هل هذه بغداد ؟

والدي العزيز يحيى
فيضك غزير
بالحس والابداع والتميز
فدام قلمك وفكرك

ودمت لنا بكل خير وود
ولك خالص تحيتي

شاعر العراق الأمجد ... ياصوت الصدق الأبعد

ياصمت النخيل ... وهو الآن يبكي

إليك هذه حروفي تذبح قربانا ً لقصيدتك العصماء


فدعني أتوسل النقاء في حروفك ... وأصلي في محراب وجدك

نعم هذه هي بغدادنا ...

\



فرق الموت .. فرق الحياة
بقلم خليل حلاوجي

كلما قرأت قوله تعالى وهو يخاطب اليهود الذين اعتقدوا أنهم أبناء الله وأحباؤه بالاستفهام الاستنكاري .. {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18 كلما تحزنني حال الإمة وفواجع وفوازع وقوارع ما يحصل لأبناء الأمة فهل حقا ًَ ان للمسلمينن عهد في اقتراف الذنوب حتى يرسل الله تعالى عليهم من يعذبهم بأيديهم وأيدي الذين ظلموا ؟الواقع يقول أن المسلمين كأي من البشر هم خلق الله في هذا العالم لهم مالهم وعليهم ما عليهم ولكن الله تعالى شاء أن يفتتنوا ليميز الله الخبيث فيهم عن الطيب ، أليست المعاناة هو المعلم الأول للشعوب ؟ وعندما يقرر القرآن أن ( َالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) سورة البقرة191 ، فان فتنة الطوباوية وكذبة حلم المدينة الفاضلة التي يرسمها لنا كل حاكم في أول خطاب تنصيبه فيصدق هو انه جاء ليخلص المحزونين من حزنهم والذين ما يلبثوا أن يصدقوا دعواه كونه المخلص الأمثل فيبقى كل طرف في قالب التصديق الأجوف هذا ، وحسب عالم الاجتماع العراقي (علي الوردي) : فإن المجتمع البشري بوجه عام "يهدده خطران: خطر الجمود من جهة وخطر التفكك من جهة أخرى. والمجتمع الأمثل هو الذي تتوازن فيه قوى المحافظة والتجديد فلا تطغى إحداهما على الأخرى

وما علينا والحال هذه إلا استلهام الدروس والعبر لفهم ما معنى ما مّر بنا وتأكيد حرصنا على هدفنا الأسمى ..النهضة .
والمشكلة ليست الوصول إلى الدولة، بل طبيعة الدولة التي سوف تولد وهذا ما نعنيه بالنهضة
وعمليا ً هي وراثة فرق الحياة لفرق الموت والله تعالى قال في التنزيل انه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي جل في علاه .
ونهضة المسلمين تبدأ من الفكر، وهو منهج القرآن أن (تغيير النفوس) هو الذي يقلب الواقع والفكر المجدي هو الذي سيزيح الفكر المشوش وثقافة الانجاز هي التي ستقضي على ثقافة الاضمحلال .
وهنا يبرز أمام رجال الهمة ثلاث تحديات إذا ما أردنا للهمة أن تكون بمستوى يوازى همومنا
(1) أولا:
إفساح المجال لعقليتنا النقدية أن تحاسب عقليتنا النقلية بطريقة منهجية ومنضبطة بربطها بالمنهج الإسلامي المهيمن فنحاكم الفكر الاجتماعي الضاغط على مجتمعاتنا في الشارع والجوامع والجامعة، ومراجعة خطابنا التجديدي لتخليصه من حالة الفصام إذ الفضيلة لا تشاهد إلا خلف جدران المساجد وما أن يخرج المصلي إلى أرصفتنا حتى تضطره فوازع وفواجع الرذيلة إلا أن يلبس الحق بالباطل ، وفي رأيي فأن أولى مهام النهضة هي مساعدة الناس على المصارحة في كشف علل تلك الازدواجية .
(2) ثانياً:
محاولة تحصين قيم الأغلبية بتوضيح مفهوم قيمة ( الجماعة ) وتحصين قيم الأقلية بتوضيح مفهوم قيمة ( الطاعة ) .
والإسلام وهو يدعونا في خطابه إلى احتواء وحماية (الآخر ) فانه يقترح أن يبدأ القوي بدعوة الضعيف إلى ( كلمة السواء ) فليس من المعقول أن نطالب الآخر بالطاعة ونحن قد قررنا إلغاؤه سلفا ً

والفكرة الثالثة:
هي ربط جهد المجتمع الإسلامي بالمعاصرة، فما لم نعرف أين نحن؟ لن نعرف إلى أين نتوجه !! أن جعل المجتمع يريد اللحاق بركب التغالب الصناعي والزراعي والتقني لا يعني بالضرورة استلهام قيم الآخرين الأخلاقية فمن المستحيل استنساخ المجتمعات مهما كانت إرادة هذا التغيير فالشرق شرق والغرب غرب كما يقول رينان وعلى ابناء الأمة أن يواجهوا مشكلاتهم بأنفسهم ويباشروا اختراق المنظومة العولمية بقدم راسخة ، مواجهة ً بالمصارحة مع الآخرين والصدق مع الذات والوضوح في الرؤية والأسلوب .
ان كثير من الأمم مرت في محن أشد هولا ً مما حصل لنا ثم خرجت بعد طول جهد وصبر لأن الشعوب تتعلم بالمعاناة

الفاضل أدبا وتقى خليل حلاوجي : بارك الله بك يا خليل ، فوالله إنك لـَربيب فضيلة وابن مروءة ... ويمينا ما كانت أمتنا ستصل هذا الشفير من الهاوية ولا زاغ بنا البصر لو أننا اعتصمنا بحبل الله واتخذنا من الحنيف قنديل بصيرة ...

