أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 57

الموضوع: حول قصيدة (طيف) للشاعر د. عمر جلال الدين هزاع

  1. #21
    الصورة الرمزية انتصار صبري شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : مصـ قلب الشرق ـر
    المشاركات : 215
    المواضيع : 9
    الردود : 215
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي



    الأستاذ محمد إبراهيم الحرير

    مرحباً بك أستاذي الرائع
    ما هذا الشرف الذي أنلتني إياه ؟
    كل الشكر لفيض حرفك على صفحاتي
    وحضورك الذي أبهجني
    كان لابد من وجودك
    وأنت أديب أحترمه وأقدره
    حتماً أنا في انتظار عودتك
    والى ذلك الوقت لك
    لك كل الود,,,
    ودي ووردينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    :
    :
    انتصار صبري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    الصورة الرمزية انتصار صبري شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : مصـ قلب الشرق ـر
    المشاركات : 215
    المواضيع : 9
    الردود : 215
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي



    الأستاذ وائل أبو حمزة

    تواجدك ندى أراقته الزهور
    ليفوح أريجه العابق في صفحتي
    شكراً لجمال تواجدك
    امتننتٌ كثير لِحضورك الكريم على صفحاتي
    وأتمنى أن تتابع معنا
    ودي ووردينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    :
    :
    انتصار صبري

  3. #23
    الصورة الرمزية انتصار صبري شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : مصـ قلب الشرق ـر
    المشاركات : 215
    المواضيع : 9
    الردود : 215
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي



    الأستاذ مأمون المغازي

    سأكتبُ كل العبارات في ورقٍ مَخطوط ْ
    لأجَعل منها أروع أكليل من الحَروف والكَلمات
    وأَلحان الشكرِ والاحترامْ
    لأقدمها لكَ تعبيراً عن شُكري وامتناني لوجودكَ الساحر
    :
    امتنَنتٌ كثير لِحضوركَ الكريم على صفحاتي
    تحياتي لك.
    ودي ووردينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    :
    :
    انتصار صبري

  4. #24
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    لله درك يا ابن هزاعٍ بما = أعليت سارية البيان مجددا
    هذا مديحي وهو دون مقامكم = فاسمح لطالبة أتتك لتنقدا
    فكلاهما مدحي ونقدي ضُمّخا = مني احتراما يا أخي وتودُّدا
    الأخت انتصار
    شاعرة وناقدة
    تحية طيبة
    سعدت بما فاضت به ريشة الرؤى من صور تخلب الندى ، وفكرة تجاري قصيدة الأخ الدكتور عمر ، وحقا ، أجدت الحرف ، واشرقت المعاني من عنيزة إلى تل الاحترام الظاهر منارة قلم .
    جل التحايا لك ، تواضع ، وأدب ، وسفير الحرف ممثل للفكرة ببهاء صورة ، ليتك تأخذين قصيدتي الأخيرة معادلة الرغيف والسراب وتعملين بها مشرط البصيرة ، لأنا بحاجة فعلا لناقد موضوعي ، يرى ما لايراه الشاعر .
    أتذكر هنا قولا ملازما لسماعنا من أديب ومفكر مؤلف إعراب القرآن الكريم ، حيث يقول : إن أردت كشف الحقيقة عما تقول فدع غيرك يقرأ لك ناصحا .
    أحييك
    وتحية للأخ الشاعر أبا حفص ، لنيل قصيدته شرف النقد .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #25
    الصورة الرمزية وائل أبو حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : سوريا - ريف دمشق
    العمر : 48
    المشاركات : 152
    المواضيع : 9
    الردود : 152
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا بد لي في البداية أن أوجه التحية للناقدة الفذة انتصار نادر لما قامت به من تسليط للضوء على قصيدة لها من الوزن ما يجعلها محط اهتمام أصحاب المجهر ,, فأثارت شهيتنا نحوها ...
    فأرجو أن تتقبلوا هذه الوقفة النقدية وأعدكم بعدم الإطالة ما استطعت بإذن الله تعالى ...
    مبدأ الأمر عند تمييز لمفهوم النقد الذي أريد اتباعه انطلاقا من المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة ( النقد ) والتي اتُفق على أنها تسليط الضوء على ما جاء في نص أدبي لكشف المكنون عن بعض ما خفي على القارئ العادي ... وبهذا المفهوم يكون معنى النقد شاملا لما جاء من جماليات مستترة أو هنات لم ينتبه إليها الأديب ... ولا تقتصر على أحدهما دون الآخر ... وإلا لكان النقد إما مدحا أو قدحا وبالأخير يكون ( انتقادا لا نقدا ) ..
    بالدخول إلى ثنايا هذه القصيدة ... سوف يكون لي وقفة في كل من :
    ( الجانب النفسي , الجانب الموسيقي , الجانب اللغوي ) وائتلاف ذلك أو انفصامه ...
    في تآلف الجانب النفسي الوجداني مع الموسيقي مع اللغوي :
    الأبيات متنفس عاطفي هائل يطلقه الشاعر بعد أن اضطرمت مشاعره وضاق ذرعا من وجده ... ولذلك كان هذا التصوير النادر المنبعث من الصدق الشعوري لديه .. فهو لم يتكلف مشاعره ولا هو يتحدث عن تجربة متجردة عنه أو أدرك منها حد السماع للقصة فوصفها ,, بل تدفقت المشاعر من قلب واع يعلم ما يعاني فجاءت الأبيات على هذا الصعيد متسقة مع الوحدة الكلية للقصيدة ( على غير المعتاد في الشعر العامودي المتهم بعدم وحدة القصيدة ) فانظر - رعاك الله - معي في قوله في البيت الثاني :
    وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ ××× وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
    وفي قوله في البيت التاسع :
    هَلْ يَا تُرى لَيْـلَايَ يَفْطـرُ قَلْبَهـا ×× طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُـرِّدا
    وما كان بينهما من أبيات إنما وجدت لتخدم هذا الشعور المتحدر من قلب صب مُعان ..
    ولكن هنا لا يخفى على القارئ ذلك التحول السلس الذي يحسب للشاعر من خلال انتقاله للغزل الصريح وبتلك الروعة لم نشعر بشرخ في وحدة الأبيات ككل بل وجدناه يعبر عن حصوله على مبتغاه الذي رآه شبه مستحيل في مطلع الأبيات بكلمة ( سدى ) التي توقف عندها الإخوة مليا في نقدهم ... والتي أراها غاية في الروعة والمناسبة ...
    فهو عاشق صب متيم رأى حبه بعيد المجيء وصعب المنال ... فوظف تلك المفردات الرصينة ( سدى , حمولتي , تمردا ) في مكانها التي – من وجهة نظري – لا تؤديه غيرها هنا على الرغم مما دار حولها من نقاش ..
    عندما نقرأ السلم البياني للمشاعر التي فاضت في نفس الشاعر هنا نلاحظ هبوطا في جانب الألم وصعودا في جانب الثقة والنشوة الغزلية ... اطرادا عكسيا وبينهما مرحلة مزدوجة الطرفين تقربهما بحيث لا يظهران منفصلين كان ذلك في قوله :
    فِي رُدْهَةٍ بِالْبَـابِ , لَيْلَـى تَعْبُـرِيْ ××× نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَـالُ تَمَـدَّدا
    وكأني بهذه الروعة تتجلى على لسان ( عمر بن أبي ربيعة ) المشهور بأنه محل غزل من النساء لا محل تغزل بهن ...
    فانظر معي كيف عبر هزاع هنا عن حصوله على مراده بمجيء محبوبته إليه لا ذهابه إليها ...
    وانظر أيضا ممحصا بصورة الجوامد التي خلع عليها كثيرا من المشاعر والأحاسيس فالبساط مجعد ( تجسيم ) والبساط يصيح ويستصرخ ( تشخيص ) وبين التجسيد والتشخيص كانت هذا الجمال التعبيري ..
    في الجانب الموسيقي : الموسيقا الخارجية : القصيدة على البحر الكامل المعروف بالمساحة الواسعة للتعبير عن الفكرة المرادة دون لجوء إلى اختزال ممجوج للألفاظ أو إيجاز زائد عن الحد يوصل القارئ إلى مرحلة اللافهم أو البحث عن المراد وفك اللغز ...
    ومن جانب التآلف الموسيقي الداخلي فإننا نرى ذلك جليا في مكنوز الحروف للمعنى وهذا يسمى في علم اللسانيات ( الانسجام الفونيمي ) فمثلا : ( منابع للحزن ) اشتملت فيها كلمة ( حزن ) على حرف الحاء الدال على أسى دفين وحرف الزاي الدال على هم يحاول صاحبه تنفيسه وحرف النون الدال على أنين وكمد .. أولا يعد ذلك خادما لما جاء في القصيدة من معنى وما حملته من مشاعر ؟
    ولكن كي لا نبالغ في المسألة فإن هذا الأمر لا يعتبر مطردا ولا يقاس عليه وإنما هو من قبيل التحسين التحليلي لها ...
    وبما أن الحديث يدور حول الاختزال وفي عودة لعنوان القصيدة فإننا نقرأ أبياتا مديدة بكلمة واحدة هي العنوان ( طيف ) ومدلولات هذه الكلمة :
    • نقيض الحقيقة وهكذا كان حبه وحصوله عليه .....
    • خفة وسرعة وكذلك كانت ألفاظها ومعانيها ....
    • زيارة متأخرة في وهن الليل وقد كانت في زيارة المحبوبة ...
    وأخيرا .... في ملاحظتي لمطلع الأبيات أقف عند كلمة ( ليلى ) فعلى الرغم من أنها علم معرفة إلا أنها تكاد توغل في التنكير والإبهام ... فالكلمة تقبل من الوجهة النحوية أكثر من وجه ( منادى , خبر لمبتدأ محذوف , خبر ومبتدؤه كلمة ( قهر ) ) ولا نعلم مراد الشاعر بهذه السهولة المتخيلة حتى نكمل قراءة المقطع الأول في القصيدة ... ومن جهة أخرى ( ليلى ) اسم جرى على ألسنة الشعراء منذ القدم و به كانت التورية عن الاسم الحقيقي للمحبوبة , ومن هذا الباب كان استخدامه هنا ,, أولا يؤخذ هذا من قبيل التعدد الطيفي للقصيدة والتي عنون بها هزاع قصيدته ؟
    هذه وقفة جزئية تحليلية نقدية لما خطر في البال مما يسره الله في هذه القصيدة الهزاعية ... مع جوانب قليلة منها ولو أردنا أن نفصل في القصيدة كلها بمثل هذا لاتسع المقام ولسببنا شيئا من الملل .... إنما أحببت أن أقدم أمثلة فحسب وأترك للقارئ مجالا في القياس على باقي الأبيات ...

