اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
بِنَجْمِكِ مِنْ بَين الكَوَاكِبِ يُهْتَدَى
وَنَهْجِكِ مِنْ بَين المَذَاهِبِ يُقْتَدَى
وَدَرْبُكِ فِي الأَيَّامِ فِي رِحْلَةِ العُلا
أَقَامَ جَدَا الأَمْجَادِ فِيهَا وَأَقْعَدَا
تَبَارَكْتِ أَرْضًا ضَمَّتِ البَيْتَ قِبْلَةً
وَضَمَّتْ حَنَايَاهَا النَّبِيَّ مُحَمَّدَا
أَقَامَ لَكِ التَّارِيخُ فِي الدَّهْرِ رِفْعَةً
تَزِيدُ مَعِ الأَيَّامِ عِزًّا وَسُؤْدُدَا
فَمَجْدُكِ يَا شِبْةَ الجَزِيرَةِ فِي الوَرَى
هِلالٌ بِنُورِ اللهِ يَسْطَعُ فِي المَدَى
تَفَرَّدْتِ فِي البُلْدَانِ قَدْرًا وَقُدْرَةً
كَأَنَّ بِلادَ الأَرْضِ تَخْشَى التَّفَرُّدَا
وَسِرْتِ عَلَى الرَّمْضَاءِ وَالكَوْنُ مُظْلِمٌ
وَصِرْتِ إِلَى العَلْيَاءِ وَالنُّورُ قَدْ بَدَا
عَلَوتِ عَنِ الأَقْوَامِ غَيرَ بَعِيدَةٍ
فَسُبْحَانَ مَنْ أَدْنَاكِ مِنْهُمْ وَأَبْعَدَا
بِلادًا رَعَاهَا اللهُ لِلدِّينِ قِبْلَةً
وَدَارًا لِمَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَوَحَّدَا
أَمَا وَالذِي أَعْلَى مَقَامَكِ إِنَّنِي
أُحِبُّكِ يَا أَرْضَ العُرُوبَةِ وَالهُدَى
إِذَا أَتْهَمَ الأَحْبَابُ يَمَّمْتُ مُتْهِمًا
وَإِنْ أَنْجَدَ الأَحْبَابُ يَمَّمْتُ مُنْجِدَا
وَإِنْ زَارَنِي طَيفٌ مِن الشَّوقِ بَارِقٌ
ضَرَبْتُ لِقَلْبِي فِي سَحَابِكِ مَوْعِدَا
وَأَرْضُكِ لَو مَسَّ الحَسُودُ جَلالَهَا
لَكُنْتُ لَكِ الصَّوتَ المُنَافِحَ وَالصَّدَى
وَرُبَّ يَرَاعٍ فِي أَنَامِلِ صَادِقٍ
يَبُزُّ حُسَامًا فِي أَكُفِّ مَنِ اجْتَدَى
أَنَا ابْنٌ لِهَذَا القَومِ مِنْ آلِ يَعْرُبٍ
تَعَمَّمَ فَخْرًا بِالمَكَارِمِ وَارْتَدَى
فَأَهْلُكِ أَهْلِي إِنْ أَقَالُوا وَإِنْ قَلَوا
وَأَصْلُكِ أَصْلِي إِنْ أَعَادَ أَوِ اعْتَدَى
فُرُوعِي تَعِيشُ القُدْسَ مِنْ نَسْلِ فَاتِحٍ
وَجَذْرِي إِلَى قَومِي قُرَيْشٍ تَمَدَّدَا
وَلَو أَنَّنِي خُيِّرْتُ حَيًّا وَمَيِّتًا
لَمَا اخْتَرْتُ إِلا أَرْضَ مَكَّةَ مَقْصِدَا
فَسِيرِي نِيَاقَ الشَّوقِ بِالرَّكْبِ نَحْوَهُمْ
أَسُوقُ لَهُمْ وفْدِي وَأُبْدِي التَّوَدُّدَا
إِلَى حَائِلٍ أَشْتَمُّ مِنْ رِيحِ حَاتِمٍ
مَكَارِمَ أَبْدَاهَا الزَّمَانُ وَخَلَّدَا
وَخُذْنِي إِلَى الأَحْسَاء فَالتَّمْرُ نَاضِجٌ
وَمِنْهَا إِلَى الدَّمَّامِ فَالزَّيتُ جَوَّدَا
وَعَرِّجْ عَلَى صَرْحِ الحَضَارَةِ وَالعُلا
