أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 41

الموضوع: الدخيل ........

  1. #1
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي الدخيل ........

    الدخيل ........

    إما أنا وإما هو ..
    بعد ليلة كانت الأسوأ منذ تزوجته ، لم أقل له سوى هذه الكلمات قبل أن يتوجه لعمله ، وهو لايقوى على النظر في وجهي ..
    حين دخل بيتنا لأول مرة ، لم أعارض ، وفرحت لفرحة زوجي والأولاد به ، وبنفسي قمت بإخلاء مكان له ليتربع فيه ، ولم يكن يشغلني أمره فلا أعرف عنه الكثير ، ولم يكن ليضايقني بوجوده الصامت ، إلى أن أتى يوم ، أتى زوجي وآخرون ، ليبدأوا ورشة عمل ، أقامت الفوضى بالمكان ، ولكني تجاوزت الأمر بهدوء وصمت .
    كان زوجي أكثر فرحا به من الأولاد ، لايفتأ يتفقده ، ويتفقد طريقة سيرعمله ، يقضي وقتا طويلا إلى جواره ، وعولت ذلك إلى فرحته به وفضوله ..
    لم يخطر ببالي أن هذا الضيف سيصبح دائم الإقامة ثقيلا ، يشغل أهل البيت عني وحتى عن وجبات الطعام ومعظم وقت الليل .
    بت أحس أن الفراش بارد ، أتحسس مكان زوجي أجده قد خلا منه ، أحدث نفسي ، لعله قلق بأمر عمله ، فما اعتاد أن ينقل مشاكل العمل إلى البيت ، كان يقول لي يكفيك همي وهم الأولاد ، أما مشاكل العمل فلا شأن لك بها ، وهو في أموره الخاصة كتوم صامت ، ولا أجرؤ على سؤاله ، فهذا ما اتفقنا عليه في بداية زواجنا وقد اعتدت عليه ،كنت أتركه لحين يحس بحاجته إلى الكلام ، فيفضفض لي بما يشغله أو يضايقه .
    لم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل بات زوجي لا يدخل حجرة النوم بتاتا ، فقد هجرها وهجرني معها ، وهنا .. بدأ جرس الإنذار في داخلي يقرع بإلحاح ، استغربت تغير طباعه ، وعزوفه عني ، وانشغاله بذلك الجديد الذي يحتل بيتي ، ويأخذ زوجي مني ويشغل أولادي عني .. احترت في أمري ، فقد بات محتما علي أن أعرف سر هذا الغريب الذي بدل كل حياتي وغيرها في وقت قصير ، وقررت اكتشاف الأمر دون سؤال .
    تسللت ليلا من فراشي بعد أن اصطنعت النوم ، متوجهة لحجرة المكتب ، أنصت فإذا بصوت زوجي خافتا يصلني ، تراه لمن يتحدث بالهاتف في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، زادت شكوكي ، وزاد قلقي ، لم أكن أتصور أن يكون هذا الدخيل سببا في كل هذا التحول في حياتي وعائلتي ..
    قررت أن أقرع باب الحجرة ، نقرت نقرا خفيفا ، لم أجد منه جوابا ..
    فتحت الباب بهدوء ، وهومنشغل لايحس بي يضع على أذنيه سماعات أذن ، اقتربت ..
    وقفت خلفه ..
    قفز عن المقعد كمن لسعته حية ..
    حين رأى صورتي خلفه من خلال شاشة الحاسوب ، وذهول محدثته قبل أن تغلق الصورة من طرفها ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  2. #2
    الصورة الرمزية زياد موسى العمار شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : سورية
    المشاركات : 597
    المواضيع : 16
    الردود : 597
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    الصديقة الرائعة وفاء
    نحيّتي لقلبك
    يسعدني أن أكون أول المارّين هنا
    تسجيل حضور فقط، ولي عودة - بعد أن أطّلع على مكامن هذه الدرّة النفيسة - إن شاء الله.
    لك مودّتي وتقديري على الدوام

  3. #3
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    الغ ــالية " وفاء":

    قصة رائعة...!!
    جميلة بـ كل نواحيها..!!

