أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الدنيا غابة،،،

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : فوق الأرض..وتحت السماء..وحيث اللحاف..النجوم!
    العمر : 32
    المشاركات : 2,044
    المواضيع : 86
    الردود : 2044
    المعدل اليومي : 0.34

    Exclamation الدنيا غابة،،،


    الدنيا غابة
    في الواحد والثلاثين من ديسمبر لعام ألفين وسبعة مساءا، تركض ليلى هاربة من لوعة الحرمان تارة وتارة من قسوة البرد ،تركض عارية القدمين متسخة الخدين ،مغبرة الشعر الأشقر الطويل وعلى خديها قطرات تسيل حرارة باردة لا تدري أهي دموع الألم أم قطرات المطر ،تجري محمرة القدمين واليدين ،مصفرة الوجه لاتدري أهو من الألم أم الجوع ،ولا تزال تلك القطرات تتقطر على خديها ،لتركن إلى جوار حائط مغمر بالصقيع ولوعة البرودة 000
    أشرقت الشمس أنوارها وتعالت صيحات الديكة المتكبرة منفوشة الريش مرفوعة الرأس ،وبادرت الطيور من أعشاشها تغدو وتجيء ،وليلى في مكانها متحسرة لا تقدر صد برد أو حتى إسكات قرقعة معدة، تلك المعدة اللعينة لم يفارقها طوال الليل أزيزها. وبدأت أقدام الخاصة والعامة تضرب وجه الأرض ،كلٌّ بكعب حذائه يضرب الأرض ولا يبالي ،ويقذف بسيجارته يسارا ويمينا ولا يعاني ،المعاطف تكتف أصحابها ،والأحذية تدفئ أقدام مالكيها ،والطواقي الصوفية تلهف رؤوس ذويها ،وليلى تتحسر 00لا بد أن أواصل البحث 00اتجهت ليلى تجاه مطعم صغير يقطن في الحي الذي لجأت إليه ،واقفة أمام بابه الزجاجي اللامع الناصع فاتحة عيناها، سرحت لبرهة بما احتواه ذلك المنظر اللعين ،متلهفة تأبى إغماض عينيها أو حتى الرمش برموشها المحروقة الطويلة ، ولعابها على ذقنها يسيل كأحدهم رأى ملكا وجمالا لإحداهن 0 لاحظ صاحب المحل تلك الطفلة ،خرج إليها فاتحا الباب ،أول الأمر ظنت ليلى انه رائد الخير لها ،يطعمها قليلا أو يقذف إليها شيئا ، ليتبين لها العكس تماما، علامات القذارة في عيون ذلك الجائر، شرارة منبثقة من يده لترتطم بخد تلك الفتاة الصغيرة؛ فتلقيها أرضا، من حرها أيقظتها من غفلتها لتعلم أنه الحق ما لها من مكان بين عالم من الوحوش متذمرة على كبيرها وصغيرها، انتبهت لصدق ما أدركته حين صرخ فيها ذلك الرجل: أيتها الرذيلة! إنك تصدين ببابي الرزق وتعدمي زائري بوقفتك المريعة تلك أمام بابي، أم تراك جميلة عصرك ينفر إليك النظر متلوحا؟ انصرفي من هنا، فليس لك ببابي مرقد ولا من غناي إليك واصف فؤادي، استبري مكانك وانطري فسح قلب عجوز لعل فيه لك وخزة. شلال الدمع صار انهماره أغزر من نهر إسماعيل حين انفجرت عينه بين قدميه، سحقا لها من حياة أبادت كريمها قبل تعيسها، أساءت سمعتها بين أشرافها، أرادت السوء بديلا لحب هو خلق ليكون جزءا من حياة تلك الشطط البائسة. ما من فائدة، عليا بالنهوض مجالا، لا بد وأنه في مكان ما قد توارت حياء القلوب، وعليها بالتنبيش عنه. مسحت دموعها تلك المسكينة بفستانها –الذي كان أحمرا وقد صار بالأسود متنكر- ليس من اتساخه، بل من سخرية القدر. نهضت ليلى من مكانها مجهشة بالبكاء، مردفة صدرها الحزن والألم متأسية على ما مضى من ليال وسنين في دفء حضن والديها. واتجهت ليلى صوب محل آخر فاخر بمنتجاته الذهبية المتلألئة، تذكرت ليلى ذلك اللمعان، وميض كان يلمع من عنق والدتها ومعصميها. ليلى تلك الصغيرة التي لم تبلغ بعد العاشرة من العمر تتأسى على ما مضى، وتلعن الحياة ألف مرة! لا يهمها ما في ذلك المحل طالما أنه لا يسد رمق جوعها، عليها بالمواصلة، فلرب ضالة في حي ضال تجدها، بادرت إلى السير نحو مخبز قريب قبل أن يمتلئ بالزحام، وقفت تلهث أمامه، قدم أحدهم راغبا ربطة خبز، سارعت ليلى للفعل كما عمل، مدت يدها وقالت: ربطة خبز يا عم!
