أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: وقفة ( 1 ) مع آية سورة طه ( قال هي عصاي ... ).

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي وقفة ( 1 ) مع آية سورة طه ( قال هي عصاي ... ).

    من هدي سلفنا الصالح في رمضان الانقطاع إلى قراءة القرآن وتدبره ، وقد كان الإمام مالك - رحمه الله - إذا دخل رمضان لم ينشغل بغير القرآن ، ولذا أحببت أن أكون ممن يسابق في الخيرات في هذه الصفحة ، ويتنافس فيما هو خير بأن أورد آية من كتاب الله توقفتُ عندها طويلا ، وهي قوله - تعالى - حكاية عن موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - : ( قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ). { لم أعرف كيف التزم برسم المصحف } طه / 18 .

    فقد ذكر كثير من علماء البلاغة والتفسير - فيما أعلم - أن في الآية إطنابا ، وأن الغرض منه التلذذ بإطالة الخطاب مع الرب - جل وعلا - إلا أن في نفسي شيئا من هذا التعليل ، فالموقف والسياق لا يحتمل هذا التوجيه ، بل يدفعه - فيما أحسب - ولذا أرجو تكرما وتفضلا أن ينقل كل من له علم بما ذكرتُ واستشكلتُ ما عنده نقلا ، أو تفكرا، والذي يبدو لي - والله أعلم - أن موسى - عليه السلام - كان في موقف يقتضي منه الخوف والفزع ، وقد كان ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه ، والسياق أن موسى عليه السلام ذهب ليأتي بقبس ، فنودي : ( يا موسى # إني أنا ربك .. وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى # إنني أنا الله لا إله إلا أنا .... ) وهذا مما لا شك فيه موقف ذو جلال لاسيما أن موسى فُجِئ به ... ، فهل هذا يتناسب مع توجيه الإطناب بالتلذذ بالخطاب ؟! في نفسي شيء من هذا ، ربما كان كان موسى في حال من استشعر الخوف من توجيه الاستفهام ( وما تلك بيمينك يا موسى ) ، مما جعله يقول - تبعا لمقتضى حاله - ( هي عصاي ) ولعلنا نلحظ الإضافة ، فتعريف الطرفين يحمل بين طياته نفي موسى - عليه السلام - عن نفسه ما قد يسبب له عقوبة ، وقد كان يكفيه أن يقول : عصا ، ثم ذَكَرَ ما بعد ذلك للسبب ذاته ، وهذا الإطناب في غاية الاتساق مع الحال التي تلبَّس بها - عليه السلام - هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تتجلى لنا رحمة الله - عز وجل - من الاستفهام ، وقد ذكر علماء البلاغة والتفسير أن الغرض منه التقرير والإيقاض والتنبيه ، وهذا حسن جدا ، ودقيق جدا ، ولكنهم لم يولوا - فيما أعلم - حال المخاطب الخائف عناية نستنبطها من هذا الاستفهام الذي من شأنه أن يهدئ من روع موسى ، ويعيده إلى شيء محسوس في يمينه ، ومن ثم يؤهله لتلقي الخطاب الإلهي ، ورؤية المعجزة في العصا وهذا الأخير هو ما نبه إليه العلماء فيما وقفتُ عليه .

    كنتُ قد كتبتُ هذه الكلمات في موضع آخر ، فلما رأيت ( قبسات من بلاغة آيات الصيام ) للفاضلة الأديبة سمو - حفظها الله - سولت لي نفسي أن أعيده هنا ، والله أسأل أن ييسر لي عودة إلى الآية الكريمة لأكتب فيها بشيء من التفصيل .

    والله أعلم

  2. #2
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    بارك الله بك
    وقفة مفيدة
    وهل أروع من السياحة في فكر أديب مثلك
    عندما يتحدث عن أروع ما في الكون ؟؟
    لك التقدير أخي الحبيب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    ألأخ الفاضل / الأديب أحمد الرشيدي ..

    سورة طه من أحب السور إلى نفسي وخاصة ألأيات الأولى فيها .
    قد جعلتني اقف معك في هذه النقطة مفكرة ، بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..
    والعلم عند الله ، أن ما قلته أخي وبلا فتوى قد اطمأن له قلبي وأنا أتفكر به وبالموقف ..

