يا قلباً بُرِّىءَ من أضغاثِ السِّحرِ
أتانا حيثُ دَعاهُ الوحىُ "بأيّكُمُ المَفتُون"
يا ثَغراً آنَسَ بالمِيعادِ اقْرَأْ باسمِ الرحمنِ
وحَطِّمْ أنصاف الأقلامِ و عَلِّمْ
ما آتاك العلاّمُ بحَرْفٍ مَسْنونْ
يا رمزَ مطامحنا حَسْماً
ناديتَ فقلنا :
إنا نحنُ تناقلنا الذكرَ و إنَّا
مِن بَعْدِ تمامِ الذكرِ لَمُتَّبِعونْ
ناديتَ ، سمِعْنا ..
لو علم الله بأهل المِريةِ خَيْراً أسمَعَهُمْ
واسْتَفْتَحَ شَفْراتِ التأْويلِ
أقام بقلبِ العائِذِ دولةَ إعْجازٍ
يَسْتَنْفِرُ مِنها كلُّ رَهَب..
أنتَ المُتَفَرِّدُ باسْتِخْراجِ زكاةِ الرحمةِ
مِن قلْبِ الأفعى،
مَنْ كانَ يفَكر أن بمخزونِ الرحمةِ
بعدَ الشُقَّةِ
للبَادِينَ خَرَاجاً؟!
أو أنَّ بدِفءِ الروحِ غناءً
من غَيْرِ صَخَبْ؟!
يا من جَمَّدتَ دخانَ اللغوِِ
على أنفِ اللاتِ وشَرَّدْتَ
فلولَ أبى لهَبٍ
تَبَّت أخراهُ برَحْلِ العارِ وتب
يا من تهتز لتَرتيلِ دعائك
كلُّ قُبورِ الجلاّدينَ القوّادينَ
وَ تسقُطُ أظفارُ الكيدِ ، توافيها
أنْ " ضعُفَ الطالبُ " فى كل طلب
ودّوا لو تُدْهِنُ
كى يتساوى صفوانُ المعراجِ
بأدرانِ الخَسْفِ /
ويطلبُ عمّارُ من بْنِ هشامٍ
عندَ اللاتِ شفاعة..
و تُهَيْمِنُ أصواتُ الرِّدَّةِ بالإيلافِ
على كلِّ إذاعة..
و يَحُومُ النَّسفُ على أوطانٍ
كاد يُزَوّجُها "كِسرا" للأَسْرِ
زَوَاجاً عُرْفِيّاً
كلا ..
مَن راقبَ مِثلكَ /
ما مَرَّ على استِغْشَاءِ القومِ يردّدُ:
أنّى يُحْيي الله بَصَائِرُنا من بعدِ مَواتٍ
و هُوَ الشاهدُ
أنَّكَ سَيَّرْتَ بعينِ البومِ قناعة..
قامتْ تَتَوَرَّعُ عن حُبِّ مطالعةِ السوْأَةِ
أو ذِكْرِ العَوْرَاتِ/
و أنَّ لدَيْكَ مُكاشَفَةً
تتطاير باسم كتابِ اللهِ تُحَلِّقُ
عَبْرَ زمانِ الألفيةِ
تَقْرَأُ فى صَفَحَاتِ الساسةِ :
مَنْ كانَ اليومَ ثَمودِيّاً
لَنْ يَعْقِرَ بَحْثاً عن ماءٍ
قد غِيضَ الماء..
فالناقةُ فى عَصْرِ الذّرّةِ
زُحْزِحَ مرْعاها/
فالنَّفطُ لديها .. خيرُ سِقاء
.
.
يا شَرَفَ الأُمّةِ..
عُلّمْتَ مُصالَحَةَ الأسْماءِ على
إرساء مُسَمَّاها
عُلِّمْتَ مُدَافَعَةَ الأشْياءِ
إذا لاحتْ أهدافُكَ ما أَدْرِيكَ رَمَيْتَ
و لَكنَّ الله رَماها
ظَنُّوكَ وَحِيداً
و اسْتَرَقوا الأسْماعَ إذا ذاعَ
النَّبأُ القادمُ عنكَ
وعَنْ طَرْحِ الآيةِ لمّا تضْرِبْ مثلاً
أصحابَ القريةِ /
ما ظَنّوا مِنْ خَلْفِ الأمْثالِ
سِوَى بُشراها
بل جاءوكَ إبانَ الفَتْحِ
يَمُنُّونَ عليك أن اغْتَسَلوا
مِن زحْفِ الديدانِ تجوب نواقصَهم
فى كُلِّ تِباع
و أراك بصَدْرٍ ذَهَبِىِّ الإيواءِ
إذا ما صادَفَ تَجْرِيحاً /
أو صَادَفَ كيدَ رِعَاع ..
يَغْمُرُ بالحِلْمِ عَوَامَ القَوْمِ يُبَصّرُنا
أنَّ قُلُوبَ البَشَرِيَّةِ صنفٌ مَقْصُورٌ
ليْسَ يُبَاع
محمود موسى
الاثنين
مساء الثامن من أكتوبر2007
ليلة السابع والعشرين من رمضان