أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: "ضربوا الإبداع فظهر الابتداع" للشاعر : شاهين أبو الفتوح... دراسة نقدية وتحليلية خاصة

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي "ضربوا الإبداع فظهر الابتداع" للشاعر : شاهين أبو الفتوح... دراسة نقدية وتحليلية خاصة

    "ضربوا الإبداع فظهر الابتداع"

    دراسة نقدية وتحليلية عن قصيدة "ضرب الإبداع"
    للشاعر الكبير: شاهين أبو الفتوح
    .
    ضرب الإبداع


    القصيدة:


    كان طفل نبيه يجي منه
    لماح وفصيح فاق سِنه
    كان الأستاذ مشغول عنه
    بابن الناظرة وابن اللِـ ..
    الطفل اتْخَرَجْ من سجنه !

    ودا من صُغره يحِب الكورة
    فـ المدرسة كان واد شَطُورة
    من أسرة فقيرة ومَستورة
    مَنَعُوه مـ اللعب ولا فَلَحْش
    رَسَمْ الملعب عـ السَبورة !

    ودا كان عنده ميول فنية
    يفرح من جملة موسيقية
    لو كان لقى حبة مراعية
    كان أصبح إنسان فنان
    مش سجان للحرية !

    ودا مولود على ضهر الفرن
    واخد أحلامه بالحُضن
    يحلم بالقمح وبالقطن
    بالبيت والغيط والزرع
    قام مالقاش لا غيطان و لاجُرن !



    الدراسة النقدية:


    كان طفل نبيه يجي منه
    لماح وفصيح فاق سِنه
    كان الأستاذ مشغول عنه
    بابن الناظرة وابن اللِـ ..
    الطفل اتْخَرَجْ من سجنه !



    يبدأ الشاعر قصيدته باستخدام الفعل الماضي "كان" كتقرير منه على انتفاء الحدث في الحاضر. يبدأ الشاعر في الدخول مباشرة ووصف الحالة الأولى من حالات إبداعه ... فهنا الحالة حالة طفل كان يتميز بالذكاء والفطنة والفصاحة بدرجة غير عادية جعلته يتفوق على أقرانه ويظهر في عمر أكبر من عمره. وبدلا من أن ينال التشجيع والاهتمام اللازمين من المدرس_ على سبيل المثال لا الحصر- وجده مشغول بأطفال آخرين أقل كثيرا كثيرا في المستوى العقلي لكن كان يميزهم عنه كون آباءهم ناظر المدرسة أو الموجه أو الغنى أو الوزير أو... أو... أو ... , في حين ربما كان هو ابن العامل أو الفلاح الفقير. وفى زمن تطغى المادة على كل شيء روحي وعقلي ...كان نصيب الطفل الموهوب هو الخروج من سجنه. لكننا نتعجب ! هل خرج من سجن الإبداع فدخل سجن التخلف ؟ أم خرج من السجن ليموت فيه؟


    ودا من صُغره يحِب الكورة
    فـ المدرسة كان واد شَطُورة
    من أسرة فقيرة ومَستورة
    مَنَعُوه مـ اللعب ولا فَلَحْش
    رَسَمْ الملعب عـ السَبورة !



    يوضح الشاعر حالة الإبداع الثانية وهى لطفل أحب لعبة كرة القدم وتفوق فيها وكان حبه لها دافعا لتفوقه الدراسي. لكن لسوء حظه أنه كان من أسرة فقيرة ربما وضعت أمالا أن يصبح كذا أو كذا..لكن لعب الكرة من وجهة نظر الأسرة-وكثير من الأسر فى المجتمعات الشرقية- هو مضيعة كبيرة للوقت وكلام لا أهمية له-كلام فارغ- كما يطلقون عليه. كان رد فعل الأسرة أمام هذا الإبداع هو حرمان الطفل من لعب لعبته المفضلة فتمردت نفسه الكسيرة وفشل دراسيا. جاء الشاعر بخاتمة فقرته الرائعة بأن كل ما استطاع فعله هذا الطفل المقهور هو الحلم بالملعب -وذلك برسم الملعب على السبورة - بعدما محوه من واقعه.

