أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15

الموضوع: تحليل أدبي لقصيدة ( مثقل بالصبر) للشاعر القدير/ محمد الحريري

  1. #11
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي مشاهدة المشاركة
    المكرمة الأستاذة الملهمة عطاف

    إذا عرف السبب بطل العجب ، لو يعلمون عن أي أساتذة أجلاء تلقيتِ العلم كما أعلم لما دُهش أحد كما كنتُ من قبل ، ويقيني أنه مازال لديكِ الكثير الكثير ، فزيدي وجودي ، لا تضني علينا ، فـ ( مطل الغني ظلم ) .

    أراكِ أيتها الأخت الفاضلة مازلت تستحضرين دروسا - ما شاء الله لا قوة إلا بالله - تفلتت مني ، كم أتوق إليها ...

    انتقيت قصيدة لشاعرنا الكبير الحريري هي من عيون شعره ، فأحسنت استنطاقها ، وأبدعت في كشف خبايا كنوزها ...

    تحيتي وتقديري وسلامي
    أخي العزيز الفاضل / أحمد الرشيدي
    ألا فليعلم الجميع أن أستاذي وأستاذك واحد هو الدكتور / محمد محمد أبو موسى حفظه الله ورعاه أما غيره فعالة عليه وأنت تعرفهم ..
    أشكرك على حضورك الجميل , وشهادتك وسام أعتز بها من بليغ وأديب مثلك
    تقبل جل تحاياي وجل تقديري واحترامي

  2. #12
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    مساحة للتحليل النقدي