  6. #26
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ,,,

    أما بعد أيتها الشاعرة المكرمة
    سانهي الحديث في هذه المرة حول ما تقدم كله
    لأن الموضوع بات يخرج عن إطاره
    وسأقدم لحديثي ببضع نقاط محورية كي لا أضطر لتكرارها في مجمل حديثي

    أولًا :
    ـــ
    من عادتي ألا أحرق أوراق محاوري دفعة واحدة بإجابة قاطعة كي تمتد مساحة المنفعة في الحوار لكل من يمر بالموضوع
    ولكن عندما تكون صيغة الحوار تهكمية فإنني أضطر إلى رد حاسم كي لا تشط الحروف عن مواضعها وتزل الأقدام بأصحابها
    وهذا ما بدأ يلوح في الأفق
    فعندما عرضت أول ردودي هنا كان رد فعلك المباشر هو التهكم بصيغة الحط من نصي وشعري و بل شخصي , فتقولت عليَ ما لم أقله بحق كتاب الله وقرآنه
    وهذا لوحده كفيل بأن يدفعني للجم استفساراتك الملتوية رغم نصوع الحق , بإجابات قاطعة لا تقبل مزيدًا من نقاش

    ثانيًا :
    ـــ
    كل ابن آدم خطاء , والمنزه الوحيد عن الزلل والشخص الوحيد الذي يؤخذ منه فلا يرد عليه هو النبي المصطفى محمد عليه أفضل صلاة وتسليم
    ولذا فإن لمزي بكلام من قبيل :
    شعرك غير المنزه و اتهامي بأنني ادعيت أن من عارض كلامي فقد عارض كلام الله في محكم تنزيله فهذا كثير بحق
    فكلنا غير منزهين عن النقد
    ولكن لا مبرر لقول كقولك فيما أسلفت

    ثالثاً :
    ـــ
    قلتها من قبل , وأعيدها بأن النقد يعتمد على كفاءة في كل فروع اللغة وفنونها من سعة إلمام بالمعاني و ونحو وصرف و إملاء و بلاغة ... إلخ , إلخ ...
    وليس كما يريد كل شخص أن ينظر إليه من منظاره الخاص
    فهذا بعيد عن روح الحوار النقدي
    لأن الخصم لن يقنع بكل الحجج والبراهين , طالما أنه مستند إلى نظريته وذائقته فقط , مهما تعارض ذلك مع الحقيقة
    وهذا ما حدث عندما تعارضت وجهة نظرك مع الحقيقة الماثلة بالشواهد الشعرية وقبلها بالأنموذج القرآني
    فرفضتها بإمالة الحوار للتهكم من صاحبه
    وأذكرك بأنني قلت في ردي الأسبق :
    [ فأزيدك وضوحًا بمثال من الآي الحكيم , لكي نرى ما فيه من تشابه معنوي مع جملتي
    ( وحاشى لله أن تدرك كلماتي الهزيلة معاني قرآنه ) ,, ]
    دحضًا لأي تهمة قد تجرينها إلى منطقي وردي
    ومع ذلك فقد حدث ما توقعته

    رابعًا :
    ـــ
    أنني في ما سَيَلي , لن أحدثك بصفة المحاور المدافع عن نصه , بل بصفة ناقد لردك ( كنص نقدي برغم افتقاده إلى معظم أسس وقواعد النقد المعمول بها )
    منتصرًا لما جاء من صواب في كل ماسبق
    لكي يكون هذا درسًا تعليميًا في وقفة سريعة مع النقد , لغةً و نحوًا
    معتمداً في ذلك على ما جاء في كلماتك
    فتفضلي معي إلى هذا الدرس ..

    ــــــــــــــــــــ

    ومن يقرأ ردك دون كلامي يظن أني أنكرت ورود الكلمة في القرآن أو أنها عربية الأصل، فلأفصل
    هناك ثلاثة منازل لاستشهادك بالآية الكريمة في معرض ردك على ما ذكرته عن (حشوية) سدى في بيتك،

    1- أن سدى عربية فصيحة ولا ينكر هذا غير جاهل أو مجنون
    2- أن سدى وردت في القرآن الكريم ولا ينكر هذا غير جاهل أو كافر
    3- أن اعتباري ( سدى ) حشوا في قولك ( وليل البعد أرقني سدى) يتبعه بالضرورة اعتباري ( سدى) حشوا في قوله تعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى).


    ,,,

    وأقول أنني لم أتهمك بأنك قلت عنها غير عربية وأنها لم ترد في القرآن وأنني اعتبرت من عارضني قد كفر
    وردي لا زال موجودًا وقد اقتبست لك منه أعلاه ما يضع الحقيقة أمام عينيك كي تدركيها بلا لبس أو تأويل من شخص الكريم حسب ما ترين
    ويستطيع الجميع أن يرى ذلك بنصوع
    فقد قلت أنه حاشى لله أن أقرن كلامي بقرآنه
    وإنما لتشابه الصيغة التي بنيت عليها الآية مع الصيغة التي بني عليها الشطر فقد جعلت كلام ربي مثلًا أعلى لحجة أقوى
    وسأتحدث بتفصيل ووضوح عن ذلك الشبه في صيغة بناء الجملتين عندما أصل إلى لب إجابتي

    ـــــــــ

    وقد أطلت في الاستشهاد والتفاسير دون داع، فإن تفسيرا واحدا كاف، والإطالة فيما لا جدال فيه من معنى الآية الكريمة تشتيت للانتباه وصرف له عن صلب ( تحرير القضية )

