أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

الموضوع: دميتان... وجرح يسير على قدم ونصف قدم وعكاز

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي دميتان... وجرح يسير على قدم ونصف قدم وعكاز


    دميتان... وجرح يسير على قدم ونصف قدم وعكاز


    عندي دمية نحيلة, لها أذرع طويلة... يمكن أن تلف على رقبتي, يمكن أن تعانقني. أشعر بالبرد.... !!! اشتريت واحدة أخرى, نفس الشكل, لكن لونها مختلف. هما الآن اثنتان... واحدة زرقاء... بلون السماء, وواحدة وردية, يجلسان أمامي, وينامان معي
    وجههما بريء... بسيط ؛ دائرتان سوداوان...هما العينان, دائرة حمراء...هي الفم, بروز صغير... هو الأنف, العينان... لا بؤبؤ لهما أبدا, لكنهما دوما ينظراني, دوما... دوما, هما دوما موجودان, أشكي لهما, ولصورة, ولا أحد يرد, ولا شيء... لا شيء أبدا... لا شيء, وأظل وحيدة... وحيدة.


    ربما أفكر بشراء دمية ثالثة... تختلف, ربما ترد, أو تشارك الكل الصمت, أو أشتري دمية متحركة... تحرك يديها, أو تسير, أو تتكلم... أي كلام. قد تقول: ماما, أو بابا, أو أهلا بك, أو صباح الخير, أو تبكي, أو تضحك... ضحكة بريئة. عندي على الخلوي... ضحكة طفل... طويلة... من القلب... رائعة, كلما اسمعها... اضحك, وكل مرة اسمعها... اضحك, لا أملها, ربما ضحكتي مختلفة في نقائها, لكنها ضحكة على كل حال... ومن ظلّ نقي؟ هناك السواد, والألم , والوجع.


    ربما لو سألت الدمية الأولى, لتقول لك: أنها فرحة بالدمية الثانية. جيد أنني أحضرت لها واحدة أخرى, حتى لا تصبح وحيدة, عساني اكفر عن ذنبي بحقها؛في تلويث أذنيها بالشكوى والكلام... والبكاء. ربما ملت مني, فتجد غيري يجدد مللها. تصرف جميل مني, أحيانا افعل شيئا جميلا حقا. ربما ملت تحرشي بها فدائما اغتصب حضنها, دائما أنا أشدها, ألف يديها حول عنقي. ولا مرة فكرت هي بعناقي, ولا مرة جذبتني, لكنها لا تشتكي, دائما صامتة, حتى ولو متضايقة. هل اكف عن جذبها أنا؟؟؟ هل أتحلى بشيء من كبرياء... واتركها؟؟؟
    لكنني لا أستطيع !
    تعودت على عناقها, ويديها تحيطاني, حتى لو اشدهما أنا, فقط يبقيان... لا يذهبا.
    لكن تعبت يداي من الشد, أريدها مرة تشدني... مرة واحدة تفعل. لم لا تفعل؟؟؟ ألن تفعل أبدا؟؟؟ لا بأس... تعودت البرد... والثلوج, حتى في عز الحر. جميل أن أصبح لها رفيق, فلتهنأ معه. هل احقد عليها... بعد كل ما أعطته لي؟؟؟ لا... فلأبكي وحدي, وأعود لوحدتي كما كنت. اليوم أذهب للنوم , واتركهما معا, أكيد سيسعدان بدوني, ربما يزفران بارتياح...من ثقل ظلي الكئيب.


    فلأهنأ أنا بنفسي... ووحدتي
    وجمرة في عيني تئن...
    وبكاء يصرخ داخلي...فتخرج الصرخة تتحشرج...
    وحروف تحترق على أوتار كلماتي...
    ودخان يتصاعد من رماد ذكرياتي...
    وجمرات حمراء هناك تنبض داخله...
    وشموع عمر تنزف على صفحات دموعي...
    ودماء مبعثرة...فوق أزقة دهاليز وجعي...
    وشهيق متعب...
    وزفير منهك...
    ورئة متهالكة...
    وجسد ممزق...تمطر بعضه السماء
    ويتفرق بعضه على الأرصفة... وبعض آخر مجهول مكانه...
    وقلب مفتت...مشتت... لا يتلملم
    متى تحضري خيوط الفجر؟؟؟
    فتلملمي قلبي
    وتغزين ليلي الكئيب الموحش
    متى تحضري ؟؟؟
    فتبعثري ليلي...
    وتنثري نجومك في وريدي...
    وتجري قلبي من فوق الأرصفة...
    وتضمي حبا لك... يسكن بين أوتار المفاصل...
    ينخر في العظام... ويحولني إلي جرح...
    جرح شرب بدونك الوجع حتى الثمالة...
    جرح...
    مجرد جرح...
    معاق...
    يسير على قدم...
    ونصف قدم...
    وعكاز...
    يتعثر في أشلائي.



