا بل ويمكن أن يحولنا من إنسان إلى شيطان عاص ٍ يأمر ويقود غيره من البشر إلى تبني فعل الشر عندما يتبنى عقيدة انه ظل الله على الأرض فيتسلط على رقاب الناس بحجة إقامة العدل ويساعده في ذلك آليات (عبادة الفرد) التي تفسر لنا كيف يخضع الناس لحكامهم وملوكهم مهما بدا من ظلمهم أو بلادتهم أو شرورهم وكما تقول الأسطورة ( حتى لو كان الملك عاريا ً فان الناس جميعا ً يعتقدون انه يرتدي أبهى الحلل ) .

    الصنف الثاني ممن يحرمنا الحرية هو الإنسان الجاهل الكسول والذي لم يعد قادرا ً على إتمام واجباته تجاه الآخرين وفي نفس الوقت يطالبهم بحقوقه منهم

    هذا النموذج سوف يشيع بين أفراد المجتمع التواكل والمحسوبية والشفاعة ( أقصد الرشوة ) ليشوه معالم تقصيره .

    وحينما يشيع الجهل فسنشاهد طفولة المجتمع وسهولة التحكم به وسهولة حرمانهم من حريتهم

    في كتاب سيكولوجية القطيع الذي كتبه غوستاف لوبون عام 1895م، ربط طفولة المجتمع ووثنية الأشخاص وهكذا يفعل الجهل .

    وتحدث المفكر ( مالك بن نبي ) عن مراحل تطور المجتمعات والأشخاص من الشئ إلى الشخص إلى الفكرة، فالطفل يتعلم أول أمره أن يميز بين الأشياء فيعرف أن هذا حليب وهذا ماء وذاك عصير ثم يكبر أكثر فيتعلم التمييز بين الأشخاص فيعرف أن هذه أمه وهذا أبوه وذاك غريب عنه ثم ينتقل إلى المرحلة الأهم وهي التمييز بين الأفكار ، وهذه المراحل تتطابق عند تطور المجتمع من الوثنية إلى دور البطولة إلى بزوغ شمس الأفكار..

    والسؤال الآن : من هو الذي يسهم في تجهيل المجتمع ؟ فأقول إن الحكام الطغاة هم الذي أقفلوا باب الانجاز والاجتهاد العقلي لمجتمعاتهم ،ولا يتم لهم ذلك إلا عن طريق إفشاء ثقافة ميتة يقول علي حرب : ( إن مشكلة المثقفين هي من أفكارهم ، فهم ضحايا أفكارهم أو أنماطهم في التفكير ، وهذا ما يجعلهم في كثير من الأحيان باعة أوهام وحراسا ً لأفكار عتيقة وبالية )

    الصنف الثالث :

    هم أولئك الذين أصبحوا جنودا ً للطاغوتية التي تكلمنا عنها ممن يشيعون بإعلامهم الكذب وثقافة الترهيب والإرعاب وقد سماهم القرآن المرجفون قال تعالى : {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60

    ويؤازرهم في عملهم الرجال المبطلون الذين يشيعون اليأس بين الناس لصالح منافعهم من قبول الناس من حرمان التحرر .

    ومن طرقهم : ( هدم طاقة الإيمان بالإسلام)

    حين شوهوا مضمون ان الإنسان حر في الاعتقاد.. وجعلوا لهذه الحرية معناها الواسع جدا.

    ولأن الحرية في الإسلام لا تقوم إلا على أسس من حرية التفكير والعقل والضمير، إذ لا يصح إيمان بلا تفكير حر في آيات الأنفس والآفاق.

    والآن وبعد أن أطلعنا على هوية أعداء الحرية نعود لنسأل أنفسنا كيف نحصنها من خطر هؤلاء

    وأقول هنا : القاعدة القرآنية العظيمة والتي تقول

    ( قل هاتوا برهانكم .. ) هي التي ستنقذنا من جرم الطواغيت ومن قسوة الجهلاء ومن عبثية المحبطين .