    وهي لا تدري ما مقابلها. أخذتها وهمت بالخروج إلا أن ضجيجا خانقا أوقفها وصفقها على حين غرة لتنظر في يديها فلا تجد ما حملت! –عليها أن تدفع- المسكينة . لقد سئمتُ الحياة، سئمتُ من فيها، لا أريد أن أعيش، آه لو أن لي أهل يرعاني! وصارت خطواتها للأمام مسرعة تارة ومبطئة أخرى، غاضة البصر مرة، ومحدقة أخرى، يا لقسوة القدر! جلست ليلى إلى جانب أحد أدراج البيوت العالية، تنظر من أمامها وعلى جنباتها، قد سئمت تلك النظرات المحدقة فيها، تراها إما مشفقة وإما غير مكترثة!...قد حان الآن- الآن موعد الغداء! إنها الثانية بعد الظهر، تبا لذلك القدر المحتوم، أيحكم على صغيرة بالقسوة؟ لا والله، إنما هو المحتوم المقدور، خرجت صاحبة المنزل تتربص نظافة مدخل البيت، لترى كومة من القمامة جالسة لجانب الدرج-لا تلوموني، ها ما سردته لي ليلى حين لقياها بي تم- استدارت ليلى وعيناها تتورما ألما. صرخت قوية دبت الأرض أرعشت أطراف ليلى حين سمعت حروفها المبعثرة تدوي محاولة التجامع رافضة الاتحاد!:طفلتي! أجل أنت هي. ردت ليلى بلكثمة، بعد أن استقامت على قوامها: ماذا؟ المرأة: حبيبتي، يا لله، سأصلي له ليل نهار. حضنتها وضمتها لصدرها وأخذت تذرف دمعها، وليلى لا تدري أحقيقة كانت؟ ولكن والدتها قد رحلت! فمن أين أتت هذه؟ مدت المرأة المسكينة يدها تجاه طفلتها، لتصاب بصدمة أوقفت يدها عن التحرك كأنما شلل قد صادها! : ليست ابنتي! إن ابنتي لها شعر أسود فمن أين أتى الأشقر؟ وثم أن عيناها مختلفتان تماما عن عيون هذه الفتاة! –لا يهم- كانت تلك هي نظرة المرأة لتلك البريئة. أدخلتها بيتها وحاولت التهدئة من روعها لتفهم منها لم هي على حالها هذه؟ ولم الخوف يجليها من علاها لسفلاها؟ همت المرأة بإدخال الفتاة للحمام قاصدة تنظيفها وترتيبها، ولكنها فوجئت بهرع تلك الفتاة نحو طاولة الطعام تنظر وهي تدمع! فهمت المرأة الأمر، قسمت لها فخذ دجاجة وقدمته، المسكينة لا تعلم ما هذا، ولكنها ولثوان تذكرت تلك الرائحة، مدت يدها نحوها بشغف وهي تتمتم: قد أكلت مثل هذه منذ نحو الحولين.التهمتها بسرعة البرق وسارعت بطلب المزيد، مشهد تناولها للطعام لا ينم سوى عن واقعها،
    إنها تأكل وتنثر الطعام يسارا ويمينا، ليس كرها لنعمة أسبغت فجأة عليها..أحقا هناك مثل هذه الفتاة؟ ولم لا؟ الدنيا غابة...
    أنهت الفتاة أطباقها، قد جلتهم بلسانها تارة وأخرى بيدها، ألهذا الحد وصل السبيل المترامي؟ والأيادي المترنمة قد تهافتت؟ سارعت حاضنتها إلى إدخالها الحمام، واتجهت نحو غرفة-كانت- تضم فيما بين حناياها ذكرياتها،وخباياها ألامها، غرفة كانت لطفلتها..وأحضرت منها لباسا يستر تلك المسكينة، يا لروعة القدر أن سُخر لها مثل هذه المرأة!
    يا لجمال دفء تلك الأيادي، يا لرونق خرير المياه يسعد آذانها إسعادا، لروعة منظر هذا الثوب! واحرّ قلبها!