    الآن فقط كتبتها...قبل فجر يوم...

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    دميتان... وجرح يسير على قدم ونصف قدم وعكاز




    عندي دمية نحيلة, لها أزرع طويلة... يمكن أن تلف على رقبتي, يمكن أن تعانقني. أشعر بالبرد.... !!! اشتريت واحدة أخرى, نفس الشكل, لكن لونها مختلف. هما الآن اثنان... واحدة زرقاء... بلون السماء, وواحدة وردية, يجلسان أمامي, وينامان معي. وجههما بريء... بسيط ؛ دائرتان سوداوان...هما العينان, دائرة حمراء...هي الفم, بروز صغير... هو الأنف, العينان... لا بؤبؤ لهما أبدا, لكنهما دوما ينظراني, دوما... دوما, هما دوما موجودان, أشكي لهما, ولصورة, ولا أحد يرد, ولا شيء... لا شيء أبدا... لا شيء, وأظل وحيدة... وحيدة.

    ربما أفكر بشراء دمية ثالثة... تختلف, ربما ترد, أو تشارك الكل الصمت, أو أشتري دمية متحركة... تحرك يديها, أو تسير, أو تتكلم... أي كلام. قد تقول: ماما, أو بابا, أو أهلا بك, أو صباح الخير, أو تبكي, أو تضحك... ضحكة بريئة. عندي على الخلوي... ضحكة طفل... طويلة... من القلب... رائعة, كلما أسمعها... أضحك, وكل مرة أسمعها... أضحك, لا أملها, ربما ضحكتي مختلفة في نقائها, لكنها ضحكة على كل حال... ومن ظلّ نقي؟ هناك السواد... والألم , والوجع.

    ربما لو سألت الدمية الأولى, لتقول لك : أنها فرحة بالدمية الثانية. جيد أنني أحضرت لها واحدة أخرى, حتى لا تصبح وحيدة, عساني أكفر عن ذنبي بحقها... في تلويث أذنيها بالشكوى والكلام... والبكاء. ربما ملت مني, فتجد غيري يذهب مللها. تصرف جميل مني, أحيانا أفعل شيئا جميلا حقا. ربما ملت تحرشي بها دائما أغتصب حضنها, دائما أنا أشدها, ألف يديها حول عنقي. ولا مرة فكرت هي بعناقي, ولا مرة جذبتني, لكنها لا تشتكي, دائما صامتة, حتى ولو متضايقة. هل اكف عن جذبها أنا؟؟؟ هل أتحلى بشيء من كبرياء... واتركها؟؟؟ لكنني لا أستطيع, تعودت على عناقها, ويديها تحيطاني, حتى لو أشدهما أنا, فقط يبقيان... لا يذهبان. لكن تعبت يداي من الشد, أريدها مرة تشدني... مرة واحدة تفعل. لم لا تفعل؟؟؟ ألن تفعل أبدا؟؟؟ لا بأس... تعودت البرد... والثلوج, حتى في عز الحر. جميل أن أصبح لها رفيق, فلتهنأ معه. هل أحقد عليها... بعد كل ما أعطته لي؟؟؟ لا... فلأبكي وحدي, وأعود لوحدتي كما كنت. اليوم أذهب للنوم , وأتركهما معا, أكيد سيسعدان بدوني, ربما يزفران بارتياح من ثقل ظلي الكئيب.