    ,,,

    ومع ذلك
    وبرغم كل التفاسير فلا زلت تصرين على رأي خاطىء لأنك تعتمدين في منطقك على ما نظريتك وليس على الحقيقة
    وهذا هو أول ما يجب أن تتركيه إذا أردت أن تتعلمي النقد حقًّا
    فالإذعان اللحقيقة
    هي روح الحوار وغاية النقد
    وأعجب أن تقولي أن تفسيرًا واحدًا كاف
    ولا أجدك فعلت برغمها كلها
    وسآتيك بواحد منها للتذكرة , ففيه قول فصل تفسيرًا و تمثيلًا بمثال شعري في آن معًا :
    تفسير القرطبي :
    قوله تعالى: "أيحسب الإنسان" أي يظن ابن آدم "أن يترك سدى" أي أن يخلى مهملا، فلا يؤمر ولا ينهى؛ قال ابن زيد ومجاهد، ومنه إبل سدى: ترعى بلا راع.
    وقيل: أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث. وقال الشاعر:
    فأقسم بالله جهد اليميــ ــن ما ترك الله شيئا سدى
    فهل كانت سدى عند الشاعر حشو ؟؟
    فإن كانت كذلك
    فلم مثل بها القرطبي لتفسير آية قرآنية و من قبله حبر الأمة ( عبد الله بن عباس ) في تفسير القرآن بكلام العرب وأمثالهم وأشعارهم ؟؟
    ترى عساهما أرادا أن يقولا أن ( سدى ) حشو في الآية كما ترينها حشوًا في البيت السابق
    أم هي حشو عندي في بيتي فقط
    دون شعر العرب ؟؟

    ــــــــــ

    شتان بين قولك ( أرقني سدى ) وقوله تعالى ( يترك سدى)
    فمما تفضلت بنقله فإن معنى سُدى في الآية الكريمة يعني (أن يُترك هَمَلا) وإعرابها هنا لا يخرج عن المفعولية كما تفضلت .


    ,,,

    لا تعتمدي على رؤاك كثيرًا في الأدب المقارن
    مع تكرار تذكيري بعدم جواز المقارنة أصلًا بين أي أدب ونص قرآني
    وإنما يستعان بالآي الحكيم للقدوة الحسنة وللحجة الأقوى و للبرهان الأنصع
    وسترين أنك في كل مرة تخطئين أكثر
    بإصرارك على عدم قبول الحق الجلي في ردي عندما أصل للمقارنة بين النصين
    وكما قد ذكرت من قبل
    سدى : جاءت معجميًا على أنها همل , وهي للتعبير عن الإهمال فلا نفع ولا ضرر ( أي دون جدوى )
    وهاك ما يقوله ابن كثير :
    وقوله تعالى: { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } , قال السدي : يعني لا يبعث، وقال مجاهد : يعني لا يؤمر ولا ينهى، والظاهر أن الآية تعم الحالتين، أي ليس يترك في هذه الدنيا مهملاً
    فهنا سؤال استنكاري مفاده :
    هل يظن الإنسان أنه سيترك هملًا ( سدى , بغير جدوى , بلا نفع ولا فائدة , ولا حساب , ولا عقاب ) ؟؟
    وفي نصي :
    ليل البعد أرقني سدى
    أسلوب خبري مفاده :
    إن ليل النأي قد أرقني هملًا ( سدى , بغير جدوى , بلا نفع ولا فائدة )

    فهلا أخبرتني أين ذلك الــ ( شتان ) فأظنني ومن معنا هنا لا نرى فارقًا وخاصة بعد أن أوضح لك ردي على تساؤلك التالي

    ــــــــ

    استعمال سُدى في قولك : ( وليل البعد أرقني سُدى ) غير استعمالها في الآية الكريمة من وجهين متلازمين وهما الإعراب والمعنى.
    فهل كلمة سدى في قولك ( أرقني سدى ) في محل نصب على المفعولية كما هي في الآية الكريمة ؟ وكيف يستقيم المعنى إذ ذاك.
    لنعبر عن المعنى الذي يتضمن مفعولية سُدى في الآية الكريمة وفي بيتك حسب تفاسير المفسرين للآية وتفسيرك لبيتك :
    أيحسب الإنسان أن يترك هَملا .....معنى واضح بين
    وليل البعد أرقني : فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
    1- فهل للكلمة في الآية وفي بيتك نفس المعنى ؟
    2- هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟
    3- وإذ تبين أنها من حيث المعنى والإعراب مختلفة الاستعمال عما ورد في الآية الكريمة فماذا تسمي افتراضك التلازم بينهما ؟


    ,,,,

    لعلني أوضح أمرًا تجهلينه
    إن النصب على المفعولية لا يختص بالمفعول به لوحده , ولعل غالب ظنك أنني عنيتها مفعولًا به فلم تتكشف لك الحقيقة كاملة
    وتخبط ردك في مواضع تفسيرك لوجهة نظرك
    فأما الأسماء المنصوبة التي تقع بصيغة المفعولية فهي كثيرة
    ومنها المفعول لأجله , وظروف الزمان والمكان , والمفعول الطلق , والمفعول به ..
    وهنا سأرد على تساؤلاتك أعلاه مع تفسير سينهي النقاش قطعًا في هذا الأمر

    - فهل كلمة سدى في قولك ( أرقني سدى ) في محل نصب على المفعولية كما هي في الآية الكريمة ؟ وكيف يستقيم المعنى إذ ذاك.