أتمنى عليك أخي الفاضل التوسع في مقالك الثر هذا ليغدو بحثا ، ومن ثم نشره حيثما استطعت سبيلا ـ وبخاصة في المنابر الاعلامية العراقية ـ فأنا على يقين أنَّ أكثر من يد خبيثة خارجية " وبخاصة الامريكية والاسرائيلية " وراء نار الفتنة الطائفية التي يشهدها العراق حاليا ... وأنت كعراقي ، تعرف تماما أن العراقي لم يكن يعرف جاره أسنيا كان أم شيعيا ... ولا ثمة عائلة عراقية تخلو من الاثنين بين افرادها ... لكنها اليد الاجنبية ، وقد ساعدها الغفلة والطارئون على الدين يا صديقي .

بارك الله بك ونفع ببصيرتك الامة .

الابن البار الاديب ناصر البنا : وسَّمْتـَني بمحبتك ـ أسأل الله أن يوسِّمك بيد لطفه ورعايته ، فتقبل من الشاكر فضلك ، شكر الممتن ، وامتنان الشاكر .

عزيزي الشاعر أيمن كمال : قبل سنين كثيرة ، سمعت والدي رحمه الله يدعو الى صديق له اسمه " عبد الله " ... مما اتذكره من ذلك الدعاء قوله : ( يا ذا الجلال والاكرام ، أكرم عبد الله بأن تجعل له من اسمه كلَّ النصيب لا بعضه )

ها أنذا الان أدعو الله ذا الجلال والاكرام ، أن يكرمك بكامل النصيب من اسمك ، فتزدهي " أيمن " يديك بكتاب البشرى ، ويرزقك الله " كامل " رضاه ولطفه ...

شكرا لبخور محبتك ، فقد غمر محراب روحي بعبيره .

سيدتي الاخت الاديبة المبدعة حوراء ال بورنو : ما الذي أقوله فيك أيتها المتوضئة بندى الفضيلة ؟

لا ماء في فمي يا سيدتي ... لكنه صمت مّنْ أعجزتـْه الكلمات ، فرفع يديه الى السماء يدعو لك بالخير والرغد والمسرة .

رأيت هذه الخريدة فعمدت من فوري إلى تنسيقها احتفاء قبل قراءتها وظننت أن أكتفي حتى متى قرأتها علمت أن لن يكفيني من ذلك أن أعيد قراءتها على غير عادة وأن أرى تثبيتها انبهارا بحرف هو الشعر بل منتهى الشعر وربي.

فـإذا بتحريـرِ العِـراق ِ وليْمَـة ٌ
حفلتْ بما في الأرض ِ من سُرّاق ِ
ما العُجْبُ لو خانَ الفؤادُ ضلوعَـهُ؟
إنَّ الذي خانَ العراق َ عِراقي ..!!
المُسْتغيث ُ مـن الظـلام ِ بِظُلمَـةٍ
أدْجى .. ومن مُسْتنقع ٍ بِذعاق ِ(2)
فإذا النضـالُ نِخاسـة ٌ مفضوحـةٌ
فاحَتْ عفونتُهـا بسـوق ِ نِفـاق ِ
وإذا الطِمـاح ُ مناصِـبٌ مأجـورةٌ
يُسْعى لها زحْفا ً علـى الأعنـاق

يا لك من شاعر أريب ومقتدر على الحرف كبير!

قصيدة من عيون عيون الشعر العربي أغبطك عليها حد المقايضة بعشر من قصائدي.

