مملكة الحيارى
كنت في صغري أسامر أبي ...
يحدثني وأحدثه يعلمني وأتعلم منه...
يقول لي كلام أفهمه ولا أفهمه
أتعلم ويعلمني أكثر...
في يوم من الأيام قلت له :
أبي لماذا تقول هذا الكلام الذي يتتطاير كعقاب فوق المحيط يصطاد ما يصطاد وأنا كذلك أحتقن ما أفهمه وما لا أفهمه أقول جرعة غير صالحة ...
الأب : يا بني غدا تعلم لماذا أقول لك كل هذا وغدا ستكون نورسا يفترس ولا يصطاد ولا يفترس الأنسان بل يفترس الحزن يا ولدي...
أنا : غدا يا أبي يقولون أليس الصبح بقريب واقول أليس الغد بقريب ...
ويعلمني المزيد والمزيد...
أقول له : أبي قد طال الأنتظار ووصل السيل الزبى ولم يأت ذلك اليوم الذي أعرف سبب ما شتتني بمملكة الحيارى وأتاهني بين معبد الكلمات ...
الأب : سيأتي يا بني سيأتي...
مرت الأيام وصادفت ذلك اليوم بين أزقة الظلام بين أحضان المساء ليذكرني بتلك الكلمات...
وجاء اليوم الذي بت أسأل نفسي أسئلة لا ألقى لها جوابا بين أحضان الأفكار...
ومطارق من نار...
تنهال على رأسي ...
وتتغلغل كالبركان في جسدي...
تمزق أعماقي...
تلهث أنفاسي...
ولكن عبث تحاول مع ذي عقل ساذج مثلي...
تراودني تلك الأحلام الزمردية...
أنتظر على نافذة الصباح وحشة المساء...
جمانة لا تنام...
قرنفلة الشتاء...
ووسادة المبكى بمجلسنا...
جائني يوم لقيت فيه من أُعلمه من ما أعلم عن قسوة الأيام...
صدقت يا أبي مرت الأيام كالتراب الذي يسيل من اليد أو بالأحرى يفلت منها كما تفلت الجرذان من مكيدة لهم ...