    نعم كلاهما ( سدى ) في محل نصب نائب مفعول مطلق , وقد يشط البعض لاعتبارهما تمييزين
    وسأحدثك قليلًا عن المفعول المطلق ونائبه قبل تتمة ردي
    كي تري ما فيه
    فهاك هذه الفائدة :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #27
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    * المَفْعُولُ المُطْلَق:
    -1 تعريفُه:
    هوَ اسمٌ يُؤَكِّد عامِلَه، أو يُبَيِّنُ نَوْعَه أو عَدَدَه، وليسَ خَبراً ولا حَالاً (بخلاف نحو قولك "فضلُك فضلان" و "علْمك علمٌ نافع" فإنه وإن بين العدد في الأول والنوع في الثاني، فهو خبر عن "فضلك" في الأول، وخبر عن "علمك" في الثاني، وبخلاف نحو "ولَّى مُدْبراً" فإنه كان توكيداً لعامله فهو حال من الضمير المستتر في "ولَّى")، نحو "اسْعَ للمَعْرُوفِ سَعْياً" و "سرْ سَيْرَ الفُضَلاءِ" و "افْعَل الخيرَ كلَّ يومٍ مرَّةً أو مَرَّتين".
    -2 كَوْنُه مَصْدَراً، وغير مصدر:
    أَكْثَرُ مَا يكونُ المَفْعُولُ المُطْلَقُ مَصْدراً، ولَيسَ قَوْلك: "اغْتَسَل غُسلاً" و "أعْطَى عَطاءً" مصدرين فإنهما من أسماءِ المصادر، لأنها لم تَجْرِ على أفْعالِها لِنَقْصِ حُروفِها عنها، وقد يكونُ غير مصدر، وسيأتي تفصيلُ ذلك.
    -3 عامِلُه:
    عامِلُ المَفْعُولِ المُطْلَق إمَّا مصدرٌ مِثلُه لَفْظاً ومعنىً نحو: {فإنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} (الآية "63" من سورة الإِسراء "17" ).
    أَوْ مَا اشْتُقَّ مِنه من فِعْلٍ نحو: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (الآية "164" من سورة النساء "4" ) أوْ وَصْفٍ (المراد من الوصف: اسم الفاعِل، أو اسم المفعول أو المُبَالغة، دون اسمِ التفضيل والصفة المشبهة)، نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفَّاً} (الآية "1" من سورة الصافات "37" ) ونحو "اللحمُ مَأكُولٌ أكلاً" لاسمِ المَفْعُول، ونحو: "زَيْدٌ ضَرَّابٌ ضَرْباً" لمبالغةِ اسمِ الفاعل.
    -4 ما يَنُوبُ عن المَصْدَر:
    قدْ يَنُوبُ عنِ المَصْدَر في الانْتِصابِ على المَفْعُولِ المُطلقِ (وهو منصوب بالفعل المذكور، وهو مَذهبُ المازني والسِّيرافي والمبرِّد واختاره ابنُ مَالك لاطِّراده، أما مذهبُ سيبويه والجمهور فينصب بفعلٍ مقدَّر مِنْ لَفْظه ولا يَطَّرد هذا في نحو "حَلَفْتُ يميناً" إذْ لا فِعلَ له)، ما دلَّ على المَصْدَرَ، وذلك أربعة عشرَ شيئاً: أحد عشرَ للنَّوع، وثَلاثَةٌ للمُؤَكَّد.
    أمّا الأحد عَشَر للنَّوع فهي:
    (1) كُلِّيَّتُه، نحو: {فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ} (الآية "128" من سورة النساء "4" ).
    (2) بَعْضِيَّته، نحو "أكْرَمْتُهُ بعضَ الإِكْرامِ".
    (3) نَوْعُهُ، نحو "رَجَعَ القَهْقَرَى" و "قعَد القُرْفُصَاءَ".
    (4) صِفَتُهُ نحو "سِرْتُ أَحْسنَ السَّيرِ".
    (5) هيئَتُهُ، نحو "يَمُوْتُ الجَاحِدُ مِيتةَ سُوءٍ".
    (6) المُشَار إليه، نحو "عَلَّمنِي هذا العِلم أُسْتاذِي".
    (7) وَقْتُه، كقولِ الأعشى:
    ألمْ تَغْتَمِضْ عَيناك لَيْلَةَ أَرْمَدَا * وَعَادَ كما عَادَ السَّليم مُسَهَّدا
    (البيت للأعشى مَيْمون بن قيس من قصيدة في مَدْح النبي (ص) و "السَّليم": المَلْدُوغ، والشَّاهِد فيه "لَيْلَة أَرْمَدا" حيث نَصَب "ليلة" بالنيابة عن المَصدر والتَّقدير: اغتماضاً مثلَ اغْتِمَاض لَيْلَة أَرْمَد، وليسَ انْتِصَابُها على الظرف)
    أي اغْتِماضَ لَيْلَةِ أَرْمد.
    (8) "مَا" الاسْتِفهامِيّة، نحو "مَا تَضْرب الفَاجِر؟" (أي: أيَّ ضرب تضربه).
    (9) "ما" الشَّرْطية، نحو "ما شئتَ فاجْلِسْ" (أي: أيّ جُلُوس شئْته فاجْلِس).
    (10) آلَتهُ، نحو "ضَرَبْتُه سَوطاً" وهو يَطَّرد في آلةِ الفِعْل دُونَ غَيرِها، فلا يَجُوز ضَرَبْتُه خَشَبةً.
    (11) العَدَد، نحو: {فَاجْلِدُوهمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً} (الآية "4" من سورة النور "24" ).
    أمَّا الثَّلاثة للمُؤكَّد فهي:
    (1) مُرادِفُه، نحو "فَرِحتُ جَذِلاً" و "ومَقْتُه حُبّاً".
    (2) مُلاَقِيهِ في الاشْتِقَاقِ، نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتَاً} (الآية "17" من سورة نوح "71") {وَتَبَتَّلْ إلَيْهِ تَبْتَيْلاً} (الآية "8" من سورة المزمل "73"). والأصل: "إنْبَاتاً" و "تبَتُّلاً".
    (3) اسم المَصْدر، نحو: "تَوَضّأ وُضُوءًا" و "أعْطى عَطَاءًا".
    -5 حُكمُ المَصْدر مِنْ حَيْثُ إفْرَادُه أَوْ جَمْعُه:
    المَصْدر المُؤكِّد لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، فَلا يُقالُ "أَكَلْتُ أكْلَيْن" ولا أُكُولاً مُرَاداً التَّأكِيد لأنَّ المَقْصُودَ به الجنسُ مِنْ حَيْثُ هو.
    وأمَّا المصدر العَددي فيُثَنَّى ويجمَع باتفاق، نحو "ضَرَبْتُه ضربةً، وضَرْبَتَينِ، وضَرَباتٍ".
    وأمَّا المَصْدر النَّوعِي فالمَشْهور جَوازُ تَثْنِيتهِ وجَمْعِه (وظاهر مذهب سيبويه المنع)، ودليلُ ذلكَ قولُه تَعالى: {وَتَظنُّونَ باللَّهِ الظُّنُونا} (الآية "10" من سورة الأحزاب "33" ).
    -6 ذِكْرُ العامل، وحَذْفُه:
    الأصلُ في عَامِلِ المَصْدر أنْ يُذْكَر وقَدْ يُحذَفُ جَوازاً لِقَرِينةٍ لَفْظِيَّةٍ أَوْ مَعنويَّةٍ، فاللفظيَّة: كأنْ يُقال: مَا جَلستَ، فتقول: "بَلَى، جُلُوسَاً طَويلاً" أو بَلَى "جَلْسَتَيْنَ"، والمَعْنَوية: نحو "حَجّاً مَبْرُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً". أي حَجَجْتَ، وسَعَيْتَ وقدْ يَجِبُ حَذْفُ العَامِل عند إقَامَةِ المَصْدَرِ مُقام فِعْله، وهُوَ نَوْعَان:
    "أ" ما لا فِعْلَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ نحو:
    "وَيْلَ أَبي لهب" و "ويْح عَبدِ المطلب" و "بلْهَ الأكفِّ" فيُقدَّر: أهلكه اللَّهُ، لِكَلِمة "وَيْلٌ" ورَحِمه اللَّهُ لـ "ويح"، واتْرُك ذِكرَ الأَكُف، لـ "بَلْه الأكَفِّ".
    ومِثْلُها: ما أُضِيفَ إلى كافِ الخِطَاب، وذلكَ: وَيْلَكَ، ووَيْحَكَ، وَوَيْسَكَ (وَيسٌ: كويح كلمة رحمه)، ووَيْبَك (ويبك: كويْلَكَ، تقول: وَيْبَكَ وَوَيْبٌ لك)، وإنَّما أُضِيفَ لِيكونَ المُضَافُ فيها بمَنْزِلَتِهِ في اللامِ إذا قلتَ: سَقْياً لك، لِتُبَيِّن من تعني، وهذه الكلمات لا يُتَكلَّم بها مُفْرَدةً إلاَّ أن يكون على ويْلَك (أو ويل وهما في المعنى واحد كما تقدم)، ويقال: ويْلَكَ وعَوْلَكَ (عولك: مثل ويب وويل كما في القاموس)؛ ولا يجوز عولك وحدها، بل لا بُدَّ من أن تتبع ويلك.
    "ب" ما لَه فِعْلٌ مِن لفظه، ويُحذَف عامِله في سِتَّةِ مَواضع.
    (1) ما يُنْصَبُ مِنَ المَصَادِرِ على إضْمَارِ الفِعل غَيْرِ المُسْتَعْمَل إظْهَارُه:
    وذلك قولك: "سَقْياً ورَعْياً" ونحو قولك "خَيْبةً، ودَفْراً، وجَدْعاً، وعَقْراً، وبُؤْساً، وأُفَّةً، وتُفَّةً، وبُعْداً، وسُحْقاً" ومن ذلك قولك "تَعْساً، وتَبّاً، وجُوعاً وجُوساً" (الجُوس: الجوع، يقال: جوعاً له وجوساً) ونحو قول ابنِ مَيَّادَة:
    تَفَاقَد قَومي إذ يَبِيعون مُهْجَتي * بِجَارِية بَهْراً لَهُم بَعْدها بَهْرَا
    (نسبُه المبرد إلى ابن المفرِّغ، تَفَاقَد قومي: فَقَد بعضُهم بَعْضاً، إذا لم يعينوني على جارية علقت بها، فكأنهم باعوا مهجتي) أي تَبّاً.
    وقال عمر بن أبي ربيعة:
    ثم قَالُوا تُحبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى والتراب
    (أراد بالنجم اسم الجنس، ويروى: عدد الرمل والحصى والتراب وبَهْراً: في الأساس يقولون: بهراً له، دعاء بأن يغلب)
    كأنه قال جَهْداً، أي جَهْدي ذلك.
    وإنمال يَنْتَصِبُ هذا وَمَا أشْبَهَهُ إذا ذُكر مَذْكُورٌ فَدَعَوتَ له أَوْ عَلَيه على إضمار الفِعل كأنَّك قلتَ: سَقَاك اللَّهُ سَقْياً، ورَعَاكَ اللَّهُ رَعْياً، وخَيَّبَكَ اللَّهُ خَيْبَةً، فَكُلُّ هذا وأشْبَاهه على هذا يَنْتَصِب. وقَدْ رفَع بَعْضُ الشُّعراء بَعْضَ هذا فجَعَلُوه مُبْتَدأً، وجَعَلوا مَا بَعْدَه خَبَراً، مِن ذَلِكَ قول الشَّاعِر:
    عَذِيرُك مِن مَوْلىً إذا نِمْتَ لم يَنَمْ * يَقُولُ الخَنَا أو تَعْتَرِيك زَنَابِرُهُ
    فلم يَجْعلِ الكَلامَ على اعْذُرْني، ولكنَّه قال: إنما عُذْرُكَ إيَّايَ مِنْ مَوْلىً هذا أمْرُه.
    (2) مَا يَنْتَصِبُ على إضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه مِن المَصَادِرِ غيرِ الدُّعاء:
    ومن ذلكَ قولُك: حَمْداً، وشُكراً لا كُفْراً وعَجَباً، وافْعَلُ ذَلك وَكَرَامَةً، وَمَسَرَّةً، ونُعْمَةَ عَيْنٍ، وحُبّاً، وَنَعَامَ عَيْن. ولا أفْعَلُ ذلك لاَ كَيْداً ولاَ هَمّاً، ولأفْعَلَنَّ ذلكَ وَرَغْماً وهَوَاناً، فإنَّما يَنْتَصبُ هذا على إضْمَارِ الفِعْل، كأَنَّكَ قلت: أحْمَدُ الله حَمْداً، وأشكرُ اللَّهَ، وكأنك قلت: أعْجَبُ عَجَباً، وأُكْرِمُك كرامةً، وأسُرُّكَ مَسَرَّةً، ولا أكاد كَيْداً، ولا أهُم هَمّاً، وأُرْغِمُكَ رَغْماً.
    وإنَّما اخْتُزِلَ الفِعلُ هَهُنا لأنَّهم جَعَلوا هذا بَدَلاً من اللفظ بالفعل، كما فَعلُوا ذلكَ في باب الدُّعاء، كأنَّ قولك: حَمْداً في مَوضِع أحْمدُ اللَّهَ، وقدْ جاءَ بعضُ هذا رَفْعاً يُبْتَدَأُ به ثُمَّ يُبْنَى عليه - أي الخَبَر - يقول سيبويه: وسَمِعْنَا بَعْضُ العرب المَوْثُوق به يُقال له: كَيفَ أَصْبَحْتَ؟ فيقول: حَمدُ اللَّهِ وثَنَاءٌ عليه، كأن يقول: أمْرِي وشَأْنِي حَمدُ الله وثَنَاءٌ عَلَيه.
    وهَذَا مثلُ بيتٍ سَمِعناهُ مِن بعضِ العَرَب المَوْثُوقِ به يَرْوِيه - وهو للمُنْذِر ابنِ دِرْهم الكلبي:
    فَقَالتْ حَنَانٌ مَا أتى به هَهنا * أذُو نَسَبٍ أَمْ أنْتَ بالحَيِّ عَارِفُ
    قالت: أمْرُنا حَنَانٌ، ومثله قوله عزَّ وجلَّ: {قَالُوا مَعْذِرَةٌ إلى رَبِّكم} (الآية "164" من سورة الأعراف "7" ) كأنهم قالوا: مَوْعِظَتُنَا مَعْذِرةٌ إلى رَبِّكم.
    (3) المصدر المُنْتَصب في الاسْتِفْهَام:
    فَذَلِكَ نحو قَوْلِكَ: "أَقِياماً يا فُلانُ والنَّاسُ قُعُودٌ" ونحو "أجُلُوساً والناسُ يَعْدُون" لا يُريدُ أنْ يُخْبِر أنَّه يجْلِسُ ولا أَنَّه قد جَلَس وانْقَضَى جُلُوسُه ولكنَّه في تِلك الحال - أي حالِ قُعُودِ الناس وعَدْوِهم - في قِيَامٍ وفي جُلُوسٍ، ومن ذلك قول الرَّاجز - وهو العجاج -:
    أطَرَباً وأنْتَ قِنَّسْرِيُّ
    وإنما أرَادَ: أتطربُ وأنْتَ شَيخٌ كبير السن.
    ومن ذلك قول بعض العرب - وهو عَامِرُ بن الطفيل - "أغُدَّةً كَغُدَّةِ (هذه الغدَّة خَرجتْ على رُكْبَته لما أصيب في حَادِثة انظرها في أمثال الميداني، وسَلُول: أحطُّ بيتٍ في العرب، يضرب في خَصْلتين إحْداهما شَرٌّ من الأُخرى) البَعِير، ومَوْتاً في بَيْتِ سُلُولِيَّة" كأنَّه إنما أرَاد:
    أَأُغَدُّ غُدَّةً كَغُدَّةِ البَعير، وقال جرير:
    أعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً * ألُؤماً لا أبَا لَك واغْتِرَابا
    يقول: أتَلْؤُمُ لُؤْماً، وأتَغْتَربُ اغتراباً، وحَذَفَ الفِعْلَين لأنَّ المَصْدَر بَدَلُ الفِعل.
    وأمّا عَبْداً فإنْ شئت نَصَبْتَهُ على النِّدَاء، وإنْ شِئْتَ على قوله: أتَفْتَخر عَبْداً، ثم حَذَفَ الفِعْلَ، وقدْ يأتي هذا الباب بغير استفهام نحو "قاعِداً عَلِمَ اللَّهُ وقد سَارَ الركب" حذف الاستفهام بما يَرى مِنَ الحَالِ.
    (4) مَصَادِرُ لاَ تَتَصَرَّف تَنصِب بإضْمار الفِعل المَتْرُوك إظْهَارُه:
    وذلكَ قَوْلُك: سُبْحَانَ اللَّهِ، ومَعَاذَ الله، ورَيْحَانَه، وعَمْرَكَ اللَّهَ، وقِعْدَكَ اللَّهَ إلاَّ فَعَلتَ (=في حروفها).
    (5) المَصْدَر المنصوبُ الواقعُ فِعْلهُ خبراً إمَّا لمُبْتَدأ أو لغيره:
    وذلك قولك "مَا أنْتَ إلاَّ سَيْراً" أي تَسِير سَيْراً، و "ما أَنْتَ إلاَّ سَيْرَ البَريد سَيْرَ البرِيد" فكأنَّه قال في هذا كُلِّه: ما أنْتَ إلاَّ تَفْعَلُ فِعلاً، وما أنت إلاّ تَفْعلُ الفِعْلَ، ولكنهم حَذَفُوا الفِعْلَ في الإخبار والاسْتِفْهام، وأَنَابُوا المَصْدَرَ، ويُشتَرَطُ فيه التَّكرارُ أو الحَصْر.
    وتقول: "زَيْدٌ سُيْراً سَيْراً" و "أنَّ زَيْداً سَيْراً سَيْراً" و "ليْتَ زَيْداً سَيْراً سيْراً" ومِثْلُها لَعَلَّ ولكِنَّ وكَأَنَّ وكذلكَ إنْ قُلْتَ "أنْتَ الدَّهرَ سَيْراً سَيْراً" و "كانَ عبدُ اللَّهِ الدَّهرَ سَيْراً سيراً" و "أنتَ مُذُ اليوم سَيْراً سَيْراً".
    وإنَّما تكرر السَّير في هذا الباب ليُفيدَ أنَّ السير مُتَّصلٌ بَعْضُه بِبَعْض في أيِّ الأحوالِ كان ومن ذلك قولك: "ما أنْتَ إلاَّ شُرْبَ الإِبِلِ" و "ما أنْتَ إلاّ ضَرْبَ النَّاسِ" وأما شُرْبَ الإِبِلِ فلا يُنَوَّنُ - لأنَّه لم يُشْبَّه بِشُرب الإِبل.
    ونظيرُ ما انتَصَبَ قولُ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {فإمَّا مَنَّاً بَعْدُ وإِمَّا فِدَاءً} (الآية "4" من سورة محمد "47") أي فإمَّا تَمنُّون مَنّاً، وإمّا تُفَادُونَ فِدَاءً. ومثلُه قولُ جرير:
    أَلَمْ تَعْلمِي مُسَرَّحِيَ القَوَافي * فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلاَبَا
    يَنْفي أنه أعْيَا بِهِنَّ عِيّاً أو اجْتُلبَهُنَّ اجْتِلابَا.
    قال سيبويه: وإنْ شئت رَفَعْتَ هذا كلَّه فَجَعَلْتَ الآخِرَ هو الأوَّلَ فجَاز على سَعَةٍ من الكَلام ومن ذلكَ قولُ الخَنساء:
    تَرتَعُ مَا رَتَعَتْ حتَّى إذا ادَّكَرَتْ * فإنَّما هيَ إقْبَالٌ وإدْبَارُ
    فَجَعَلها - أي الناقة - الإِقْبالَ والإِدْبَارَ، وهذا نحو نهارُك صَائِمٌ وليلُكَ قَائِمٌ.
    (6) نَصْبُ المَصْدر المُشَبَّه به على إضْمار الفِعلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه:
    وذَلكَ قَوْلُكَ: "مَرَرْتُ به فإذا له صَوْتٌ صَوْتَ حمار" - أي كَصَوتِ - و "مرَرْتُ به فإذا له صُرَاخٌ صُراخَ الثَّكْلَى".
    وقال النابغة الذبياني:
    مَقْذُوفةٍ بِدَخِيسِ النَّحضِ بَازِلُها * لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
    (النَّحْض: اللحم، والدَّخِيس: ما تداخَلَ من اللحم وتَرَاكب، والبَازِل: السِّن تَخْرج في التاسعة من عمر الناقة، الصَّريف: صوت أنياب الناقة إذا حَكَّت بعضها ببعض نَشَاطَاً، القَعْو: ما تَدُور عليه البكرة من خَشَب، والمسد: الحبل)
    وقال النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
    لَهَا بعدَ إسْنَادِ الكلِيم وهَدئِه * ورَنَّةِ مَنْ يَبْكي إذا كانَ باكيا
    (إسْناد الكليم: إقْعادُ المَجْروح مُعتمداً على ظَهْره. ورَنَّةُ: الصوت بالبكاء)
    هَدِيرٌ هَدِيرَ الثَّوْر يَنْفُضُ رَأْسَهُ * يَذُبُّ بِرَوْقَيْه الكِلابَ الضَّوارِيَا
    (الرَّوق: القِرن، الضواري: الكلاب التي اعتادت على الصيد)
    فإنَّما انْتَصب هذا لأنَّكَ مَرَرْتَ به في حال تَصْوِيتٍ، ولم تُرِدْ أن تجعلَ الآخِرَ - أي الصوتَ المَنْصُوبَ - صِفَةً للأَوَّل ولا بَدَلاً منه - أي فترفَعُه - ولكنَّك لما قُلْتَ: له صَوْتٌ عُلِمَ أنَّه قد كانَ ثمَّ عَمَل فَصَارَ قَوْلُكَ: له صوتٌ بمنزلةِ قولِك: فإذا هو يُصوِّت - صَوتَ حمار - . ومثل ذلك "مَرَرْتُ به فإذَا لَهُ دَفْعٌ دَفْعَكَ الضَّفِيف" ومثل ذلك أيضاً "مَرَرْتُ به فإذا لهُ دَقٌّ دَقَّكَ بالمِنحَاز (المِنْحَاز: آلة الدق) حَبَّ الفُلْفُلِ" ومثلُ ذلك قول أبي كبير الهذلي:
    مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إلاّ مَنْكِبٌ * منه وَحَرْفُ السَّاق طَيَّ المِحْمَلِ
    (الشاهد فيه: طيَّ المِحمل، والمِحْمل: عَلاَّقة السيف وإنما نصبَ طيَّ بإضْمار فعل دلَّ عليه أي إنه طُوِي طَيَّ المِحْمَل)
    -7 أسماءُ لم تُؤخذْ من الفِعل تَجْري مَجْرى مَصَادِرَ أُخِذَتْ مِن الفِعل:
    وذَلِكَ قَوْلُكَ: "أتَمِيمِيَّاً مَرَّة وقَيْسيَّاً أُخْرى" كأنَّكَ قُلتَ: "أتتحوَّل تميمياً مَرَّةً وقَيْسيَّاً أُخْرى" فأَنْتَ في هذا الحَالِ تَعْمَلُ في تثبيت هذا لَه، وهو عندك في تلك الحال في تَلَوُّوٍ وتَنَقُّل، وليس يَسأَلُه مُسْتَرْشِداً عن أمْرٍ هو جاهِلٌ به ولكنه على الاستِفْهام الإِنكاري أو التوبيخي.
    يقول سيبويه: وحدثنا بعض العَرَب أن رجلاً من بني أسَدٍ قال يوم جبله - واسْتَقبَلَهُ بَعِيرٌ أعْورُ فتطير منه - فقال: يا بني أسد "أَعْوَرَ وذَا نَابٍ؟" كأنه قال: أتَسْتَقْبِلُونَ أَعْوَر وذا ناب، ومثل ذلك قولُ هِنْدِ بنِ عُتْبَةَ:
    أفي السَّلْمِ أعْيارَاً جَفَاءً وغِلْظَةً * وفي الحرب أشْباهَ الإِمَاءِ العَوارِك
    أي تَنَقَّلُون وتَلَوَّنُون مَرَّةً كذا، وَمَرَّةً كذا، وقال الشاعر:
    أفِي الوَلاَئم أوْلاَداً لِوَاحِدَة * وفي العِيَادَة أولاداً لِعَلاَّتِ
    (وورد في اللسان بغير نسبة، وروايته، وفي المآتم، وأولاد العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى)
    نَصَبَ أوْلاَداً بإضْمَارِ فعلٍ، كأنَّه قَال: أَتَثْبُتُون مُؤْتَلِفين في الوَلاَئِم، ونَصَبَ أولاداً الثانية بإضْمَار فعل، كأنه قال: أتَمْضُون متفرقين.
    -8 ما وَقَع من المَصَادِرِ تَوْكيداً للجُمْلة:
    وذلك مِثل قَوْلِكَ: "هذا زَيْدٌ حقاً" لأنك لما قلتَ: هذا زيدٌ إنَّما خَبَّرت بِمَا هو عِنْدَكَ حَقٌّ، فأكَّدْتَ هَذا زَيْدٌ بِقَولِكَ: "حَقّاً" وحَقّاً مصدر منصوبٌ مؤكِّدٌ للجملة.
    ويقول سيبويه في كتابه:
    "هذا بابُ مَا يَنْتَصِب من المصادر توكِيداً لما قَبْله" وذلكَ قولُك: "هذا عبدُ اللَّهِ حَقّاً" و "هذَا زيدٌ الحقَّ لا الباطلَ" و "هذَا زيدٌ غيرَ مَا تَقُول".
    ويقولُ سيبويه: وزَعَم الخليل رحمه الله - أي قال إن قوله: "هذا القَوْلُ لا قَوْلَك" إنَّما نَصْبُه كنَصْبِ "غيرَ مَا تقول" لأنَّ "لاَ قَوْلَك" في ذلك المَعْنى ألاَ تَرى أنَّكَ تَقُول: "هذا القَولُ لا مَا تَقُول" فهذا في موضع نصب.
    ومن ذلك في الاستفهام "أجِدَّكَ لا تفعلَ كذل وكذا؟" كأنه قال: "أحَقاً لا تَفْعل كذا وكذا؟"، وأصْلُه من الجِدّ، كأنَّهُ قال: أجِدّاً، ولكنه لا يَتَصَرَّفُ، ولا يُفارِقُه الإِضَافَةُ كما كان ذلك في "لَبَّيك" و "معَاذَ الله" (=أجدّكما).
    -9 مصادرُ مِن النَّكِرة يُبْتَدأ بها كما يُبْتَدأ بما فِيه الألفُ واللامُ:
    وذلِكَ قَوْلكَ: سَلاَمٌ عَليك، وخَيْرٌ بَيْنَ يَدَيك، ووَيلٌ لك، وَوَيْحٌ لك، ووَيْسٌ لك، ووَيْلَةٌ لك، وَعَوْلَةٌ لك، وخَيْرٌ لك، وشَرٌّ له، {ألاَ لَعْنَةُ اللَّهِ على الظَّالِمين} (الآية "18" من سورة هود "11" ) فهذه المَصَادِر كُلُّها مُبْتَدَأَةٌ مَبْنيٌّ عليها مَا بَعْدَها، والمَعْنى فيهن أنَّك ابْتَدَأتَ شَيْئاً قد ثَبَتَ عِندك ، وفيها ذلك المعنى - أي مَعْنى الدعاء - كما أنَّ "رَحْمةُ اللَّهِ عليه" فيه مَعْنى "رَحِمَهُ اللَّهُ" - وهو الدُّعاء -.
    كما أنَّهم لم يَجْعَلوا "سَقْياً ورَعْياً" بِمَنْزِلَةِ هذه المَصَادِر المَرْفُوعَة، ومثل الرَّفع {طُوبَى لهم وحُسْنُ مآب} (الآية "29" من سورة الرعد "13" ).
    وأمَّا قَوْلُه تعالَى جَدُّه: {وَيْلٌ يَومئِذٍ للمُكَّذِّبِين} (الآية "1" من سورة المطففين "83"). فإنَّه لا يَنْبغي أنْ تَقُول إنَّه دُعَاءٌ هَهُنا، لأنَّ الكلامَ بذلك قبيحٌ فكأنه - والله أعلم - قيل لهم: ويْلٌ للمطففين، ووَيْلٌ يومئذٍ للمكذبين، أي هؤلاء ممَّن وَجَبَ هذا القَوْلُ لَهُم، لأنَّ هذا الكلام إنَّما يُقال لِصَاحبِ الشَّر والهَلَكَةِ، فقيل: هؤلاءِ مِمَّن دَخَلَ في الشَّرِّ والهَلَكَةِ ووَجَبَ لهُم هذا. ومن هذا الباب "فِدَاءٌ لكَ أبي وأمي".
    وبَعْضُ العرب يقول: "وَيْلاً لَهُ" و "عوْلَةً لك" ويُجْريها مُجْرى خَيْبةً، والرَّفْع أكثر في كَلامِهم.
    -10 المَصَادِر المُحَلاَّة بأل والتي يُخْتَار فيها الابتداء:
    وذلك قولُك: الحمدُ للَّهِ، والعَجَبُ لك، والوَيْلُ لك، والتُّرابُ لك، والخَيْبةُ لك.
    وإنَّما استَحبّوا الرفْعَ فيه لأَنَّه صارَ مَعْرِفَةً فَقوِي في الابْتداء. وأَحسَنُه إذا اجْتَمع نكِرةٌ ومعرفةٌ أنْ يَبْتَدِئ بالأعرف.
    ولِيْسَ كلُّ مَصْدرٍ يَصْلُح للابتداء، كما أنَّه ليس كلُّ مَصْدرٍ يَدخُل فيه الألفُ واللاَّمُ مِنْ هذا الباب، لو قلت: السَّقْيُ لَكَ والرَّعْيُ لَكَ، لم يَجُز - أي إلاّ سَقْياً ورَعْياً - ومن العرب من يَنْصِب بالألف واللام من ذلك قولك: الحمدَ لله فينصِبُها عَامَّةُ بني تَميم ونَاسٌ من العَرَب كثير.
    يقول سيبويه: وسَمِعنا العربَ المَوْثوق بهم يَقُولون: "التَّرابَ لك" و "العَجَبَ لك" وتَفسير كتفسيره حيث كان نكرة.