    وانهمرت الدموع، حضنتها وقالت: ما بك؟ أولم يعجبك الثوب؟ أغيره لك. ردت: ليس بكائي على ما لبست، هو وحق الأطياب على ما آليت! –فصاحة بليغة من فتاة قدرها عشر سنوات-!
    ردت عليها: أخبريني عزيزتي قصتك، تالله قد تلهف القلب، والعين عطشى والفؤاد مُلَوح أن يعرِّق قصتك! خيالات صارت تتخبط من لوعة حرها وبردها أمام أعين تلك الطفلة، أوهام تروح وتلوح، لتهتدي لما غاب عنها: في بيت قصرٍ لم يفكر يوما بالقبر قد عشت، بين أشراف لم يفقدوا الشرف قد تنعمت، أمام الحلو لا المر قد تراقصت، بين ضلوع الورد والريحان قد ولدت، وعلى أنغام القيثارة قد ترعرعت، على أريج الرمان والتفاح قد تناميت، ليأتي اليوم الموعود، ولرفث يوم مشؤوم قد استعددت، ولعرس الوداع قد تهافتت نبضات قلبي، ليأتي خبر والداي! كلاهما عن حنطور النعومة قد تساقطا، من أعلى التلة لتتحطم آمالي مع سقوطهما..
    وكنت قد آليت بسري ذلك لعم لي، ليت شعري أهو تواق من دمي؟ كان قد استولى على ثروتي كلها، ثروتي التي ما عادت تهمني، جعلني خادمة فتاتاه وابنه وزوجته! لا أنافر عمري كم قد مضى منه حيناً، أهو السبع أو على غير من ارتياب!.. سارعت الأم لحضن طفلتها-والتي قد اتسع قلبها لها لتكن بمثابة طفلتها- وتواصل: إن لي لما بك فتاة قد ضيعتها، على نفس ملامحك ورسم وجهك قد شابهتك، كانت قد سرقت آمالي، علقت روحي بها،لأن يأتي يوما فأراد بها زوجي ذهابا، يسجلها في إحدى مدارس المدينة، صعدت السيارة ولوحت بيمناه لي وقد ابتسمت ابتسامتها البريئة على عكس لي وقد صعدت روحي لجانب قلبها، ومساء ليأتيني خبرها!..ذهب، ذهبت وذهب ولم يعودا...وانهمرت الدموع، -لا أفقه أهي فرحا أم حزنا-. ومهما كانت فليس بحق ذلك بمهم.
    ومضت ومضات الأيام والليالي، وليلى في حضن أمها مستلقية، قد نعمت بالخير الوفير والحب اللذيذ-لا تزال الدنيا بخير- استيقظت صباحا ليلى من مضجعها، نظرت لرزنامة التاريخ، إنه اليوم التاسع والعشرون من شهر ديسمبر للعام الجديد، هتفت بأعلى صوتها: قد قرب حفل عيد ميلاد أليسوع! وقد سارعت ليلى لإيقاظ أمها من نومها طالبة منها تنظيف البيت ليخرجا على بكر للسوق فيشتريا الهدايا والنفائس.. وحين وصلتا السوق وقع اختيار ليلى على حذاء أزرق براق جميل على جانبيه فراشة رقّاصة متذبذبة، فيه ملامح البرودة ووفاء الأمومة.. لا بأس سنشتريه طفلتي..واتجهتا للبيت بعد أن وقع اختيار ليلى على فستان أبيض براق جميل وقد اشترته لها أمها، وصلتا البيت وليلى تعد على أطراف أصابعها، متى يأتي الأول من يناير؟ ليلة وصباح، وليلة وصباح، وقد بدأت الأهازيج ترتسم على أحيان الحي..ارتدت ليلى ثوبها الجديد وحذائها اللامع في فرح وسرور، قد ارتدتهما منذ الصباح-رغم أن الحفل مساء- وبدأت بالرقص، رقصت ببراعة وبراءة، الباليه فالسادارس وببراعة ترقص الفالس وقدماها لليمين واليسار تلوحان، الأمام والخلف تنمان عن السرور الغامض..وقد أتى المساء، أخذت الحاضنة يد ليلى وانطلقتا نحو الكنيسة، جلست ليلى إلى جانب أمها تنتظر البدء بألحان أغنية التبشير،ولكن ليلى فقدت صبرها، نهضت من مكانها وبدأت الرقص، رقصت الفالس وتلتها الباليه بأروع ما يمكن، الجميع ينظر، يا لروعتها، من تلك الفتاة؟ -الكل يتهامس- نظرت حاضنتها إليها، طالبة منها الهدوء، ولكن ليلى عاندت وسارعت في خطوات رقصها، لتصل باب الكنسية الداخلي وهي لا تدري! ومع ذلك فقد أكملت، أكملت طريقها صوب الشارع وهي ترقص، وصوب الحديقة وهي ترقص، ترقص ولا تكاد تتمالك نفسها، لتصل باب الغابة الموحشة.. وهي لا تزال ترقص، رقصت لنحو الساعتان وما أرهقها تعب ولا ظلمة أخافتها، صوت الذئاب، صوت الدببة، صوت زئير الأسود في كل النواحي، بدأت موجة من الرعب تتسلل إلى قلبها، رباه..ما أفعل؟ قدماي لا تتوقفا عن الرقص، مدت يدها نحو حذائها تخلعه وقد ضاق فجأة على قدمها وحصرها حصرا، ولكنه رفض، رفض وبشدة، لا يريد، لا يريد..
