أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: الكوب الخزفيّ

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي الكوب الخزفيّ

      الكوب الخزفيّ

      غمست فرشاة ألوانها للمرة الثالثة في كوب القهوة الخزفيّ ، وصاحت بنزق وبصوت متباك كأنها طفلة تحس بالذنب . ماذا أفعل الآن؟ هل أعد القهوة للمرة الرابعة؟؟ خلال أقل من ساعة؟؟ وفكرت.. لم لا تخطىء بالاتجاه الآخر؟ إن كانت تخطىء بوضع الفرشاة في القهوة بدلا من النفط فلماذا لا ( تخطىء ) وتضعها في الكوب الصحيح؟!!
      حملت كوبها بيدها اليمنى وسارت باتجاه المطبخ الصغير الذي يفصله عن صومعتها ، عفوا ، مرسمها قاطع بخزائن خشبية صغيرة تستخدم سطحها لوضع الأطباق والفناجين والفاكهة ، وأحيانا ( لفرْش ) أدواتها وخاماتها اللونية ،وفي حالات خاصة تتربع فوقه وهي ترسم عندما تتعب من طول الوقوف.
      ولكي تنفي عن الخزائن صفة المطبخ ها هي قد ثبتت عليها من جهة الصومعة لوحات قديمة من بقايا أيام الدراسة فأضافت بذلك لمسة عفوية جميلة للمكان .
      تناولت علبة البن ، وأغمضت عينيها تشتمّ عبير البن الطازج الذي تقيم له طقسا يوميا قصيرا بشغف يضاهي رسم لوحة .. تحمص بنفسها حبات البن الخضراء بعناية وتحرقها قليلا ، ثم تنتقي مطحنة بن من العديد من المطاحن التي تحب اقتناءها ،بعضها خشبي والآخر نحاسي... بمتعة شديدة تفرغ البن في علبته وتعد قهوتها من بن وماء فقط. لا إضافات .
      ها هي الآن تهز العلبة بيدها اليسرى ولا بن ! لا بن تعني لا قهوة لما تبقّى من ليل !!
      اقتربت من النافذة التي تطل على الحديقة وكادت أغصان من شجرة الصنوبر السامقة تلامس وجهها ، ورائحتها المنعشة تتخلل رئتيها ولكنها لم تبتسم كعادتها.نظرت أمامها ، ثم ألقت علبة البن إلى الحديقة ، ونظرت إلى الكوب الخزفي الذي تراقصت فوق سطح القهوة فيه دوائر طافية شكلها النفط الآتي من الفرشاة ، وهمت بإلقائه من النافذة إلا أن يدها الأخرى استطاعت أن تتلقفه قبل أن يهبط على بلاط الأرضية ويتكسر ، فتناثرت قطرات القهوة الملوثة بالنفط على شعرها وجهها وثوبها ويديها وكل شيء .تنفست بعمق . الحمد لله أني لم أفعلها .. قالتها وهي تمسح عينيها بظاهر يدها .. لا بأس ، علبة البن معدنية وأحضرها في الصباح .أما أنت؟؟ لا لا وضمته كطفل إلى صدرها .. لقد صنعته بيدها منذ كان تربة جافة وحولته إلى طين شكلته وزخرفته و (خبزته) .زاغت عيناها عن المشهد كله وشردت بعيدا عن الزمان والمكان ، لقد انسحبت إلى لا زمان ولا مكان.. هي الآن غير موجودة . ربما هي كينونة أثيرية لا ملمس لها .. هي هناك فقط . لم يستطع جفناها حبس دفقة من الدمع انهمرت وامتزجت ببقايا القهوة ورائحة النفط على خديها ، وشرقت بضحكة لا تفسير لها . قلبت الكوب الخزفي بيد وتحسست قاعدته الخارجية بإصبعي يدها الأخرى السبابة والوسطى وتلمست الحرفين المحفورين عميقا هناك. وما زالت نظراتها خارج النافذة بعيدا في منطقة غير موجودة .هناك . هذه ال(هناك)تخلط كل الأمور ، ولكنها قبضت على الكوب بيديها وسارت به إلى حوض الأطباق فغسلته وجففته بعناية وهي تتحسس ملمسه الحي .. إنه طين ، والطين تراب ، وأنامن تراب .. وكلنا إليه..هناك رابط في التكوين الأولي وهذا يكفي.
      هو عمر انفلت من عمرها !
      هو عنصر مفقود في عناصر تكوينها !
      هي أشبه ما تكون بحبة دواء تشفي ومصنوعة حسب الوصفة الأصلية ولكن ينقصها مادة ما غير متوفرة محليا ، هي ليست إذن مسألة حياة أو موت .. ذات الشكل وذات الفائدة ولكن التركيب مختلف بما هو غير ملحوظ.
      هي كذلك الآن . ترسم ما زالت، تلون الأرض والسماء ولكن ألوانها ليست بدرجة التشبع ذاتها ، ولن يميز أحد هذا سواها .. الحمد لله .
      مزيد من دموع غسلت ما تبقى من بقع القهوة إلا أنها تحس بلسع في وجهها من أثر النفط.حملت الكوب وصعدت فوق كرسي قريب ووسدته خزانة معلقة في أعلى مكان في صومعتها .. ثم نزلت وسارت باتجاه الماء ، غسلت وجهها واستدارت إلى النافذة
      وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبير الأغصان الحرجية وتخرج زفيرا متقطعا بحركة كأنها الصفير لتخرج ما تبقى مختزنا منذ دهور .. بينما قطرات الماء تقطر من وجهها ، ثم فتحت عينيها تستقطب ما قبل بزوغ الفجر من مسحات ضوء لا يبين ، وقالت للشجرة.. سأرسمك الآن .
      __________________
      حنــــــــان
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #2
      شاعرة
      تاريخ التسجيل : Jun 2006
      العمر : 54
      المشاركات : 3,604
      المواضيع : 420
      الردود : 3604
      المعدل اليومي : 0.56

