أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: نحو وسطية معاصرة ..حلا لأزمة الحضارات الثقافية

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 390
    المواضيع : 42
    الردود : 390
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي نحو وسطية معاصرة ..حلا لأزمة الحضارات الثقافية

    نحو وسطية معاصرة ..حلا لأزمة الحضارات الثقافية...نرى أن

    علماء الحضارة يتحدثون عن حضارة الشرق القديمة في مقابل حضارة الغرب ، ويركزون الحضارة بنوع خاص على الحضارة العربية الاسلامية
    وكل هذا يعني ضمنيا الاعتراف بكيان مستقل ومميز للحضارة الشرقية وبشكل خاص للحضارة العربية الاسلامية وكانت تلك حقيقة يتقبلها الاصدقاء والأعداء من كلا الطرفين.

    وتغيرت الصورة في العصر الحديث ..إلا في ما ندر ...ولم يعد العالم العربي يمثل كيانا حضاريا يكافئ الكيانات القائمة، تدحرج من الشرق الى الجنوب فأصبح يصنف سياسيا بدول الجنوب وهي تسمية مهذبة تطلق على العالم الثالث الفقير المتخلف الذي لا يستطيع الاستقلال بأمر نفسه ويتحتم عليه ان ينحاز الى القوى العظمى.

    ومن هنا تغير مفهوم الشرق كحضارة في العصر الحديث واصبحت الصفة لا تطلق على هذا الشرق القديم والذي كان يمثل كيانا مستقلا بل أصبحت تنصرف حالما تطلق -هذه الصفة - الى روسيا وما يدور في محورها من كتلة تسمى في لغة السياسة بالكتلة الشرقية آنذاك..والتي كانت تمثل كيانا حضاريا معاصرا في مواجهة الكتلة الغربية.

    فأين موقعنا الان؟

    لقد اثير في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي سؤال مضمونه "أنحن من الشرق أم من الغرب؟؟" ولم تكن هذه الصيغة من السؤال تتضمن اي تساؤل عن امكانية الانتماء الى الحضارة الشرقية بالمعنى القديم/ بما فيها الحضارة العربية الاسلامية اذ يبدو ان الظروف لم تعد تسمح بمثل هذا التساؤل!!!!

    كانت تلك الصيغة من السؤال بتحليلها الاخير دعوة للانضمام الى احدة الكتلتين العظميين الغربية والشرقية وكان السؤال ينجلي بشكل واضح الى:

    " هل نحن من الكتلة الشرقية التي تتزعمها روسيا ام اننا من الكتلة الغربية التي تتزعمها امريكا؟"

    ان الصيغة كادت تحتم احد الخيارين وتوقع في شراك اجابة واحدة..

    قد تكون الاجابة نحن في صف الكتلة الشرقية وقد نكون نحن في صف الكتلة الغربية ولا شئ سوى هذين الخيارين...
    ولم تعد الظروف تسمح بصيغة اخرى تتضمن خيارا ثالثا..

    فالواقع العربي واقع فرقة ، وبصمات الانسان العربي على الخريطة العربية تكاد لا تبين..انه يحس بالضآلة ازاء الكيان الحضاري المتفوق سواء في الشرق ام في الغرب. ومن طرح السؤال بهذه الصيغة اصبح حتما ان يبحث عن نفسه ازاء هاتين الحضارتين وان يحاول الاختيار بين ان ينتمي الى هذه او تلك..

    وخرجت اجابة لهذا السؤال توحي بالبحث عن خيار ثالث.." هي صيغة معيبة لا ترد الى الاذهان ولا تسمح بها الظروف وهي اجابة الدكتور طه حسين بحكم ثقافته الغربية بضرورة الانتساب الى الغرب ممثلا في الحضارة الاوربية ولم تكن الاجابة منصبة على مستقبل مصر وحدها رغم ما يوحيه عنوان كتابه " مستقبل الثقافة في مصر" كانت تشمل ايضا المنطقة العربية والتي تمتد على الساحل الجنوبي من حوض البحر الابيض المتوسط.
    وكانت مبررات الإجابة تحمل في طياتها عناصر الاحساس بالضعف فالانتساب الى الغرب سيجعلنا في رأيه نحس بأننا مثل الاوربيين وان لنا عقولا مثل عقولهم وتخلصنا من احساس التبعية!!

