المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم
لله درك ياجلال الشعر
وربك من هنا ينبع الشعر لغة ( مفردة ومعنى وجملا وتراكيب ) وبلاغة ( صورا وخيالات وبديعا ونظما )
وصدقا وحسا ( تجربة شعورية وتصويرية )
ومن هنا ننهل نحن ونتعلم منك منهج الشعر كيانا واحدا موسيقى وشاعرية ونظما ناطقا بالعفوية دون أي كد ..
ولله درك مرة أخرى كيف استطعت أن تصطاد شوارد الخواطر التي نعجز عن لملمتها أصلا فضلا عن البوح بها وجئتَ بها هنا وقد صنعتها قلادة على ومن أحسن ما تكون ..
اسمح لي سأقف ثلاث وقفات في نصك
الأولى قولك :
أُحِبُّهُ فِتْنَةً أَشْتَاقُهُ خَرَفًا=لَعَلَّنِي - مَرَّةً - أَحْظَى بِهِ نَهَبا
فِي وَخْطِ مفْرقِهِ تَاهَتْ خُطوطُ يَدِي=لَمَّا اتَّخَذْتُ سَبِيْلًا بَحْرَهُ سَرَبا
أقف عن اشتياق خرف يحظى به نهبا ...... صورة داخل صورة زاد به البيت خلابه
تاهت خطوط يدي..... الخ الشطر........ صورة أخرى داخل صورة مع اقتباس ازداد به البيت ألقا
الوقفة الثانية قولك :
سَامَرْتُهَا رَغْبَةً وَ الزُّهْدُ يَمْنَعُنِي=حَتَّى لَقِيْتُ الَّتِي قَالَتْ لِيَ العَجَبا
فالرغبة صامتة جامدة والزهد ناطق يمنع أو يسمح وهذا توفيق كبير إلى هذه المقابلة الخفية بين الزهد والرغبة ولا يخفى على شاعر مثلك ما للمقابلات البلاغية من ظلال وتأثير واستنطاق
الوقفة الثالثة قولك :
وَ العِشْقُ فِي فِكْرِهَا شِعْرِيْ إِذَا خَطَرَتْ=أَطْيَافُهُ دَمُهَا مِنْ لَوْنِها اخْتَضَبا
وهذا بيت حيرني وأتعبني فهمه واتهمت حصاتي بسببه حقيقة
ترى هل في البيت خطأغير مقصود , حيث الأولى أن تقول :
أطيافه دمها من لونه اختضبا........ لا من لونها
والله أعلم حيث أنني لم أفهم البيت إلا بهذا الطريق
أخيرا همسة دفعتني لئن أقول لك أنك من قبل في قصيدة أخرى قد أثبت لغويا صحة لفظة ( اليدين ) بالتشديد وأنه لاغبار عليها, لكن لا تكثر منها ففي غيرها بديل قد يكون أروع وأوفى بالغرض وألصق بالمعنى وهي كلمة كفه حيث تبدو الكف هنا وكأنها إناء قد ارتكزت فيه مادة الشرب بشكل كبير جدا فيما لو كان التعبير باليد مثلا ....
ورغم هذا وذاك فلقذ تذوقنا هنا شعرا راقيا رقراقا وعذبا ساغ لنا وأطربنا
تقبل تحيتي وكل تقديري
وبارك الله في قلبك وقلمك
واسمح لي قبل الترجل من هنا أن أرحل ومعي هذين البيت الذين هما عندي بيت القصيد كله في نصك وهو قولك :
رُوْحِي تَلَاقَتْ بِرُوْحٍ فَاحْتَوَتْ جَسَدِي=فِكْرًا وَ قَلْبًا شُعَاعًا أَمْطَرَ الشُّهُبا
إِنْ كُنْتِ يَا طِفْلَتِي , قَدْ تَخْطُرِيْنَ هُنَا=فَلْتَعْلَمِي أَنَّنِي أُزْجِي لَكِ العَتَبا