حادث " انفجار لم يشهد أحدا منفذيه سوى واحد من الذين يصطادون في المياه العكرة جره حضه الأعور إلى زنزانة سجن فيها الكثير من الأبرياء ممن ليس لهم علاقة بالانفجار ولمجرد تواجدهم بمكان الحادث وبعض ممن دبروا للعملية ولسؤ حض ذلك الأعور أن احد أذكياء المنفذين كان قد رئاه في أحدى ممرات مركز الشرطة قبل دخوله زنزانة السجن وعندما دخل الأعور إلى الزنزانة تذكره ذلك الذكي النحيف وفطن له ببديهة لامعه فاسترسل بالحديث لزميل له يحدثه بان ذلك الأعور وعلى مسمع احد السجناء ممن ليس له علاقة بالانفجار قائلا لزميله ذلك الأعور هو الذي قام بالتفجير فتضاحك زميله بداخله متسائلا مستغربا بتعابير وجهه فاستمال النحيف استغراب صاحبه بايمائة جعلته يفهم أن في الأمر مكيدة واسترسل النحيف قائلا إنني لن اعترف عليه لأنهم يعذبوننا و يسلبون حريتنا وهذا الأعور رجل شريف ووطني يعمل لخلاصنا. زميله نعم نعم انأ أيضا رأيت الاعور كان يحمل شيا بدا ثقيلا في حقيبة سوداء وكان ذلك السجين البريء ينصت لعله يحصل على شهادة الرجلين فيفلت من السجن , فدار الحديث في الزنزانة كلها حتى وصل همس السجناء إلى الاعورفاخذه احد الموقوفين قائلا للأعور لماذا لاتعترف وتنجينا كلنا من هذا العناء مادمت وطنيا وشريفا وصاح به الأخر نعم اعترف نريد الخروج من السجن أطفالنا ونسائنا بحاجة إلينا تملك الخوف على الاعور فانتفض مسرعا إلى باب الزنزانة مناديا على ألشرطه أيها الحارس أيها الحراس أخرجوني من هنا أريد مقابلة الضابط أيها الحراس أيها الحراس ولا احد يجيب وصدا الكلمات ألتصق بالعيون الواجمة واختنق الصوت فأدار الأعور ظهره للقضبان واخذ يقلب الوجوه التي أمطرته بسيل من المشاعر المتفاوتة العطف والشفقة والفخر بالبطل الذي يريد الاعتراف فصاح مرتعدا لا ولكن الأقوال والشهادات في الزنزانة كانت قد أدانت الأعور وقام بعض السجناء يحدثونه أنت فعلا وطني وشريف وشجاع لتقوم بالاعتراف بعملك البطولي وأضاف النحيف الذكي بطل مغوار شهيد الوطن بطل وشهيد بطل وشهيد صاح الجميع بطل وشهيد بطل وشهيد وزاد الخوف والرعب في الأعور وعلا صراخه أيها الحراس أيها الحراس وبعد الصياح والمناداة وبعد الاتصال بمدير ألشرطه اخرج من الزنزانة ليبقى في غرفة الحرس حتى الصباح لحين حضور المدير لكنه لم يلازم الهدوء فقد جن جنونه واستحكمت أفكار الخوف منه ليته لم يطمع بجائزة من تجسسه على السجناء ليته لم يرى الانفجار وتذكر الانفجار فقد كان يساعد رجال ألشرطه وكانت تلك أدانه له وقد صوره الصحفيون في مكان الحادث وتقلب الأعور الليل كله ثم في الصباح الباكر فكر في مخرج من الورطة إما أن يهرب وبذلك يحبك السجناء روايتهم وتلصق التهمه بهي أو يبقى لعل مدير ألشرطه لايصدق هولاء السجناء , الأوغاد فقد ساعد الاعور السلطات كثيرا في أمور مشابه لكنها كانت اقل سياسة واقل انفجار في السابق هنا وهو يفكر داهمه الوقت وبدأت الشمس بالبزوغ تنشر أنوارها هنا وهناك ولا يمكنه الهرب فضيق الوقت شل تفكيره واستسلم جسده المثقل فندب حضه ولعن يومه هاقد وقعت الفأس بالرأس وهوى إلى الأرض وبدا الحراس يتناوبون الوجبة ألصباحيه أتت والمسائية تغادر الساعة الثامنة ولم يحضر مدير المركز والأعور يفكر أما أن يرتمي بأحضان المدير أو يكون كابوس يهدد وجوده ويزحف الوقت ولا يحضر المدير لكن المعاون كان أكثر خوفا فحضر باكرا فالسياسة والانفجار موضوع لايتاخر جلادوه عن حضور مراسيمه وبعد طول الليل على الاعور وقصره على المعاون الذي لم ينم كفاية بعد أن قضى ليلته مع أحداهن لكن الواجب الجنائزي كان يلسع نومه فلم يتأخر عن دوامه فالتقى الوجهان المتعبان الاعور والمعاون كل يريد أن يصرخ بوجه الأخر كدخانين يلتقيان دخان الانفجار ودخان الترقب والقلق فالحالين متشابهين فبدون تحية قابل المعاون الاعور وبدون استئذان ارتمى الاعور أريد الخروج من هنا فقد لفقوا لي التهمه لقد اتفقوا ضدي لا تصدقوهم المعاون ماذا دهاك هل نسيت أسيادك اسكت وإلا عاقبتك الأعور أنا خادمكم وتمتم وسكت يطلب المعاون كوبا من الشاي ويسال المفوض ماذا فعلتم مع التفجيرين الشرطي أنهم في زنزاناتهم من البارحة ولم نعطهم أي طعام أو شراب الضابط الم يعترف احد الاعور سيدي الضابط اسكت أنت الم تكن في الزنزانة لتأتي لنا بالإخبار سكت الاعور محدثا نفسه والمعاون تجيئك الأخبار نعم أدار المعاون كل جسده وهو على كرسيه محدثا الشرطي الم يتعرف احد منهم سيدي لازلنا نعذبهم عذبوهم أريدهم أن يعترفوا ويقولوا الحقيقة في الزنزانة النحيف يستحلف ويستعطف السجناء بان لايعترفوا على الأعور فهو وطني وقام بالانفجار من اجل الوطن والشعب" يالهم من مساكين هولاء السجناء خائفون يريدون التشبث بأي اعتراف يخلصهم من خوفهم من سجنهم " و مع كل سوط وكل جلدة كانت الحناجر تنهار وتعترف على الاعور ومع كل صراخ كان الاعور يختنق والأمل بالانفراج على أهل الانفجار يقترب , هنا صار معلوما لدى السلطة بان الاعور وراء الانفجار فاستجوب دون أن يتهم واتهم دون أن يدان وأدين دون أن يعلم وعلم بأنه سيعدم 0