    الشاعر / محمد الحريري عرف في أغلب قصائده بالإغراق في الخيال وتولد الخيال من الخيال , وكذا عرف بالترف اللغوي وبالتراكيب التي تبدو أحيانا من العسير فكها وفهمها , فضلا عن الميل إلى الرمزية على مستويات مختلفة فمرة نلمس عنده الإغراق في ذلك ومرة نراه معتدلا لكن نادرا ماتخلو قصيدة له من إيحاء أورمز ..
    قصيدته هذه تبدو فيها الرمزية معتدلة , وهي صادقة العاطفة , تشيء بمعاناة حقيقة ألبسها ثوب الشعر فاكتست ابداعا مؤثرا عالي التأثير ..
    عنوان هذه القصيدة هو ( مثقل بالصبر )
    ويبدو أن الشاعر ممن يتخير لقصائده عناوين مستوحاه من فكرة النص لا من لفظة في النص وهذا منهج يتبعه بعض الشعراء عندما يتخيرون لقصائدهم عناوين مناسبة , إنما من المهم جدا للشاعر أن يلتزم بمنهج وبطريق واحد في ذلك فلا يراوح بين النوعين ..
    مثقل بالصبر
    كلمة بدأت بمصدر والتعبير بالمصدر اثبت وأرسخ من التعبير بالفعل الذي يحمل معنى التجدد والتغير ففي التعبير بالمصدر لزوم وبقاء وباضافة هذا المصدر إلى مدلول معنوي وهو الصبر يدخل في كون هذا التركيب هو قالب صوري متحرك يجسم المعنى ويخرجه من جنسه إلى آخر حي ناطق .
    سأتخير اولا الوقوف عند الأبيات الأول للترابط الملحوظ بينها :
    البيت الأول بدا أن الشاعر لم يخرج من حيز نفسه ولم يجسدها شخصا آخر أو يجردها من كينونتها إنما كان مطلعا احتاج معه شدة البوح فبدأه بالفعل (جعلت) والمتأمل للسياق الذي ورد فيه هذا الفعل بحد ذاته يجد أنه يحمل مدلولات عده منها :
    * الرغبه في الفعل بشيء من اليأس والإحباط بعد مساحة عالية من تحمل البؤس ..
    * التعبير عنه بصيغة الماضي لكنه بدا في قالب الحاضر لقرب تجربته ولصوق تعايشه معها..
    * تخيره هو دون غيره من مدلولات التحول الاخرى من الأفعال كصيرت مثلا أو حتى صيغ أخرى مثل اخترت وتخيرت أو قبلت أو ارتضيت ..
    وربما كون لوقع أحرف الفعل القوية تأثير في تخير الشاعر لهذا الفعل دون غيره .
    ثم يأتي المراد من استخدام هذا الفعل ترى أين وظفه ؟
    وظفه لخدمة اسم آخر وهو (قذى) ...
    وقبل الإنطلاق في محاولة تفسيرية لهذا التوظيف أحب أن أذكر أن البيت الأول كساه قالب التمييز لإضفاء نوع من التشويق أمام القاريء باستخدامه كلمتي ( تغربا وتعصبا )
    وهو مامال إليه الشاعر لربما كان هو القالب الأقرب ليصب فيه المعنى التعبيري الأول أو النفثة الأولى من نفثات الوجع ..
    وهذا في حد ذاته توثيق لشدة اللحمة بينه وبين فعل التحول !
    لكن أي كلمتين تخيرهما متكأ وسدة لهذا الفعل ؟
    لقد وقع على (قذى وعين) !!
    تناسب ودقة في التخير ولو أخذنا قذى في انعزال عن مابعدها لجال بنا التخيل في كل واد إنما ذهب عنا هذا بمجرد بروز كلمة عين ...لكنه أدخلنا في خيال بديع وهو أن يتحول الصبر قذى ..!
    لذا من المهم جدا الإشارة إلى وجود تناسب شكلي بين العبارتين للناظر من بعيد إنما لما انفصل القذى والتحق بشيء آخر غير العين تبين أن في التركيب التفاف المقصود منه التخيل بصورة بدت وكأنها معهودة .. إنما ليست معهودة !
    فكون الصبر يتحول إلى قذى مؤذي ثم يتقبله الشاعر بكامل رغبته وإرادته هذا عميق وجع !
    ولم تكن العين كما بدا لي مقصودة لذاتها إنما بها من الجناس التام مايؤكد على أن الشاعر قصد بها معنى بعيدا لكن لايخرج عن دائرة الخلاص والمتنفس له في ظل معاناته
    ولربما يبرز سؤال من بعد لم هذا التحول البديع الذي خلقه الشاعر؟
    فيأتي الجواب بعد نفحة من التشوق والإثارة وهو ( تغربا )!
    وينتهي الشطر في صمت !
    هكذا تخير الشاعر صورة الرضا عنده في لأي من الرفض أو القبول على قذى .
    ثم يبدأ رحلة جديدة لاتنفك عن التحوام والتطواف في قالب وهياة الصورة الأولى من التحول بطريق العطف والتناسب الشكلي بين (جفن وقراب ) ولفت الإنتباه وإثارة التساؤل بطريق التمييز(تعصبا )
    فما الذي حوله الشاعر هنا أيضا وبكامل رغبته وإرادته ؟
    هي صورة أخرى وتعبير آخر قصد منه التخيل أيضا بطريق بدا معهودا , وفضلا عن هذا القصد الصوري إنما هناك قصد آخر عميق يرمي إليه الشاعر ليصل به إلى قرار المعنى الذي هو أس مكمن الوجع ..
    أليس أليق بالآهات هذا التعبير الظاهر المعهود للمارة الخفي عليهم بينما هو عميق الدلالة بالنسبة للشاعر ؟؟
    ولعل الشاعر تخير هذا التركيب إما اطمئنانا إليه ليخفي من ورائه تجربته الشعورية فلا يبدو ولا يظهر منها غير لفح أو فحيح وإما تخيره لأنه الأليق تصويريا بصرف النظر عن رغبته النفسية !
    وربما تخيره للسببين معا .
    على كل حال يصنع الشاعر مساحة للقاريء ليلتمس علاقة المشابهة بين الآهات والجفن وله أن يتصور صور وأفانين الشبه بين الإثنين , حيث سيجد شدة المقاربة وسيقع على عميق الإلتصاق وماذلك إلا لأن الشاعر ارتضى هذا وقبل به حتى أصبحت آهاته جزءا منه لايتجزأ ..
    وأصعب مافي هذه المقاربة بين الجفن والآهات هو أن تتحول المعاني المختفية الغير محسوسة بالملامسة إلى معنى ظاهر قوي ملموس ومحسوس ومجسم ومشخص وناطق ....
    ثم لماذا هذا كله ؟؟
    يأتي التمييز صادقا ناطقا وساخنا ومصمتا ( تعصبا )!
    هنا تنطفي عواصف عارمه من التساؤلات التي تتجاذب القاريء حول صيغ ومشاعر الشاعر وهو يقرأ له تلك الصورة المؤثرة .....
    ينطفيء كل ذلك عند كلمة ( تعصبا ) !
    نعم صورة مؤكدة أخرى من الإرتضاء والإغضاء على مضض وقذى !
    لكن هل ياترى خف شعور المبدع بما يشعر ؟
    وهل انتهى تطفل القاريء وتجسسه عليه لكشف سبب النشيج ؟
    وهل كف عن محاولة الإنصات والإستماع لإنفعالاته وتتبع أسبابها ؟؟
    أستكمل معكم البيت الثاني لاحقا .....

