همس الحكمة

لست أديبا بما يكفي حين تغطي كلماتك بأجمل الورود وتترك الأشواك ما بين السطر والآخر..
ولست ناصحا بما يكفي.. حين تعطي النصيحة دون تواضع تدرك به أنك محتاج لها دوما..
وستكون هذا وذاك حين تستعمل الحروف مدركا أن لها من الشفافية ما يصعب معها تلوين النوايا..

لِلحَقِّ وَجْهَان ، وَلِلحَقِيقَةِ وَجْهٌ وَاحِدٌ لا سِوَاهُ.

الى جميع الاخوان.كلامكم جدا رائع يكاد يهدم من قلبي جدرانه حتى يطلق نقاءه للعدو و اصدقائه...شكرا لكم جميعا و انا جدا سعيد بالانضمام لهذا المنتدى الرائع

سلام الله عليكم..
د. سمير العمري.. سأخرج قليلا عن نظام هذه الصفحة في الكلمات الموجزة، وأضيف فقط مفهوما آخر لما تفضلت وذكَرته عن الحقيقة ومما لا تسع صفحات حتى في إدراك كنه محتواه..


إذا ما سألنا عن مفهوم الحقيقة في عقل:

الإنسان البسيط قد يقول:
"أحاول أن أقول الحقيقة.. لا.. ليس كلها، فلا أحد يصل إلى درجة أن يقول الحقيقة كاملة، قد تنقصه الكلمات أو يجبره وضع ما على ذكر نصفها فقط.. بهذا يمكن أن نقول أن الحقيقة ولارتباطها الجيد مع الواقع فغالبا ما يصعب ذكرها كلها.. وستبقى الحقيقة هدفا يلزم الجميع تطبيقه.. الصعوبة فقط تكمن في العمل أليس كذلك؟!".

الإنسان الحالم قد يقول:
"أنا مع الحقيقة.. كما أن الإنسانية جمعاء في حاجة لها.. لكن هناك موضع للأكاذيب البيضاء والتي تجعل من يعشقون العالم المثالي مثلي يسبحن في أمنياته البعيدة عن الواقع بما فيه من حقائق قاسية قد تجبر من يكتشفها على حذف اللون الأبيض من لوحة حياته !".


رجل السلطة قد يقول:
"في عالم السلطة توجد قاعدة تقول أن اليد المملوءة بالمال أفضل بكثير من يدين مملوءتين بالحقيقة.. بالمال على الأقل تستطيع شراء طلاء يمكنك من تلوين وجه الحقيقة حسب لون الظرف، لكن بالحقيقة فقط ستجد نفسك أمام مشاكل يتطلب منك حلها التساؤل دائما هل أنت في ظرف زمان أم ظرف مكان؟!".


الإنسان المفكر قد يقول:
"أليس ضعفا أن نخطئ الحقيقة أكثر ما نصدق غيرها؟ لكن، ولأهميتها، فهي تستأهل أن نقضي سنوات طوال في البحث عنها.. وقد نخطأ حتى ونحن في طريقنا إليها ونقنع بإيجاد فقط نصف الحقائق التي يمكن أن تعيننا على إيجاد مربط الفرس..".

الإنسان المؤمن سيقول:
"إيجاد الحقيقة في كل شيء يتطلب أولا قبول مفهومها نفسانيا.. ثم تطبيقه بعد ذلك قولا وعملا.. حتى إذا ما وجدنا حقيقة أنفسنا يسهل علينا فهم حقيقة ما يدور حولنا.. فإذا ما جاءتنا صرخة الحق نكون على الأقل من المحقين في القبول بحقيقتها..".



أنا لست أي أحد من هؤلاء.. وإن شاء الله وبرحمته أكون ممن اتبعوا المفهوم الأخير فلا تزل بهم الأقدام ساعة حقيقة الصرخة بالحق..


------------------------
الأخ عمار حسب لوحة بياناتك أهلا بك عضوا جديدا بيننا.. وشكرا لمديحك كما نرجو ما هو أكثر من ذلك بأن نراك صانع فكر في واحة طالما جمعت بين ظلالها الكثيرين..

