شخوص مسرحية كلهم أساتذة
الأستاذ / محسن :
يلعب قصره دورا مهما في المسرحية ، يتحدث بلسانه وملامحه ، دائما يداه تقولان ما لا يقدر على قوله باللسان ، ولد بعد بداية العرض بسنتين ، يظهر أول ما يظهر على المسرح وهو يخلع ملابس حمراء ويطلق الرصاص على ثلاثة من تابعيه ، فيبصقون عليه ويسيرون إلى باب الخروج . يرى شراء خمسة أمتار من الصنفرة الحدادي لمسح الزغب من رؤوس الممثلين ، كلما خلع الملابس الحمراء بان تحتها ملابس أخرى بنفس اللون ولكن تفصيلة مغايرة عن الأولى .
الأستاذ / سعيد :
طوال العرض يتأسف بحركة من فمه وضربه كفاً بكف ، يحاول أكثر من مرة أخذ دلو الأسود من الأستاذ / أشرف وأعترض مرات عديدة على بصق الأستاذ / خيري ( سيرد ذكرهما فيما بعد) سوف يتسبب في إيقاف العرض ثلاث مرات .......... عندما يصعد المسرح دونما الممثلين ، وحينما سيمزق الستارة ، والثالثة آن يخرج مسدسا من طيات ملابسه و يطلق النار على المخرج ، ثم يصوبه ناحية الجمهور ويبتسم ويختتم المسرحية بشكل خطابي وهو يهتف " لابد أن يكون المخرج حازما قائدا فذا ، حريصا على مصلحة الجمهور ، يهمه نجاح النص ، ولابد أن ...... وأن ..... كبريت الهلب أجدع كبريت "
الأستاذ / أشرف :
يجلس أمامه مجموعة من الأشخاص ….. ويحمل بيده فرشاة ودلوي طلاء أحدهما أبيض والآخر أسود ، يلون بشكل ارتجالي وجوه الجالسين أمامه ويدهن كل من يبتسم له وجهه باللون الأبيض وبقية الممثلين باللون الأسود ، ولما انتقد في هذا أحضر دلو ثالث للون الرمادي يدهن به وجه من لا يعرف ! في منتصف العرض سيتحول ناحية الجمهور ويقذفهم بدلال الطلاءفيثورون عليه بصيحات يتأفف منها الأستاذ / محسن سالف الذكر .
الأستاذ / خيري :
يقف في يسار المسرح ، يبصق على الممثلين جميعهم ، ويقف خلفه مجموعة من الأقزام يهتفون في صوت واحد
لا لا ........... أبدا أبدا
سوف يناصبونه العداء فيما بعد ، وهو مازال مصرا على الوقوف أمامهم . يهتف ضده الجمهور في اتفاق غير معلن مع المخرج فيتحول خيري بشكل آلي بالبصق ناحية الجمهور .
الأستاذ / مسعد :
احمرت أذناه وامتقع لونه ، عندما سألته الطفلة الصغيرة أن يقبّلها ، طوال الفصل الأول والثاني مقيد بملابسه طيلة وجوده على خشبة المسرح يحاول التخلص منها .
ولا أعلم – أنا المؤلف – ماذا سيفعل في الفصل الرابع والخامس ........... والخمسين .
نسيتُ إخباركم أن هناك شيخاً مسناً ، يقف عند شباك التذاكر يردد " المسرحية دي علشاني " ومع ذلك يمنع الناس من الدخول ، والمخرج يقبل كفيه ألا يفعل ، والأستاذ/ أشرف يمسح يده في جلبابه ، ثم يضعها على وجهه تبركاً به وهو يردد " عيش يا رب تعيش " .
الأستاذ / رأفت :
يلبس عباءة مكتوباً عليها من الجهتين بشكل مانشتات الصحف ، ويعرضها على الجمهور من آن لآخر , ويضع على عينيه نظارة بدون زجاج ، يخرج من عباءته من عند الرقبة بقايا وصلات قماش معقودة ببعضها البعض تبدو كشريط طويل ، ويشير إليه وكأنه معجب به ، وطوال العرض كأنه يشرب مياه من كؤوس فارغة متعددة الأشكال والألوان .
الأستاذ / المخرج :
يقف على خشبة المسرح في بداية العرض ، وينادي الممثلين أن يصعدوا إلى مربع (2) علي خشبة المسرح ، بينما يقف الممثلون وسط الجماهير ويصفقون مثلهم , حيث ينقسم الممثلون إلى ثلاث فرق :
- فريق ممتنع تماما عن الصعود .
- وفريق يرى الصعود من وراء الكواليس
- الفريق الثالث يرى أن الصعود من مقدمة المسرح أمر ضروري ، حتى يشعر الجمهور بالثقة في الممثلين
يأمر المخرج الجمهور بالجلوس فيجلس بينما الفريق الثاني والثالث يهمون بالجلوس ضمن صفوف الجماهير ضاربين بأمر المخرج عرض الحائط .
لم يفطن المخرج أني قد ضحكت عليه ، فحين سيأمر الجمهور بالجلوس سوف يحدث هرج ومرج ، ولن يجلس الجمهور إلا عندما يتم استدعاء جنود الأمن المركزي لتهدئة الموقف ، والغريب هنا أن الجنود لم يكونوا كومبارس بل كانوا جنوداً حقيقيين ، ولم يعتبر لهم وجود حين كتبت المسرحية .
الأستاذ / محمد رضا :
يجلس القرفصاء في منتصف المسرح تماماً ، ويعطي ظهره للجمهور ، إذا تحدث الواقف عن يمينه صفق له وأشار بأصبعه دليل موافقة وقال " برافو برافو .......... صح " ووجه نظره لأشرف أن يدهنه باللون الأبيض ، وإذا تحدث الواقف عن يساره امتعض وحرك إصبعه يمنة ويسرة دليل رفض ، وقال " لا........ لا.........لا غلط " ثم حرض خيري أن يبصق عليه .
عزيزي القارئ سوف أسر إليك بسر لم يعرفه بعد المخرج : وهو أن الأستاذ سعيد حين سيطلق النار سوف تكون الطلقات حقيقية للتخلص من المخرج ، فهو سبب فساد النص ، وسوف تنشب معركة حامية الوطيس بين الأستاذ محسن وأحد تابعيه لم يذكر كأستاذ في النص ، وسوف يخرج دخان من مؤخرة المسرح يقود الناس إلى بوابة الخروج قبل نهاية النص بأكثر من عام ، والشيخ المسن على حالته بلحيته البيضاء عند باب المسرح .
27 أغسطس 1990م
- تمت -