    اما اجابة محمود امين العالم فقد تلاقت في نتائجها الاخيرة مع اجابة الدكتور طه حسين وانت كانت تختلف معه في المسار فهو ايضا يجرد المنطقة من خصائصها الثقافية وينفي ان يكون هناك جوهر للفكر العربي وان فكرة التوفيقيه والتي كان دائما ما يطلق عليها التلفيقية- والتي تسري في الفكر العربي قديما وحديثا انما هي تعبير عن مصالح طبقية معينة ونتاج لاوضاع ما قبل الرأسمالية وتخفي وراء مظهرها البنية الاستغلالية المتخلفة.

    ويرى في اسلوب حاسم ضرورة التخلص من هذه الفكرة فيقول على ان التوفيقية ليست مجرد قضية فكرية نعالجها بالفكر وحده انها قضية هيئة سلطوية لطبقات وفئات اجتماعية تفرز وتغذي هذه التوفيقية تكريسا لمصالحها ودعما لسلطانها.. ان القضاء على هذه التوفيقية لا يتحقق الا بثورة ثقافية شاملة لا سبيل اليها بغير سلطة ثورية ذات مسئولية واعية فعالة..

    هذا على الصعيد الفكري ، أما الممارسة السياسية فقد جربنا عمليا كلا الخيارين ..انحزنا الى الرأسمالية الغربية فترة طويلة واخذت المؤسسات الحكومية والثقافية والاعلامية تروج لهذا الاتجاه وتراوح الخلاص من عنق الزجاجة ..والذي يطلق عليه الان العولمة..

    ومن قبل كنا قد انحزنا في ثقافتنا الى الاشتراكية واخذت المؤلفات المارسكية اللينينية تغزو الاسواق وانطلقت اجهز الحزب الواحد تروج لهذه الايديولوجية وتبشر بالجنة الموعودة..
    ولم يجد كل هذا شئيا لا على الصعيد الفكري ولا على الممارسة السياسية واخذ العربي يدفع الثمن لسؤاله المطروح أين موقعنا؟
    واستمر يسبح في عنق الزجاجة دون مخرج مع غياب المشروع وسيطرة العنصر الاستهلاكي الذي كاد أن يصبح العربي فيه مغيبا لا يستطيع ان يتجاوز لحظته الآتية للبحث عن ذاته المفقودة.

    وجاء الأدب يعكس تلك المرحلة وقدمت القصة بنوع خاص نموذجا لذلك الانسان العربي الذي يتمزق بين موروثات حضارة شرقية قديمة ومنجزات حضارة اوروبية ضاغطة..

    وفرضت التجربة نفسها من خلال روايات عدة نشرت في الادب العربي مثل قنديل ام هاشم وموسم الهجرة الى الشمال وغير ذلك من الروايات وقصة الوطواط من القصص التي شخصت تظاهرا على هذا النموذج فقد مثل ابطال القصص ظاهرة اجتماعية واشاروا فيها الى لحظة تاريخية متصارعة وربما كانت قصة الوطواط لمحمود طاهر لاشين اقوى دلالة على هذه الظاهرة وفي الوقت نفسه احتجاجا عليها ولو سلبيا..ان القصة تضع النقاط على الحروف على هيئة تلخص مأساة اجتماعية بصورة مباشرة لا تعرف الالتواء كون ابطالها اطراف مصرية وفرنسية يمثلان حضارتين شرقية وغربية كما الوطواط الذي بات لايعرف اهو طائر ام هو حيوان؟؟
    وبالتالي فرضت التجربة القصصية تلك السؤال بصيغة اخرى:

