الأخت الفاضلة .. فدوى التكموتي
وجدتُ في هذه المقالة من يكتب أفكاره ورؤاه وآراءه وتصوراته ، ويطرح تساؤلاته .. بأسلوبه وبحرفه الخاص .. حيال قضايا الأمة والواقع العام .!
وأنا ممن يرون أن هذا هو الأسلوب الصحيح والأمثل في التعاطي مع الكتابة والأدب والفكر .!
لأن هذا السبيل يسمح للإنسان ويُمكّنه من التحاور مع الآخرين بحُريةٍ تامة ، ويُسهّـل عليه التراجع عن أفكاره أو تصحيحها عندما يجد الحُجّـة والإجابة لدى الآخرين - تخالف ما لديه .!
ولذا فاسمحي لي أختي الفاضلة .. أن أُحييك على أفكارك وأسلوبك العفوي الصريح في الطرح ، وأُهنئكِ وأشـدُّ على يدكِ في هذا الاتجاه .!
البعض منا يطرح أفكار وكتابات غيره ، ولا يستطيع التعمّـق في التحاور حولها ، حيث أنه لن يستطيع التراجع عنها حتى لو ثبت له عدم صوابها .. ، لأنها ليست من بنات أفكاره ؛ ولأنه لم يستوعبها ويتفاعل معها قبل أن ينقلها من موقع إلى موقع .!
لا شك أن الاستدلال بأفكار وكتابات ورؤى الآخرين هي أمـور إيجابية ومطلوبة ولا غنى عنها ؛ ولكن تبقى شخصية وبصمة الإنسان في كتاباته وأفكاره هي الأساس - لاسيما في مجال الفكر - لأن الفكـر ينقل للآخرين صورة واضحة عن الإنسان .!
التعليق على الموضوع ..
للأسف الشديد أن الواقع يشهد بأن الثقافة العربية والفكر الإسلامي السائد - لا يُعطيان الفرد العربي المسلم حقه ، ولا ينظران إلى الآخـر من زاوية الإنصاف -دائماً .!
ولذلك نجد أن الفرد يبحث عن مكانة له ، فإذا كان ذلك الفرد حاكماً .. طغى وتكبّر وتجبّر .. حتى يُلفت أنظار الناس له ولمكانته - لأنه بالأساس مُتشبعٌ بثقافة التهميش قبل أن يُصبح حاكماً .!
وإذا كان الفرد محكوماً .. فإنه يعصي الأوامر ويخالف القوانين ويتجاوز ويُزوّر ويُخرّب - حتى يُقنع نفسه بأنه موجودٌ ، وبأنه قادرٌ على فعل شيء لا يُحبه الآخرون الذين لم يُعطوه حقه في الوجود .!
مع التذكير .. بأنه لكل قاعدة شواذ .
والأمر ذاته يتكرر عند الحديث عن الدول والمجتمعات ، فنحن العرب المسلمين لا نعترف للآخرين بدورهم وأفضالهم وقوتهم ، ولا نعترف بضعفنا وتخلفنا .. ولذلك نزاحم الكبار على حقوقهم التي نالوها بحكم مكانتهم التي وصلوها بجهدهم .!
والحقيقة أنه كما توجد ضرورة للقيادة (حاكم)على مستوى كل جماعة مهما كانت صغيرة ؛ فإنه توجد ضرورة للقيادة على مستوى الدول وعلى مستوى العالم .!
والبحث يجب أن يكون عن العدل بين الناس أفراداً وجماعات -داخل كل مستوى من المستويات ؛ وعن الأسلوب الأمثل الذي يكفل كرامة الإنسان عند تعامل الأقوياء مع الضعفاء ، والأغنياء مع الفقراء .!
وليس من المنطق ولا من الحكمة -بل إنه من العبث الفكري - البحث عن المساواة الكاملة المطلقة بين البشر الذين فضـّل الله بعضهم على بعض .!
ملاحظة : أن نكون خير أمة أُخرجت للناس ، فذلك لا يعني أننا أقوى أمة .! لأن الخير يعني الحكمة ولا يعني القوة .!
أختي الفاضلة أُحييكِ مرة أخرى ..
واسمحي لي أن ألفت انتباهكِ إلى ضرورة التركيز الشديد أثناء الكتابة لتفادي الأخطاء المطبعية قدر الإمكان ، لأن ذلك من شأنه الرفع من المستوى الأدبي للنص .!