|
يا هاجري زدْت بالهجْران أحزاني |
وكانَ منْك جزاءُ الذّكرِ نسْياني |
نسيتَ حبّي وشوقي بعدما كَبُرَا |
والحبُ بين ضلوعي مثلُ بركانِ |
أينَ الغَرامُ وأينَ اليومَ مَوْضِعَه ؟ |
قد ضاعَ بعدَ فراقٍ منْكَ أشْجاني |
يا هاجري هَرِمَتْ أوراقُ قافيَتِي |
يا هاجري بهواكَ البعدُ أوْهاني |
أضاعَ عمري وأيّامِي وَزَهْرَتَهَا |
وكنتُ من قبل أحْيَا دونَ أحزانِ |
فقدتُكُمُو ففقدْتُ العيشَ بعدكمو |
كيفَ الحياة وسهمُ الحبّ أصماني ؟ |
لقد شهدتُ سنينَ العمر تهجرني |
ولم أجدْ في الهوى شعراً بديواني |
وكنتُ أنظمُ أشعاراً بحبكمو |
تبقى وإن زال هذا العالم الفاني |
ماذا أقول .. وماذا بعد فرقتنا ؟ |
فالقلبُ بعدكِ قدهِيضَ الجناحانِ |
لقد تمزّق حبلُ الودِ بعدكمو |
فلا سبيلَ إلى حبي ووجداني |
حتى الصبابة والأشواق قد رحلا |
والحزن يمرحُ فينا غير كسلانِ |
هذا الغرام غدا في الهجر واأسفا |
مثلَ الأرائكِ لكنْ دونَ أغصانِ |
يا ظالمي في جواك النارُ تحْرقني |
إنّي أحبكَ فدعْ في الحبِ هجراني |
حطّمْ قيودَ الأسى والعشق أطلْقه |
إنّ البعاد بأرضِ الحزن سجّاني |
قد عشتُ حراً لحبٍ لا خفاءَ له |
فإنّ الهوى مُسْعِدي في ظلّ ( إيماني ) |
قد عشتُ للحبِ والأحبابِ أعْشَقَهُمْ |
وفي الفؤادِ هواهمْ مِلْءُ أرْكاني |
يا راهبَ الحسن فيكَ الحسنُ منْبَعُهُ |
كفاكَ بعداً فقُرْبي منكَ أوطاني |
إيمانُ هذا فؤادي لسْتُ أعْرِفُه |
وكيفَ ذاكَ ؟ فكُوني خيرَ معوانِ |
فأنْتِ عُيونُ القلبِ بلْ أمَلِي |
كُوني بلا عُقَدٍ للأشواقِ شطآني |
إنّي على العْهدِ يا معلّلَتِي |
فإنْ أردْتِ هُنَا اسْمِي .. أنا هاني |