{ حكايات جدتي محفوظة }2ـ قسمة الغرمــــــــــاااااء 000 !!
تسللت شمس الصباح إلي عرين الأسد ، دون استئذان ، انزعجت العصافير فتجمعت علي الأغصان تعزف نشيد الصباح وتحية العلم ، رقصت دوائر النور علي انف الملك دون خوف ، داعبته ، استيقظ مرغماً ، حاول الإمساك بها ، هربت من بين مخالبه ، نهض متحفزاً ثم قفز عليها بيديه ورجليه عدة مرات متوالية ، لم ينجح ة في القبض عليها بأنيابه ، مط بدنه وهيكله العظمي إلي آخر مدي ، لمست بطنه سطح الأرض ،
تذكر معدته الخاوية منذ حفلة البارحة ، أخرج من حلقه زئير مدوي هز أركان الغابة ، تساقطت علي أثره قطرات الندي ، ففرت الطيور مذعورة في كل اتجاه ، تبحث عن أوكارها 000
اقترب " البطَّاح " و "أبو الحصين " من باب العرين ، مكثا غير بعيد انتظاراً لطلعة الملك البهية ، خرج عليهم تسبقهم صيحات الغضب ، تداعبه بعض اللبؤات ، رفع يده محذراً الأشبال بعم الابتعاد العرين ، القي نظرة فاحصة علي ربوع مملكته 00
الوزراء وحاشية الغدر وكلاب الحراس علي أهبة الاستعداد لتنفيذ الأوامر ، الرعية مستكينة ، لم يسمع لأحدهم شكوى أو أنين ، بعد أن اطمئن علي أركان حكمه ، انفرجت أساريره وبدأ في إصدار أوامره
: يا بطَّاح 00يا أبا الحصين
رد الذئب والثعلب خائفين
:لبيك يا مولاي 00!!
قال ملك الغابة : سوف أبدأ الصيد بعد قليل ، وعليكم بث الرعب والفوضى بين الرعية ، عليكم فقط دفعهم تجاه النهر لشرب الماء قبل أن يلقوا مصرعهم 00
خرج الغراب من مكمنه مسرعاً ليراقب المعركة التي سوف تحدث في الغابة ويدون أحداثها في مذكراته0
تسلل الثعلب إلي حظائر الدواجن وأسراب الطيور ، هاجت وضربت بأجنحتها الهواء خائفة ، استغل المكار
حالة الفوضى التي أحدثها وانقض علي الديك الذي ملأ الغابة صياحاً ، أطبق علي عنقه بين فكيه فكتم أنفاسه 00باغت الذئب الأوزة الراقدة علي البيض ، غرس أنيابه ومخالبه في لحمها ، حبس صوتها في قفصها الصدري ثم حملها جثة هامدة ، ماتت أفراخها في رحم البيض
هجم الأسد علي الشاة التي شردت عن القطيع ، صرعها بضربة واحدة قبل أن تشرب جرعة ماء 00
عادت فرقة الصيد تجر ضحاياها مدرجة في دمائها ، زقزقت العصافير بلحن جنائزي ، تودع به الشهداء
وضعت الغنام والأسلاب أما العرين ، جلس " البطَّاح "و " أبو الحصين " علي مؤخرتهم ينتظران الإذن بالتهام الطعام
وقف ملك الغابة مزهواً بنفسه ثم أمر
: يا بطَّاح 000 قسم بيننا حصيلة الصيد 00!!
هز الذئب ذيله ورأسه ثم وقف علي رجليه الخلفية وأشار بمخلبه
: الأوزة لي 000 والشاة للأسد 00 أما الديك فيكون من نصيب الثعلب 00!! تلك قسمة العدل
زمجر الملك غاضباً ، هجم علي القاضي بشراسة ،
لطمه بعنف علي وجهه ثم قبض علي مؤخرته بين فكيه وأطاح به في الهواء ، سقط الذئب في منتصف النهر ، جرفه تياره العاتي إلي دوامات الماء ، صرخاً طالباً للنجدة ، ومن يجرؤ أن يمد له يد المساعدة ، شل الخوف الرعية ، تركوه لمصيره المحتوم 00
نادي الأسد ثائراً : يا أبو الحصين 000 قسم بيننا الغنائم وأحسن القسمة
قال المكار : عفوك ورضاك يا مولاي 00 عز الله ملكك وثبت أركانه 00 وعلا شانك 00و أطال الله في عمرك إلي أن يكبر اشبالك 00
انه لشرف لي أن أكون وزيرك للعدل في غابة الأمن والأمان 00 فالعدل أساس الملك وباسم صاحب الجلالة تصدر الأحكام 000
الديك لمعاليك 00 طعاماً للإفطار 00 والشاة لعظمتكم وجبةً للغذاء أما الأوزة يا مولاي 00 طعامكم في العشاء 000 هنيئاً مريئاً بالهناء والشفاء 000
هز الملك ذيله ورأسه معلناً موافقته علي القسمة ثم سأل الثعلب
: من علَّمك الحكمة وفصاحة اللسان 00!!؟
قال : الخوف في حضرة السلطان يشل العقل والوجدان، فيحدث البجم في الحنك ويتلعثم اللسان 00 فمن يلهمه الله حسن البيان ، يفوز بالنجاة والسلامة ، وها هو الذئب الأحمق قد نال ما يستحق عن جهله وغبائه ، فالعاقل يا مولاي من اعتبر بغيره 00 وإن كُتب " للبطَّاح " النجاة من الهلاك فسوف أعلِّمهُ كيف يتأدب في حضرة السلطان 00!!!
ثم طلب الإذن بالانصراف 00 فلما أذن له 00 قبل الأرض بين قدمي مولاه ، وخرج يحبوا علي يديه ورجليه غير مصدق انه فاز من الغنيمة بالإياب 00!!