الأخوة الأفاضل جميعاً السلام عليكم
أخي سيد يوسف :
أُحييك على اختيارك لمثل هذه الموضوعات الهادفة ، وعلى توجهك الإسلامي الدعوي الرشيد ، وفي الوقت ذاته أجدني مُلزماً بإضافة بعض النقاط ذات الصلة .. ؛
حيث أنه لا خلاف على سمو فضيلة التواضع عند التعامل مع الضعفاء ، وأثناء التعاطي مع الفقراء .. ؛
ولكن تعاطفنا وتواضعنا معهم يجب ألا يُنسينا ضرورة مُحاربة الفقر والتخلف ..؛
ويجب التذكير بأن الفقر ليس قرين الإيمان ولا هو شعار التقوى ولا علامة المصداقية .. ؛
وبأن الغنى أو المال ليس قريناً للكفر ولا هو علامة للعصيان ولا شعاراً للتكبّر ..!
كما أنه يجب التذكير بأن المال نعمة وزينة أخرجها الله لعباده ..؛ وأن الغِنَى أمـرٌ طبيعي ومطلوب ومشروع ؛ وأن الفقر يحرم الإنسان من الكثير من أعمال الخير والبر ، وقد يؤدي بصاحبه إلى الضلال والكفر ..؛
وبذلك فإن الأولوية لدينا ينبغي أن تنصبَّ على إنتاج الأفكار ورسم الخطط التي تحـدُّ من الفقر ، وتـُقلل من خطر الفجوات الاجتماعية - الواقعية العملية - التي يصنعها الفقر بين الناس ، والتي لا مناص من تأثيرها على قراراتهم وتصرفاتهم ، ولا مفـر من أخـذها في الحسبان عند تعاملاتهم ، ولا مجال لإنكار وجودها .!
حيث أنه ليس من الحكمة ولا من المنطق أن يُزوِّج أحدنا ابنته - لإنسان فقير لا يمتلك مسكناً ولا يستطيع الإيفاء بشروط القوامة .. لأن ذلك إلقاءٌ بهما إلى التهلكة والفتن ..!
وليس من الحكمة كذلك أن يُعين أحدنا أو ينصح أخاه أو ابنه الفقير المُعدم - بالزواج والإنجاب ؛ بدل أن يدعوه إلى العمل والكسب وبناء كيانه ، ليكون دعامة من دعامات المجتمع .!
أحببت فقط التذكير بأنه إلى جانب واجب التعاطف مع الفقراء ، فإنه يجب محاربة الفقر ، لأنه من أخطر مصادر ومسببات التخلف والضلال والأمراض الاجتماعية والنفسية ..!
تقديري واحترامي ..