    إذاكنا لسنا من الشرق وإذا كنا لسنا من الغرب فمن نحن اذن؟

    الدكتور زكي نجيب محمود وبنوع خاص في كتابه الشرق والفنان الذي صدرت طبعته الاولى عام 1960 وتجديد الفكر العربي الذي صدر عام 1971 بحث من خلالهم عن الطريق التالي ورأى اننا لسنا من الشرق ولسنا من الغرب ولكن نجمع بين الشرق والغرب واذا كان الشرق الاقصى يتميز بالفن واذا كان الغرب يتميز بالعلم فان الشرق الاوسط يتميز بالثقافة والعلم والفن ملخصه اننا أمة وسطية معاصرة وهذه الوسطية كانت الطريق نحو حل تلك الازمة ورد على ذلك السؤال.... وعلى الآقل لم نصل الى حد العدم الذي يعني هدم القيم التي لم تعد صالحة مثل خرائب الحروب المتهدمة ولكن تبشر بأن هناك جيلا جديدا سيولد خلال الحطام ولن يكرر مرة اخرى خطأ الاباء والآجداد ومهما تمادت الامور فان فترة الوطواط التائه او المغترب المقنع او حتى المرحلة التوفيقية التي تحمل داخلها عناصر هزيمتها – ان كل هذا لن يعود للظهور مرة اخرى وسيبدأ الجيل الجديد من خلال حطامه فهي وان كانت حطاما الا انها ملكة يستطيع ان يبني فيها وبها شيئا جديدا يسعه وأولاده.

    لميس الامام

  2. #2
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الأديبة: لميس الإمام

    أستاذة أنت , تعرفين كيف تضعين أنامل فكرك على مواطن العلل , لتشيري اليها في قوة. مع الدكتور ذكي نجيب أنا في أننا تيار متوسط, وقالها الرسول الكريم قبله, ليوفر علينا الضياع بين الأمم. من وجهة نظري أنا , لا يهم البحث عن الإتجاه , إالى أين تيار ننتمي؟؟؟ بقدر ما هو مهم وللغاية أن نعرف هويتنا وإنسانيتنا ونحاول الإبداع في هذا التيار الوسطي, فلا نضيع في أبجديات متشدقة تبحث عن شعارات وننسى الأصل فينا وهو الإنسان أي الإبداع.