    ودا كان عنده ميول فنية
    يفرح من جملة موسيقية
    لو كان لقى حبة مراعية
    كان أصبح إنسان فنان
    مش سجان للحرية !



    الحالة الثالثة من الحالات الإبداعية للشاعر أبو الفتوح هي حب الفن. كان طفل هذه الحالة يتميز بوجود ميول فنية عنده قد تتمثل في حب الموسيقى أو الرسم أو الغناء لكن للأسف هذه الميول تقابل في المجتمع الشرقي بالإهمال , فخرج الطفل مكتئبا منطويا سلبيا لا يستطيع أن يعبر عن حريته , يقتله الخوف والجبن وهذا حال الكثيرين.

    ودا مولود على ضهر الفرن
    واخد أحلامه بالحُضن
    يحلم بالقمح وبالقطن
    بالبيت والغيط والزرع
    قام مالقاش لا غيطان و لاجُرن !


    الحالة الرابعة فى الإبداع هنا تنتقل إلى المجتمع القروي الذي يتميز بجهل وظلم أكبر لكل الملكات الإبداعية. هنا الطفل على الرغم من فقره يحلم بالأرض والزرع فاستيقظ على فقر وظروف مجتمع سرقت منه أحلامه. هنا تعبير غاية في الروعة للشاعر "ودا مولود على ضهر الفرن" هذا التعبير يدل على ارتباط الشاعر بالبيئة وهو يوحى بالفقر , ففي المجتمعات الريفية تقوم معظم الأسرة الفقيرة ببناء أفران الخبز من الطين اللبن, ثم تفرش عليها نوع بسيط من البسط لتستخدم ظهرها في الجلوس أو النوم.


    التعقيب النهائي


    شرح أبو الفتوح حالات أبداعية لأطفال تم ضربها في صغرها , كان يمكن لو قوبلوا ببعض الاهتمام والتشجيع أن يصبحوا علماء أو أدباء أو لاعبي كرة أو فنانين عظماء يشار لهم بالبنان. لذا وجب هنا أن نستعرض بالدراسة الإبداع وصوره وأسباب كبته - ضربه كما وصف الشاعر- بالذات في مجتمعاتنا الشرقية.

    الإبداع هو طاقة فطرية موجودة في كل الشعوب والأجناس ولكنها تحتاج إلى وسط مناسب يفرح بكل إبداع ويرعاه ويتبناه وينميه حتى يحدث التراكم الإبداعي الذي يجدد الحياة ويجعل لها معنى ومذاق متجدد .

    لكن هناك من الظروف والأسباب ما كبت الإبداع وأحبطه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ونوجزها فيما يلي :

    أولا: طريقة التربية


    والتي تعلي من قيمة الطاعة العمياء والانقياد لإرادة وخيارات الكبار وتعطيل إرادة وخيارات الصغار، وتقديس السابقين وتحقير اللاحقين، وعدم الاحتفاء بالجديد بل النظر إليه بخوف وارتياب ومعاملة من أتى به معاملة المارقين الخارجين عن الإجماع .


    ثانيا: المناخ العام في المدارس والجامعات

    يسود في كثير من مدارسنا وجامعاتنا ومعاهد أبحاثنا مناخ عام ينفر ويفزع (بشكل معلن أو غير معلن) من نبضات الإبداع الجريئة وينبذ صاحب هذه النبضات في أقرب فرصة ممكنة، ولا يسمح إلا باحتضان المسالمين (والمستسلمين) والمنقادين لخط التقليد (والتطفل) العلمي أو الأدبي السائد طلباً للسلامة والاستقرار الزائف .


    ثالثا: غياب الحرية

    سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فالإبداع لا ينمو إلا في مناخ حر يسمح بتعددية الرؤى والاجتهادات والممارسات، أما في المناخ الاستبدادي حيث أحادية الرؤية والاتجاه والممارسة فإن الإبداع يموت أو يتوارى خشية الاتهام بالمروق والعصيان والتآمر .

    رابعا:الخلط بين مفهوم الإبداع والابتداع

    مما جعل الناس بشكل مباشر أو غير مباشر ينفرون من الإبداع خوفا من الوقوع في دائرة الابتداع . والإبداع هو رؤية علاقات جديدة بين الأشياء وربطها بشكل جديد والوصول إلى أشياء جديدة تضاف إلى الرصيد البشرى في التطور . أما الابتداع فهو محاولة إضافة شيء غير أصيل وغير ثمين إلى شيء أصيل وثمين.



