إلى نقفور كلب الروم

يسير بخطوات بطيئة يحمل في جيبه هويةً أجنبيةً في شوارع القدس العتيقة , يقرأ ببصره معالمها وآثارها , فجنحت نفسه إلى الطفولة و تمرغ جسده في أزقتها الضيقة بحرية في لهو بريء مع أقرانه الذين يتدافعون هنا وهناك ويختبؤون في حوانيتها المبعثرة , قبل أن ينهرهم أصحابها بالابتعاد , وهو غارقُ في تأمله يلمح من بعيد صورة قطعت حبل الذكريات جعلته و يصحو من ذلك الحلم الجميل , كان يشاهدها عبر وسائل الإعلام وهاهي تتراء أمامه ببشاعتها تعمق في داخله الصورة البغيضة والقبيحة التي هي عنوان الاحتلال الذي طال أمده , الجندي الذي يراقب المكان بحذر يرسل عبارات بلغته العقيمة , أنه الشكل الشاذ الذي شوه المدينة , من أين جئتم أيها المنبوذون ؟؟ كيف تعيشون على أرض هي ليست ملككم ؟؟ أنا أهيم في أرض غريبُ فيها , وأنتم تغتصبون كل شي فوق ارضي , سرقتم حلمي وقتلتم و شردتم شعبي , لماذا أتيتم إلى هنا ؟ أين أنت إيه (الكلب بلفور) لتشاهد الخطأ الفادح الذي وقعت فيه.
توقف في سيره واقترب من جدار ليقرأ عبارة حفرت بشكل دقيق تقول ( إننا عائدون) راحت تسقى أملاً يكاد أن يجدب في داخله الذي يعتصره الألم والأسى على واقعة المر الغارق في الذل والمهانة والكرامة التي تداس ولا تجد من يذود عنها , تستقبل الأرض الشهداء صغاراً وكباراً في كل وقت ولا نسمع سوى كلمات نارية مصحوبةً بغضب وتشنج وانفعال , وبعدها يموت الإحساس والشعور فهذا هو سلاح قومي المشهود ,
أين أنت يا صلاح الدين ؟
أين أنت أيه المعتصم ..و وامعتصماه ؟
أين أنت يا هارون الرشيد ورسالتك .. من هارون - أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قُرأ كتابك يابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام.
والتي تمنى أن يسمعها أو يقرأها من جديد قبل أن يرحل من هذه الحياة .

abdllh_800@hotmail.com

الطليان...
النص يحمل في طياته رسالة واضحة المعالم الى الانسان حيث يعيش وقع الاحتلال أي احتلال كان/مع انك تخص القضية في الفلسطينية/ بذكرك لبلفور..لكن الامر بلاشك يتعدى الامر ليعانق الانسان حيثما كان.. وهنا اجد بان الامر اكبر من مجرد صرخة وامعتصماه/ لانها الان اصبحت في طور الوأد فهذه الصرخة لم تعد تخرج من الحنجرة..حتى تجد السلاسل والقيود تحاك حولها فلاتصل الى الاخرين وتقبر في مهدها.. لان السلاطين يرون فيها وباء وطاعون يهدد كرسيهم..ولذلك الصورة اصبحت تختلف تماما فكاني بنظرة الجندي ذاك في التاريخ اكثر اثارة من الصرخة هذه..لان الاولى هي من موقف القوي..والثانية هي من موقف الضعيف..بسبب صعف سلاطينه..وضعفه هو من حيث عدم امتلاك ادوات المقاومة..ومن هذا المنطلق اجد بأن الانسان الحالي يعيش حالة من الوأد الذاتي الذي لايخاله على فعل شيء ذا قيمة..لكونه قد امتهن مهنة السلاطين الذي يرون في المصلحة الشخصية قيمة عليا..دون اي اهتمام بالقضية الاساس الا من خلال وسائل الاعلام..اذاً اذا كنا/عائدون/ لابد ان نعود الى ذواتنا اولا ونخرجها من قوقعة السلاطين ومنها ننطلق للافاق البعيدة..بعيدا عن الشعارات.

دمت بخير
محبتي لك
جويتار

الأخ الفاضل جويتار
ارجو ان نخرج من وثنية وليست ذاتية هي مازالت مترسبه
من الماضي , تجعل من عقولنا تمجد الجسد بدافع الخوف او التملق والمداهنة
دام قلمك منيراً في ساحة القصة والنثر
وتقبل تحياتي
عبدالله

أخي الكريم عبد الله
إنا لله و إنا إليه راجعون . هذا حالنا اليوم و لكن لا بد للحق أن ينتصر .
غلبت الفكرة الوطنية القومية على النص وتسابقت مع المشاعر الصادقة كي تطلق المفردات رشا رشا بحيث أثر ذلك على الأسلوب الذي جاء وعظيا مباشرا .
بقليل من التحوير و التدوير و الابتعاد عن اقحام الكاتب في النص نحصل على قصة رائعة .
دمت مبدعا

الأخ الفاضل سعيد سرني مرورك
قد تكون العاطفة قد طغت على النص
ورمضان كريم

.
إلى نقفور كلب الروم
الصديق عبدالله سليمان الطليان تحيّتي لقلبك النابض بالنبل والكرامة.
رسالة واضحة وصارخة في وجه بني الأمّة من القانعين هناك على عروش السيادة والتسلط علينا نحن أبناء أمّتهم بدلاً من أن تطال أيديهم من دنّس مقدساتنا وقذف محصناتنا وسلب خيراتنا وهدم بيوتنا وووووووووووو.
وليتني أصدقك ببعض ما كتبت يا صديقي، فالأعلام لا زال قاصراً عن أداء مهمته على الوجه الكامل.
وليتنا نسمع كلمات نارية وغضب كما ذكرت، كلّ ما نسمعه شجب ورفض وإدانة بعد جهدٍ جهيد وخلافات تكاد أن تصل وأحياناً تصل إلى الشجار وقطع العلاقات وإلى أكثر من ذلك أيضا، (ولكن هذا بين بعضنا البعض للأسف).
جميل ما كتبت صديقي وهذا يشي بسريرتك النقية وخلقك النبيل.
هسة بسيطة:
لفت انتباهي - يا صديقي - عدد مواضيعك (الثلاثون) ومشاركاتك (الأربع بعد الخمسين).
كن لقلوب إخوانك أقرب يا صديقي، ولك مودّتي وتقديري.
......................................

الأخ زياد عمار سرني مرورك
ان هذه الامة تعيش في حالة يرثى لها
فمتى تخرج من واقعها المرير
دمت في صحة وعافية
عبدالله