    شذى الوردة لتألقك الواضح

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 141
    المواضيع : 29
    الردود : 141
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    دراسة رائعة ، عرضت علينا فيها الأستاذة المبدعة لميس الإمام صورة للضياع الذى نكابده منذ خروجنا من جب العصور الوسطى و دخولنا فى عصر تحديد الذات منذ مطلع القرن العشرين .
    لقد بدأت المشكلة حين فتحت أعين شرقنا المغتتصب عثمانيا على حضارة لم يكن لنا بها عهد منذ انقضاء فترة الإبداع الإسلامى فى كافة المجالات العلمية و الثقافية ، تفتحت أعيننا فهالنا كم التخلف الذى كنا – و اعتقد : ما زلنا – فيه ، و بدأت حركات التحرر العربى و الإسلامى ضد السيطرة الأجنبية ، لكن ، و لطول زمن الرقاد خلال الحقبة العثمانية ، فقد وجدنا أنفسنا بلا هوية ، فتساءل مفكرونا آنذاك : من نحن ؟ .. و ما مدى ارتباطنا بالعالم ؟ .. و ما مقومات شخصيتنا الوطنية ؟
    فى بداية القرن العشرين ، قامت فى مصر مدرستان متضادتان : الأولى على رأسها الزعيم المصرى الشاب مصطفى كامل و حزبه : الحزب الوطنى ، و الثانية يقودها المفكر الفيلسوف أحمد لطفى السيد و حزبه : حزب الأمة ..
    مصطفى كامل و حزبه كان ينادى بالاستقلال التام عن المحتل الإنجليزى ، مع الارتباط – الروحى بالدولة العثمانية باعتبارها مقر الخلافة الإسلامية ، و أحمد لطفى السيد يرى الاستقلال التام عن المحتل الانجليزى و فك الارتباط كاملا بالدولة العثمانية ، باعتبارها الرجل المريض الذى ضرب على العالم الإسلامى بأستارمن التخلف .. مع الاتجاه إلى الغرب – أوربا – باعتبارها – آنذاك مصدر العلم و النور و الثقافة و التقدم .
    و تفاعل هذان التياران ، لكن المشكلة التى تركزت حولها الأفكار فى ذلك الزمان هى : من نحن ؟ .. و قامت الحركات الوطنية الاستقلالية ، لا للمناداة بالاستقلال السياسى فحسب ، و إنما أيضا باستقلال الشخصية فى جميع جوانبها : و أضرب مثالا لذلك : قام طلت حرب بقيادة حركة الاستقلال الاقتصادى فأنشأ بنك مصر و العديد من الشركات التى كان الهدف منها استقلال الشخصية استقلالا اقتصاديا ، و قام سيد درويش بـ ( فصل ) الفن العربى عن الفن العثمانى ، و قام طه حسين و دخل فى محاورات رائعة مع توفيق الحكيم ضمنها كتابهما المشترك ( تحت شمس الفكر – على ما أذكر سنة 1933 ) ، و قام عباس محمود العقاد ليقود تيارا مخالفا .. و هكذا كان العالم العربى ....
    و الآن : حقيقة نحن فى صراع شخصانى بين أن نكون نحن أو نكون كما يريدون لنا : نحن نريد أن نستمتع بما وصلوا إليه من تكنولوجيا لا غنى لنا عنها مع المحافظة على هويتنا الثقافية ( دين ، عادات ، تقاليد ... الخ ) ، و هم يريدون أن نأخذ منهم كل شئ على اعتبار أن الحضارة – بجانبيها " التكنولوجيا " و الثقافى - كل لا يتجزأ ، فمن أراد ، فليأخذ الكل أو يترك الكل ، فإذا ما أردنا أن نأخذ تكنولوجيتهم – حسب هواهم – فعلينا أن نتخلى عن هويتنا الثقافية و شخصيتنا القومية لصالح ما يدعونه من أفكار العولمة ، و فى ذات الوقت ، فإننا لا نستطيع الاستغناء عما وصلوا – هم إليه من تقدم علمى و تكنولوجى .
    الحل : العلم ، ثم العلم ، ثم العلم ... به نستطيع أن نساهم فى الحضارة الإنسانية التى تخلينا تماما عن المشاركة فيها كمنتجين لها ، و إن كنا نساهم كمستهلكين فحسب .
    لكن هل تشى حالتنا الحاضرة – كأمة عربية أو إسلامية أو شعوب شرقية – أننا نستطيع تلك المساهمة ؟
    أرجو لمن عنده علم من الاقتصاد أن يدلنا : كم نضيع على الموائد فى أوربا من أموال ، و كم نبذل من أموال فى مجال التطور العلمى .. حينئذ سنصاب بالغثيان .
    شكرا للأستاذة الرائعة لميس الإمام ،،،
    مصطفى سلام

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 390
    المواضيع : 42
    الردود : 390
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    اختي الكريمة الغالية نجلاء الطمان
    تحياتي لك ايتها الرائعة..ولمرورك الاروع
    لقد كنت بانتظار ان تأخذ هذه الدراسة رؤى
    مختلفة ..لا حرمني الله من مرورك واهتمامك
    بالدراسات والابحاث التي تقوم على طرح
    قضايا ثقافية هامة في حياة كل حضارة تقوم
    على مناهل الكبار من العمالقة السلف العظماء
    الذين قامت على اكتافهم حضارة سادت ثم بادت..
    فشرقنا كان كنزا ثمينا فهل نعيد اليه مجده؟
    لك مني ايتها الغالية عبق التحايا والتقدير
    لميس الامام