    بارك الله بك أذ أنك وضعت بين أيدينا مثل هذا الفكر العميق ، وأعتقد أن الإجتهاد بمثل هذه الموافق ليس فيه ما يخالف الشرع بقدر ما فيه ما يوافقه مع ما أمر به سبحانه وتعالى أن نتدبر أيات كتابه ..

    أسأل الله أن لا أكون أخطأت ..
    غفر الله لي ولك وتقبل الله طاعاتك وصالح عملك .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الأديب المتفكر : احمد الرشيدي ،

    جزاك الله كل الخير وأثابك الجنة وتقبل منك .

    جميل يا أستاذنا هذا التدر وهذا التفكر في مكنون اللفظ والتركيب القرآني وربطة بعدة أمور لعل أهمها هنا الحالة النفسية لمتلقى الخطاب الإلهي سواء بالمشافهة أو الوحي فلكليهما جلاله ، بيد أن الروع في حال التلقي إيحاءً كما حدث مع أم موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ يقل في الدرجة عن استقبال الوحي بجلاله وهيبته كما حدث في أول لقاء للمصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بجبريل عليه السلام ، وهذا بدوره يقل في الدرجة عن التلقي المباشر من الله سبحانه حال المشافهة ، وهذا له ما له من التوتر النفسي ن فلهاذا جلاله وخصوصيته .

    وأنت هنا أيها الأستاذ ، تتعامل مع القول الكريم برؤية متعمقة أراها مفيدة جدًا لأنها تفتح أفقًا للتعامل مع النص برؤية بلاغية عقلية تأملية تُقر في النفس هذا السمو في التعامل مع العلي القدير خصوصًا وأن مقصد موسى عليه السلام قد حفز ذهنه لما هو ذاهب إليه ( إشباع الحاجة ) وإذا به ينبه بمنبه لا طاقة له به ؛ إنه النداء ، ومجرد النداء في الظلام منبه يسبب الإفزاع ، أي أنه بلغ حدًا من التوتر يصرفه عن كل فكر وتفكير ، ليأتي بعد ذلك التقرير من الله سبحانه : ( إني أنا ربك ...... إني أنا الله ) وما بين هذين التقريرين يأتي تقري بالاختيار ، فأي حالة نفسية يمر بها النبي هنا ؟! إنها حالة من استجماع اليقين أنه في الحضرة الإلهية ، وإذا كان السؤال من الله عز وجل يحمل في طياته المؤانسة وإذهاب الهلع عن نبيه ، إلا أن الجواب ربما لا يحمل مدلول الاستئناس ، بل يحمل مدلولات الفزع والخوف ، فلعل العصا مستنكرة عليه ، لكنه بصدق نسبها لنفسه مضيفًا الغرض منها ، وهنا ربما يحاول أن يذهب عن نفسه الذنب أو الريبة ، وربما يبث في نفسه اليقين أنه استمع إلى السؤال جيدًا وتلقاه على أصله فلو أن الله رد عليه قوله لغير مسار القول لكنه هنا أيقن أن السؤال وصله على أصله ، وقد برر كونها معه في هذا الموقف ، كما أرى ـ والله أعلم ـ أن هذه الحميمية والعلاقة بينه وبين عصاه كانت تمهيدًا لبث المعجزات فيها ، والله أعلم .

    أديبنا : أحمد الرشيدي ،

    قلمك يحفز فكرنا ، وعلى الله القصد .

    محبتي واحترامي أستاذنا .

    مأمون

  5. #5
    الصورة الرمزية سمو الكعبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في صومعتي
    المشاركات : 1,967
    المواضيع : 70
    الردود : 1967
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    [overline]الأستاذ الرشيدي :
    وقفتك مع الآية كشفت لثام النور عن مكنون نوري دُري ,جعلتنا نعيش في أكنافها ونتلمس عبق أريجها, ونستطيب من مسكها المصوغ بحكايا الأنبياء الأبرار , جمعنا الله وإياهم في جنات نعيم .[/overline]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فلنغتم أوقاتنا بسماع القران :http://quran.muslim-web.com/

  6. #6
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي


    السلام عليكم ورحمة الله
    أخي الحبيب الرشيدي المكرم
    لعلك تسمح لي بعودة لبعض حوار
    فمعك يطب مثل هذا

