أي قصيدة معنونة ب ( هل هذه بغداد ) ظني أنه لايلمس وجعها وينقلها جرحا يشخب يتطاير في وجوهنا وعلى صدورنا قطر نزفها غير عراقي سماوي ..
لقد روعتنا مطلعا بقولك :
أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقي=فاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقي
ورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــا=في حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقي
وبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِهِ=وأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِ
مـا عُـدْتُ تــنـُّورا ً لـخبـز ِ صـبابةٍ=سُــفـُـنُ الـمَـسـَرَّة ِ آذنـتْ بِــفِــراق ِ
لم يعد للهوى والعشق وليس هناك مرابع وطلول نستروح عليها مناهج من الشوق معددة فاسكب طلاك على الثرى ياساقي
لله درك !
ثم يأتي تعليلك لهذه الفاجعة وهذه المصيبة التي أنستك الهوى ومشاربه ومرابعه
جفَّ الصُّداحُ عـلى فمي وتخثـَّرتْ=لغتي ... وفـَرَّ الحرفُ من أوراقي
وتعـبْـتُ مــن صوتي أُنادي لاهِـثـاً=وطـني ونخـلَ طـفولــتي ورفــاقي
وأحِـبَّة ً مــرّتْ عــلى بـسـتانِهـِـمْ=خـيْـلُ الغـُزاة ِ فأصْحَرَت ْ أعـماقي
ويستمر النزف وقد غرقت نفسك وغارت في قرارات الوجع ونهايات التألم والصدوع
أشفقتُ ـ من خوفي ـ عليَّ فأحْرَقتْ=نــارُ الفـؤاد ِ سُــلافــة َ الإشــفـــاق ِ
أدْمَـنتُ خـُسـرا ً منذ فجـر ِ يفاعـتي=وهْـمُ المُـنى ضرْبٌ مـن الإخـفـاق ِ
غـرَسوا الظلامَ بمُقلتي .. فتعطـَّلتْ=شَـمْـسـي ونافـذتي عــن الإشــراق ِ
أترى ما أشد الوجع ومن أين منزع الآه من أين ؟ وإلى أين ينزع ؟
المُـطلِقـونَ حمائمي مــن أســـرِهـا=شـــدُّوا الـتـُرابَ ومـاءَهُ بِـوِثـاق ِ
فـإذا بــتحريـرِ العِــراق ِ ولــيْـمَـة ٌ=حـفلتْ بما في الأرض ِ من سُـرّاق ِ
ما العُجْبُ لـو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟=إنَّ الذي خـانَ العــراق َ عِـراقي ..!!
المُـسْـتغيـث ُ مـن الظلام ِ بِظـُلمَةٍ=أدْجـى .. ومـن مُسْـتـنقع ٍ بِذعــاق ِ
نعم هنا ...... مالعجب لو خان الفؤاد ضلوعه = إن الذي خان العراق عراقي
لكن تفتق الجرح الكبير عم ؟؟ وماالذي اندلع منه كما تندلع الأقتاب احتراقا وتلهبا وفزعا وخشية مروعة مفزعة موحشة مؤلمة ؟؟
فإذا النـضـالُ نِخاسـة ٌ مفـضوحـةٌ=فـاحَتْ عـفـونتـُها بـســوق ِ نِـفــاق ِ
وإذا الـطِماح ُ مـناصِـبٌ مـأجـورةٌ=يُـسْعى لها زحْـفــا ً على الأعـناق ِ
ولقـدْ رأيْتُ النخـلَ يلطِـمُ ســعْـفـَهُ=خـَجَلا ً مـن الماشيـنَ مـشيَ نِـياق ِ
أيعقل ؟؟
هل هذه بغداد ؟؟
هنا جواب سؤال القصيد المفتق فينا الجرح جرحا لايندمل الغارس فينا نصلا مسموما لايغورفننتهي ولاينزاح فننتهي أيضا
وماذا بيدي غير ويلات الآه وصنوف التمني الهارب حتى من يدي
هل هــذه بغــداد ؟ تـأكـلُ ثـدْيَـهـا=فـإذا بِـهـا وعَــدوَّهــا بِـوِفــاقِ؟
لو أنّ ليْ أمْـرا ً على قلبي فقـد=عَجَّـلتُ مـن تِهْـيامِـهــا بِـطـَلاق ِ
عَقـَدَتْ على طينِ العراق ِقِرانَها=نفسي فمَهْري ـ خافقي ـ وصِداقي
أخفقتُ في عشقي فكنتُ غــريبَهُ=إنَّ الـتـَغـَرُّبَ مُـنتهى الإخْـفــاق ِ
هذا دمي يا نخلُ .. مُـصَّ رفـيفهُ=فلقـد رأيـْتـُك َ ظـامئ الأعْــذاق ِ
أسْـعِـفْ خريفي بالربيع ِ لينتشي=وردُ المُنى في روضة ِ المُشتاق ِ
واكـنـسْ ظلامَ الطائفيّة ِ بالسَّـنا=وأعِدْ لِدِجلة َ زورقَ العـشــاق ِ
فعسايَ أبتدئ الحياةَ ..فلا أرى=وطـني ذبيحا ً والدماءَ سـواقي
وعودا مؤثرا وبديعا على مطلع كان جد مؤثرا في ترك ملذات الهوى وهل يستساغ والهوى صار دما مهراق وصباك والطفولة غربة وتوجع وفراق ؟؟!!
مادام كل شيء لم يعد أصل العذوبة في المآقي ماضر لو ضاع مني كل باقي ؟؟!!!
يا أنت يا قلبي أمثلك في الهوى=يشـكو مواجعَ غـُرْبَة ٍ وفِـراقِ؟
أوَلسْتَ مَنْ صامَ الشبابَ مُكابراً=عن ماء ِ أعْناب ٍ وخبز ِ عِناقِ؟
والمُـثـْمِلات ِ لــذاذة ً بِمَـبـاســمٍ=والمُـمْـطِ رات ِ عذوبـة ً بـمآقي؟
يا مَنْ أضَـعْـتَ طـفـولة ً وفـتـوَّةً=ماذا سـتَخْسَـرُ لو أضَعْتَ الباقي؟
هل في جِرارِ العُمْرِ غيرُ حُثالةٍ؟=أطبِقْ كتابَـكَ .. لاتَ وقتَ تلاقي!
الأديب السماوي
ظني أني من يُعزى أيضا في المصاب ..
وقفت هنا ولم أعط القصيد حقه إنما كان نفح من ألم ووجع فاض به قلمي وقلبي مطرق صامت يملي وهو منزوع القوى والفكر , والإبداع مشدوه التقطر ..
أحييك ودعني أمضي
لقد أتعبني النزف هنا وماعدت أحتمل