    فلأهنأ أنا بنفسي... ووحدتي
    وجمرة في عيني تئن...
    وبكاء يصرخ داخلي...فتخرج الصرخة تتحشرج...
    وحروف تحترق على أوتار كلماتي...
    ودخان يتصاعد من رماد ذكرياتي...
    وجمرات حمراء هناك تنبض داخله...
    وشموع عمر تنزف على صفحات دموعي...
    ودماء مبعثرة...فوق أزقة دهاليز وجعي...
    وشهيق متعب...
    وزفير منهك...
    ورئة متهالكة...
    وجسد ممزق...تمطر بعضه السماء
    ويتفرق بعضه على الأرصفة... وبعض آخر مجهول مكانه...
    وقلب مفتت...مشتت... لا يتلملم
    من يلمم قلبي؟؟
    من يغزو ليلي الكئيب الموحش؟؟؟
    من يجرؤ؟؟
    متى تحضري خيوط الفجر؟؟؟
    فتبعثري ليلي...
    وتنثري نجومك في وريدي...
    وتجري قلبي من فوق الأرصفة...
    وتضمي حبا لك... يسكن بين أوتار المفاصل...
    ينخر في العظام... ويحولني إلي جرح...
    جرح شرب بدونك الوجع حتى الثمالة...
    جرح...
    مجرد جرح...
    معاق...
    يسير على قدم ونصف قدم...
    وعكاز...
    يتعثر في أشلائي.


    الآن فقط كتبتها...قبل فجر يوم...
    د. نجلاء طمان
    يانجلائي الحبيبة وربي لم يخفف عني وقع نصك وشدة تأثيره علي سوى توقيعك في النهاية ..
    فلفظت دون شعور ....
    الله
    جرح...
    مجرد جرح...
    معاق...
    يسير على قدم ونصف قدم...
    وعكاز...
    يتعثر في أشلائي.

    جرح معاق !!
    يسير على قدم !!
    ونصف قدم !!
    وعكاز !!
    يتعثر !!
    في !!
    اشلائك !!
    أتريدين أن نصدق من بعد أنه مجرد جرح ؟؟؟!!!
    شب في هذا الهزيع من الليل قبيل الفجر شب نصك نارا ملأني بالدخان حتى بت كأنني أتنفس بنصف رئه
    لله درك كيف عشنا معك في ذات الوقت أهازيج البهجة ثم لوعة الفقد والوحشة والوحدة ؟؟!!
    يااااااااااااه
    أأقول يالسعدي أني عانقت أولا هنا ..
    أم أقول يالشقائي أني عانقت هنا أولا ؟؟!!
    أديبتنا الرائعة الناصعة / نجلائي الحبيبة
    عشت هنا حياة أخرى جميلة وإن كانت .....
    لكن لأقل لك :
    سلم الله قلبك أختاه
    سلمه خفاقا بالحب .. بالندى .. بالهناءة .. بالفرح.. بالسكينة ..بالسعادة .. بالطمانينة
    دمت لي
    كوني بخير
    وأسعد الله كل صباحاتك بالخير والنور والفضل والحبور والزهور
    يحفظك ربي ويرعاك من كل سوء
    أحبكنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    ياله من صباح جميل هذا الذي ألتقي فيه نصًا وبوحًا رائعًا لرائعة هي الدكتورة : نجلاء طمان .

    استخدام جيد للأساليب ، وترحال في الوجع أفاد إظهار الحالات النفسية الملازمة لحالة الكتابة .

    أما كون النص كتب لساعته ، فهذا لا يعني أنه يختمر حتى نضج .

    أوصيكِ أديبتنا باللغة وهذه الأخطاء الكيبوردية التي إن صوبت أتمت فضائلك على النص وقرائه .

    لي عودة بما يليق بهذه الحالة التي تغري بالتحليل .