      افتراضي

      رقيقه مثلك عزيزتي
      حالة المبدع كحالة ولادة تحتاج الى دفقه للوصول...
      هي معاناة المخاض للوصول للابداع الحقيقي....
      توقعت اختصارا للمراحل تترك للقارئ مساحات لونيه يستشفها....
      تلميحات تروي مساحات خياليه فينا..

      تحية وتقدير
      فرسان الثقافة

    • #3
      الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : مصر+ الكويت
      العمر : 46
      المشاركات : 1,087
      المواضيع : 110
      الردود : 1087
      المعدل اليومي : 0.17

      افتراضي

      الكوب الخزفيّ
      حالة ـــــــــ
      النص هو كتابة حالة ، حالة نابضة بما لا يراه الآخرون ، هي عين مرهفة تسكن جسد يقدر معنى الجمال ، لكن هنا التذوق كان شاملاً
      1- تذوق الألوان .
      2- تذوق الروائح .
      3- تذوق الأحجام .
      4- تذوق ما وراء التذوق .
      ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
      كان لابد لي أن أقوم بتفنيد الحالة قبل الغوص فيها ... نحن أمام حالة مزاجيةغير عادية وهي حالة الزمن (صفر ) التي تسبق بزوغ الإبداع ، حالة من البحث عن شىء كامن ، يدفع المبدع إلى فعل أشياء أقرب إلى الجنون ، يستحضر فيها كل ما يحبه ، وكل ما يتذوقه ، وكل ما يرنو إليه ، حالة لتوثيق الثقة بالنفس ، لجعلها قاعدة الإنطلاق للقادم الجديد ..
      كوب خزفي ... هو عمل يعكس براعتها ، ويستحضر ثقتها ، تتلمسه ، كأنها تعيد صنعه من جديد ، لكنها تسعى إلى الإنفصال عن العالم ، ولابد أن يكون الإنفصال بدون وعي مسبق وهنا كنت أتمنى ألا تذكر الكاتبة (هي الآن غير موجودة . ربما هي كينونة أثيرية لا ملمس لها .. هي هناك فقط . ) ، وذلك كنوع من مشاركة مرحلة الصعود للاوعي ، فكان من الأفضل ترك فراغاً للقارىء يسده بتداعي المعنى ..
      وبهذا أستطيع تقسم النص إلى مرحلتين :
      1- مرحلة الوعي (القلق الإبداعي الإيجابي).
      2- مرحلة اللاوعي (مرحلة الوصول للهدف)

      وكان القرار الأخير (الآن سأرسمك )

      الأستاذة حنان الأغا

      قلت ومازلت أقول أنني من هنا أتعلم الكثير والكثير .....
      تحيتي .

    • #4
      أديب
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 9,079
      المواضيع : 101
      الردود : 9079
      المعدل اليومي : 1.38

      افتراضي

      حنان......