    وهذا المفهوم (الابتداع) يستخدم على وجه الخصوص في المجال الديني وهو مفهوم سلبي لأن الإضافة في هذا المجال تشويه وتلويث خاصة إذا اقتربت من الأصول المحكمة التي لا خلاف فيها ولا مجال للاجتهاد .
    ولقد حدث في بعض الأوقات وفي كثير من الأذهان خلط آخر بين مفهوم الابتداع ومفهوم الاجتهاد (وخاصة في العصور المتأخرة ) فتقلص الاجتهاد وتقوقع المجتهدون خوفاً من الوقوع في دائرة الاتهام بالابتداع .




    خامسا: إعلاء قيمة الإتباع (والانقياد لما هو سائد) على قيمة الإبداع

    وليس المقصود بالإتباع هنا إتباع الأصول الدينية، وإنما إتباع العرف والتقاليد وكل ما هو سائد رغم مخالفة الكثير منه لما هو صحيح . ويزيد من ضغط هذا العامل الترابط الاجتماعي والأسري ( وهو عامل إيجابي بلا شك حين يأخذه مساره الصحيح ) مما يجعل خروج شخص ما بفكرة جديدة أو عمل جديد يخالف ما هو سائد – عملية تحمل مخاطر تهديد العلاقات الأسرية والاجتماعية مما يجعل الشخص يؤثر كتمان أو قتل أي فكرة إبداعية في مهدها محافظة منه على الاستقرار السائد .




    سادسا : تقديس ما لا يجب تقديسه

    فنحن كأمة نمتلك تراثاً هائلا من الأديان والفلسفات والأعراف والتقاليد، وكلها تأخذ في العمق الجماعي مكانة أقرب للتقديس، وهذا يجعل مناطق الحظر عديدة ومتشابكة ويشكل عبئاً تقيلاً على حركة الفكر والإبداع . كذلك يجب إعادة النظر في ذلك التراث بحيث لا نقدس منه إلا ما كان وحياً إلهياً لنبي أو رسول أما قول البشر خارج هذه الدائرة فهو قابل للأخذ والرد .


    سابعا: الإحباط وضيق الصدر

    فالمبدع يحتاج أن يكون منشرح الصدر ويشعر بالأمان والاطمئنان . وقد توفرت له حاجاته الأساسية فراح يفكر فيما هو أعلى وأفضل، أما إذا كان يعيش حالة من الضنك وضيق العيش وعدم الأمان والقهر والإحباط فإن جذوة الإبداع ستنطفئ بداخله ويعيش عمره مقهوراً محبطاً .


    ثامنا: فقد الثقة بالنفس:

    فكثير منا حين يسمع عن إبداع عالم عربي أو مسلم يتشكك في جدواه، وكأنه قد رسخ في أذهاننا أنه ليس هناك ولن يكون هناك إبداع خاص بنا، وأن الإبداع صناعة غربية خالصة، وأننا يجب أن نظل في الصفوف الخلفية، وأن نسمع ونطيع ما يصلنا شاكرين لرواد الحضارة الغربية الحديثة أفضالهم، وأنهم سمحوا لنا حتى بمجرد إتباعهم الذي لا نستحقه . وهذه الدونية والهزيمة الداخلية قتلت بداخلنا دوافع الإبداع وطمست جذوره الفطرية التي منحنا الله إياها .


    الشاعر شاهين أبو الفتوح
    وضعت هنا بغنائيتك البسيطة مرآة ترينا وجوهنا على حقيقتها بدون تجميل.