دَلِيلًا عَلَى فَنِّ العَمَارَةِ شُيِّدَا
وَأَعْنِي الرِّيَاضَ المُسْتَقِرَّةَ فِي الذُّرَى
بَنَى الجُهْدُ فِيهَا المَجْدَ صَرْحًا مُمَرَّدَا
وَطِرْ بِي إِلَى نَجْرَان أَرْتَادُ رَوْضَهَا
وَسِرْ بِي إِلَى جِيزَان أَشْدُو مُغَرِّدَا
وَطُفْ بِي عَلَى الأَنْحَاء فِي حِضْنِ طَائِفٍ
تَطِيبُ بِهَا الآلاءُ شَهْدًا وَمَشْهَدَا
وَإِنِّي إِلَى دَارِ الجُدُودِ بِمَكَّةٍ
أَكَادُ مِن الأَشْوَاقِ أَنْ أَتَشَهَّدَا
هُنَالِكَ فِي البَيتِ العَتِيقِ وَقَدْ رَنَتْ
جَمِيعُ القُلُوبِ الوَالِهَاتِ تَعَبُّدَا
تَحُجُّ وَمِنْهَا القَلْبُ للهِ خَاشِعٌ
وَتَدْعُو وَدَمْعُ العَينِ يَدْعُو مُرَدِّدَا
وَفِي جُدَّةِ الأَفْرَاحِ بِالحُبِّ نَلْتَقِى
كَمَا تَلْتَقِى فِيهَا الثَّقَافَاتُ فِي المَدَى
وَسِرْ بِي طَرِيقًا نَحْوَ يَثْرِب سَارَهَا
رَسُولُ الهُدَى أَقْفُو خُطَاهُ فَأَسْعَدَا
فَقَدْ شَاقَنِي مِنْ رَوْضِ طيبَةَ هَاتِفٌ
تَرُدُّ عَلَيهِ الرُّوحُ: نَفْسِي لَهُ الفِدَا
أَيَا مَوْطِنًا لِلصِّيدِ مِنْ نَسْلِ مَنْ عَلَوا
غَطَارِيفَ طَابَتْ فِي القَبَائِلِ مَحْتِدَا
تَسَامَتْ فَلَمْ تَرْضَ الدَنَايَا خَلِيقَةً
وَعَزَّتْ فَلَمْ تَرْضَ الدَّنِيَّةَ مَقْعَدَا
رِجَالٌ لَهُمْ نَحْوَ المُرُوءَةِ وَثْبَةٌ
وَلِلرَّأْيِ هُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَمُنْتَدَى
وَمِنْ كُلِّ حُرٍّ يَحْفَظُ العَهْدَ شَامِخًا
مَتَى رَاوَدُوهُ الذُّلَّ يَأْبَاهُ سَيِّدَا
فَإِنْ كَانَ عَصْرُ الجَاهِلِيَّةِ مُشْرِكًا
فَمَا عَدِمَ الأَخْلَاقَ وَالفَخْرَ وَالنَّدَى
وَلَمَّا أَتَى الإِسْلامُ لِلحَقِّ هَادِيًا
تَنَادَوا إِلَى الإِيمَانِ وَالبِرِّ وَالهُدَى
وَسَارُوا بِنُورِ اللهِ فِي الكَونِ دَعْوَةً
تُحِيلُ تُرَابَ النَّفْسِ فِي النَّاسِ عَسْجَدَا
أَقَامُوا عَلَى الأَجْيَالِ دَارًا مَنِيعَةً
لَهَا هَيْبَةٌ تُخْشَى وَقَدْرٌ تَسَيَّدَا
إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَاءُ هَبُّوا إِلَى الوَغَى
لُيُوثًا تُذِيقُ البَغْيَ سَيفًا مُهَنَّدَا
وَإِنْ عَمَّتِ السَّرَّاءُ لَمْ يَتْبَعُوا الهَوَى
وَلَمْ يَهْجُرُوا عِلْمًا وَحُكْمًا وَمَسْجِدَا
فَلَمَّا عَلَى الأَيَّامِ هَانُوا تَهَاوَنُوا
وَأَصْبَحَ حُرُّ المَجْدِ عَبْدًا مُقَيَّدَا
حِجَازٌ وَنَجْدٌ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَهَا
وَقَدْ جَاءَهَا عَبْدُ العَزِيزِ فَوَحَّدَا
هُوَ الفَتْحُ أَحْيَاهَا بِلادًا وَأُمَّةً
تُفَاخِرُ بِالإِنْجَازِ أَرْضًا وَفَرْقَدَا
عَجِبْتُ لَهُ عَزْمًا أَجَدَّ وَدُونَهُ
مَهَامِهَ لَمْ يَعْرِفُ بِهَا الإِنْسُ مَعْهَدَا
وَأَتْبَعَهُ نَسْلٌ عَلَى العَهْدِ سَائِرٌ
فَيَا فَيْصَلٌ لَو عُدْتَ نَبْتَدِرُ العِدَى
وَهَا جَاءَ عَبْدُ اللهِ خَيرَ خَلِيفَةٍ
وَسُلْطَانُهُ أَمْسَى قَرِيرًا مُؤَيَّدَا
إِمَامَ الهُدَى المَرْجُوَّ فِي كُلِّ حَادِثٍ
أَبَى اللهُ إِلا أَنْ تُعَزَّ وَتُحْمَدَا
تَقَلَّدْتَ عِزَّ المُلْكِ فِي دَارِ عِزَّةٍ
وَمِثْلُكَ أَحْرَى فِيهِ أَنْ يَتَقَلَّدَا
وَمَا زِلْتَ تُولِي بِالمَكَارِمِ مَنْ أَتَى
وَتَهْدِي إِلَى قَصْدِ السَّبِيلِ فَتُرْشِدَا
فَيَا خَادِمَ البَيْتَينِ مَا زَالَ ثَالِثٌ
يَئِنُّ وَرِجْسُ القَيْدِ أَكْدَى وَأَكْمَدَا
يُنَادِي عَلَى الأَحْرَارِ مِنْ آلِ يَعْرُبٍ
وَإِنَّكَ أَوفَى مَنْ يُجِيبُ لَهُ النِّدَا
وَقَومٌ سَقَاهُ القَهْرُ كَأْسَ تَشَرُّدٍ
أَتَرْضَى لَهُ فِي الأَرْضِ أَنْ يَتَشَرَّدَا
وَقَومٌ بِشِعْبِ الغَدْرِ طَالَ حِصَارُهُ
فَهَلْ ثَمَّ بَعْدَ اللهِ إِلاكَ مُنْجِدَا
فَخُذْهَا رَعَاكَ اللهُ مِنْ قَوْلِ شَاعِرٍ
وَعُذْهَا رَعَاكَ اللهُ مِنْ قَوْلِهَا سُدَى
إِذَا لَمْ يَقُمْ لِلنَّصْرِ مِثْلُكَ فَارِسًا
تَسَاقَى كُؤُوسَ النَّصْرِ فِي الأُمَّةِ الرَّدَى
وَأَنْتَ عَلَى أَنْ تَنْصُرَ الحَقَّ قَادِرٌ
يَعُزُّ بِكَ الإِسْلامُ فَامْدُدْ لَهُ اليَدَا
أَقِيلُوا عِثَارِي يَا أَحِبَّةُ إِنَّنِي
أَغَارُ عَلَى الأَوْطَانِ مِنْ جَوْرِ مَنْ عَدَا
أَرَى المَوتَ عَمَّ الخَلْقَ فِي كُلِّ سَاحَةٍ
وَأَخْشَى عَلَى الإِحْسَاسِ أَنْ يَتَبَلَّدَا
وَأُشْفِقُ أَنْ تَفْنَى المُرُوءَةُ فِي الوَرَى
وَتَبْقَى دَعَاوَى الخَيرِ قَولًا مُجَرَّدَا
أَرَى قِبْلَةَ الإِسْلامِ نَهْجَ تَوَحُّدٍ
فَهَيَّا بَنِي الإِسْلامِ نَحْيَا التَّوَحُدَّا
وَكُونُوا كَمَنْ يَحْيَا الوُجُودَ مُخَلِّدًا
وَلَيسَ كَمَنْ يَحْيَا الوُجُودَ مُخَلَّدَا
وَعُودُوا لِحَبْلِ اللهِ وَاعْتَصِمُوا بِهِ
نَعِزَّ بِإذْنِ القَادِرِ اليَوْمَ أَو غَدَا

لم يكتب هذه القصيدة شاعر عربي، بل كتبها قائد عربي مسلم مخلص منتمٍ .
فبورك الانتماء !
وبوركت المبادئ!
وليت القادة يصغون إليكم .

كل التقدير والتحية