أخي الكريم .. أنا ممن يستخدمون هذه الكلمات وهذه المفاهيم ؛ وأراها صحيحة ولا أرى سبباً لأنكارها ..
ولا أراها تختلف عن مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، والذي هو أحد شروط الإيمان حسب آراء معظم العلماء ..!
ومن قال أن مفهوم الظروف هو فقط جمعٌ لكلمة ظرف بمعنى الزمن .؟
فالظروف كلمة تضم في مدلولها الزمان والمكان والأحداث ..! وهذه الأمور قد تجتمع بصورة معينة فيترتب عليها سعادة الإنسان ، وقد تجتمع فتكون سبباً في تعاسته ..!
أما الأقدار .. فإن القرآن يُخبرنا أن كل الأمور والموجودات التي نعلمها والتي لا نعلمها - والتي ترتبط بها حياتنا - قد وضعها الله بقـدر ، .. أي أنه لكل شيء قـدر لا يحيد عنه ..!
بمعنى أن الله قد جعل الأقـدار ميزاناً لضبط توازن سيرورة الكون والحياة البشرية ..!
وعندما نقول أن الأقدار شاءت ، فلا شك أننا نعني الأقدار ومقادير الأمور التي قـدّرها الله عز وجل ..!
ونقول شاءت الأقدار .. لأننا لا ندري عن قادم تلك الأقدار شيئاً ..!
والأقدار بالنسبة للمخلوق - الإنسان هنا - هي فاعل ، أما بالنسبة للخالق فهي مفعول به ولا شك .. .. وذلك بالضبط كما نقول شاءت الحكومة أو شاءت الدولة ؛ فلكل مخلوق مشيئة ، ومشيئة كل مخلوق لا تخرج عن مشيئة الخالق ..!
ونستخدم هذه المفاهيم عادة عندما يجد الإنسان نفسه في مأزق يفوق قدرته ، وهو يعتقد أنه ليس سبباً فيه ..
ولأنه يعلم أن ما يُصيب الإنسان من خير فهو من الله ، وما يُصيبه من شر فمن عند نفسه .. فلا يكون أمامه سوى الأقدار - بمعنى ترتيبات الكون وناموسه ..!
فالأقدار مثلاً هي التي تجعل مصائب قوم عند قوم فوائد ..!
أشكرك أخي العزيز ..