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 390
    المواضيع : 42
    الردود : 390
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    استاذي الكريم مصطفى سلام
    تحياتي لك سيدي ومساك الله بالخير
    اشكر لك هذه الاضافة والتفصيل الفائض فيما يخص الصراع القائم بين الحضارات.
    وعلى ضوءه اسمح لي ان اضيف هذه الاضافة ايضا في دراسة عن القيم الانسانية في الحضارات المادية:
    بما أن العالم اليم يعج بحضارات مادية تستهدف توفير الوسائل من كل نوع لترويج الحياة وترفيه العيش وتركز على رفع مستوى المعيشة والبلوغ بالانسان الى درجة كائن ميكانيكي يقوم بوظيفته بغاية الدقة والبراعة ، لكنه يعيش بعد ذلك في حرية يماس فيها نشاطه بأي طريق شاء ومن اي جهة اراد..ان الحضارات الماديةعلى اختلاف مراكزها ومؤسيسيها تدور حول الحياة الدنيا ومباهجها ولذاتها فقط..فلا تهمها الا الحياة الارضية والنوازع النفسية انها تريد ان تتجمع لديها من الوسائل والالات ما يغنيها عن اي كل تطلع الى حياة آخرة فيها جنات ونعيم وعن كل نظرة تؤكد جزاءالاعمال وترتب نتائج المجهودات والمتاعب في حياة جديدة يتمتع فيها الانسان يوم البعث والحساب ..هذا في الواقع أساس كل حضارة مادية..انها تتناول الانسان والكون والحياة بفلسفتها المادية البحتة وتحدد نشاطها في نطاق خاص من تصور الحياة الانسانية..والذي لا يتعلق الا بالمتع الرخيصة واللذات الفانية ولايعتبر الانسان الا حيوانا ماديا خالصا ليس له الا التنافس في التزود بأسباب الحياة ووسائل العيش التي تتكفل له بالسعادة والهناء طالما ايامه باقية على وجه الارض.
    من خلال التجارب الحضارية المتعددة يعلمنا التاريخ ان اخطر ما يواجه امة هو ان تنهزم في فكرها ومنهج حياتها امام خصومها الحضاريين.
    وعشرات من الامم هزمت سياسيا وعسكريا ثم نهضت من جديد .ولربما اثرت بعضها فكريا وحضاريا في المنتصرين عليها في ميادين السياسة والحرب والاقتصاد.
    ان الهزيمة الحقة وهذا رد على سؤالك ..هي تلك التي يستسلم فيها العقل وينسحق فيها الوجدان وتتجه المشاعر في خضوع ذليل الى منهج الاعداء العقدي..والفكري والسلوكي.
    والتقليد في مجال الصراع الكوني والحضاري له حدود لا يمكن تجاوزها انه يشبه حرثومة مقاومة الطاعون التي لا بد ان تعطي بنسبة مئوية محدودة..وبشروط معينة ، وإلا تحول الدواء الى داء قاتل.
    وفي مرحلة من المراحل خلال فترتنا المعاصرة من القرن الرابع عشر الهجري بدا وكأن ميزان التعامل بين الفكر العربي الاسلامي والحضارة الحديثة يميل الى الاختلال يمينا ويسارا..فكم من مفكرين اختل جهاز القيادة الفكرية في ايديهم.
    وعلى الرغم من انه لا يمكن القفز الأعمى من فوق المنجزات العلمية الحديثة فهي ولا ريب وسائل ضرورية لابد من استيعابها وصولا الى حتمية التحديث او العولمة كما اصبح هذا المصطلح جاريا.. فان هذا لا علاقة له بالتغريب فليس التغريب هو الطريق الوحيد للتحديث بل التحديث االاسمي الذاتي المطلوب في ظل المنهج الفكري ا لرشيد هو الذي يأخذ كل المعطيات الايجابية في الحضارة الحديثة ولا يضحي في الوقت نفسه بالمنهج القرآني في صياغة الحضارة ، ذلك المنهج الذي لا يتم الا اذا تمكن المسلم من أن يقرأ القران كما انزل .
    إن مجال التعامل مع الحضارة الحديثة الذي يحققه المنهج القرآني هو تحقيق الاستقرار النفسي والفكري ويتحقق قسط كبير من هذا الاستقرار عن طريق ترسيخ السلمات القرانية الاساسية كما يتقق قدر كبير منه في ظل الوحده التي من شأنها ان تأتي ثمرة لرسوخ تلك المسلمات، كما ان رسوخا لمسلمات يحول دون الوقوع في عمى الانبهار الحضاري القاتل.

