|
هَلْ يَجْهَلُ النُّوْرَ مَنْ يَسْتَرْشِدَ الطُرُقَا |
أَوْ يُنْكِرُ الشَّمْسَ مَنْ لا يَعْشَقُ الفَلَقَا |
وَهَلْ يُؤَثِّرُ حَفْرُ الدُّوْدِ فِي عَلَمٍ |
وَهَلْ يُكَدِّرُ أَصْلَ النَّبْعِ وَهْوَ نَقَا |
حَمَاكِ رَبُّكِ يَا أُخْتَاهُ مِنْ خَبَثٍ |
فَأَنْتِ نَفْحَةُ إِيْمَانٍ بِثَوْبِ تُقَى |
وَأَنْتِ أَكْرَمُ مِنْ إِسْفَافِ ذِي سَفَهٍ |
وَأَنْتِ أَشْرَفُ مِمَّنْ بِالقَذَى رَشَقَا |
إِنِّي لأَشْهَدُ أَِّنِّي مَا عَلِمْتُ نَدَى |
فِي وَاحَةِ الفِكْرِ إِلا الطُّهْرَ وَالخُلُقَا |
وَمَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَاكَ سُوَى |
مَا يَعْلَمُ المَرْءُ عَنْ إِنْسَانَةٍ أَلَقَا |
لَكَمْ سَقَتْنَا سُلافَ الحَرْفِ فِي شَمَمٍ |
فَلَمْ نَذُقْ غَيْرَ كَأْسِ الصِّدْقِ مُغْتَبِقَا |
وَكَمْ أَوْرَدَتْنَا بِفِكْرِ الحَقِّ مُعْتَقَدَاً |
فِيْهَا اسْتَقَامَ فَجَلَّى نُوْرُهُ الأُفُقَا |
أُخْتَاهُ إِنِّي لِمَا قَدْ كَانَ فِي أَلَمٍ |
لَوْ كَانَ تُصْلِحُ ذِي الآلامُ مَا لَحِقَا |
أُخْتَاهُ مِنِّي فَدَتْكِ النَّفْسُ مِنْ كَدَرٍ |
وَأَبْعَدَ اللهُ عَنْكِ الوَجْدَ وَالفَرَقَا |
مَنْ كَانَ مِثْلُكِ بِالدَّيَّانِ فِي ثِقَةٍ |
فَلَيْسَ يَحْزَنُ أَوْ يَسْتَحْضِرُ القَلَقَا |
فِي قِصَّةِ الإِفْكِ لِلأَحْلامِ مَوْعِظَةٌ |
وَمَنْ تَرَفَّعْ عَنِ النَّجْوَى فَقَدْ حَذَقَا |
إِنِّي أُعِيْذُكِ أَنْ تُؤْذِيْكِ أَلْسِنَةٌ |
وَأَنْتِ أَنْتِ فُؤَادٌ بِالعُلا عَلِقَا |
فَيَا نَدَى القَلْبِ عُوْدِي مِثْلَمَا عَهِدَتْ |
مِنْكِ النُّفُوْسُ بِفَخْرٍ مِنْكِ قَدْ بَسَقَا |
هَيَّا إِلَى رَاحَةٍ لِلْنَّفْسِ مِنْ أَسَفٍ |
فَمَا يَضِيْرُكِ مَنْ بِالإِفْكِ قَدْ نَطَقَا |
أُرِيْدُكِ الشَّمْسَ فَوْقَ الظُّلْمِ سَاطِعَةً |
وَمَفْرِقَاَ فِي جَبِيْنِ الطُّهْرِ مُؤْتَلِقَا |
فَعَانِقَي الشُهُبَ اللاتِي سَمَوْتِ لَهَا |
وَفَاخِرِي الكَوْنَ أَنْ قَدْ حُزْتِهَا نَسَقَا |
مَنْ يَحْفَظِ النَّفْسَ لا يَخْشَى سِهَامَ أَذَىً |
وَمَنْ أَتَى الهِمَّةَ العُلْيَا فَقَدْ سَبَقَا |