    محبتي واحترامي

    مأمون

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    نجلا.......
    هذه المخاطبة الضمنية/هاجس الفردي/.. الحوار من طرف واحد أوجدت التسريب إلى في رؤية جانبية تبحث عن منفذ لها ..لكي تخرج من دائرة القنص الذاتي المغلق.. الى الوجود الانساني المفتوح..حيث تسربلت المعاني الى الذات من خلال دمى دجوانية غريبة.. سربتِ النص إلى لغة القص/ الحكي/ واللغة التي تكاد تكون واضحة أكثر من لغة المقالة.... منها الكتابة الحقة.. الكتابة التي يصعب تجنيسها لاختراقها للتجنيس.إنها الكتابة التي تعتمد تكسير الأنساق...... لقد نسج منها بشكل وقفات تأملية.. نصك يخاطب الوجود الجواني في الجانب الدفيء للإنسان..من خلال رؤيته الخاصة..لامست في نصك هذه التعباير المنتقاة بحرفية..والتكثيف اللغوي البديع..والفكر السامق..والرؤية الناضجة..والمزج بين الذات الانسانية وما ترغبه..والواقع..وما لفت نظري في النص هذا ايضا كونه مثل باقي نصوصك..يبحث عن الاستشعار.. استشعار الاخر في الكينونة..والوجود..بما آلت وتؤل اليه خفقاتك..وربما اغلب النصوص التي تبحث الامر هذا.ز تحاول جلب المتلقي الى دائرتها من اجل النصرة..وابراز معالم المظلومية..وهذا ما يجعل المتلقي عند مفترق الطرق..بين الالم والوجع في الكاتبة..والحقائق التي لايعلم عنها شيئا..فتخلق توترا ذهنيا لديه.
    دمت بخير
    محبتي
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    دميتان... وجرح يسير على قدم ونصف قدم وعكاز

    عندي دمية نحيلة, لها أزرع طويلة... يمكن أن تلف على رقبتي, يمكن أن تعانقني. أشعر بالبرد.... !!! اشتريت واحدة أخرى, نفس الشكل, لكن لونها مختلف. هما الآن اثنان... واحدة زرقاء... بلون السماء, وواحدة وردية, يجلسان أمامي, وينامان معي. وجههما بريء... بسيط ؛ دائرتان سوداوان...هما العينان, دائرة حمراء...هي الفم, بروز صغير... هو الأنف, العينان... لا بؤبؤ لهما أبدا, لكنهما دوما ينظراني, دوما... دوما, هما دوما موجودان, أشكي لهما, ولصورة, ولا أحد يرد, ولا شيء... لا شيء أبدا... لا شيء, وأظل وحيدة... وحيدة.
    ربما أفكر بشراء دمية ثالثة... تختلف, ربما ترد, أو تشارك الكل الصمت, أو أشتري دمية متحركة... تحرك يديها, أو تسير, أو تتكلم... أي كلام. قد تقول: ماما, أو بابا, أو أهلا بك, أو صباح الخير, أو تبكي, أو تضحك... ضحكة بريئة. عندي على الخلوي... ضحكة طفل... طويلة... من القلب... رائعة, كلما أسمعها... أضحك, وكل مرة أسمعها... أضحك, لا أملها, ربما ضحكتي مختلفة في نقائها, لكنها ضحكة على كل حال... ومن ظلّ نقي؟ هناك السواد... والألم , والوجع.
    ربما لو سألت الدمية الأولى, لتقول لك : أنها فرحة بالدمية الثانية. جيد أنني أحضرت لها واحدة أخرى, حتى لا تصبح وحيدة, عساني أكفر عن ذنبي بحقها... في تلويث أذنيها بالشكوى والكلام... والبكاء. ربما ملت مني, فتجد غيري يذهب مللها. تصرف جميل مني, أحيانا أفعل شيئا جميلا حقا. ربما ملت تحرشي بها دائما أغتصب حضنها, دائما أنا أشدها, ألف يديها حول عنقي. ولا مرة فكرت هي بعناقي, ولا مرة جذبتني, لكنها لا تشتكي, دائما صامتة, حتى ولو متضايقة. هل اكف عن جذبها أنا؟؟؟ هل أتحلى بشيء من كبرياء... واتركها؟؟؟ لكنني لا أستطيع, تعودت على عناقها, ويديها تحيطاني, حتى لو أشدهما أنا, فقط يبقيان... لا يذهبان. لكن تعبت يداي من الشد, أريدها مرة تشدني... مرة واحدة تفعل. لم لا تفعل؟؟؟ ألن تفعل أبدا؟؟؟ لا بأس... تعودت البرد... والثلوج, حتى في عز الحر. جميل أن أصبح لها رفيق, فلتهنأ معه. هل أحقد عليها... بعد كل ما أعطته لي؟؟؟ لا... فلأبكي وحدي, وأعود لوحدتي كما كنت. اليوم أذهب للنوم , وأتركهما معا, أكيد سيسعدان بدوني, ربما يزفران بارتياح من ثقل ظلي الكئيب.
    فلأهنأ أنا بنفسي... ووحدتي
    وجمرة في عيني تئن...
    وبكاء يصرخ داخلي...فتخرج الصرخة تتحشرج...
    وحروف تحترق على أوتار كلماتي...
    ودخان يتصاعد من رماد ذكرياتي...
    وجمرات حمراء هناك تنبض داخله...
    وشموع عمر تنزف على صفحات دموعي...
    ودماء مبعثرة...فوق أزقة دهاليز وجعي...
    وشهيق متعب...
    وزفير منهك...
    ورئة متهالكة...
    وجسد ممزق...تمطر بعضه السماء
    ويتفرق بعضه على الأرصفة... وبعض آخر مجهول مكانه...
    وقلب مفتت...مشتت... لا يتلملم
    من يلمم قلبي؟؟
    من يغزو ليلي الكئيب الموحش؟؟؟
    من يجرؤ؟؟
    متى تحضري خيوط الفجر؟؟؟
    فتبعثري ليلي...
    وتنثري نجومك في وريدي...
    وتجري قلبي من فوق الأرصفة...
    وتضمي حبا لك... يسكن بين أوتار المفاصل...
    ينخر في العظام... ويحولني إلي جرح...
    جرح شرب بدونك الوجع حتى الثمالة...
    جرح...
    مجرد جرح...
    معاق...
    يسير على قدم ونصف قدم...
    وعكاز...
    يتعثر في أشلائي.