    سلمتـ ودمت بروعة

    لكـ تراتيل من ورد

  4. #4
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي

      ربما نكون نحن أبطالا لقصص مشابهة فلنأخذ حذرنا يا وفاء .
      العزيزة الغالية

      على بساطتها مدهشة ، وعلى وضوحها شائقة !
      قصة قد نتوقع نهايتها منذ الكلمة الأولى ، ورغم هذا تبقينا مشدودين تماما ، وهذا سر جمالها ، وبراعتك.

      استمتعت بالقراءة حقا .
      محبتي دائما
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #5
      أديب
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 9,079
      المواضيع : 101
      الردود : 9079
      المعدل اليومي : 1.38

      افتراضي

      الغالية وفاء.....
      تحكم جيد هذه المرة بالسرد.. وعلى الحفر في الواقع الانساني المتفجر بكل متقلباته ..وبما تحمله الارادة الانسانية على التحدي والتجاوز بغض النظر عن السبل والطرق المؤدية لهذا التجاوز والتحدي..وبالرغم من اختلاف املاءات الواقع.. القصة اتت تؤكد لنا هذه الفكرة..وقد تمكنت القاصة من رسم الصورة الاساس للحدث الاساس..من حيث الشك..وبلاشك الشك هو الخطوة الاولى دائما لبلوغ اليقين..ومن خلال هذه الشكية تمكنت من هي من معرفة اسباب ومسببات التغير الحاصل بينها وبين الزوج على الرغم من انها تكتمت على كل ما يحدث من امور اخرى تحدث خارج اطرها العاطفي..ولكن ما ان مس الامر كيانها وعمقها وعاطفتها ورؤيتها/ وفراشها/ تقلبت الانثى فيها الى لبوة تريد الوصول للحقيقة..لانها بطبعها غير مستعدة للتهاون فيما يخصها..وهو كزوج لها يخصها منها ولها وفيها كما العكس..ومن اجل الحفاظ عليه عليها ان تبذل جهدها وها هي تصفع من القدر ومنه..عندما ترى أن الدخيل الجديد..ليس وهما/ مع انه يمكن ان يكون قريبا من الوهم لكونها دخيل حاسوبي/ لقد اثرت هنا احد النوافذ التي يدخل منها الخراب للبيوت.. وذلك لسوء الاستعمال..وكذلك لضعف الانسان من الناحية هذه..ودائما اقول قلما من يصمد..بل اقول لايوجد من يصمد اصلا.

      دمت بخير
      محبتي لك
      جوتيار

    • #6

    • #7
      أديب وناقد
      تاريخ التسجيل : Dec 2005
      الدولة : بعلبك
      المشاركات : 1,043
      المواضيع : 80
      الردود : 1043
      المعدل اليومي : 0.16

      افتراضي

      أختي الكريمة وفاء
      الملفت في هذا النص هو الامساك بتلابيب القارئ حتى الحرف الأخير و هذا هو عنصر التشويق الضروري في كل قصة .
      دمت مبدعة

    • #8
      الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : مصر+الكويت
      العمر : 63
      المشاركات : 2,213
      المواضيع : 78
      الردود : 2213
      المعدل اليومي : 0.34

