|
بِفَخْرٍ قِفِي فَوْقَ النُّجُومِ الثَّوَاقِبِ |
وَلا تَحْتَفِي إِلا بِأَعْلَى المَرَاتِبِ |
أَيَا وَاحَةَ الفِكْرِ الرَّشِيدِ وَرِحْلَةً |
مَعَ الأَدَبِ السَّامِي وَصَقْلِ المَوَاهِبِ |
وَيَا مِنْبَرًا لِلحَقِّ وَالخَيرِ وَالهُدَى |
وَدَارَ الغَطَارِيفِ الكِرَامِ الكَوَاكِبِ |
نَشَأْتِ عَلَى الإِيثَارِ وَالبِرِّ وَالنَّدَى |
وَأُسِّسْتِ بِالتَّقْوَى لِكُلِّ مُصَاحِبِ |
وَكُنْتِ ضِيَاءَ الدَّرْبِ فِي ظُلْمَةِ المَدَى |
وَوَاحَةَ مَلْهُوفٍ بِتِيهِ السَّبَاسِبِ |
عَرِينًا يَقِي الحَيرَانَ مِنْ هَدْرِ قَدْرِهِ |
وَعَيْنًا تَفِي الظَّمْآنَ صَفْوَ المَشَارِبِ |
وَإِنَّا هُنَا نَجْنِي غَدَ المَجْدِ وَالعُلا |
مَعًا، وَالأَمَانِي مِنْ نَبِيلِ المَآرِبِ |
وَكُلَّ أَخِي فَضْلٍ وَبَذْلٍ وَهِمَّةٍ |
وَأَهْلَ النَّدَى مِنْ كُلِّ آتٍ وَذَاهِبِ |
رِجَالا أَثَابُوا الفَخْرَ قَدْرًا وَقُدْرَةً |
بِنَيلِ المَعَالِي لا بِفَتْلِ الشَّوَارِبِ |
رِجَالا لَهُمْ غَايَاتُ كُلِّ فَضِيلَةٍ |
عَلَى حِينِ جَفَّ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ طَالِبِ |
إِذَا أَمْلَقَتْ دَارٌ فَأَنْتُمْ كُنُوزُهَا |
وَإِنْ أَجْدَبَتْ أَنْتُمْ هَتُونُ السَّحَائِبِ |
وَمَا يَسْتَوِي فِي النَّاسِ بَرٌّ وَبَائِرٌ |
وَلا قَولُ ذِي رَأْيٍ وَتَهْرِيجُ صَاخِبِ |
وَلا تَسْتَوِي نَفْسٌ تَصُونُ وَقَدْرُهَا |
نَفِيسٌ، وَنَفْسٌ تُشْتَرَى بِالرَّغَائِبِ |
وَمَا الوَاحَةُ الغَرَّاءُ إِلا مَنَارَةٌ |
دَلِيلُ الحَيَارَى قِبْلَةٌ لِلمَوَاكِبِ |
وَمَا أَمْرُهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُ بَعْثِهَا |
لِغَيرِ وَفَاءٍ أَوْ قَضَاءٍ لِوَاجِبِ |
بِهَا رِفْعَةُ الأَيَّامِ مِنْهَاجُ صَفْوِهَا |
وَإِنْ سَاوَرَتْهَا بِالخُطُوبِ الحَوَازِبِ |
فَطَبْعُ الوَرَى مَا بَينَ إِعْرَاضِ زَاهِدٍ |
عَلَى دَخَنٍ مِنْهَا وَإِقْبَالِ رَاغِبِ |
وَتَبْقَى لِمَنْ يَرْتَادُ مَوْطِنَ عِزَّةٍ |
وَلَيسَ عَلَى مَنْ غَابَ ضَرْبَة لازِبِ |
مُهَفْهَفَةَ الأَفْيَاءِ مَهَمَا تَخَاتَلُوا |
تَظَلُّ لَهُمْ شَمْسًا بَدَتْ فِي المَغَارِبِ |