المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري
الأخت الأديبة الناقدة عطاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قبل : فقد سهرنا مع أدبك الناصع حروفا امتدت من أفق البيان حتى فلق الرؤية ، فكنا معه على طرفي تقدير وإعجاب ، فما نثرت لحظة إلا أدبا ، وما قلت إلا ما ينجد الذائقة بجيش معان تشرفت بها النصوص جلالا .
وأما بعد :
وهو رأي شخصي لا يقال فيه إلا ما بينت سابقا من وجهة نظر ربما تخالف أو توافق رؤى الآخرين ، وهو أن النص يكون ملكا لصاحبه مثل الكلمة بالجوف حتى تخرج للسمع ، وهنا للمتلقي أن يبدي إعجابا ، أو يفنده حيث ذهب به الخيال ، ولا أرى حرجا من أي ناقد لطرح رأيه بموضوعية خالصة تجاه أي موضوع ،
ولكن ألا يصادر الرأي باي مسمى يطرح ، فللناقد حرية التعبير بلا مصادرة للراي الآخر ، وهذا ما يجعل الرؤى تتجاذب حروفا ، وتصبح النصوص ملكا للآخرين رؤية قلم ، بل أرى أن السير في النقد بحسب الذائقة المميزة لصاحبها تشيع بالنص روح الحركة ، وتبعث الطمأنينة في الأقلام .
بعيدا عن التعسف الفكري ، ونبذا للذاتية وتصفية مواقف هي بظن القلوب موجودة .
وأما إن كانت الموضوعية سبيلا للنقد فهي المطلب لكل من أجرى القلم على صحيفة خياله .
لأن الناقد ربما يرى بالمعنى ما لا يراه الكاتب وهنا تتفتح آفاقا بعيدة للنص ، ومهما كانت رؤيته إن أخطأ فله الشكر ، وإن اصاب فله التحية على تجشمه وعثاء الصبر على القراءة للنص .
أمنيتي ألا يفهم كلامي إلا من خلال رأيي شخصي يحب النقد حتى لو كان شظاياه تلوكها الأقلام على مر البيان .
ولنا تجربة بذلك نحن أعضاء رابطة الكويت بذلك ، وليلة الأمس كنا بجلسة نقدية لنصوص ثلاثة ، اولاها قصيدة للشاعر وائل ابو حمزة ، والثانية لقصيدة لي ، وثالث الوقفات النقدية كانت مع الأديب مأمون المغازي ، وكل رأى ما يراه الكاتب بنصه ، حتى استمرت الجلسة لساعة طاولت السحور ظمأ لنخب إضافي من الأدب الجاد .
أحييك أيتها الأديبة ، وليكن النقد طريقا لتفتح رؤى جديدة .
لقد ازدهى المتصفح بمرورك أيها الشاعر الأديب الراقي والأخ العزيز الغالي / محمد الحريري
فبارك الله في ريح صبا ساقتك إلى هنا
ويالسعد مقالي وقد تفلت انفعالي
تمعنت في أسطرك كثيرا وجيدا جدا ..
لكن يبدو أن كل المارين من هنا يظنون أنني ضد النقد ..
فأي عاقل يمج فكرة انتقاد نصوصه ؟؟
بل أي نوع من المجانين هذا الذي يمنع نصه من حقة النقد ويصادر آراء الآخرين حوله ؟؟
محور المقال هو :
من الناقد الجدير ؟! ومن أحق بالنص في ظل افتقاد ناقد جيد يسيء إليه أكثر مما يبقيه على الأقل على حاله دون تحريف أو تشويه ؟!
سأناقشك في نقطتين فقط :
أولهما قولك :
فللناقد حرية التعبير بلا مصادرة للراي الآخر
نعم ... بلامصادرة للرأي الآخر
وأقول في مقابله : وللكاتب حرية التعبير بلا مصادرة لرأيه خاصة فيما يتعلق بمصداقيته في نصه المكتوب
ثانيهما قولك :
لأن الناقد ربما يرى بالمعنى ما لا يراه الكاتب وهنا تتفتح آفاقا بعيدة للنص ، ومهما كانت رؤيته إن أخطأ فله الشكر ، وإن اصاب فله التحية على تجشمه وعثاء الصبر على القراءة للنص .
نعم جهد الناقد محمود على كل الأوجه لكن بشرط ألا تاخذه العصبية لرأيه خاصة عندما يخطأ خطأ فادح في حق النص فيخرجه عن معناه الحقيقي ومايرمي إليه إلى معنى آخر مخالف ومغاير.. بل ومحرف بالكلية مالم يكن مشوها !!
بل عليه أن يتوخي الدقة والإنصاف والموضوعية في تجرد من الهوى والذاتية مع الإذعان للصواب في حال بروزه شمسا واضحة ..
أحييك أيتها الأديبة ، وليكن النقد طريقا لتفتح رؤى جديدة
وأحييك أديبا فاخرا يعتز به كل عضو ووارد وزائر على هذه الواحة بل وحتى كل شارد عنها ...
إنما مازلت أؤكد من جديد أنني لست ضد النقد أبدا .... ولكن مع تصحيحه وتقويمه وتوجيهه ونقده أيضا وليس مع تقبل غثه وغثيثه وخبطه وعشوائه
أسعدني جدا مرورك الرائع مثل روعة بيانك أيها الشامخ هنا
حييت أهلا ونزلت هنا سهلا