    لقد نهضت الدول الغربية عامة ودخلت عصر البخار الذي يشبه ف يومنا هذا عصر الفضاء وركبت م حيتها متن الدراية والصناعة ولكننا بدل الاخذ بأسباب الهنوض الحقيقي انبهرت ابصارنا وعشيت لمرأى هذه النهضة .. وكان من اهم اسباب ذلك الانهيار الحضاري الشرقي انحسار اسباب القوة عن حياتنا واشتغالنا بحال الرجل المريض دفاعا عنه او تجلا به ثم اندثار عقد وحدتنا بين ايدى المقتسمين..
    اخيرا إن الغرب في ظل حضارته المجنة يعيش في انهيار دائم ورعب طويل وفزع مستمر
    وثمة مقالات وكتب كثيرة داخلة في نطاق نقد الحضارات الغربية وهي موافف فكرية مهمة يمكن ان يؤخذ بها لدرء خطر الذوبان والغرق في بحر الحضارة الغربية وهو امر واجب يجب الاخذ به جديا.....
    مودتي لتفاعلك استاذنا الكبير مصطفى سلام...
    لميس الامام

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة
    لقد اثير في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي سؤال مضمونه "أنحن من الشرق أم من الغرب؟؟" ولم تكن هذه الصيغة من السؤال تتضمن اي تساؤل عن امكانية الانتماء الى الحضارة الشرقية بالمعنى القديم/ بما فيها الحضارة العربية الاسلامية اذ يبدو ان الظروف لم تعد تسمح بمثل هذا التساؤل!!!!

    كانت تلك الصيغة من السؤال بتحليلها الاخير دعوة للانضمام الى احدة الكتلتين العظميين الغربية والشرقية وكان السؤال ينجلي بشكل واضح الى:

    " هل نحن من الكتلة الشرقية التي تتزعمها روسيا ام اننا من الكتلة الغربية التي تتزعمها امريكا؟"

    *****
    إذاكنا لسنا من الشرق وإذا كنا لسنا من الغرب فمن نحن اذن؟

    الدكتور زكي نجيب محمود وبنوع خاص في كتابه الشرق والفنان الذي صدرت طبعته الاولى عام 1960 وتجديد الفكر العربي الذي صدر عام 1971 بحث من خلالهم عن الطريق التالي ورأى اننا لسنا من الشرق ولسنا من الغرب ولكن نجمع بين الشرق والغرب واذا كان الشرق الاقصى يتميز بالفن واذا كان الغرب يتميز بالعلم فان الشرق الاوسط يتميز بالثقافة والعلم والفن ملخصه اننا أمة وسطية معاصرة وهذه الوسطية كانت الطريق نحو حل تلك الازمة ورد على ذلك السؤال.... وعلى الآقل لم نصل الى حد العدم الذي يعني هدم القيم التي لم تعد صالحة مثل خرائب الحروب المتهدمة ولكن تبشر بأن هناك جيلا جديدا سيولد خلال الحطام ولن يكرر مرة اخرى خطأ الاباء والآجداد ومهما تمادت الامور فان فترة الوطواط التائه او المغترب المقنع او حتى المرحلة التوفيقية التي تحمل داخلها عناصر هزيمتها – ان كل هذا لن يعود للظهور مرة اخرى وسيبدأ الجيل الجديد من خلال حطامه فهي وان كانت حطاما الا انها ملكة يستطيع ان يبني فيها وبها شيئا جديدا يسعه وأولاده.
    [/SIZE][/COLOR]
    قد يكون الدكتور زكي نجيب محمود جاء بالوسطية إجابة على ذلك السؤال، الذي أزعم أن الاعتراف بالدونية يبدأ بطرحه أيا ما كانت الإجابة، فالمعية بهذا المعنى تعني التبعية والتبعية إقرار بدونية التابع أمام المتبوع، وكل محاولة لسربلتها بما يرضي عبث مهما برع صاحبه في طرحه ..