    شذى الوردة لهذا الرقى

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    الصورة الرمزية مازن سلام شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : فرنسا
    العمر : 62
    المشاركات : 645
    المواضيع : 16
    الردود : 645
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الأديبة السيدة د. نجلاء طمان المحترمة

    دراسة تعكس مرارة الواقع التربوي الأدبي و الفني و الابداعي في بلادنا و طريقة تعاملنا مع أطفالنا.
    لقد كان غوصاً موفـّقاً , استخرجت منه لآلئ فريدة
    نعم , نحن بحاجة لإعادة النظر في أسلوب رؤيتنا للأمور, و ها هي دراستك تفتح الطريق و علـّها تلقى من يتلقـّفها , بوعي و إدراك.
    اسمحي لي يا سيدتي أن أحييك على هذا النقد الرائع وطبعاً لا أنسى الشاعر الأستاذ شاهين أبو الفتوح .

    كل التحية
    مازن سلام

  3. #3
    الصورة الرمزية شاهين أبوالفتوح قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : بلادي
    المشاركات : 270
    المواضيع : 42
    الردود : 270
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الأخت الأديبة د. نجلاء طمان .. الوردة
    ما أروع شذى قراءتك ، تفسرين الوردة ولا تقطفينها ، تخرجين منها عطرا وعسلا رغم أنها لم تفعل شيئا سوى أنها عاشت كما وجدت .. وردة !

    احترامي ومحبتي
    شاهين

  4. #4
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن سلام مشاهدة المشاركة
    الأديبة السيدة د. نجلاء طمان المحترمة

    دراسة تعكس مرارة الواقع التربوي الأدبي و الفني و الابداعي في بلادنا و طريقة تعاملنا مع أطفالنا.
    لقد كان غوصاً موفـّقاً , استخرجت منه لآلئ فريدة
    نعم , نحن بحاجة لإعادة النظر في أسلوب رؤيتنا للأمور, و ها هي دراستك تفتح الطريق و علـّها تلقى من يتلقـّفها , بوعي و إدراك.
    اسمحي لي يا سيدتي أن أحييك على هذا النقد الرائع وطبعاً لا أنسى الشاعر الأستاذ شاهين أبو الفتوح .

    كل التحية
    مازن سلام
    الأديب الراقي : مازن سلام

    راقٍ أنت حين تبوح

    راقٍ أنت حين ترد

    شذى الوردة لمرور أعتز به , ورأيٍ أفخر به

    رمضان كريم والله أكرم

    د. نجلاء طمان

  5. #5
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهين أبوالفتوح مشاهدة المشاركة
    الأخت الأديبة د. نجلاء طمان .. الوردة
    ما أروع شذى قراءتك ، تفسرين الوردة ولا تقطفينها ، تخرجين منها عطرا وعسلا رغم أنها لم تفعل شيئا سوى أنها عاشت كما وجدت .. وردة !
    احترامي ومحبتي
    شاهين

    الأخ الكريم والعزيز: شاهين أبو الفتوح

    شكراً لك مرورك على الدراسة, إنما العسل كان من الإبداع الأدبي للشاعر, وما النقد من الناقدة إلا مخرج له.


    دمت ورقة مرورك, كن بكل الخير

    د. نجلاء طمان

  6. #6
    الصورة الرمزية أحمد موسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : حيث مات الأمل
    العمر : 37
    المشاركات : 1,926
    المواضيع : 73
    الردود : 1926
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    دراسة نقدية فوق الرائعه

    لقصيدة رصينة فوق الماتعة

    خرجت من ناقده محترفه

    عبّقت القصيده بشذاها الجميل

    فخرج هذا التحليل الراااااائع

    قررت رفع هذا التحليل للإستفاده

    محبتي للجميع

    أحمد موسى

المواضيع المتشابهه

  1. باركوصدور الديوان الأول للشاعر / شاهين أبو الفتوح ..
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-03-2008, 02:41 AM
  2. دراسة في ديوان " أفكار على كل لون" للشاعر : شاهين أبو الفتوح
    بواسطة جيهان عبد العزيز في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 28-09-2007, 10:37 PM
  3. الشاعر شاهين أبو الفتوح يتالق في أمسيتين شعريتين في الكويت
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-09-2007, 02:12 PM
  4. لقاء شاهين أبو الفتوح في خميلة الواحة بالكويت
    بواسطة محمد نديم في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-05-2007, 04:20 PM
  5. دراسة في ديوان " أفكار على كل لون" للشاعر : شاهين أبو الفتوح
    بواسطة جيهان عبد العزيز في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-05-2007, 07:55 PM