  3. #13
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخت الفاضلة الأديبة عطاف
    تحية بحجم السماء
    كنت بمحاورة مع صديق لي ، أقرب من القلب للصدر وده ، قلت له : لقد أثقلت علي دين الأدب أديبتنا الفاضلة ، ولم يعد لي متسع قوى لأرد لها بعض مداد خلقها .
    وهنا أعلن استمالة العذر منك قبولي مدانا لك بكل حرف ، فقد أشبعت الذائقة بكل طيوف الحقيقة ، وكانك فعلا عشت التجربة من كافة أوجاعها ، فتمثلت بين يدي قلمك صحيفة مكشوفة الألام .
    لله درك ، ناقدة تستشرف الصبر بما يقدحه الأنين ليتحول قذى الصبرين ، صبر على واقع تجرعته بكؤوس الرضا ، وصبرا فرضته عوالم لا قبل لي بها إلا من مسامات الضنك .
    أحييك ، كل لحظة حتى يرث الله الأقلام .
    للحق أقول : النص اصبح ملكا للنقد الموضوعي ،
    ولك باقة شكر على فتح أساريره .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    الأخت الموقرة الأستاذة القديرة عطاف سالم حفظها الله

    اطلعت على ما سطره يراعك الساحر حرفا الذي أرهف السمع لعقل واع حصيف ، ونفس شفيفة ، وحس نقدي ينفذ إلى أغوار النص ...

    بحق وجدتُ هنا أنوذجا يحتذى في الدرس النقدي ، فهنيئا لنص يحظى بقراءتك أيتها الأديبة المتفردة ، والناقدة الألمعية ، ولا أخفيكِ أن نصوص شاعرنا الشلال ترهقني جدا ، فنصوصه يستحيل أن يعيها القارئ من القراءة الأولى ، وما أحسبك إلا قد عكفتِ عليها ، وأمعنتِ فيها النظر حتى جادت لكِ بما أتحفتنا به ، فشكرا لكِ أن تصديتِ لها ، ويسرتِ لنا ما كان عسيرا .

    حفظكِ الله ورعاكِ ، ونفع بكِ

  5. #15
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    مساحة للتحليل النقدي (2)