    ــــــ

    قد علمت والعلم كله لله ومن خلال تفاسير القرآن أن هذه الآية جاءت لتصف حال النبي ( موسى ) عليه السلام عند مناداة الله عز وجل له عند جانب الطور
    وقد أعجبني حقًّا من :

    تفسير القرطبي ما سأنقله هنا :

    في هذه الآية دليل على جواب السؤال بأكثر مما سئل؛ لأنه لما قال "وما تلك بيمينك يا موسى" ذكر معاني أربعة وهي إضافة العصا إليه، وكان حقه أن يقول عصا؛ والتوكؤ؛ والهش، والمآرب المطلقة.
    فذكر موسى من منافع عصاه عظمها وجمهورها وأجمل سائر ذلك.
    وفي الحديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
    وسألته امرأة عن الصغير حين رفعته إليه فقالت: ألهذا حج؟ قال (نعم ولك أجر).
    ومثله في الحديث كثير.


    ومن تفسير ابن كثير هذه اللفتة الرائعة لموضوع المؤانسة و التقرير :

    وقوله: {وما تلك بيمينك يا موسى} قال بعض المفسرين إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له؛ وقيل وإنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها؟
    فسترى ما نصنع بها الآن، {وما تلك بيمينك يا موسى}؟


    ومثله في تفسير الطبري :

    ولعلّ قائلاً أن يقول: وما وجه استـخبـار الله موسى عما فـي يده؟ ألـم يكن عالـما بأن الذي فـي يده عصا؟
    قـيـل له: إن ذلك علـى غير الذي ذهبتَ إلـيه, وإنـما قال ذلك عزّ ذكره له إذا أراد أن يحوّلها حية تسعى, وهي خشبة, فنبهه علـيها, وقرّره بأنها خشبة يتوكأ علـيها, ويهشّ بها علـى غنـمه, لـيعرّفه قُدرته علـى ما يشاء, وعظم سلطانه, ونفـاذ أمره فـيـما أحبّ بتـحويـله إياها حيّة تسعى, إذا أراد ذلك به لـيجعل ذلك لـموسى آية مع سائر آياته إلـى فرعون وقومه.


    ــــــ

    وهذه بضع إحالات للنص لتوسيع الرؤية وتوضيحها للقارىء من وحي تفسير القرآن الكريم
    ولعلها تشفي الغليل حقًّا
    ومرة ثانية
    لك وافر التقدير أيها الحبيب

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع مشاهدة المشاركة
    بارك الله بك
    وقفة مفيدة
    وهل أروع من السياحة في فكر أديب مثلك
    عندما يتحدث عن أروع ما في الكون ؟؟
    لك التقدير أخي الحبيب
    بارك الله بك ، وفيك ، ولك

    نعم هناك ما هو أروع ، مرورك أيها الشاعر ناثرا حروفك على أروع ما في الكون .

    لك الشكر من أخيك والحب .

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    ألأخ الفاضل / الأديب أحمد الرشيدي ..
    سورة طه من أحب السور إلى نفسي وخاصة ألأيات الأولى فيها .
    قد جعلتني اقف معك في هذه النقطة مفكرة ، بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..
    والعلم عند الله ، أن ما قلته أخي وبلا فتوى قد اطمأن له قلبي وأنا أتفكر به وبالموقف ..
    بارك الله بك أذ أنك وضعت بين أيدينا مثل هذا الفكر العميق ، وأعتقد أن الإجتهاد بمثل هذه الموافق ليس فيه ما يخالف الشرع بقدر ما فيه ما يوافقه مع ما أمر به سبحانه وتعالى أن نتدبر أيات كتابه ..
    أسأل الله أن لا أكون أخطأت ..
    غفر الله لي ولك وتقبل الله طاعاتك وصالح عملك .
    نعم أيتها الأخت الفاضلة هذا ما أردتُ :

    ( بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..) .