    الآن فقط كتبتها...قبل فجر يوم...
    د. نجلاء طمان
    الرائعة د.نجلاء طمان:
    نصك المميز هذا جسد الشعور بالوحدة على حقيقته
    شعورموحش يجعل أنفاس الليل تتكاثف لتتشكل علىمرايا
    القلب سحابة حزن ممتدة تزيد من ضبابيته أحاديث النفس
    المثقلة بانتظار الفجر وكأن فيه نهاية حاسمة لهذاالشعوربيد
    أنه شعور متجدد قد يطل في أي وقت خصوصاً عندما
    لانجد فيه من يفهمنا ولايحاول احتواء مشاعرنا كماهي
    ويتنامى شعور يقول لعل في الجمادات سلوة وميزة أن ليس
    لها قلباً يتوجع ولاعيناً تدمع ولاصوتاً يحتج.

    أتعلمين ياشذى الورد:-

    وجدتني بين طيات هذا النص أتمنى التحليق الى زمن غابر
    أبحث فيه عن دمية صنعتها بيدي وأغدقت عليها حناناً جنونياً
    ولا أعلم كيف أضعتها في زحمة البحث عن حياة جديدة وربما
    عن روح قرينة

    الآن أدركت ياغالية مهما يكن كم هو جميل أن نخبئ في قلب
    الحلم فرحةتطل في كل شيء حولنا لنقاسمه الهمس ونشعل
    به دفئاً جميلاً كدفء روحك المشرقة بالصدق العذب .

    محبتي الخالصة لكِ
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  6. #6
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم مشاهدة المشاركة
    يانجلائي الحبيبة وربي لم يخفف عني وقع نصك وشدة تأثيره علي سوى توقيعك في النهاية ..
    فلفظت دون شعور ....
    الله
    جرح...
    مجرد جرح...
    معاق...
    يسير على قدم ونصف قدم...
    وعكاز...
    يتعثر في أشلائي.

    جرح معاق !!
    يسير على قدم !!
    ونصف قدم !!
    وعكاز !!
    يتعثر !!
    في !!
    اشلائك !!
    أتريدين أن نصدق من بعد أنه مجرد جرح ؟؟؟!!!
    شب في هذا الهزيع من الليل قبيل الفجر شب نصك نارا ملأني بالدخان حتى بت كأنني أتنفس بنصف رئه
    لله درك كيف عشنا معك في ذات الوقت أهازيج البهجة ثم لوعة الفقد والوحشة والوحدة ؟؟!!
    يااااااااااااه
    أأقول يالسعدي أني عانقت أولا هنا ..
    أم أقول يالشقائي أني عانقت هنا أولا ؟؟!!
    أديبتنا الرائعة الناصعة / نجلائي الحبيبة
    عشت هنا حياة أخرى جميلة وإن كانت .....
    لكن لأقل لك :
    سلم الله قلبك أختاه
    سلمه خفاقا بالحب .. بالندى .. بالهناءة .. بالفرح.. بالسكينة ..بالسعادة .. بالطمانينة
    دمت لي
    كوني بخير
    وأسعد الله كل صباحاتك بالخير والنور والفضل والحبور والزهور
    يحفظك ربي ويرعاك من كل سوء
    أحبكنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عطاف الحبيبة