أختي الفاضلة آمال:

أشكر لك جميل تفاعلك مع ما سقت من قول ولعلني أختصر الأمر فقط بأن أقول بأن الحقيقة هي ذات الحدث الحق الذي وقع ، وأما الحق فهو استقراء المرء لتلك الحقيقة ومن الزاوية التي اختارها والهدف الذي يسعى إليه ، ثم تفسيره وتسويغه لهذا كله في إثبات حق في الأمر يراه سواء أكان ذلك عن قناعة بجهل أو عن مخاتلة بزيف.

وفي هذا الأمر يمكن الرجوع إلى ما ورد من حديث الرسول الكريم الذي نسيت نصه مما ورد فيه من معنى أن بعض قد يكون ألسن من بعض وأنه يحكم بما يسمع من حجة ومن تسويغ لحق كل واحد منهما في الأمر.

وهذا أمر يتسع ضرب الأمثلة فيه سواء لمن يقتنع بأن أمرا ما هو حق له ويعمى بصره وبصيرته عن الحقيقة التي تغالط هذا أو من يتجاهل متعمدا الحقيقة ويزيف المسوغات لحق يريده ويدعيه.


بكلمات أخرى فإن الحقيقة هو الأمر اليقيني الراسخ التي لا مجال فيها لاجتهاد حين التجرد ، وأما الحق فهو رؤية وتفسير يحركه الكثير من الأمور والزوايا والمفاهيم وهناك يكمن مصدر الخطر في الخلافات والخصومات والأحكام الخاطئة ، ولو أن المرء تجرد إذاك من هوى النفس وكبر العزة بالإثم ورجع إلى كنه الحقيقة المجردة لعم العدل الأرض وشمل السلام والحب القلوب.


تحياتي

اسْتَقِمْ قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِم

تحياتي

د. سمير العمري سلام الله عليك
نعم فهمت ما عنَيتَه من دلالة معنى الكلمات، فقط أضيف ليعرف القصد من الإضافة الأولى أن في لغة غنية الحروف كاللغة العربية، عادي جدا أن نجد الكلمات جنب بعض، يتشابهن في اللفظ، ويعبرن في نفس الوقت عن صورة قد تكون مغايرة في المعنى..

لا أقل من كلمة شكر على لغة الحوار الهادف دوما.. ودامت الواحة راعية له..

الأخ جلال صقر سلام الله عليك

سأخرج معك عن نظام هذه الصفحة - فلتسمح لنا وفاء - لأرد فقط بأبيات شعرية لم أعد أذكر قائلها :

قال صحبي نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا؟! قلت أما جروح نفسي فقد عو دتها بلسم الرضا لتزولا غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعس المرذولا لست أرضى لأمة أنبتتني خلقا شائها وقدرا ضئيلا لست أرضى تحاسدا أو شقاقا لست أرضى تخاذلا أو خمولا

طريق الكرامة والمجد أخي تعرفه كما نعرفه لأمة لم تسلل بعد سيف الحرب على نزعات "هواها الجهولا".
تا الله إني أستحيي من قراءة صفحات تاريخ أمجادنا والمكتوبة بمداد يلمع فخرا أصيلا!!
كن بخير أخي.. فعلى الأقل لا زال الدعاء بين ضعافنا سبيلا !

أشكر لك التفاعل الكريم أختي الفاضلة آمال وأقدر فيك هذه الحكمة البالغة وهذا الوعي الحقيقي. تالله إنك نعم الحرائر!

وأشكر وأقدر للحبيب جلال الذي ما عرفته يوما إلا كما كان دوما حصيفا حكيما!

ولأنني لا أريد أن نخرج في هذا الموضوع عن طبيعته المخصصة للحكمة والأمثال التي تمنح العقل إضاءات تهدي فإني لن أدخل في بعض حوارات وتعليقات تفرضها مداخلاتكم الكريمة المثرية وسأكتفي هنا بالعودة للمشاركة وفق طبيعة الموضوع على أن نتمكن يوما قريبا أن نطرح من أمثال هذه المواضيع الفكرية في مواضع أخرى من الواحة.

دمتما بكل النور والسرور.


تحياتي

الصَّمْتُ فِي صَخَبِ الهَوَى أَسْمَعُ