    ولأن الجماد لا يحرك نفسه، ولكن النبات يحرك نفسه، ولكنه لا يعرف إلى أين، والحيوان يتحرك، ويعرف إلى أين يتحرك، ولكنه لا يعرف لماذا يتحرك، فالإنسان إذن هو الذي يعرف لماذا يتحرك، وما تأتى لـه ذلك إلا عن طريق الحرية، والإرادة المختارة التي تحدد لـه المسير، وتوضح لـه الاتجاه، وتكشف لـه علة اتخاذ هذا الاتجاه

    ويقول في ذلك ﭽون ستيوارت مل: "فالإنسان غير مسئول أمام المجتمع عن شيء من تصرفاته، إلا ما كان منها ذو مساس بالغير"ويستطرد قائلاً: "إنني متنازل عن كل ما يمكن أن يستخلص لتأييد حجتي من فكرة الحق المجرد بوصفه شيئًا مستقلاً تمامًا عن المنفعة؛ إذ إنني أعتبر المنفعة الهدف النهائي وراء جميع المسائل الأخلاقية... ونحن نرى أن هذه المصالح لا تبيح إخضاع حرية الفرد تلقائيًّا إلى أية سيطرة خارجية، إلا فيما يختص بتلك الأعمال التي يأتيها الفرد، وتتناول مصلحة الآخرين، فإذا ارتكب المرء فعلاً ضارًّا بغيره، استحق الجزاء بلا منازع، إما بقوة القانون، أو بحكم الرأي العام، حينما لا يؤمن تدخل القانون"

    إن الآيات التي وردت لتبين لنا أسباب سقوط الأمم وانهيار الحضارات وردت ليأخذ المسلمون حذرهم، فلا تتسرب إليهم إصابات الأمم السابقة وعللها، ولكننا لم نركز على دراستها لجعلها دليلاً على تميز الأمة الإسلامية وكأنها مبرأة من أن تسري عليها تلك السنن إن هي تولت وأهدرت العدل والحرية والمساواة.
    نجد اليوم وبوضوح ثراء ًفي تدريس فقه العبادات والمعاملات، وفي المقابل نجد ضمورا ً وتسطيح في تدريس الفقه السياسي والدستوري .

    أن الارتفاع بالقيم الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها الحرية –ترتفع إلى مستوى التكليف الشرعي كون الحرية من أبرز مقاصد وقيم الإسلام، ويخطأ من يدعي وباسم الشريعة الترويج لسلب حرية الإنسان بتقييدها أو التنازل عنها، أو حتى القعود عن طرق تحصيلها، باعتبارها مجرد حق يمكن التنازل عنه في مقابل إشاعة الاستقرار والسكون الاجتماعي عن طريق تكريس مفهوم الطاعة للسلطة، والناظر إلى القرآن سراه قد أكد على التحرر من أيه سلطة وأولها سلطة الآباء وسلطة الملأ، وسلطة الفرعون، وأيضا سلطة الهوى بإيثار السلامة بل لقد أمرنا القرآن بالهجرة من الأرض التي حرمتنا هذه –الحرية- الغالية

    قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا }النساء97

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    من عرف أين هي قدمه ... عرف إلى أين يسير

    النهوض : هو أن نعرف من أين نسير إلى أين نصل

    ومعيقات النهوض ... أننا لم نعرف لحد الآن أعداء حريتنا

    \

    بالغ تقديري

  8. #8
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    دائما سامق يا خليل .. كما عهدناك .. على الدرب ...
    سر فلا كبا بك الفرس *** دام علا العماد

    و نحن معك لعلنا نسهم في النهوض و التحرر

    /

    إن الله يهلك الأمة الظالمة ولو كانت موحدة
    و يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة

    إنها سنن الله في كتابه و كونه لا يحابي بها أحد

    /

    جميل الربط بين العدل و الحرية فهما متلازمان .