  8. #28
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    وبعد
    ــــــــــ

    وكما رأيت من خلال ما أحببت أن أذكره لك من درس مفصل عن المفعول المطلق ونائبه
    فإن ما بنيت عليه نظريتك النقدية في حكم الهوى الشخصي
    والرؤية الفردية التي لا تعدو عن كونها محظ افتراض يدحضه الحق بجلاء
    وإن كنت ترين في كلمة ( سدى ) حشو وزيادة لا قيمة لها
    فإنك قد ضربت بقسط كبير من الشعر العربي عرض الحائط
    وأنكرته إنكاراً بغير وجه حق
    فما من شاعر إلا وقد كثر في شعره استخدام هذا الأسلوب
    وفي ما ذكرته في حقيقة المفعول المطلق ونائبه
    أمثلة شعرية كثيرة
    سأورد لك بعضًا منها هنا :
    عمر بن أبي ربيعة:
    ثم قَالُوا تُحبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى والتراب
    جرير:
    أعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً * ألُؤماً لا أبَا لَك واغْتِرَابا
    جرير:
    أَلَمْ تَعْلمِي مُسَرَّحِيَ القَوَافي * فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلاَبَا
    أبو كبير الهذلي:
    مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إلاّ مَنْكِبٌ * منه وَحَرْفُ السَّاق طَيَّ المِحْمَلِ

