الحب في زمن الإنهزام ..(إلى كل عراقي و فلسطيني و...)

أخي الحبيب : أمين
إن عقمت أرحام النساء أن تحمل // عمر ـ ض ـ بصرامته و عدله وغيرته على الحق و المعتصم ؛ بقوته وشدة توكله وحمايته لحرمة رعيته..
فالحمدلله..مازال أمثالك يتواصلون مع الامويين..فيجعلون من الشعر رسالة و قضية ؛ تعبر عن آلام الامة الجريحة..يشحذون الهمم ويدفعونها إلى استرجاع ما ضاع من حقوق..
نطقتم بحال الأمة..فكانت القصيدة ثمرة شعور جمعي..تترجم ما عجزنا عن تلخيصه في كلمات قليلة ..جامعة لشتى معاني الاهتمام بالجرح الغائر في صدورنا..وإذا به لايندمل إلابعودة القدس الشريف والعراقالمعطاء للحياة الطبيعية..الحرية لشطرنا المسلوب..
إذ لا عزة ولا كرامة إلا بتحير آخر شبر من أراضينا
هنيئا لك فقد جاهدت بقلمك ونجوت بجلدك من مذلة الانتكاس و هوان الاهمال..
قصيدتك نجم في سماء الحرية..
ohgz jpdhjd..
غلا

خالص تحياتي..

أخي الحبيب : أمين
إن عقمت أرحام النساء أن تحمل // عمر ـ ض ـ بصرامته و عدله وغيرته على الحق و المعتصم ؛ بقوته وشدة توكله وحمايته لحرمة رعيته..
فالحمدلله..مازال أمثالك يتواصلون مع الامويين..فيجعلون من الشعر رسالة و قضية ؛ تعبر عن آلام الامة الجريحة..يشحذون الهمم ويدفعونها إلى استرجاع ما ضاع من حقوق..
نطقتم بحال الأمة..فكانت القصيدة ثمرة شعور جمعي..تترجم ما عجزنا عن تلخيصه في كلمات قليلة ..جامعة لشتى معاني الاهتمام بالجرح الغائر في صدورنا..وإذا به لايندمل إلابعودة القدس الشريف والعراقالمعطاء للحياة الطبيعية..الحرية لشطرنا المسلوب..
إذ لا عزة ولا كرامة إلا بتحير آخر شبر من أراضينا
هنيئا لك فقد جاهدت بقلمك ونجوت بجلدك من مذلة الانتكاس و هوان الاهمال..
قصيدتك نجم في سماء الحرية..
خالص تحياتي..
غلا

