|
يا عذابي و يا قلبًا قَضَى نَزْعا |
مَزَّقَتْني هُمُوْمٌ أَنْشَبَتْ رَوْعا |
بَيْنَ شَكٍّ وَ خَوْفٍ مَفْرقي - وَخْطًا - |
مُنْذَرٌ ضَرْبَةً تَجْتَاحُهُ صَدْعا |
زَلَّ عَنْ مَوْضِعِ الِإدْرَاكِ إِدْراكي |
وَ اكْتَفَتْ مُهْجَتي مِنْ نَصْلَةٍ جَدْعا |
لَا إِلى فُسْحَةِ الَآفَاقِ في حُلْمٍ |
حَلَّقَتْ فِكْرَتِي , لَا أَوْقَدَتْ شَمْعا |
مَنْ لَهُ مِثْلُ حَظِّي بَاتَ مِنْ قَهْرٍ |
رغْمَ سِنِّ الهوَى - نَوَّاحَةً - يُنْعَى |
عَاصِفَاتٌ دُمُوعي لَيْسَ لِي ذَنْبٌ |
ذَنْبُها - مُقْلَتِي - كَمْ أَدْمَنَتْ دَمْعا |
مُثْقَلاتٌ قَوافي البَوْحِ في صَوْتِي |
لَا صَدَىً يُطْرِبُ السُّمَّارَ , لَا رَجْعا |
قَبْلَها الدَّهْرُ أَضْنَاني أَيا شِعْرِي |
كَمْ بِلا وجْهَةٍ أَمْشِي وَ كَمْ أَسْعَى |
ثُمَّ مِنْ بَعْدِها صَارَتْ أَزَاهِيْرِي |
جَنَّةً مِنْ أَقَاحٍ يَزْدَهِيْ ضَوْعا |
فَانْثَنَى خَاطِري يَشْتَاقُ لَمْسًا مِنْ |
كَفِّها لَذَّةً , مِنْ حَرِّها لَذْعا |
أَشْتَهِي وَصْلَها نَضَّاحَةً خَمْرًا |
مُزَّةً أَسْتَقِي مِنْ رِيْقِها جَرْعا |
كَمْ لَهَا خَافِقِي يَنْقادُ مُلْتَاعًا |
يَرْتَمِي فِي يَدِيْها رَاكِعًا رَكْعا |
خَامَرَتْنِي بِطَيْفٍ نَافِثٍ سِحْرًا |
وَ اسْتَوتْ فَوْقَ صَدْرِي أَدْهُرًا تِسْعا |
فِي حَنايا عِطَافٍ مِنْ ثَنَايَاهَا |
جَمَّعَتْ مَا تَشَظَّى مِنْ فَمِيْ جَمْعا |
سَاءَلَتْهَا حُرُوفي : أَيْنَ مِنْ عِشْقٍ |
تَنْتَهِي فِيْهِ آلَامِي , فَلَا لَوْعا ؟؟ |
جَاوَبَتْنِي بِطَرْفٍ شَفْرَةٍ يَسْبِي |
مُرْهَفٌ حَدُّهُ أَدْنَى لِيَ النّطْعَا |
فَالْتَقَتْ في جَمَالٍ مِنْ مُحَيَّاهَا |
نَظْرَتِي مَعْ عُيُونٍ مَلَّتِ الوَزْعا |
ظَبْيَةٌ لَوْ عَدَتْ تَخْتَالُ فِي مَكْرٍ |
هَزَّعَتْنِي بِخَطْوٍ خَافِرٍ هَزْعا |
لَوْ عَلَى مَتْنِ عِشْقِي مَرَّرَتْ يَدًّا |
نَخَّعَتْ مَا بِهِ مِنْ قُوَّةٍ نَخْعا |
مُسْتَبَاحٌ دَمِيْ في بَابِ شِرْيَانِي |
رَصَّعَتْنِي بِأَسْنَانِ الهَوَى رَصْعا |
شَعْرُها وَ اخْتِزَانٌ فَوْقَ رَاحَاتِي |
لِلْمُنَى فِي جَنَاهَا شَدَّنِي طَوْعا |
جِيْدُها وَاحَةٌ دَفَّاقَةٌ عِطْرًا |
يَغْتَدِيْ فِيْهِ ثَغْرِيْ المَيْعَ وَ اليُنْعا |
خَدُّها يَا بَهَاءَ النُّورِ إِشْعَاعٌ |
زِيْدَ لَألَاؤُهُ مِنْ فِتْنَةٍ نُصْعا |
ثَغْرُها صَوْعُ أَنْدَاءٍ لَهُ فَمِّيْ |
فِي جُنُونٍ يَتُوقُ الطَّلَّ وَ الصَّوْعا |
