إذنْ .. لا قصيدَه ..
أُناجي بها القلبَ هذا المساءْ
إذن .. لا قصيده ..
أردِّد فيها : تمرَّغتُ في غدر ظفر النساءْ
إذن لا قوافٍ
ولا وزنَ .. لا بحر ، إلا الهباءْ
ركبتُ على سرج خيليَ يوماً
ويوماً سقطتُ عن الكبرياءْ
وأنشدتُ أحلى قصائدِ شِعري
وهأنذا قد نظمتُ لشعري الرِّثاءْ
إذن لا قصيدةَ أكتبُها عن مواجعِ روحي
وعمَّن ألـمَّت بقلبي العناءْ
إذن لا بحورَ تُقارِبُني في الشَّـبَهْ
أو تُشَابِهُني في الوَلـَـهْ
أو تُقَاسِمُني كأسَ خمرِ الملذَّةِ أو كأسَ ماءْ
إذن لا قصيدةَ أشرح فيها
بتوارة شعري المقدَّسِ
عشرَ وصايا
لكلِّ مريضٍ تمـنَّى من العِشْقِ نيلَ الشِّفاءْ :
1- إذا ضحكتْ وهي تنظُرُ نحوكَ
قلْ : رُبَّما أضحكتْها سذاجةُ أحلامِها في المنامِ
ولم يعنِني ما تفكِّرُ فيه النساءْ
2- وإنْ لم تسلِّم عليكَ صباحاً
فقل : ربما ليلةَ البارِحَهْ
قد أحسَّتْ بفارِقِ مستوياتِ هُدانا
ولم تنتظرْ فرصةً سانحَهْ
كي تكونَ على مستواكَ
وتملكَ سِحرَ الهوى في العَشاءْ
3- وإن فضَّلتْكَ على صمتِها
فلتكلِّمْ خيوطَ الرداءْ
4- ولا يعتريكَ الجُموحُ إذا ما
تسامتْ وقالتْ : فدتْكَ الدِّماءْ
فذاكَ طريقٌ لدرِّ مديحٍ
فإيَّاكَ إياكَ كي لا تقولَ : ملكتُ العطاءْ
5- وإنْ رحلتْ ثم ملَّتْ حنيناً
وجاءتْ رسالتُها في الشِّتاءِ لتنعي الهوى
قل : هل عشقتكِ حتى أعاني حنيناً لدفءِ هواكِ
ببرد الشتاءْ
6- وحين تفكِّرُ فيها .. تعالَ
ولا تجعلِ العشقَ في القلبِ داءْ
7- وإن كنتَ تحلمُ فيها
فقل : كانَ كابوسَ ليلٍ
وماتَ بظلِّ الصَّفاءْ
8- وإنْ قد رماكَ اشتياقٌ إليها
بُعَيْدَ اللقاءْ
فسِرْ في الطريقِ ولا تلتفتْ للوراءْ
9- وإن قد وقعتَ بأسْرِ هَواها
فلا تعترفْ بهواكَ لها أو تظُنَّ لديها النقاءْ
فهنَّ كأخْيِلَةِ الرومِ
تحنو وتغدُرُ كيف تشاءْ
10- وأما إذا أنتَ صارحتَها بالهوى ، ثم قالت :
ولكنني قد كرهتُكَ لمـَّا رأيتُكَ
ثم كرهْتُ بعقلكَ هذا الغباءْ
فكنْ كالرسولِ
ولا تطبقِ الجبلينِ عليها
وصلِّ لرحمتها في السماءْ
وألِّفْ لعشقِ النساءِ وصايا جديدَهْ .
!!! .. إذن قد كتبتُ الوصايا
وقد صار عنديَ هذي القصيدَهْ
* * *