    ـــــــــــ

    وأعود للرد على تساؤلاتك برغم أن الإجابة عليها بتت في حكم المحققة

    - فهل للكلمة في الآية وفي بيتك نفس المعنى ؟

    نعم :
    فإن سدى في الآية الكريمة
    أيحسب الإنسان أن يترك ( تركًأ ) سدى
    وفي نصي
    ليل البعد أرقني ( أرقًا ) سدى

    ,,,,

    - هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟

    سؤال خاطىء في أصله
    فالتعدي لمفعولين من اختصاص الأفعال وليس من اختصاص المصادر
    ومع ذلك
    أقول لك
    إن سدى ليست بمفعول به ومعنى النصب على المفعولية أكبر مما فهمت بكثير
    وقد بينت لك محلها من الإعراب

    ,,,,

    - وإذ تبين أنها من حيث المعنى والإعراب مختلفة الاستعمال عما ورد في الآية الكريمة فماذا تسمي افتراضك التلازم بينهما ؟

    هما متماثلتان وإنما افتراضك أنت هو ما ليس له تسمية سوى أنه نظرية فردية تصرين على صحتها بوجه كل الدلائل
    وبعد كل هذا
    إن لم يقع ردي لديك في منزلة الإجابة الشافية ( والتي أظنها باتت جلية كنور الشمس ) فهذا شأنك
    ولن أتكلف مزيدًا من الجهد في الرد على هذا الحوار
    فقد ظهر الحق
    وكفاني الله بما قدمت ( وله الفضل و المنة من قبل ومن بعد ) أن أزيد ولو بحرف ..

    ,,,,,,,,,,,,,,,

    وهذا آخر المقال
    مع وافر تقديري للجميع


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  9. #29
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري مشاهدة المشاركة
    لله درك يا ابن هزاعٍ بما = أعليت سارية البيان مجددا
    هذا مديحي وهو دون مقامكم = فاسمح لطالبة أتتك لتنقدا
    فكلاهما مدحي ونقدي ضُمّخا = مني احتراما يا أخي وتودُّدا
    الأخت انتصار
    شاعرة وناقدة
    تحية طيبة
    سعدت بما فاضت به ريشة الرؤى من صور تخلب الندى ، وفكرة تجاري قصيدة الأخ الدكتور عمر ، وحقا ، أجدت الحرف ، واشرقت المعاني من عنيزة إلى تل الاحترام الظاهر منارة قلم .
    جل التحايا لك ، تواضع ، وأدب ، وسفير الحرف ممثل للفكرة ببهاء صورة ، ليتك تأخذين قصيدتي الأخيرة معادلة الرغيف والسراب وتعملين بها مشرط البصيرة ، لأنا بحاجة فعلا لناقد موضوعي ، يرى ما لايراه الشاعر .
    أتذكر هنا قولا ملازما لسماعنا من أديب ومفكر مؤلف إعراب القرآن الكريم ، حيث يقول : إن أردت كشف الحقيقة عما تقول فدع غيرك يقرأ لك ناصحا .
    أحييك
    وتحية للأخ الشاعر أبا حفص ، لنيل قصيدته شرف النقد .
    ,,,,,,,,
    أبا القاسم
    ,,,
    بوركت
    وهذا خير من كل شكر
    فلك دعائي أبدا
    تحيتي