للتثبيت انبهارا



محبتي

أستاذي يحيى

لك الله وللعراق

كم أنت تضرم الأفئدة بشعرك المحترق

النبيل الصادق والذي يحكي هموم غيره

وخاصة عراقنا الحبيب

بارك الله فيك ودام عزك

عملاق

دمت
أستاذنا

أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقي فاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقي ورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــا في حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقي وبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِهِ وأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِ مـا عُـدْتُ تــنـُّورا ً لـخبـز ِ صـبابةٍ سُــفـُـنُ الـمَـسـَرَّة ِ آذنـتْ بِــفِــراق ِ جفَّ الصُّداحُ عـلى فمي وتخثـَّرتْ لغتي ... وفـَرَّ الحرفُ من أوراقي وتعـبْـتُ مــن صوتي أُنادي لاهِـثـاً وطـني ونخـلَ طـفولــتي ورفــاقي وأحِـبَّة ً مــرّتْ عــلى بـسـتانِهـِـمْ خـيْـلُ الغـُزاة ِ فأصْحَرَت ْ أعـماقي وأنينَ نـاعـور ٍ وضحـكة َ جَـدْوَلٍ ورذاذ َ فانــوس ٍ وجَـمْــرَ وِجــاقِ(1) أشفقتُ ـ من خوفي ـ عليَّ فأحْرَقتْ نــارُ الفـؤاد ِ سُــلافــة َ الإشــفـــاق ِ أدْمَـنتُ خـُسـرا ً منذ فجـر ِ يفاعـتي وهْـمُ المُـنى ضرْبٌ مـن الإخـفـاق ِ غـرَسوا الظلامَ بمُقلتي .. فتعطـَّلتْ شَـمْـسـي ونافـذتي عــن الإشــراق ِ المُـطلِقـونَ حمائمي مــن أســـرِهـا شـــدُّوا الـتـُرابَ ومـاءَهُ بِـوِثـاق ِ فـإذا بــتحريـرِ العِــراق ِ ولــيْـمَـة ٌ حـفلتْ بما في الأرض ِ من سُـرّاق ِ ما العُجْبُ لـو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟ إنَّ الذي خـانَ العــراق َ عِـراقي ..!! المُـسْـتغيـث ُ مـن الظلام ِ بِظـُلمَةٍ أدْجـى .. ومـن مُسْـتـنقع ٍ بِذعــاق ِ(2) فإذا النـضـالُ نِخاسـة ٌ مفـضوحـةٌ فـاحَتْ عـفـونتـُها بـســوق ِ نِـفــاق ِ وإذا الـطِماح ُ مـناصِـبٌ مـأجـورةٌ يُـسْعى لها زحْـفــا ً على الأعـناق ِ ولقـدْ رأيْتُ النخـلَ يلطِـمُ ســعْـفـَهُ خـَجَلا ً مـن الماشيـنَ مـشيَ نِـياق ِ(3) هل هذه ِ بغدادُ ؟ كـنتُ عـرفـتـُهـا تأبى مُـهـادَنَـة َ الـدّخـيـل ِ الـعـاق ِ تأبى مُسـاوَمَة ًعلى شـرفِ الثرى وتجـودُ ـ قـبل الـمـال ِـ بالأرْماق ِ ورثتْ عن "الحُرِّ"الحُسامَ وعزمَهُ(4) وعن " الحسين" مـكارمَ الأخـلاق ِ هل هــذه بغــداد ؟ تـأكـلُ ثـدْيَـهـا فـإذا بِـهـا وعَــدوَّهــا بِـوِفــاقِ؟ لو أنّ ليْ أمْـرا ً على قلبي فقـد عَجَّـلتُ مـن تِهْـيامِـهــا بِـطـَلاق ِ عَقـَدَتْ على طينِ العراق ِقِرانَها نفسي فمَهْري ـ خافقي ـ وصِداقي أخفقتُ في عشقي فكنتُ غــريبَهُ إنَّ الـتـَغـَرُّبَ مُـنتهى الإخْـفــاق ِ هذا دمي يا نخلُ .. مُـصَّ رفـيفهُ فلقـد رأيـْتـُك َ ظـامئ الأعْــذاق ِ أسْـعِـفْ خريفي بالربيع ِ لينتشي وردُ المُنى في روضة ِ المُشتاق ِ واكـنـسْ ظلامَ الطائفيّة ِ بالسَّـنا وأعِدْ لِدِجلة َ زورقَ العـشــاق ِ فعسايَ أبتدئ الحياةَ ..فلا أرى وطـني ذبيحا ً والدماءَ سـواقي يا أنت يا قلبي أمثلك في الهوى يشـكو مواجعَ غـُرْبَة ٍ وفِـراقِ؟ أوَلسْتَ مَنْ صامَ الشبابَ مُكابراً عن ماء ِ أعْناب ٍ وخبز ِ عِناقِ؟ والمُـثـْمِلات ِ لــذاذة ً بِمَـبـاســمٍ والمُـمْـطِـرات ِ عذوبـة ً بـمآقي؟ يا مَنْ أضَـعْـتَ طـفـولة ً وفـتـوَّةً ماذا سـتَخْسَـرُ لو أضَعْتَ الباقي؟ هل في جِرارِ العُمْرِ غيرُ حُثالةٍ؟ أطبِقْ كتابَـكَ .. لاتَ وقتَ تلاقي!

(1) الوجاق : موقد الحطب
(2) الذعاق : المرّ
(3) إشارة الى اشخاص بعينهم ذكرهم بول بريمر في كتاب مذكراته
"عام في العراق "
(4) الحر : هو الحر الرياحي

اخي الشاعر الكبير يحي السماوي
لافض فوك
وبارك الله لك فيما اعطاك ..شاعرية قوية .. تنحني لها القلوب والعقول اكبارا
قصيده نضمها الي القصائد العملاقه
دائما نجد في العراق شعراء حقيقيون .. حماكم الله ورعاكم
واعاد الله العراق كما كانت
ونصرها علي كل من عادها ..وتسبب بخرابها
ودمتم بخير اخي