رِيْقُها سَلْسَلٌ , خَمْرٌ بِأَكْوَابٍ |
مِنْ شِفَاهٍ بِهِ قَدْ فَجَّرَتْ نَبْعا |
حَذَّرَتْنِي إِذَا قَبَّلْتُها صَفْعًا |
يَا لَسَعْدِيْ سَأَجْنِي اللَّثْمَ وَ الصَّفْعا |
بَضَّةٌ - لَيْتَ شِعْرِيْ - كَيْفَ يُمْكِنِّيْ |
بَوْحُ مَا ضِقْتُ - يَا شِعْرِيْ - بِهِ ذَرْعا |
قُبَّةٌ مِنْ نُحَاسٍ تَشْتَهِي ثَغْرِيْ |
نَهْدُها , ثُمَّ تُخْفِيْ أَمْرَها خَدْعا |
نَهْنَهَ الوَجْدُ آهَاتِي فَلا رَيًّا |
ظَامِىءٌ لَا فُطِمْتُ - اليَوْمَ - لَا رَضْعا |
مُذْ رَمَانِي زَمَانِي مِنْ شَفَى جُرْفٍ |
أَرْتَجِي فَوْقَ نَهْدَيْهَا - أَنَا - رَفْعا |
حَوْمَةٌ , ثَأْرُ طَعْنِي كَمْ تَمَنَّاهَا |
بَطْنُها , وَ اهْتِزَازَاتٌ أَتَتْ شَفْعا |
خَصْرُها وَيْحهُ مِنِّي فَقَدْ أَجَّتْ |
نَارُ كَفِّي فَلَنْ تَقْوَى لَهَا قَدْعا |
سَاقُها غُصْنُ بَانٍ مَا لَهَا ندٌّ |
فَارِعٌ عُودُها لَوْ كَشَّفَتْ فَرْعا |
يَا لَأَقْدَامِهَا لَوْ مَرَّةً سَارَتْ |
فَوْقَ نَعْشِي لَأَحْيَتْ مَيْتَهُ سَبْعا |
جَرِّبِيْنِي قُبَيْلَ الهَجْرِ مَوْلَاتِي |
وَ امْنَعِي أُمْنِيَاتِيْ لَوْ بَدَتْ مَذْعا |
وَ اسْمَحِيْ لِيْ , فَمِنْ عَيْنَيْكِ مِشْكَاتِي |
أَنْتَقِيْ مِنْهُمَا مَا زَادَنِي لَمْعا |
فَوْقَ هُدْبَيْكِ مَسْرَى مِنْ خَيَالَاتِي |
فَافْسحِيْ لِلَّذِي عَذَّبْتِهِ قَمْعا |
وَ الَّذي قَدْ بَرَانِي فِي هَوَى ظَبْيٍ |
أَشْتَكِيْ مِنْهُ لُؤْمَ الوَصْلِ , وَ الطَّبْعا |
لَنْ تَرَيْ مَنْ يُوازِيْنِي إِذْا شَطَّتْ |
لَا أَصَابِيْعَ - ثَارَاتِي - وَ لَا سِنْعا |
لَيْسَ مِثْلِي إِذَا مَا جِئْتِنِيْ لَيْلاً |
مَنْ بِأَشْوَاقِهِ , كَيْ تُسْفَعِيْ سَفْعا |
إِنَّنِي ذَلكَ الصَّدَّاحُ فِي عَزْفِي |
لَيْسَ مِنْ شَاعِرٍ يَغْتَالُنِي سَجْعا |
أَرْتَقِي فَوْقَ هَامَاتِ مَنْ ظَنُّوا |
أَنَّنِي مِنْكِ أَخْشَى - زَجْرَةً - رَدْعا |
شِرْعَتِي يَا كِعَابٌ أَنَّنِي صَلْدٌ |
لَيْسَ يَثْنِيْ يَقِيْنِيْ - زُوْرُهُمْ - شَرْعا |
مَنْ إِلى سِحْرِ حَرْفِي سَاقَهُ ظَنٌّ |
وَ اشْتَكَى مِنْ أَحَاسِيْسِي فَلا سَمْعا |
كَاشِطَاً حَدَّ سَمْهَرٍ كَيْ يُلاقِيْني |
قَدْ يَرَى ضَرْبَةً تَحْنِي لَهُ الضِّلْعا |
لَا بِهِ العُشْرُ مِنْ شِعْرِيْ وَ لَا خُمْسٌ |
لَا وَ لَا الثُّلْثَ قَدْ أَمْسَى وَ لَا الرُّبْعا |
لَسْتُ أَرْضَى - وَ رَبّ البَيْتِ - تَقْرِيْعًا |
نَعْلُ حَرْفِي لَهُ لَنْ تَرْتَضِيْ شِسْعا |