|
أنا لا أُحبُّكِ إلاّ المزيـــــــــــدا |
ففي كلِّ يومٍ تصيريــــن عيدا |
وحين اكتشفتُكِ صارتْ حياتي |
سحاباتِ عطرٍ.. ولحناً جديدا |
أحبُّكِ في كلِّ قطـــــرةِ ضوءٍ |
تُجدِّدُ خضرتَنا.. والوعـــــودا |
أُحبُّكِ فوق حدودِ الكــــــــلامِ |
أنـــــا.. غيرَ حبِّكِ لا لن أُريدا |
فكوني عصافيرَ من ياسمينٍ |
وكوني لروحي ندىً وورودا |
أُحبّكِ حبّاً نقيــّـــــاً.. فكوني |
سلاماً رقيقاً يلفُّ الوجــــودا |
فلا تقلقي غير أني جريــــحٌ |
يذوبُ وإنْ أَلبســـوهُ الجليدا! |
ولا تأكلي الهمَّ إنْ حاصرتْهُ |
صقورُ البكاءِ وأبقَتْهُ عُــودَا! |
ولا تعجبي من جهامةِ قلبي |
فإني الغــــرامُ الذي قد أُبيدا |
أمدُّ طواحين عمري بشوق |
إلى راحتيـــكِ يُذيبُ الحديدا |
أنا لم أذقْ طعمَ هذي الحياةِ |
ولم أستشفَّ لديها السّعودا |
حياتيَ كانتْ عواصفَ حزنٍ |
تُحمِّلُ بلدانَ روحي جمودا |
دعيني أُطيِّرْ حماماتِ روحي |
فقد كسَّرَتْ يأسَها.. والقيودا |
دعيها تُلَمْلِمْ بقاياي حتّى |
تُعانقَ فيكِ الصباحِ الوليدا |
سأبكي عليكِ وأبكي عليَّ |
إذا ما نويْتِ الرحيلَ الأكيدا |
وإنْ كان لابدَّ منهُ فعودي |
لقلبي.. ولا تتركيهِ عميدا |
ولا تجعلي بيننا من غرامٍ |
يصيحُ كطفلٍ : أنـا لنْ أعودا! |
فعندي من الحــــزنِ ما قد يهدّ |
الجبــــــــــــــــالَ.. ويوقظُ فيها الرّعودا! |
إلى أين أُرسلُ عصفورَ بَوحي |
لمَنْ سوف أشكو العذابَ العنيدا؟ |
لمَنْ ولمَنْ سوف أنزفُ عمري |
إذا ما سلكْتِ الغيـاب البعيدا |
أيكفينيَ اليومَ يـــــــا رحلتي |
بأني أردتُكِ فجـــــــراً جديدا |
وأنّي أخذتُكِ لي واحـــــــــةً |
وظلاً. وماءً.. وعيداً سعيدا؟ |
فلا تتركي جبهتـــــــي تنزفُ الحـزنَ |
لا تتركينـــــــي غريباً.. شريدا! |
ولا تتركيني نداءً جريحــــــاً |
إلى آخر العمرِ يبقى وحيدا! |