    تشبثت وهي ترقص بحارس الغابة وقالت: سيدي، أتوسل إليك أن تنقذني، لم تنتبه أنه ليس بحارس الغابة، بل هو...
    أجل، هو كذلك، لم يكن حارس الغابة، إنما فقد كان ..ذئب، ذئب أشد ما يكن، مد يده نحوها رائدا التهامها، ولكن روعة رقصها أعادت يده للوراء!! واستمرت هي بالرقص، ورقصت رقصت ورقصت، ملت وتعبت، ولكن ما عساها تفعل؟
    أتفلت من حذائها الراقص ولا تفلت من قضمات ذلك الحيوان المفترس؟ لا بد من طلب..صرخت وبصوت عالٍ، هز أرجاء الدنيا، أمواتها قبل أحيائها، حيواناتها قبل بشرها..سيدي، رجاء، اقتلع حذائي اللعين، لا أريده، رجاء قضمة من أسنانك الحادة ترحني منه، لا أريد الحياة، ما عادت تهمني الحياة، لا أريدها.. نظر إليها الذئب متعجبا! ردت: هيا، هيا اقتلع قدماي، أعلم أن حياتي ستنتهي على يديك، ولكن لا يهمني، المهم أن أموت حرة لا مستعبدة..سمع ذلك وقد جن جنونه، وفر لديها موقعا إياها أرضا، قاضما قدمها اليمنى موجعا إياها، لتصرخ صرخة أحاطت على أثرها حيوانات الغابة المفترسة بها، ولكن لم ينته الأمر، فالحذاء لا يزال متعلقا في قدمها الأخرى، طلبت من الذئب أن يقتلع الآخر و قد انتابتها موجة خوف وفزع حين رأت قدمها المقضومة لا تزال ترقص وفيها الحذاء متشبث! ولكن الذئب رفض، رفض أن يقتلع قدمها قبل رأسها!!
    *

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيزة ماجدة.......

    اهلا بك في الواحة الخضراء.......
    يبدو لي ان القصة اعتمدت الرمزية الموجهة/الرمزية الدالة/ في اسلوبها.. وهي بلاشك رمزية مقبولة إذ فيها الكثير من الإحالات.. فالحدث الاساسي..غارق في فضح مكنونات الحياة..ومكنونات الانسان الحالي..
    الركض شغل مساحة الظاهر..بينما تفجر التأنيث من بين ثنايا الباطن ..وتعرت اواصر الباطن من خلال تسلسل الحدث القصصي..من الزمن والحياة في غياب الحرية وموت القيم.. وربما عبارة واحدة في القصة هذه تلخص القصة باكملها لما فيها من انتقاء رائع..ودلالات واضحة وعميقة ومكثفة/المهم أن أموت حرة لا مستعبدة/ ومن اجل العبارة هذه اظن بأن القصة والاحداث ترسخت..لكي توصل بالمتلقي اليها.

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. غابة الدنيا
    بواسطة احمد المعطي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-04-2016, 12:00 AM
  2. (ليست الدنيا لمثلي موطنا) ردٌ على قصيدة (موطني الدنيا) للشاعر الفاضل:جورج جريس فرح
    بواسطة سعد بن ثقل العجمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-07-2010, 11:52 AM
  3. غابة االخداعِ
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-06-2004, 04:16 PM
  4. غابة الماشيين
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 06-06-2003, 06:06 PM
  5. غابة الماشيين
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 06-06-2003, 06:06 PM