الأخ الشاعر/محمد الأمين سعيدي
أهديك ونصك هذا الرد المتواضع
قراءة سياقية تتماهى مع كاتب القصيدة
في مفتتح القصيدة يصر الشاعر على استحضار عناصر مفاجئة من صور المدى و الألم و اليأس:
ضاق المدى فاستفاق الضيق و الألـم ُ... وساند اليـأس فانحـازت لـه الأمـمُ
وهنا أسلوب مباشر موفق وهادف ولغة فصيحة وبديع مكثف و تقنيات فنية متعددة تناسب فكرة القصيدة و أغراضها ولتصبح أسهل في الفهم لدى المتلقي، حيث:
ُمواجع كلهـا تمشـي علـى وجعـي ... لكـي يُخيّـم فـي بيدائـه الــورم ُ
وهنا يبدأ النص في تمثيل الحالة التي دعت القلم لأن يكتب ومن عمق المأساة و التجربة القاسية التي عاناها العرب أجمعين في أماكن متفاوتة وعلى مدار أزمان متقاربة، واللغة تصبح ملكاً للقلم يطوعها كيف يشاء لتصبح المواجع كائناً يتحدى الكائن العربي الذي هو أصلاً موجوعاً بما فيه الكفاية وأكثر.
أيضاّ، يبدأ النص باسترجاع ما تبقى من ذاكرة هي أيضاً عرضةً للوجع ذاته، حيث زمن الموجات الهائجة من الموت و الظلم والحزن:
حملتُ أمواج حزنـي وهْـي هائجـة ... فموجـة تعتـلـي فـوقـي وتنـهـدمُ
وموجة فـي بحـار القلـب سابحـة ... تهاجـم المـوج والأحـزان تلتـطـمُ
وموجـة تتـرك الأمـواج هـاربـة ... كأنمـا أدركـت أنــي سأنفـصـمُ
ثم يوجه النص سياط لومه و سهام عتبه إلى من يتبوأ الحكم بين الناس وعليهم دون اكتراث لشؤونهم و معاناتهم:
مواطني كلهـا نامـت علـى لهـب ٍ ... وأمّتـي كلهـا أودى بـهـا الـهـرمُ
و
تطايـر المـوت وامتـدّت حبائـلـه ... إلـى البيـوت مـع الأكبـاد تلتحـمُ
وعلى عادة الشعر الخطابي الحماسي و الوطني والسياسي، يلجأ الشاعر إلى استحضار مدن لا تزال في مهب المعاناة و التعذيب و القمع و التخريب وذلك بلغة جزلة تلونها صور البديع الفنية والهادفة:
شـوارع القـدس تبكـي كـل ثانيـة ... لما ترامـت علـى جدرانهـا الظلـمُ
ثم
والقدس ما زال في أحضـان لوعتهـا ... طفـل تُمزقـه أحقـادُ مـن ظلـمـوا
وكذلك، بغداد تأخذ حيزاً وفضاءً تصويرياً من النص، حيث هي أصبحت بحضارتها و معالم تراثها "تحفة الدهر"، وهذا تعبير موفق جداً دلالياً و بلاغياً حيث يدل على مدى ارتباط الشاعر بالمدن العربية التي تحولت إلى بؤر أسطورية وتعاني كما يعاني البشر و الحجر و الشجر فيها:
وتحفة الدهـر بغـداد التـي ركبـت ... سفائـن المجـد يُبلـي مجدهـا قـزمُ
و
نخل العـراق تعـرّى مـن نضارتـه ... فصار نخـلا بـه النيـران تضطـرمُ
و بالأسلوب ذاته، يصور الشاعر التاريخ في تلاعب صناعه بتلاعب الحكام العرب في مصير أبناء أمصارهم، و هنا تبرز لمحة فنية في تشخيص التاريخ وشخصنته بما يدل على عميق الخراب و المعاناة التي لحقت بكل أوجه الحياة الإنسانية في مدن العرب التي تعرضت – وما والت – للكثير من الضربات و النكبات:
وكلمـا كــرر التـاريـخ لعبـتـه ... تُلاعـب العـرب فـي أحداثـه نقـمُ
ثم يحاول النص و بأسلوب انزياحي متقن ودال على مدى معرفة الشاعر بتاريخ العرب و أوطانهم، استبدال الشهامة والأمجاد التي هي أصلاً رحلت بفعل فاعل بالدمع الذي أصبح متلازمة عند المنكوبين من العرب
تبكـي الشهامـة والأمجـاد راحـلـة ... وتسدل الدمع مـن هجرانهـا الشيـمُ
هـذي حيـاةٌ ريـاح الغـدر تسكنهـا ... فـي كـل منعطـف جـان ٍ ومتّهـمُ
فـي كـل نفـس جـراح لا تسالمهـا ... فكيـف يبـرأ جـرح والنـفـوس دمُ
كما يلجأ النص لاستحضار الماضي مرات عديدة وأساطيره التي رسمت معالم الحضارة العربية وتاريخها، وذلك بذكر العديد من أسماء تستهوي الشاعر و تتسيد ذاكرته أمثال الحجاج و عمر وبني أمية والمعتصم ومن حذا حذوهم في البطولة والحكم، كل ذلك ما زال يأتينا بلغة بليغة و فصيحة لا غموض فيها ولا خرب مع اشتغالها على الصور الجمالية التي ترضي إلى حد كبير ذائقة المتلقي:
ومـن يُعيـد إلـى أرضـي بكارتهـا ... وقد تنـاوب فـي أحضانهـا العجـم
ثم تصعد زفرة صارخة يلوكها الألم و نبرة اليأس و المعاناةُ وهي تعبير عن نداء الأقاصي الذي لا مجيب – هكذا يبدو – له و لا مروءة لمواجهة الحقيقة في "استيلاد" عمر و معتصم حتى يخلصوا المدن العربية و أهلها من الأحقاد و التعذيب على يد أعداء الأمة و الشعوب و العبثيين والعابثين والساديين من الحكام الذين يضع النص صورهم تحت مجهره التصويري و الخيالي.
يا ويلتاه وما في الأرض مـن عمـرٍ ... وليس فـي جفنـات الحكـم معتصـمُ
هذا زمان بـه الأحـقـاد حاكـمـة .... وفـي ربـاه نمـى التعذيـب الألــمُ
نص نجح إلى حد كبير في عرض الحالة العربية على ما فيها من تشتت و تفكك و معاناة بلغةٍ سامقةٍ و جزلة و تسهّل على المتلقي مهمة الوصول إلى قلب النص و قراءة ما بين السطور والاستمتاع بصوره التي أتقن الشاعر في زرعها كأغصان تتلون حسب الغاية و الغرض والثيمة أو الفكرة التي يريد عرضها الشاعر على متلقيه.
دمت شاعر اللامأساة بصدقك ودهشتك
د. عبدالله حسين كـراز

د.حسين
أشكرك على مرورك الكريم في صفحتي
وعلى هذه القراءة السياقية التي تتناسب مع قصيدة تتحدث عن سياقات خانقة تنحصر بين دوائرها أمة بكاملها.
ولعل قراءتك هذه وصلتْ إلى بنية النص العميقة .
لذا أشكرك مجددا وتقبل مني خالص التحيايا