  10. #30
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل أبو حمزة مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا بد لي في البداية أن أوجه التحية للناقدة الفذة انتصار نادر لما قامت به من تسليط للضوء على قصيدة لها من الوزن ما يجعلها محط اهتمام أصحاب المجهر ,, فأثارت شهيتنا نحوها ...
    فأرجو أن تتقبلوا هذه الوقفة النقدية وأعدكم بعدم الإطالة ما استطعت بإذن الله تعالى ...
    مبدأ الأمر عند تمييز لمفهوم النقد الذي أريد اتباعه انطلاقا من المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة ( النقد ) والتي اتُفق على أنها تسليط الضوء على ما جاء في نص أدبي لكشف المكنون عن بعض ما خفي على القارئ العادي ... وبهذا المفهوم يكون معنى النقد شاملا لما جاء من جماليات مستترة أو هنات لم ينتبه إليها الأديب ... ولا تقتصر على أحدهما دون الآخر ... وإلا لكان النقد إما مدحا أو قدحا وبالأخير يكون ( انتقادا لا نقدا ) ..
    بالدخول إلى ثنايا هذه القصيدة ... سوف يكون لي وقفة في كل من :
    ( الجانب النفسي , الجانب الموسيقي , الجانب اللغوي ) وائتلاف ذلك أو انفصامه ...
    في تآلف الجانب النفسي الوجداني مع الموسيقي مع اللغوي :
    الأبيات متنفس عاطفي هائل يطلقه الشاعر بعد أن اضطرمت مشاعره وضاق ذرعا من وجده ... ولذلك كان هذا التصوير النادر المنبعث من الصدق الشعوري لديه .. فهو لم يتكلف مشاعره ولا هو يتحدث عن تجربة متجردة عنه أو أدرك منها حد السماع للقصة فوصفها ,, بل تدفقت المشاعر من قلب واع يعلم ما يعاني فجاءت الأبيات على هذا الصعيد متسقة مع الوحدة الكلية للقصيدة ( على غير المعتاد في الشعر العامودي المتهم بعدم وحدة القصيدة ) فانظر - رعاك الله - معي في قوله في البيت الثاني :
    وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ ××× وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
    وفي قوله في البيت التاسع :
    هَلْ يَا تُرى لَيْـلَايَ يَفْطـرُ قَلْبَهـا ×× طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُـرِّدا
    وما كان بينهما من أبيات إنما وجدت لتخدم هذا الشعور المتحدر من قلب صب مُعان ..
    ولكن هنا لا يخفى على القارئ ذلك التحول السلس الذي يحسب للشاعر من خلال انتقاله للغزل الصريح وبتلك الروعة لم نشعر بشرخ في وحدة الأبيات ككل بل وجدناه يعبر عن حصوله على مبتغاه الذي رآه شبه مستحيل في مطلع الأبيات بكلمة ( سدى ) التي توقف عندها الإخوة مليا في نقدهم ... والتي أراها غاية في الروعة والمناسبة ...
    فهو عاشق صب متيم رأى حبه بعيد المجيء وصعب المنال ... فوظف تلك المفردات الرصينة ( سدى , حمولتي , تمردا ) في مكانها التي – من وجهة نظري – لا تؤديه غيرها هنا على الرغم مما دار حولها من نقاش ..
    عندما نقرأ السلم البياني للمشاعر التي فاضت في نفس الشاعر هنا نلاحظ هبوطا في جانب الألم وصعودا في جانب الثقة والنشوة الغزلية ... اطرادا عكسيا وبينهما مرحلة مزدوجة الطرفين تقربهما بحيث لا يظهران منفصلين كان ذلك في قوله :
    فِي رُدْهَةٍ بِالْبَـابِ , لَيْلَـى تَعْبُـرِيْ ××× نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَـالُ تَمَـدَّدا
    وكأني بهذه الروعة تتجلى على لسان ( عمر بن أبي ربيعة ) المشهور بأنه محل غزل من النساء لا محل تغزل بهن ...
    فانظر معي كيف عبر هزاع هنا عن حصوله على مراده بمجيء محبوبته إليه لا ذهابه إليها ...
    وانظر أيضا ممحصا بصورة الجوامد التي خلع عليها كثيرا من المشاعر والأحاسيس فالبساط مجعد ( تجسيم ) والبساط يصيح ويستصرخ ( تشخيص ) وبين التجسيد والتشخيص كانت هذا الجمال التعبيري ..
    في الجانب الموسيقي : الموسيقا الخارجية : القصيدة على البحر الكامل المعروف بالمساحة الواسعة للتعبير عن الفكرة المرادة دون لجوء إلى اختزال ممجوج للألفاظ أو إيجاز زائد عن الحد يوصل القارئ إلى مرحلة اللافهم أو البحث عن المراد وفك اللغز ...
    ومن جانب التآلف الموسيقي الداخلي فإننا نرى ذلك جليا في مكنوز الحروف للمعنى وهذا يسمى في علم اللسانيات ( الانسجام الفونيمي ) فمثلا : ( منابع للحزن ) اشتملت فيها كلمة ( حزن ) على حرف الحاء الدال على أسى دفين وحرف الزاي الدال على هم يحاول صاحبه تنفيسه وحرف النون الدال على أنين وكمد .. أولا يعد ذلك خادما لما جاء في القصيدة من معنى وما حملته من مشاعر ؟
    ولكن كي لا نبالغ في المسألة فإن هذا الأمر لا يعتبر مطردا ولا يقاس عليه وإنما هو من قبيل التحسين التحليلي لها ...
    وبما أن الحديث يدور حول الاختزال وفي عودة لعنوان القصيدة فإننا نقرأ أبياتا مديدة بكلمة واحدة هي العنوان ( طيف ) ومدلولات هذه الكلمة :
    • نقيض الحقيقة وهكذا كان حبه وحصوله عليه .....
    • خفة وسرعة وكذلك كانت ألفاظها ومعانيها ....
    • زيارة متأخرة في وهن الليل وقد كانت في زيارة المحبوبة ...
    وأخيرا .... في ملاحظتي لمطلع الأبيات أقف عند كلمة ( ليلى ) فعلى الرغم من أنها علم معرفة إلا أنها تكاد توغل في التنكير والإبهام ... فالكلمة تقبل من الوجهة النحوية أكثر من وجه ( منادى , خبر لمبتدأ محذوف , خبر ومبتدؤه كلمة ( قهر ) ) ولا نعلم مراد الشاعر بهذه السهولة المتخيلة حتى نكمل قراءة المقطع الأول في القصيدة ... ومن جهة أخرى ( ليلى ) اسم جرى على ألسنة الشعراء منذ القدم و به كانت التورية عن الاسم الحقيقي للمحبوبة , ومن هذا الباب كان استخدامه هنا ,, أولا يؤخذ هذا من قبيل التعدد الطيفي للقصيدة والتي عنون بها هزاع قصيدته ؟
    هذه وقفة جزئية تحليلية نقدية لما خطر في البال مما يسره الله في هذه القصيدة الهزاعية ... مع جوانب قليلة منها ولو أردنا أن نفصل في القصيدة كلها بمثل هذا لاتسع المقام ولسببنا شيئا من الملل .... إنما أحببت أن أقدم أمثلة فحسب وأترك للقارئ مجالا في القياس على باقي الأبيات ...
    ,,,
    أبا حمزة
    كم أفخر بك ناقدًا فذَا
    وأديبًا رائعًا
    وكم تفخر حروفي
    أنها لقيت من بنانك اهتماماً
    ومن فكرك حنوًّا
    ومن قلبك نصيبًا
    لله أنت
    ولك دعائي
    بكل خير
    تحيتي

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM
  2. قراءة نقدية في قصيدة " تلاقينا " للشاعر د. عمر هزاع ، ودعوة للنقاش
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-09-2008, 10:07 PM
  3. قصيدتي العمودية الأولى..كتبتها في السابعة عشر..مهداة إلى سيدي د. عمر جلال الدين هزاع
    بواسطة غسان الرجراج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-11-2007, 09:44 PM
  4. سيمياء العنوان " مولاة قلبي" للدكتور عمر جلال الدين هزاع
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 18-09-2007, 08:06 PM
  5. عمر الواحة : إلى د . عمر جلال الدين هزاع
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 05-07-2007, 03:09 AM