    نعم إنه الاختناق معه أنين و صياح إلا أنه بوح خافت لألم جرح عميق
    التيه و الغفلة سمة شعوبنا
    لا ندري أين نحن و لا أين نتجه .. فقدنا الساعة و البوصلة

    /

    يقول محمد عمارة في كتابه : الدولة الاسلامية بين العلمانية و السلطة الدينية.
    مرد الكثير من نقاط الضعف و السلبيات و المظالم التي يعاني منها المسلمون اليوم هو سلب السلطة الحقيقية و السلطان الفعلي من جماهير المسلمين سواء أكان ذلك لحساب استعمار قديم أو آخر جديد ..
    و سيان كان المستبد دون هذه الجماهير بالسلطة و السلطان غريبا عنها أم يتزيا بزيها و يتحدث لغتها و يؤدي مثلها شعائر دينها .. أو حتى يؤمها في أداء شعائر هضا الدين الحنيف ...
    و الأخطر أن ذلك يتم باسم قدس الأقداس في حياتنا .. باسم الدين ..

    /
    تحياتي

  9. #9
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    في أحد ردودي على موضوع عباد الدنيا جاء :
    /
    من ضرورات التغيير و الاصلاح
    * الاستفاقة على حد تعبير خليل
    اليقظة و الصحوة و النهوض وأولها إحساس بضرورتها
    وبواقعنا بنظرة موضوعية من غير خيلاء و إطراء و لا جلد للذات بل الوسط و التوسط
    * الإصلاح يتطلب خطين أفقي واسع و عمودي مركز
    الأفقي يهم الناس كل الناس توعية و يقظة الجماهير و اشاعة نفس التغيير و التجديد
    أما العمودي فهو لأهل السلط من الساسة و الحكام وأصحاب الإعلام وواضعي البرامج التعليمية و الارشادية .. وغيرهم
    فالاكتفاء بفئة من الفئتين فقط يكون كالتي نقضت غزلها بعد قوة أنكاثا
    لأنه بكل بساطة أحدهما مرتبط بالآخر
    فالحاكم و السياسي و الإعلامي .... يأخذ سلطته من الجماهير
    و الجماهير في العصر الراهن صناعة للإعلام و التوجهات و البرامج و القرارات ..
    مثلا ما يبنيه المصلح في سنوات ينسفه شريط مبني على المتعة في دقائق معدودة
    يقول حلاوجي :
    اغلب الناس مخدرون ... والكسل والخوف عشعش في جماجمهم
    أقول :
    أليس من مصادر هذا الخوف و الكسل و التخدير سياسة تكميم الأفواه و طمس الذاكرة و ابادة الفكر و الابداع الممارسة من سياسيينا و اعلاميينا و كثير من مثقفينا المصلحويين ... ؟؟؟
    اليوم هناك ارتباط تبادلي بين القاعدة و القمة
    رغم هذا يبقى الاساس هو الفرد و الشعب القاعدة وما الاهتمام بالقمة و أهل القرار الا لتأثيرهم في هذه الشعوب
    * تجديد الخطاب فالواقع يتغير بتسارع و خطابنا بتململ إن لم يتراجع
    ليكن خطابا مفهوما من كل القاعدة
    و للمثقفين خطابهم
    و هو بداية تجديد الوعي و تغيير الذهنية و بناء القاعدة
    فلتكن ثورة ثقافية و معرفية فكرية خاصة وسط الشباب
    * التواصل و العمل الجماعي
    مضى زمن السوبرمان و الرجل الموسوعة الذي يفقه في كل العلوم
    إنه زمن مراكز البحوث المتخصصة
    و العمل المضني الجاد بشكل جماعي
    و منه بناء العلاقات
    كنت قد تحاورت مع خليل حول هذه الفكرة و خلصنا أن تكون الواحة انطلاق لهذا العمل الجماعي المبصر
    /
    تحياتي


  10. #10
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نفحة ُ الطـّيبِ (اعادة )
    بواسطة فتحي علي المنيصير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 18-08-2010, 11:13 PM
  2. هكذا كانت بداية تشكيل المقاومة العراقية التي استمرت سبع سنوات من الاحتلال ولازالت
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2010, 06:29 AM
  3. عضوة جديدة ... بداية جديدة... فهل ستكمل الطريق ؟
    بواسطة زينب وليد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30-11-2007, 05:43 PM
  4. نحو اعادة التفكير في مفهوم الاسرة والتربية
    بواسطة عبدالله العبادي في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-05-2007, 02:17 PM
  5. بداية الطريق
    بواسطة أحمد الغانم أبو نصر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 16-03-2005, 01:32 AM