      افتراضي

      أختي الفاضلة الأديبة / وفاء (دخون )
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      تتشابه الأفكار ولكن يبقى أسلوب التناول هو الفيصل في الأمر..
      اختلف أسلوبك هنا عن ذي قبل
      فقد استطعت تشويقنا (كما قال اخي سعيد ابو نعسة ) بجدارة
      واتفق أيضاً مع أخي جوتيار بخصوص التعبير عن مشاعر الأنثى
      وغيرتها ولعل هذا ما أدى إلى تسارع إيقاع القصة بشكل ملحوظ
      أجدت حقاً في عرضك لتلك المشكلة بهذا الطرح الشيق
      لنبقى متابعين معك حتى النهاية ، والتي جاءت مناسبة تماماً
      فقط كنت اتمنى لو زدت جرعة الغموض بإكساب جهاز الكمبيوتر
      صفات وتصرفات الرجل حتى نكتشف حقيقته عند جملة النهاية فقط
      ولكن هذا لاينفي بالطبع استمتاعنا بالعمل .
      تقبلي تقديري واحترامي.
      حسام القاضي
      أديب .. أحياناً

    • #9
      الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
      تاريخ التسجيل : Feb 2007
      الدولة : في قلب النور
      المشاركات : 1,795
      المواضيع : 112
      الردود : 1795
      المعدل اليومي : 0.29

      افتراضي

      غاليتي / وفاء
      الحق أقولها ودون مجاملة .. لقد أخافتني وربك القصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
      ونقمت على الضيف الثقيل , وذلك الزوج المخادع ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
      هذه مشاعري ..قد دلت على :
      - قوة التأثير في النص بما رسمته من ظلال بالصوت والصورة ألفاظا ومعاني وتراكيب ..
      - تسلسل الحدث وقدرته على الانحدار في نفس القاريء دون تلعثم وتعثر ..
      - المباغتة التي جاءت آخر النص ..
      وووووو
      أنت رائعة ,, أديبة متمكنة ,,نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
      افتخر وأعتز بك يانبضة قلبي الجديدة الجميلةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
      أحبكنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #10
      الصورة الرمزية زياد موسى العمار شاعر
      تاريخ التسجيل : Jul 2007
      الدولة : سورية
      المشاركات : 597
      المواضيع : 16
      الردود : 597
      المعدل اليومي : 0.10

      افتراضي

      .
      الصديقة الرائعة وفاء شوكت خضر تحيّتي لقلبك.
      قصة جميلة جداً، تحاكي الواقع الاجتماعي وما آلت إليه بعض العلاقات الاجتماعية نتيجة
      التوظيف غير الإيجابي للتكنولوجية الحديثة (تكنولوجية الاتصالات) كالحاسب والفضائيات والنقال وغيرها.
      اتّبعت الكاتبة الأسلوب السردي لعرض هذا الجانب - الهدّام والمدمر - المغمور في حياتنا الاجتماعية، متّخذة من نفسها شخصيّة البطلة والراوية لقصّتها بنفس الوقت، لتعرض لنا جهل بعض أفراد المجتمع - من سيّئي السلوك - في استغلال وتوظيف التطور التكنولوجي لمصلحة الفرد والأسرة وصولاً إلى المجتمع ككل.
      جاءت القصة قوية في مفهومها الأساسي والهدف المنشود منها.
      العبارات جاءت قوية مترابطة، وقد تعمّدت الكاتبة إخفاء ذاك الدخيل الذي أحدث تحوّلاً ملموساً في مسار الحياة الأسرية على أمل إبرازه كعنصر مفاجئة في نهاية القصة، وقد نجحت تماماً في شدّنا حتى نهاية القصة بتشويق وفضول كبيرين.
      الدخيل، قصة رائعة بحق، تحمل بين طيّاتها توجيهات وأهداف سامية جدّاً تشي بروعة الكاتبة ونبلها وقدرتها على رؤية المجتمع من زاوية ومنظور آخر.
      الصديقة وفاء الرائعة، أرجو أن يتسع صدرك لما ثرثر بهِ لساني، وما خربش بهِ قلمي هنا، والسبب وراء ذلك هو الإعجاب بما بحتِ بهِ من جميل.
      أترك لك بعض النبض ليهمس لكِ بمودّتي وتقديري واحترامي لشخصك وقلمك.
      ...........................................

    صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. الدخيل الحديث في شركات التقنية
      بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 29-04-2012, 10:32 PM