|
يَا زَائِري وَاحَةِ الفْكِرِ المُوَافِينَا |
المُبْصِرِينَ السَّوَاقِي وَالبَسَاتِينَا |
النَّاهِلِينَ فَرَاتَ الشِّعْرِ زَمْزَمَهُ |
القَاطِفِينَ مِنْ النَّثْرِ َالرَّيَاحِينَا |
المُسْتَظِلِّينَ بِالأَفْكَارِ وَارِفَةً |
المُنْصِتِينَ لِحَادِينَا وَشَادِينَا |
زُرْتُمُ وَمَا بَعْدَكُمْ مِنْ شَاهِدِينَ عَلَى |
أَنَّ النَّجَاعَةَ تُؤْتَى مِنْ رَوَابِينَا |
فُقْتُمْ بِعَهْدٍ قَصِيرٍ خَمْسَةً وَعَلى |
طُولٍ سَيَسْتَقْطِبُ المَلْيُونُ مَلْيُونَا |
كُنْتُمْ عَنِ المَنْهَلِ السَّلْسَالِ قَاصِينَا |
فَصِرْتُمُ اليْومَ رَيَّانِينَ دَانِينَا |
وَجُلْتُمُ قَبْلُ بَيْنَ المُنْتَدِينَ فَهَلْ |
وَجَدْتُمُ مِثْلَنَا أَوْ مِثْلَ نَادِينَا! |
كُنَّا كَمَا كُنْتُمُ حَتَّى أَضَاءَ لَنَا |
فِيهَا البَيَانُ فَوَدَّعْنَا دَيَاجِينَا |
مُيَمِّمِينَ إِلَيْهَا فِي رَوَاحِلِنَا |
مُنَى خَوَاطِرِنَا وَالصَّدْقُ حَادِينَا |
لَمَّا أَنَخْنَا بِهَا أَقْرَى الَكَرِيمُ وَلَمْ |
يَمَلَّ مِنَّا فَصِرْنَا اليَوْمَ مُقْرِينَا |
وَحَلَّ مَا بَيْنَنَا وُدٌّ وَشَائِجُهُ |
تُظِلُّنَا وَارِفَاتٍ مِنْ تَصَافِينَا |
إِنْ تَنْأَ أَجْسَادُنَا فَالضَّادُ مَجْمَعُنَا |
وَالدِّيْنُ رِبْقَةُ وَصْلٍ فِي تَلَاقِينَا |
وَمَنْهَجُ الخَيْرِ مَسْعَانَا وَغَايَتُنَا |
نَذُودُ عَنْهُ الأَعَادِي وَالشَّيَاطِينَا |
نُحِبُّ فِي اللهِ مَنْ للهِ مُمْتَثِلٌ |
وَفِيهِ نُبْغِضُ للهِ المُعَادِينَا |
نُعَمِّرُ الأَرْضَ بِالتَّقْوَى وَنَمْلَؤُهَا |
حَمْدًا يَلِيقُ بِرَبِّ الكَوْنِ بَارِينَا |
كَمْ مِنْ بَعِيدٍ أِلِفْنَاهُ فَقَرَّبنَا |
وَمِنْ قَرِيبٍ عَلَى بُعْدٍ يُآخِينَا |
وَنَاثِرٍ شَعَّ أَسْجَاعًا مُرَقَّقَةً |
وَشَاعِرٍ ذَاعَ إِنْشَادًا وَتَلْحِينَا |
وَنَاقِدٍ حَاذِقٍ رَقَّى قَرَائِحَنَا |
وَقَارِئٍ مُبْحِرٍ أَوْفَى شَوَاطِينَا |
وُمُبْدِعِينَ تَنَاهَوا فِي الفُنُونِ ذُرًا |
وَطَرَّزُوا بِسَنَا الشَّمْسِ الأَفَانِينَا |
يَا وَاحَةَ الفْكِر وَالآدَابِ زِدْتِ بِنَا |
شَأْوًا جَلِيلًا وَطَابَ المُلْتَقَى فِينَا |
بَلَغْتِ مَنْزِلَةً مَا اسْطَاعَ غَيْرُكِ أَنْ |
يَرْقَى لَهَا وَسَمَتْ مِنَّا مَرَاقِينَا |
بِعَزْمِ ذِي هِمَّةٍ جُهْدًا وَمَقْدِرَةً |
وَحَزْمِ ذِي قُوَّةٍ سَعْيًا وَتَمْكِينَا |
مِنَ الدَّكَاتِرَةِ الأَخْيَارِ دَيْدَنُهُمْ |
نَيْلُ المَعَالِي يَبُزُّونَ الشَّيَاهِينَا |
وَمِنْ أَسَاتِذَةٍ فَاقَتْ مَرَاتِبُهُمْ |
ذُرَا السَّحَائِبِ غَيْثَ العَلْمِ سَاقِينَا |
لَمْ يَأْلُ وَاحِدُهُمْ بَذْلًا وَلا كَرَمًا |
لِلْفِكْرِ قَيْدًا وَلِلْآدَابِ تَدْوِينَا |
وَمِنْ رَبَائِبِ آدَابٍ خَطَطْنَ عَلَى |
سَقْفِ الأَصَالَةِِ لِلطُّهْرِ العَنَاوِينَا |
هُنَّ الحَرَائِرُ فِي ثَوْبِ الحَيَاءِ وَمَا |
مِثْلُ الحَيَاءِ رِدَاءً يَحْفَظُ العِينَا |
يَحُكْنَ بِالضَّادِ نَسْجًا لَا مَثِيَلَ لَهُ |
أَعْظِمْ بِصَنْعَتِهِ قَدْرًا وَتَثْمِينَا |
مِنْ خَزِّ لُطْفٍ عَلَيْهِ الدُرُّ مُنْتَظِمٌ |
كَأَنَّهُ الليلُ ضَمَّ النَّجْمَ تَزْيِينَا |
إِنَّا لَِفي وَاحَةِ دَارُ الجَمِيعِ هُنَا |
أَكْرِمْ بِكُلِّ كَرِيمٍ حَلَّ وَادِينَا |
حَيْثُ السَّمَاحَةُ تَهْفُو فِي مَرَابِعنَا |
والحَرْفُ يُزْهِرُ وُدًّا فِي مَغَانِينَا |
مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِنَا نَسْقِي مَكَارِمَنَا |
نُهْدَى وَنَهْدِي إِلَى مَا سَنَّ هَادِينَا |
كَفَى بِهَا غَايَةً لِلْفَوْزِ مَوْئِلُهَا |
وَلِلْكَرَامَةِ لَا خَابَتْ مَسَاعِينَا |