    الرائعة لميس الإمام
    مقالة موفقة عرضت بذكاء وواقعية لما غاب عن كثيرين من مثقفي الأمة من دلالة تدني نظرتنا لذاتنا وأمتنا

    دمت بألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 390
    المواضيع : 42
    الردود : 390
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الأخت الكريمه ربيحة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اولا اسمحيلي ان اعتذر عن غيابي القصري عن التواجد بين ربوع الواحة لمدة طويله وقد تطول نظرا
    لتواجدي خارج الوطن لظروف عائلية صرفه.

    ثانيا دعيني اشكرك على احياء هذا البحث الذي مضى عليه وقتا طويلا. سرني توجدك الرائع
    وبثك رؤيتك الصائبة بلا ادنى شك كما اعدك بأبحاث جادة اخرى سأقوم بنشرها حال عودتي الى
    مرابع الوطن الذي اشتاق الى ترابه كما واشتاق لمتابعة نشاطي الثقافي في رواق الواحة التي اجد نفسي
    في كل مربع منها....
    اعاود شكرك اختي ربيحة - مع تقدير عظيم لتواجدك البهي-
    مرة اخرى والى لقاء اتمنى من الله تعالى ان يكون قريبا.

  8. #8
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    فالواقع العربي واقع فرقة ، وبصمات الانسان العربي على الخريطة العربية تكاد لا تبين..انه يحس بالضآلة ازاء الكيان الحضاري المتفوق سواء في الشرق ام في الغرب. ومن طرح السؤال بهذه الصيغة اصبح حتما ان يبحث عن نفسه ازاء هاتين الحضارتين وان يحاول الاختيار بين ان ينتمي الى هذه او تلك..

    وخرجت اجابة لهذا السؤال توحي بالبحث عن خيار ثالث.." هي صيغة معيبة لا ترد الى الاذهان ولا تسمح بها الظروف وهي اجابة الدكتور طه حسين بحكم ثقافته الغربية بضرورة الانتساب الى الغرب ممثلا في الحضارة الاوربية ولم تكن الاجابة منصبة على مستقبل مصر وحدها رغم ما يوحيه عنوان كتابه " مستقبل الثقافة في مصر" كانت تشمل ايضا المنطقة العربية والتي تمتد على الساحل الجنوبي من حوض البحر الابيض المتوسط.
    سيظل الواقع العربي من ترد لترد طالما هو يسمح بجعل أصحاب مثل هذه الرؤية أقطابا للحضارة
    لا أعرف لماذا شعرت بالاستفزاز عندما وصلت لهذا الجزء من البحث، لكننا عشنا صبانا وشبابنا ونحن نصدق أن طه حسين من رموز الثقافة العربية، وتأخرنا كثيرا قبل أن نكتشف حقيقته، وما أكثر الذين ينخدعون بهؤلاء الناس فيزيد الواقع العربي بهم ترديا

    بحث عظيم أختي .. أعترف أني خرجت بمداخلتي عن إطاره ..
    شكرا لك

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب يوضح : أدلة علمية معاصرة لإثبات وجود الله"
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-06-2014, 01:30 AM
  2. «هكذا يغني البدر» في «أصوات مُعاصرة»
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-07-2011, 06:25 PM
  3. «لآلئ وأصداف» جديد الربيع في «أصوات مُعاصرة»
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-07-2010, 05:31 AM
  4. مكتبة لغوية معاصرة
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-11-2007, 04:06 PM