    شكر الله لك دعاءك ، اللهم استجب برحمتك وكرمك

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    الأديب المتفكر : احمد الرشيدي ،
    جزاك الله كل الخير وأثابك الجنة وتقبل منك .
    جميل يا أستاذنا هذا التدر وهذا التفكر في مكنون اللفظ والتركيب القرآني وربطة بعدة أمور لعل أهمها هنا الحالة النفسية لمتلقى الخطاب الإلهي سواء بالمشافهة أو الوحي فلكليهما جلاله ، بيد أن الروع في حال التلقي إيحاءً كما حدث مع أم موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ يقل في الدرجة عن استقبال الوحي بجلاله وهيبته كما حدث في أول لقاء للمصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بجبريل عليه السلام ، وهذا بدوره يقل في الدرجة عن التلقي المباشر من الله سبحانه حال المشافهة ، وهذا له ما له من التوتر النفسي ن فلهاذا جلاله وخصوصيته .
    وأنت هنا أيها الأستاذ ، تتعامل مع القول الكريم برؤية متعمقة أراها مفيدة جدًا لأنها تفتح أفقًا للتعامل مع النص برؤية بلاغية عقلية تأملية تُقر في النفس هذا السمو في التعامل مع العلي القدير خصوصًا وأن مقصد موسى عليه السلام قد حفز ذهنه لما هو ذاهب إليه ( إشباع الحاجة ) وإذا به ينبه بمنبه لا طاقة له به ؛ إنه النداء ، ومجرد النداء في الظلام منبه يسبب الإفزاع ، أي أنه بلغ حدًا من التوتر يصرفه عن كل فكر وتفكير ، ليأتي بعد ذلك التقرير من الله سبحانه : ( إني أنا ربك ...... إني أنا الله ) وما بين هذين التقريرين يأتي تقري بالاختيار ، فأي حالة نفسية يمر بها النبي هنا ؟! إنها حالة من استجماع اليقين أنه في الحضرة الإلهية ، وإذا كان السؤال من الله عز وجل يحمل في طياته المؤانسة وإذهاب الهلع عن نبيه ، إلا أن الجواب ربما لا يحمل مدلول الاستئناس ، بل يحمل مدلولات الفزع والخوف ، فلعل العصا مستنكرة عليه ، لكنه بصدق نسبها لنفسه مضيفًا الغرض منها ، وهنا ربما يحاول أن يذهب عن نفسه الذنب أو الريبة ، وربما يبث في نفسه اليقين أنه استمع إلى السؤال جيدًا وتلقاه على أصله فلو أن الله رد عليه قوله لغير مسار القول لكنه هنا أيقن أن السؤال وصله على أصله ، وقد برر كونها معه في هذا الموقف ، كما أرى ـ والله أعلم ـ أن هذه الحميمية والعلاقة بينه وبين عصاه كانت تمهيدًا لبث المعجزات فيها ، والله أعلم .
    أديبنا : أحمد الرشيدي ،
    قلمك يحفز فكرنا ، وعلى الله القصد .
    محبتي واحترامي أستاذنا .
    مأمون
    أيها الأديب الفذ

    ساستعين بردك النافذ لاستكمال القول في الآية الكريمة بشكل أكثر تفصيلا ، فما كان مني استشكال أملاه عليَّ حال موسى - عليه السلام - عند تلقيه الوحي الإلهي ، ولذا سأضمن الوقفة ( 2 ) ردي على ما أتحفتني به من آراء سديدة قيمة ، فلك الشكر أستاذنا يتقدم بين يديه حبي ، ويقفوه سلام من بعد سلام .

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الكعبي مشاهدة المشاركة
    [overline]الأستاذ الرشيدي :
    وقفتك مع الآية كشفت لثام النور عن مكنون نوري دُري ,جعلتنا نعيش في أكنافها ونتلمس عبق أريجها, ونستطيب من مسكها المصوغ بحكايا الأنبياء الأبرار , جمعنا الله وإياهم في جنات نعيم .[/overline]
    شكر الله لك أيتها الفاضلة ، وجعل عملي خالصا لوجه ، وجعل لك منه نصيبا جزاء ما سَنَّيْتِ .

    آمين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وقفة مع آية وعظة
    بواسطة د. محمد الحسني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28-01-2023, 12:47 PM
  2. العلاقة بأهل الكتاب: من سورة (المدثر) إلى سورة (المائدة)
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-07-2013, 11:51 PM
  3. أضعت عصاي ..
    بواسطة عبدالمنعم حسن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 11-09-2009, 06:02 PM
  4. تفسير سورة النبأ وتفسير سورة الملك تفسيراً موضوعياً مع تمهيد عن علم التفسير الموضوعي
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 07-06-2009, 02:56 PM
  5. وقفة ( 2 ) مع آية سورة طه ( قال هي عصاي ... ) .
    بواسطة أحمد الرشيدي في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-12-2007, 06:16 PM