أكبرُ مِنْ كُلِّ النساءْ
بحياتي ...
كنَّ نسائي ..
كالسِّربِ كثيراتْ
وجميعُ نسائي ..
كالبلَّورِ جميلاتْ
أتمعجنُ فوقَ العاجِ
وفوقَ شموعِ الأجسادْ
أتوقفُ .. في ليلِ الرغباتْ
وأُسافرُ في أعينهنْ
أسبحُ ما بينَ الحدقاتْ
أُدفنُ تحتَ ضفائرهنْ
أرقصُ فوقَ الحلمَاتْ
كلُّ امرأةٍ ألمسُها
تُصبحُ إحدى الحورياتْ
* * *
الآنَ .. الآنَ وبعدَ رَحيلي
بدُروبِ الحسناواتْ
آتي يا سيِّدتي
أسرجُ خيلَ الغزوَاتْ
وأهاجرُ نحوكِ يا أعذبَ كائنْ
بجميعِ القاراتْ
يا عصفُوري ،
يا ماءَ عيوني
يَا كلَّ ورودي الحمراءْ
يا عُشبَ بحيراتٍ
ينبتُ منْ خلفِ الشرُفاتْ
آتي كَي .. أنهي بيدي كلَّ حياتي
أنهي ..كُلَّ اللحظاتْ
ألحسُ كُلَّ وعودي .. في كلِّ ليالي الدفءِ
وأسكتُ صهلَ الجمراتْ
وأودِّعُ كلَّ بساتيني
أحرقُ كُلَّ الغاباتْ
* * *
قولي .. ليْ .. يا مولاتي .. يا زنبقَتي ، يا طوقَ نجاتي
يا أنثايَ ، وكلَّ حياتي
يا منْ ضللَّني عقلي
فسقطتُ ببئرِ حماقَاتي
وظننتُ بنفسيَ عابدْ
ما أوجعَ تلكَ الشهوةِ حينَ أواجهُها
تسلبُني كلَّ وجودي .. أنسلُّ إليها
مثلَ عجوزٍ فاسدْ !!
* * *
يا منْ أوصَلتِ العقلَ إلى الهذيانْ
هل يمكنُ أنْ أُصبحَ زوجاً ؟
لنكوِّنَ أسرةْ .. نبني بيتاً
من ورقِ الريحانْ
نتسلقُ غُصنهْ
نلتقطُ التوتَ .. ونقتطفُ الرمَّانْ
وبأوراقِ الذهبِ الأبديةْ
ننثُرها فوقَ الألمِ الضاربِ في الأعماقِ
فنُغطيَ نبعَ الأحزانْ ؟
* * *
هلْ يمكنُ أنْ أُصبحَ زوجاً ؟
يحكي قصصاً .. يُهدي ألواناً ، وشموعاً ، ودمىً
يمسحُ وجهكِ حينَ يكونُ حزينَا
يغسلُ جرحكِ حينَ يكونُ عميقَا
ويحيلُ حياتَكِ أفراحاً
يُسقي شتلاتٍ من أُنسٍ وسعادةْ .. يكسوكِ جمالا
* * *
هلْ يمكنُ أنْ أُصبحَ زوجاً ؟
يجدلُ شعركِ ذيلَ حصانْ
ويمشطُ أغصانَ السوسنْ
كمْ أحتاجكِ يا سيدتي
كيْ أصبحَ فرداً من شعبِكْ
أخرجُ منْ بينِ ثنايا خَصرِكْ
وأكونُ كطفلٍ مسكينٍ ووديعْ
فأنا منْ غيركِ أبدو ..
مثلَ حقيراً ووضيعْ
أنتِ طريقي .. أنتِ مسيري ..
دونَ وجودَكِ سوفَ أضيعْ !!
* * *
هلْ يمكنُ أنْ أُصبحَ زوجاً ؟
يأتي منْ خلفِ الأسطورةْ
ويمارسُ كلَّ خرافةْ
ليعيدَ المجدَ إلى عنترةَ العبسي ..
يخرجُ منْ عينيِّ جريرْ
يأتي عربياً .. يعصفُ منْ عصرِ التحريرْ
يذرفُ فوقَ يديكِ جنوناً
يرسُمُ أقواساً قزحية .. يشغلُها بحريرْ
ينزعُ ريشاًَ منْ أجنحةِ الشمسِ ويزرعُها
تحتَ سياجِ النهدينِ يعلِّقها .. ثمَّ يطيرْ
فأنا ذاكَ الفارسُ حينَ أُغيرْ
وبدوني عيشكِ سوفَ يكونُ خطيرْ !!
* * *
هلْ يمكنُ أنْ أُصبحَ زوجاً ؟
يا غرغرةَ البحرِ السكرانْ
يا ورقَ النعناعْ
يا حباتِ المطرِ المتساقطِ منْ سبعِ سماواتٍ
يا وجهاً دونَ قِناعْ
فعلى كتفيكِ ضعيني .. لُفيني شالاً يرتاعْ
ففروعكِ باسقةً في أنسجتي
فأنا لكِ خيرُ متاعْ !!
* * *
وسأجمعُ منْ أجلكِ
كل ورودِ الدنيا
وأرشُّ على جسدكْ
بعضاً منْ قطراتِ عبيرْ
يا رائحةَ الليمونِ ،
ويا وجهاً يملأُ نبعَ غديرْ
يا وطناً لي أعشقهُ
يا بلدي .. يا حصني
يا كلَّ ملاذي
فدعيني أحييكِ بصدري
جسمكِ منْ غيري مرتابٌ وصغيرْ
دونَ ذراعي ..
يحتاجُ إلى تفسيرْ
يبقى في حالةِ تعتيمٍ وبحالةِ تخديرْ
أنتِ بدوني لستِ امرأةً
لستِ سوى شيئاً في الأرضِ يسيرْ !!
* * *
أنتِ بدايةُ كلَّ جنينْ
هيَّا لتقومي
رُمحاً .. أو .. سكينْ
فارضي إنْ كنتِ تُريدينْ
أنْ أُبعدَ كلَّ أنينْ
وأُذيبكِ شوقاً .. وحنينْ
أياماً لا تُبلى .. وتلينْ
فالقدرُ الآن أماميَ مسكينْ !!
* * *
هلْ يمكنُ أنْ ، أُصبحَ زوجاً ؟
يا أنقى منَ قطنٍ . .
يا أروعَ منْ ماسْ
يا أجملَ لحنٍ فاضَ بهِ الإحساسْ
يا امرأةً منْ نجمٍ .. وقمرْ
منْ نكهةِ توتٍ وسَفرْ
يا لؤلؤةً منْ أصدافِ البحرْ ..
* * *
وخُذيني كَفَناً
إنْ حلَّتْ خِيَمُ الكتمانْ
فأنا آخرُ منْ يبقى بحياتكْ
وأنا أولُ إنسانْ
وأنا آخرُ نسيانْ
وأنا آخرُ مرفأْ
آخرُ منْ سيصمُّ الآذانْ
فدعيني .. أُلحِمُ نَفسي
إنْ خطَّطتِ على العصيانْ
يا كلَّ قرابيني ونذوري الأزليةْ
يا كلَّ عذابي ..آهاتي الأبديةْ
يا وجهَ النَّارْ
يا منْ تفتنُني ، تستعمرُ قلبي
دونَ استئذانْ ..
يا امرأةً ..
لا منْ إنسٍ ، أو منْ جانْ !!
/
\
/
\
/
\
م ـح ــم ـو د