    وإني ثكول الأم لست بناطق = تأفف أيام وإن كنت لا أبا

    لقد كان البيت المطلع صنيع الشاعر وكأنه يحتمي بظل الشعر ليتقي به هجير ألم متأصل ماانفك يراوده ..ويأتي البيت الثاني خارجا عن صنيعه إنما هو من عليقه لأنه بدا ينفس أوجاعه خارجا عبر منفذ البوح بهذه الواو ( الاستئنافية ) ثم يأتي من بعدها مايعزز الحاجة إلى هذا التنفيس ألا وهو التأكيد في قوله ( وإني ) وليت الشاعر سكت عند هذا ولم يقل ( ثكول ) !
    فالمؤكد هنا كما بدا أشد قوة من التأكيد ذاته وتظهر هذه القوة في لفظة ( ثكول ) من عدة جهات أهمها :
    أنها أقسى الألفاظ تأثيرا ومؤثرا من حيث المعنى ورغم أن (الفقد )مرادف لها لكنها أشد وقعا منه.
    تعبير بالمشتق الراسخ الثابت في الأذهان أكثر من الفعل الحدث المتغير .
    تخير من المشتقات صيغ المبالغة ليعبر بها ثم هي ليست أي صيغة بل صيغة ( فعول ) التي تضم إلى جانب المبالغة التفخيم .
    ولولا أن البيت سيكون مكسورا لقلنا أن الشاعر لو اكتفى بهذه الكلمة دون الإضافة لكان كافيا لماتضمه هذه الكلمة من دلالات عدة ..
    إنما نجد أن الشاعر أضاف إليها لفظة ( الأم ) ربما لمزيد بوح ومزيد تفصيل وبيان فالأم هنا هي كلمة واسعة المدلول ومامن شك أن لها رمزية خاصة عند الشاعر ..
    ورغم أن الشاعر يوضح انه ليس بناطق تأفف الأيام إلا أنه نطق فالصمت عن الزيادة أبين في الإفادة ولولا تأففه لمااستخرج الشعر منه احنه المعتلجة فيه
    لكن ما أبلغ الباء هذه المتصلة ب ( ناطق ) وكأنه يريد أن ينفي أقل التأفف والتضجر عنه لأنه مثقل بالصبر حقا !
    وما أبلغ التعبير بالمشتق اسم الفاعل ( ناطق ) لأنه ضم إلى الحدث فاعله وكأنه يريد أن يؤكد أيضا أنه ليس مع الحدث وليس الحدث معه ليتأفف أو ينطق بهذا التأفف !
    رغم أن التأفف ظاهر ولو لم يصرح بهذا كما قلت .
    ثم لأقف معكم وقفة هامة عند هذا التركيب ( تأفف أيام ) :
    هذه الإضافة – اضافة التأفف للأيام – تحتمل وجهين :
    إما تأففه هو من الأيام وإما تأفف الأيام منه وهذا أوجع وهو دافع أكبر إلى أن يتأفف منها مادامت قد تأففت منه !
    فإذا كان الأول فقد سبق الإلماع إلى هذا وبقي أن أقول أن أضافة التأفف لنكرة يزيد المعرفة ويعزز عمق المعنى وهو التأفف وبالتالي يكشف مدى اتساع هذا التأفف في حياته وشمول حياته به .
    وإن كان الثاني فهو كما قلت أشد وجعا وتأثيرا وفيه من التصوير ماهو أبلغ حيث يشخص الأيام ويصبغها بصبغة الحياة ويلبسها لباس شخص متضجر متأفف
    ثم يبرز تركيب آخر وهو قوله ( وإن كنت لا أبا ) وهو يؤكد نفي التأفف وإن كان التألم الشديد ظاهر في الأحرف .. لكن هذا من البوح الذي يحتاجه الشاعر
    وأريد التأكيد مرة أخرى إلى أن الام والاب هنا رمزان يندرج تحتهما الكثير من المعاني التي تقارب في العمق والقوة معنى الأبوة والأمومة ..
    ولي عودة مع البيت الثالث
    وتحية طيبة للشاعر الأديب / محمد الحريري إلم أعط قصيدته حقها من القراءة والتأمل والنقد أو أكون قد تأخرت عنها

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. تحليل نفسي لقصيدة (طفل بلا وطن )
    بواسطة ثناء صالح في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-06-2022, 07:21 PM
  2. سامحيني (معارضة لقصيدة اكرهيني للشاعر القدير معاذ الديري)
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-12-2010, 02:13 AM
  3. "معارضة لقصيدة "شوقي لمكة "للأسناذ الأديب محمد ابراهيم الحريري"
    بواسطة ينابيع السبيعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 18-12-2007, 12:41 AM
  4. شاعر الواحة القدير الحريري يترشح في شاعر العرب
    بواسطة نادية حسين في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 06-06-2007, 08:57 PM
  5. فتجملي بالصبر يا بغدادُ
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 15-11-2004, 07:36 PM