      الكوب الخزفي.. نص سردي يتوسل في التعبير والتصوير بالواقع ..اعتمادا على ما يترسب في الذهن من انعكاسات ذلك الواقع العيني.. فيعمد إلى وصفه و متابعة صفاته كما هي الحس و الوجدان ..ولعلك هنا حنان.. في ذلك أكثر واقعية من الواقعيين حين يحترسون من الإبهام الذي يتجاوز عل المحسوس بالفهم والإدراك.. فكان في ذلك أقرب إلى التشكيل..والتصوير..اعتماد الخزف كمادة للنص..فتت ذهنية المتلقي الى جوانب عدة.. فمن حيث الصناعة...والزخرفة..وربما الاولان الممتزجة..والروائح المبعثة..ومن ثم الوضعية السائدة..والفراشاة.. وحتى الوقفة والعزيمة والرؤية..وتمازج الخيال بالواقع من اجل خلق المفموهم الواعي..كلها امور جلعتنا نقف امام رؤية ناضجة وملحمة تشكليلة..خزفية فائقة الجمال.. أما المقام السردي.. فقد أبدعت فيه من وحي التخيل حين توسل بالطبيعة على طريقة الرومانسيين يؤنسنها وينزاح بها عن الدلالة بالحقيقة إلى الدلالة بالمجاز ..ولعل ربط حركة الطبيعة بالاتجاه نحو الانفراج مؤشر على ما يمكن أن يحيلنا عليه من حاجة الواقع إلى غضب في الطبيعة يقوم مقام العجز والإحاط الذي غمر الناس وجعلهم لا يوون على اكتشاف حقيقة الذوات..ويتوغولن في ثناياها من اجل رصد الامور باتجاهاتها الصحيحة والقويمة.

      دمت بخير

      محبتي لك
      جوتيار

    • #5
      الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
      تاريخ التسجيل : Sep 2006
      الدولة : الجزائر
      المشاركات : 557
      المواضيع : 112
      الردود : 557
      المعدل اليومي : 0.09

      افتراضي

      أختي حنان الفنانة:
      هذه قصة ذاتية تصور حالة المبدع في لحظة تأزم. عبارات صادقة في وصف الحالة البريئة للفنان الذي يريد إسعاد الغير .

    • #6
      الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
      أديبة وفنانة

      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      الدولة : jordan
      المشاركات : 1,378
      المواضيع : 91
      الردود : 1378
      المعدل اليومي : 0.22
      من مواضيعي

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة الخاني مشاهدة المشاركة
        رقيقه مثلك عزيزتي
        حالة المبدع كحالة ولادة تحتاج الى دفقه للوصول...
        هي معاناة المخاض للوصول للابداع الحقيقي....
        توقعت اختصارا للمراحل تترك للقارئ مساحات لونيه يستشفها....
        تلميحات تروي مساحات خياليه فينا..
        تحية وتقدير
        __________________________
        العزيزة ريمة
        أحسنت قراءة الحالة وتوصيفها
        هو ما قلت حقا
        شكرا لك

      • #7
        الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
        أديبة وفنانة

        تاريخ التسجيل : Nov 2006
        الدولة : jordan
        المشاركات : 1,378
        المواضيع : 91
        الردود : 1378
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          الأخ القاص البوهي
          تحليل دقيق رقيق للقصة
          وهي كما حالة يعرفها الفنان ويخوضها بطرق قد تبدو خيالية أحيانا لغرابتها الظاهرة للوهلة اللأولى ، ولكن ما أن يتفكر القارىء قليلا فيها سيكتشف براءة اللحظة وبساطتها.

          شكرا لك

        • #8
          الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
          أديبة وفنانة

          تاريخ التسجيل : Nov 2006
          الدولة : jordan
          المشاركات : 1,378
          المواضيع : 91
          الردود : 1378
          المعدل اليومي : 0.22
          من مواضيعي

            افتراضي

            الأخ جوتيار

            قراءتك خاصة جدا ، وهنا مكمن الجمال
            إحساسك بملامس الأشياء بل ورائحتها أيضا وما قد توجده من مشاعر في نفس المرء( الذي هو هنا شخصية المرأة في القصة ) تؤكد لي أنك جربت اللعب بالألوان أو بالطين
            هي متعة خالصة
            جوتيار شكرا لحضورك المنير

          • #9
            الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
            تاريخ التسجيل : Jan 2006
            الدولة : طانطان
            المشاركات : 3,596
            المواضيع : 313
            الردود : 3596
            المعدل اليومي : 0.54

            افتراضي

            حنان الرقيقة بشوق كبير تابعت حروفك السامية
            دمت بود وسعادة
            نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

          • #10
            الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
            أديبة وفنانة

            تاريخ التسجيل : Nov 2006
            الدولة : jordan
            المشاركات : 1,378
            المواضيع : 91
            الردود : 1378
            المعدل اليومي : 0.22
            من مواضيعي

              افتراضي

              اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الدين علي مشاهدة المشاركة
              أختي حنان الفنانة:
              هذه قصة ذاتية تصور حالة المبدع في لحظة تأزم. عبارات صادقة في وصف الحالة البريئة للفنان الذي يريد إسعاد الغير .
              _____________________________
              الأخ الأديب ابن الدين عليّ

              هي كما قلت حالة خاصة ، في لحظة خاصة .
              وأحيانا تحدث أمور مضحكة حقا في مثل تلك اللحظات .
              مودتي واحترامي

            صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

            المواضيع المتشابهه

            1. يا كوبها الخزفي ..!
              بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
              مشاركات: 34
              آخر مشاركة: 06-07-2010, 06:20 PM