    دائما مرورك يأتى كلؤلؤة تسكن محار متوجع, تتوجعين لكل الناس ربما لأنك تدركين أثر الوجع. هو قلبك الذي يحمل من الحب ما يثقله. وهنا في النص, هو حب أيضا لكنه مصبوغ بالألم, بالبعد واللوع.


    لا تحرميني من نبض مرورك يا حبيبة

    شذى الوردة وحب تعرفينه

    د. نجلاء طمان

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الفاضلة نجلاء طمنان ..

    مشاعر الوحدة قاسية بحق ، ومؤلمة ..
    معظمنا يعاني منها حتى وإن كان وسط كثيرين ..
    بدأت بأسلوب القصة ، وأنهيت بنثرية ، واختلف الأسلوب ما بين الجزء الأول والثاني ..
    رسمت صور الوحدة بعمق وإتقان .
    عذرا لي ملاحظة بسيطة
    لها أزرع طويلة : لها أذرع طويلة
    هما الآن اثنان : هما الآن اثنتان
    عندي على الخلوي : أعتقد لو قلت هاتف نقال لكان أبلغ .

    شكرا على سعة صدرك ..
    تقبلي مروري وعاطر تحيتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  8. #8
    الصورة الرمزية سهير ابراهيم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : اوروبا* فلسطينة*مولودة في لبنان
    المشاركات : 561
    المواضيع : 19
    الردود : 561
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    كم هو رائع نصك
    وشعورك المرهف
    ووصفك كان مميزالتعبير وصادق
    دائمآ انتظر حروفك بلهفة لروعتها وجمال البوح
    وكل ما ارجوه ان تكوني سعيدة وان لا تحزني ابدآ
    احترامي وتقديري
    * كتبت الشعر فيك لكن عجزت أوصف معانيك*
    * الناس توصف بالشعر والشعر يتوصف فيك*

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : سوريا ..حمص
    العمر : 51
    المشاركات : 1,617
    المواضيع : 37
    الردود : 1617
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    أحيانا

    أقف على مسافة خطوة من النزف


    وأحيانا ً أرى النزيف فيسعدني

    هذا حالي مع نصوصك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أهداب الليالي شكراً

  10. #10
    الصورة الرمزية طه محمد طه عاصم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 231
    المواضيع : 38
    الردود : 231
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    سيدتي
    ماذا أقول وقد اجتمع فىَّ التِّيه والإعجاب
    عبيرك هنا عندي كأنكِ تكتبِ بالمسك وتختمِ بالعنبر
    فلولا أن التحدث بالنغم مما يلام عليه لترنمت بشواهد فضلك ومجدك وحسن بيانك
    فليس من العدل سرعة العدول عنك فأنت ممن لا يعدل عنهم إلى سواهم ، لا تستطيع العين أن تنكر ضوء الشمس.
    لا يفوتني تهنئتكم بشهر رمضان المعظم
    دمت بخير

    بقدر الرأي تعتبر الرجال

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قيد وجرح
    بواسطة د. مختار محرم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28-10-2015, 11:48 PM
  2. النكبة .. والنّـكسةُ وجرحٌ ما يزال
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 18-05-2011, 09:28 AM
  3. آدم جديد ونصف التفاحة الآخر
    بواسطة أمير بولص ابراهيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-03-2010, 08:47 PM
  4. أصغر بائع متجول في فاس عمره 4أعوام ونصف
    بواسطة عزيز باكوش في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-05-2009, 12:15 AM
  5. على قلق الحروف يسير خطوي
    بواسطة حازم محمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 13-08-2008, 11:42 PM