من مذكرة مشنوقة في البعيد

عبد الإله الأنصاري
رائع هو حرفك الذي رسمت به هذا النص و معبرة تلك الصور التي استعملتها في بوحك
تملك قدرة هائلة على الغوص و استخراج المشاعر الدفينة و طرحها بأسلوب يجعلنا نحس بالصدق فنعيش معك تلك اللحظات بكل عفوية و ننتهي معك لنقاسمك ذلك الأثر و نعرف أي كاتب أنت .
دمت للإبداع رفيق
محبتي و اعجابي
هشام

قوي هو ذلك اليراع حين يستطيع بحروفه الأبجدية تعرية النفس لتكتشف كل طبيعة تضاريسها !!
حزن أم فرح.. ضحك أم بكاء.. سخرية أم ضياع.. كلها معاني باتت تختزن في طيات نفس لم يقوى على استخراجها علماء النفس لوحدهم فأبى الحرف الحافر والموغل إلا أن يكمل المهمة..

سيد عبد الإله الأنصاري.. حزين هو حرفك وسعيد في نفس الوقت بأن استطاع تعرية نفوسنا المختبئة وراء علامة الاستفهام..
دمت والخير..

الفاضل "عبدالاله الانصاري"

نص باذخ باذخ حد الثمالة..!!!!
ما أروع ما عانقته هنا.....!!!

سلمت ودمت بــ بهاء
لا تحرمنا من فيضك المبدع

لك تقديري وقوافل ورد

د.نجلاء ..
السامق ذلك القارئ الأنيق الذي سما بهذه المذكرة
شكرا له عليه
.
.
جوتيار
سجَّله هذا الحضور الوارف الذي علا به
شكرا لك كثيرا
.
.

عدنان ..
صدقت .. رحيل محتوم، ليس هو الاهم .. بل الكيفية
شكرا لك

.
.

وفاء ..
ليس لنا إلا هو ذاك الذي لا يتذمر ولا يزبد ؛ حرفٌ يحملنا بلا كلل
شكرا لك كثيرا


.
.

هشام ..
اكتسى بالروعة لحظة عبورك أيها الأنيق
شكرا لك كثيرا

.
.

سحر ..

هو كذلك لأنك هنا
شكرا لك مددا

من الحمق أن نعمل على إعادة بناء تلك الخرائب التي تصدعت واستطال توحشها
واستسلمت ببلادة لحالها المزري

الحماقة لفظ يساق كيفما شئنا حينما نستشعر غباء أو ظلم أحيانا !

الحماقة أيضا تلك التصرفات التي تأتِ في التوقيت الخاطئ للوضع النفسي الذي نعيشه كيفما كان !

الحماقة أن نحيط علما بتلكؤ ذلك الحاضر عمداً ونظل نستجديه..!

ومن الحماقة أن نأت إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ لنعلم الشخص الخطأ بأننا هنا من أجله حقيقة وليس خطأ..!

أن تغذي روحك بوهم الحزن ،
ذاك يعني أنك تحتاج إلى صفعة تعفيك من أن يتسرب إليك حقيقة
حد أن يتلبسك ، ويغدو سمة وجع تشير إليك !
إما أن تتخلص منه أو تدع للآخرين السبيل إلى مداواتك..!

يبدو أننا أسلمنا حاضرنا للغياب . . فما عاد بقادر على احتمال نزقنا والحنين
أخشى أننا كبرنا حتى على مغالبة الغثاء من حولنا ، والأيام باردة
والخطوات المتسارعة لا يقوَ اللهاث على خنق عدْوِها !
أي فيء نرتجي في وقت يمقت التفافة السواقي تجاه اليباس الذي تدلت روحه وأضمرها الجدب !
لست متشائما ولكن أرفض أن أُساق عنوة للموت على قارعة عصر غير مهذب !

بين عينيها تتوقف المدارات وينبض الشفق خجلا
ولعينيها اخضرارات الفصول

ذلك الظريف الذي جن فأرسل صرخته ( إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى . .)
تركني أغمز للنهارات أن أرفقي فليس للعشق موطئ قدم هنا
وها أنا أنبض بالحياة ولها وبدونه
هل كل من يجن يصدر أحكامه على الآخرين أن كونوا كـ إياي وإلا فأنتم إلى السعير أقرب؟
يا شاعر الوهم . . الكون أجمعه يغني لنا وترقص الفراشات من حولنا
وما بتنا بسهد . . وسكرنا بلحظ وما جننا
ستعتادك الآلام ويزرعك البؤس يبابا وقفر
ستحتاج لألف ألف طبيب ويهمسون لك : لا منجاة يا ولدي
إذن مت بغيظك واترك لنا آمالنا وأحلام تتنفس بحرية

كل عام تمطر قبلاتك على ضريح الراحلين ذلك العام
الأحياء لا ينالهم أكثر من بصقة و نظرات احتقار
يبدو أن الحياة لديك لا تعني أكثر من محطة انتظار
يتناوشك فيها قبائل من الثوار ، ويحترقون بلظى جفوتك
الموت حديقتك الغنّاء وأنشودة الخلود
الموت ميلادك يا بائسة
هكذا أنت. . روح لم تتذوق الحياة بعد ، ولن تفعل..!

وهم معتق ، وجيف ثرثارة ، و غريب ناء بحمل ترهاتهم ، يتكئ على جذعه وحده ،
وحده يهتف بالحياة ،
ذهب السمار فارفقي ، يا مكتظة بأشياء تعاند الأحرار ارفقي ،
يا غيابات المجهول المحتومة ، أين المفر و أنوارك الخافتة مشحونة بالكآبة و احتمالات البؤس ، وعصاه التي توكأ عليها ينخرها الدود ، و روحه يجوسها أرق النازفات من وجع الشيب و عويل الأغصان الطرية ،
سيذكرونه بعد الغياب الطويل ، ويتمسحون بتاريخه الأنقى