المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع
صوتُكِ
هذه القصيدة من وحي حروف الأديبة الرائعة :
عطاف السماوي
في نصها الخمري :
( صوتُكَ )
لها ولكم مني وافر التقدير
وجزيل شكري لحرفها الملهم
,,,,
أَلَا يَا صَوْتَها الخُمْرِيِّ مَهْلَا=وَ سِرْ فِي مَسْمَعِي رَيْثًا وَ حَجْلَا
فَلَيْسَ لِوَشْوَشَاتِكَ صِنْوُ حَرْفٍ=وَ لَا أَنْدَى - هَوَايَ - وَ لَيْسَ أَحْلَى
وَ لَوْلَا بَاقِيَاتٌ مِنْكَ أجَّتْ=دَمِيْ شِعْرًا - حَبِيْبِي - مِتُّ , لَوْلَا
وَ أَعْجَبُ مِنْكَ مَا رُوِّيْتُ وَحْيًا=وَ أَعْسَرُ مِنْكَ , مَا غَنَّيْتُ سَهْلَا
وَ أَبْلَغُ مِنْ فَصِيْحِكَ مَا غَزَانِي=وَ لَا جَرَّبْتُ أَمْضَى مِنْهُ نَصْلَا
وَ لُغْزٌ فِيْكَ أَرَّقَ أُمْنِيَاتِي=وَ مَسْأَلَةٌ عُضَالٌ , لَنْ تُحَلَّا
وَ كَوْكَبُكَ الجَمِيْلُ - سَدِيْمَ طُهْرِي -=تَكَوَّرَ فِي مَدَارِي , وَ اسْتَحَلَّا
هُنا يَا صَوتَها أُعْلِيْكَ عَرْشًا=فَأَنْتَ مَلِيْكُهُ , وَ لَأَنْتَ أَوْلَى
يُعَانِقُنِي سَنَاءُ النُّورِ , صَوْتٌ=وَ يَسْبِيْنِي دَمِيْ وَ يَشلُّ عَقْلَا
وَ هَمْسٌ مُوْغِلُ الِإحْسَاسِ , نَجْوَى=وَ كَرْمٌ مِنْ يَوَاقِيْتٍ تُدَلَّى
عَنَاقِيْدٌ مِنَ الَألْوَانِ , طَيْفٌ=مُحَلَّاةٌ , تُنَدِّي الرُّوْحَ بَلَّا
فَتَسْقِيْنِي سُلَافًا مِنْ رِضَابٍ=وَ تَنْثُرُ مُهْجَتِي نَارًا وَ فُلَّا
أَلَا يَا نَبْرَةً تَجْتَاحُ سَمْعِي=أَلَا أَهْلًا , جُنُونَ الشِّعْرِ , أَهْلَا
وَ أَهْلًا يَا دَوَالِيْها , تَعَالَيْ=بِفَيْءِ الحَرْفِ , فِي الرَّمْضَاءِ ظِلَّا
لَعَلَّكَ صَوتَها السِّحْرِيِّ تُهْمِي=فَتَرْوِي خَافِقِي ضَمًّا , لَعَلَّا
فَتُنْبِتُ لَيْلَكَاتُ الحُبِّ حَوْلِي=وَ تَزْرَعُنِي بِوَرْدِ العِشْقِ حَقْلَا
فَزَهِّرْ فِي فُؤَادِي أُقْحُوَانًا=وَ كَلِّلْ قَافِيَاتِ الشِّعْرِ طَلَّا
تُرَدِّدُهُ شِفَاهِي أُغْنِيَاتٍ=وَ تَنْعُمُ فِيْهِ تَغْرِيدًا وَ قَوْلَا
زَبَرْجدُهُ يُداعِبُنِي إِتِلَاقًا=وَ يُلْقِي صَمْتُهُ فِي النَّفْسِ هَوْلَا
وَ أَحْسَبُنِي خَبِيْرًا غَيْرَ أَنِّي=بِضَوْءِ شِهَابِهِ , قَدْ زِدْتُ جَهْلَا
وَ كَمْ تَابَتْ كُؤُوسُ هَوَايَ لَكِنْ=ثَملْتُ بِهَمْسِهِ المَبْحُوحِ ثَمْلَا
مُحِيْطٌ كَمْ يُجَرْجِرُنِي لِقَاعٍ=عَمِيْقٍ خِلْتُهُ - غَفَلَانَ - ضَحْلَا
يُعَذِّبُنِي إِذَا مَا صَدَّ عَنِّي=وَ يَبْزِلُ قَلْبِيَ الوَلْهَانَ بَزْلَا
وَ يُحْيِيْنِي إِذَا مَا اهْتَزَّ ضِحْكًا=وَ إِنْ يَبْكِي , فَكَمْ أَخْشَاهُ قَتْلَا
وَ إِنْ يَرْضَى فَأَكْرَمُ مِنْ غَمَامٍ=وَ إِنْ نَفَطَتْ عُرَاهُ ازْدَادَ بَذْلَا
وَ طِفْلٌ قَدْ يُنَاغِي فِيَّ حُلْمًا=أَلَا يَا لَيْتَنِي أُبْقِيْتُ طِفْلَا
تَجَلَّى مِنْ حَنَايَاهُ اخْضِرَارٌ=فَأَوْرَقَ خَافِقِي إِذْ بَاتَ كَهْلَا
فَهَذَا صَوتُها المَمْزُوجُ عِطْرًا=يُعانِقُ نَشْوَتِي تِيْهًا وَ طَوْلَا
فَصَوْمِيْ عَنْهُ مَا أَغْنَى حَيَاتِي=وَ لَا بِالزُّهْدِ إِيْمَانِي تَجَلَّى
فَخُذْ يَا صَوْتَها مِنِّي شِغَافًا=وَ بَلِّغْها بِشَوْقٍ سَاحَ ثُكْلَا
وَ أَنِّيْ أَفْتَدِيها , نَبْضُ قَلْبِي=إِذَا أَمَرَتْهُ , طَوْعًا قَامَ صَلَّى
فَلَا وَ اللهِ مَا أُغْرِيْتُ ظُلْمًا=وَ كَلَّا , مَا غَوَيْتُ - الَآنَ - كَلَّا
doPoem(0)
ــــ
* حَجْل : حجل حجلاً مشى يرسف في قيده مشية بطيئة
أولا قد جئت هنا متأخرة جدا ... فلك العتبى
لكن أمتأكد أنت أن نصك هنا قد جاء من وحي حروفي ؟
والله لقد وجدته أحلى وأبهى خاصة وأنت تعرف ماللشعر من قدح معلى على جميع الفنون الأدبية
نصك ياجلال الشعر جاء فقط من وحي حروفك ومن الهامك أنت وحدك لأنه يحمل روحك الشعرية الفارهة حسا ولغة وتصويرا وسحرا متفردا كعادة نصوصك
بارك الله لك موهبة بزة وقلبا بدا وكأنه منسوج من الشعر العربي الأصيل الرقيق الرصين
أشكرك أن قرنت ( صوتي ) النثري المتواضع ب ( صوتك ) الشعري الشامخ
فلله دره الشعر أن حظي بمثلك
تحية عاطرة وشكر يتجدد
وكن بخير